تعليم التفكير

المؤلف: د. إدوارد دي بونو
ترجمة: د. عادل عبدالكريم ياسين - إياد أحمد ملحم -
توفيق أحمد العمري

هل التفكير "فن" يتعذر علينا تعليمه؟ أم ان هناك ما يمكن أن نسميه "مهارة التفكير" والتي يمكن اكتسابها بالتعليم؟ هذا التساؤل المثير للاهتمام اجاب عنه مؤلف هذا الكتاب الذي نعرضه. فكيف طرح دي بونو القضية وكيف أثبتها؟ وما النتائج الإيجابية لهذا النهج التربوي في مجال العملية التربوية وفي الجهد العلمي والإبداعي في المجتمع المعاصر؟

يعد مؤلف هذا الكتاب من أبرز العلماء المفكرين الذين قطعوا شوطا بعيدا في بناء مهارة التفكير بناء عمليا وتصميم طريقة معينة لتعليمها، ومن أولئك الذين جادوا بجهدهم ووقتهم لخدمة مادة التفكير، والدعوة الجادة إلى الاهتمام بها، والمناداة بإدراجها في قائمة المواد الدراسية.

لقد تخرج المؤلف طبيبا في جامعة مالطا، وأتم دراسته العليا في إنجلترا فحصل على درجة الدكتوراة في علم الفيزيولوجيا، وعززها بدرجة دكتوراة ثانية في علم الطب، وبدرجات علمية أخرى فى علم النفس.

وأسس في عام 1969 مؤسسة البحث المعرفي في جامعة كيمبردج، وأسند إليه تعليم مادة التفكير في جامعات كيمبردج وأكسفورد ولندن وهارفارد.

ويدير في الوقت الحالى ما يطلق عليه: مؤسسة "الكورت" لتعليم التفكير الإبداعي الذي يعرف بالتفكير الإحاطي (الجوانبي) (Lateral thinking) لأنه يتناول المسألة التي تكون موضعا للتفكير من جميع جوانبها.

وتتبنى مؤسسة دي بونو عرض أساليب التفكير الإبداعي على المؤسسات العلمية والتجارية والصناعية في عدد كبير من أقطار المعمورة. ويعد هذا العالم المفكر أول من وضع دروسا عملية في تعليم مادة التفكير، في حدود ما نشر حول هذا الموضوع.

ومهما يكن من أمر، فإن دي بونو يرى أن العالم المعاصر يحتاج إلى نوع جديد من التعليم، نعني بذلك: تعليم التفكير؛ لأن التفكيرين: المنطقي والرياضي - على أهميتها البالغة - قد أخفقا في تلبية حاجة العصر، فلم يستطيعا أن يجدا الحلول الملائمة للمشكلات الإنسانية المعقدة التي يستعصي حلها على الصياغة الرياضية.

كتاب "تعليم التفكير"

يذهب دي بونو ، في كتابه إلى أن التربية قد اهتمت - منذ نشأتها - بموضوع التفكير، فدعت الفلسفة اليونانية منذ عصر "أرسطو" إلى التفكير المنطقي. وتم التأكيد - ولا يزال - على أهمية تنمية التفكير الرياضي لدى المتعلمين. وحرصت العلوم، في دراستها وتدريسها، على تنمية التفكير العلمي الذي يقوم على التجريب والتأكد من صحة الفرضيات الموضوعية يضاف إلى ذلك، أن سائر العلوم الأخر تزعم بأنها تعني بتنمية التفكير.

ومما يجدر ذكره هنا أن مؤلف كتابنا هذا - نعني: كتاب تعليم التفكير- لا يقلل بحال من أهمية أي نوع من أنواع التفكير هذه، ويعترف بأن التفكيرين: المنطقي والرياضي، يقفان وراء كل ما حققه الإنسان حتى يومنا هذا، من تقدم علمي وتقني، بما في ذلك وصوله إلى القمر، غير أنه شرع إلى نوع جديد من التفكير، يرى أن الإنسان المعاصر أصبح في حاجة ماسة إليه. فعلى الرغم من تقدم هذا الإنسان في مختلف فروع العلم والمعرفة، فإنه مازال غير قادر على حل بعض مشكلاته الإنسانية اليومية كالحروب والمنازعات والتعصب العنصري والفقر وجنوح الأحداث وما شاكل ذلك من قضايا.

والتفكير الذي يرمي إليه دي بونو هو ذلك النوع من التفكير الذي لا يلغي دور الشعور"العاطفة"، بل يجتهد في تربية هذا الشعور وتوجيهه وجهة صحيحة حتى يكبح جماحه عن اصدار القرار الارتجالي، الذي يفتقر إلى الدراسة العميقة، يرى أن هذا الأسلوب يعتبر السبيل الأمثل لتنمية مهارة الإدراك، والارتقاء بها، وتوسيع آفاقها، والوسيلة الملائمة التي تفضي إلى التفكير الإبداعي - الذي أطلق عليه: التفكير الإحاطي "الجوانبي" - الذي يفتح طرقا جانبية للتفكير خارج النمط المألوف، ويقوم هذا النوع من التفكير على الإحاطة بجميع جوانب المشكلة المطروحة على بساط البحث قبل أن يتخذ قرارا بشأنها.

على أن التفكير الذي يرتكز على أهمية توسيع الإدراك - من خلال أدوات محددة لتعليم التفكير، وتحقيق الإدراك السليم لأبعاد المشكلة - إنما يكون بالعمل على "توليد" معلومات جديدة أكثر من المعلومات المعطاة. فالتربية - كما ورد في مقدمة الترجمة - في حاجة دائما إلى ضخ أفكار ومنهجيات جديدة، تتيح للتربويين بناء ناشئة تتحلى بالعقل المنهجي، لكي تنأي عن الأسلوب التلقيني الذي لا يفرز أجيالا قادرة على التصدي لحل المشكلات الطارئة. وليس هناك وسيلة أجدى من "تعليم التفكير" لأبنائنا لتجويد ذكائهم، ورفع مستوى قدراتهم العقلية إلى المستوى المنشود.

كتاب بناء

ويتميز كتابا "تعليم التفكير" بأنه لا ينقد واقعا تربويا قائما فحسب، وإنما يضع برنامجا عمليا مدروسا لتطوير واقع التربية وبناء العقول، برنامجا قد جرى تطبيقه على نطاق واسع خارج مجتمعاتنا العربية.

وينص المؤلف، في تصديره للكتاب، على أن كتابه ليس بحثا نظريا في التفكير أو التعليم، وليس تأملا فلسفيا، بل هو كتاب يهدف - قبل كل شيء - إلى تناول تعليم التفكير بأسلوب عملى وذاتي، فهو يقوم على ما يحتمل أن يكون أضخم برنامج - في أي مكان من العالم - للتعليم المباشر للتفكير بوصفه مهارة يستطاع تنميتها وتطويرها.

ويرى المؤلف أن التربية تعلم "المعرفة"؛ لأنها متيسرة وفي متناول اليد، إذ لا يوجد لديها ما تقدمه للمتعلمين سواها. ولكن المعرفة - في حد ذاتها - ليست بديلا عن التفكير، إذ يتعذر أن تكون هذه المعرفة وافية تماما لمواجهة مشكلات الحياة العملية، خاصة أن مواقف الحياة تتعامل - في معظمها - مع المستقبل.

واعتاد المتفوقون من البشر أن يصدروا أحكاما متسرعة قائمة على الارتجال ثم يشرعوا بعد ذلك في الدفاع عن هذه الأحكام؛ وهذا النهج بالذات، هو ما يود المؤلف أن يتجنبه ويتحاشاه، لأنه يعوق التفكير السليم الذي يؤدي إلى حلول أكثر واقعية وأقرب إلى العقل.

ويقر "دي بونو" أن تعليم التفكير عمليه صعبة، وتكمن صعوبتها في المحافظة على توازن الإنسان، وحمايته من التردي في أوهام طائفة من في المفاهيم التي تكونت لدى البشرية حول موضوع التفكير، فهناك ألوان كثيرة من التراكمات الخاطئة ومن سوء الفهم لهذا الموضوع.

ويتألف الكتاب من قسمين اثنين:
أولهما: يتناول المبادئ العامة والقواعد الأساسية التي يقوم عليها تعليم التفكير، ومعظم هذه المبادئ ليست جديدة في كل شيء، لأنه يصبح من العبث أن يدعي الإنسان أن القيم إنما تكمن في التجديد - كما يرى المؤلف.

على أن هنالك بعض الأراء أو المفاهيم أو النتائج الجديدة، كما أن هناك أخرى غيرها تعتبر جزءا لا يتجزأ من التفكير التقليدى المعروف لدى كثير من القراء.

ويذهب دي بونو إلى أنه لا يكاد يعثر على سبب واحد يمكن أن يدفعه إلى التجاوز عن تلك الجوانب - التي يتفق فيها معظم الناس، وتلتقي فيها وجهات نظرهم - وإغفال ذكرها إغفالا تاما.

وثانيهما: يختص بعرض التجربة العملية التطبيقية التي تقوم على تدريس منهج معين، ويشتمل هذا المنهج على ستة فصول، يستقل كل فصل منها بعشر حصص. ويطلق على هذا المنهج المدرسي اسم: "برنامج الكورت في تعليم مادة التفكير".

وتستأثر كل حصة من الحصص المقررة بمجال واحد من مجالات الاهتمام كالتخمين - على سبيل المثال - أو بمعنى آخر: تعريف المشكلة. وتقتصر عمليات التفكير في بعض الدروس على وسيلة أو أداة خاصة، مثل: الأداة المستخدمة للتفكير في الإيجابية: الإجابية والسلبية والمثيرة في المسألة التي تكون موضعا للتفكير، كما يبدو لنا في الدرس الأول.

وتخصص - في أثناء تعليم هذه الدروس - كراسة ملونة لكل تلميذ، حيث توضح فيها الفكرة الأساسية للدرس، ثم تعرض - بعد ذلك - بنود التدريب.

ويعمل التلاميذ في أثناء الدرس في مجموعات متعاونة، حيث ينصب الاهتمام على العملية التعليمية، لا على المحتوى، ويراعى عامل تنويع الأمثلة والمشكلات التدريبية.

ويصاحب كل فصل، من الفصول الستة، دليل للمعلم يبسط الأفكار العامة والخطوط العريضة، مشفوعا بالشروح الوافية عن طريقة تعليم التفكير باعتبارها مادة دراسية.

ما التفكير؟

ولو أننا افترضنا أن التربية تتولى - في العادة - تعليم مهارات التفكير، لكان هذا الافتراض صحيحا، كما أن التربية تعلم الإنسان المعرفة، ولكن هذه المعرفة لا تصلح - بحال - أن تكون بديلا عن التفكير، أكثر مما يكون التفكير بديلا عن المعرفة.

وتعتمد التربية - بما أحرزته من نجاح في التدريب - على التفكير الناقد وتنميته ونحن لا نشك في أن التفكير الناقد ذو قيمة كبيرة في المجال التربوي، لأن هذا النوع من التفكير يعد جزءا جوهريا من عملية التفكير، ولكنه - في الوقت نفسه - ليس كل التفكير. ومن هنا، يتبين لنا أن التفكير التقليدي المعروف يتطلب وجود نوع آخر جديد من التفكير، وهو التفكير التوليدGenerative thinking) -) الذي يفتعل الأحداث، ويصطنع المشكلات ثم يبادر إلى معالجتها والتفكير في إيجاد حلول ملائمة لها - وهذا النوع من التفكير يعتبر عمليا، يمكن تطبيقه في الواقع؟ وهو تفكير مبدع خلاق، ويمكن المفكر من التعامل مع الواقع الذي يحيط به، حتى لو كانت المعرفة أو المعلومات المتوافرة عن المسألة التي يجري التفكير فيها ناقصة، ولا تعطي صورة دقيقة عنها.

وعلى هذا، فإن الإنسان الذي يكتسب هذا النوع من التفكير، يستطيع أن يواجه المشكلات التي تعترض سبيله، وأن يباشر معالجتها، دون أن ينتظر حتى تتوافر بين يديه جميع المعلومات التي تتعلق بالمشكلة، فتوفيرها غالبا ما يكون متعذرا، وربما يكون طلب الحل أمرا لا يحتمل الإرجاء والتسويف.

ولعل هذا هو الذي حمل مؤلف هذا الكتاب على أن يهيب بالتربية أن تولى عنايتها واهتمامها "بالتفكير التوليدي" دون أن تهمل التفكير الناقد، والتفكير الذى يقوم على تحصيل المعرفة.

وهكذا خلص دي بونو إلى تعريف التفكير بأنه: "التقصي المدروس للتجربة، لتحقيق غرض ما".

ويتعدد الغرض الذي يراد تحقيقه، تبعا للواقع المدروس، فربما يكون الغرض هو الفهم، وقد يكون اتخاذ القرار، أو التخطيط، أو حل المشكلات، أو إصدار الحكم على الشيء ، أو القيام بعمل من الأعمال، وما شاكل ذلك من أغراض.

ويصبح التفكير بهذا المعنى هو: "مهارة التشغيل التي يستطيع الذكاء - من خلالها - أن يؤثر في التجربة".

التفكير والشعور

ويظن نفر أن الشعور الباطني (الإحساس الداخلي) هو الذي يهم الإنسان في حياته حتما، وأن التفكير لا يزيد على كونه عبثا بالكلمات وتلاعبا بها. وقد بنوا ظنهم هذا على أنه يمكن استخدام ما يسمى بالتفكير المنطقي لإثبات أي وجهة نظر، وذهبوا إلى أبعد من ذلك حين قالوا: إنه يمكن إثبات الشيء وضده من خلال استخدام التفكير المنطقي.

ولهذا، فإن هؤلاء النفر يزعمون أن التفوق والظهور في نهاية الأمر لابد أن يكونا للشعور وحده، فالشعور- في عرفهم - هو الذى يجعل الكائن البشري إنسانا. غير أن التفكير ينظم مدركاتنا وخبراتنا ويعيد ترتيبها والتنسيق فيما بينها، مما يجعل رؤيتنا للأمور أكثر وضوحا. وهذه الرؤية نفسها هي التي تثير مشاعرنا، وبذلك يغدو الشعور - في معزل عن التفكير- عملا استبداديا تعسفيا، بل ومضللا في بعض الأحيان.

ويورد المؤلف مثالا على ذلك، فيرمي: "إن صديقا له كان يقود سيارته ذات يوم، فشاهد امرأة مطروحة على الأرض، وكانت قد صدمتها سيارة أخرى، وحين هم الصديق لمساعدة المرأة وإسعافها، مر سائق آخر، فشاهد سيارة الصديق المتوقفة ورأى المرأة المصابة فتبادر إلى ذهنه - لأول وهلة - استنتاج خاطئ، فترجل من سيارته، وانهال على الصديق بالضرب، ولكمه لكمة كسرت فكله".

وليس هنالك من شك في عنف مشاعر السائق وعمقها، وفي صدق انفعاله، ولكن تفهمه للموضوع كان خاطئا، فأدى هذا التفهم الخاطئ إلى توجيه الشعور توجيها خاطئا.

ومن هنا يكتشف لنا أن التفكير الصحيح يهيئ الإنسان للشعور الصحيح، ويتبين لنا أيضا أن الشعور كثيرا ما يكون خاطئا ومضللا إذا كان في معزل عن التفكير.

على أن النزعة الغالبة بين الناس عادة، تتمثل في إصدار الأحكام الفورية المبنية على الشعور واللجوء - من ثم - إلى استخدام ذكائهم لدعم هذه الأحكام وتأكيدها. ولذلك يصبح لزاما علينا - منذ الخطوة الأولى في تعليم التفكير - أن نوفر الوسيلة الملائمة التى تجنبنا إصدار مثل هذه الأحكام الارتجالية، فنطلب من المفكر أن يولي عنايته لجميع النقاط المهمة التي تتصل بالموقف، وأن يقوم بدراسة هذه النقاط دراسة متأنية قبل أن يشرع في اتخاذ قرار، أو اصدار حكمه، ثم يحشد المؤلف طائفة من الأمثلة التي تبين لنا كيف ساعد هذا الأسلوب من التفكير على تغيير المشاعر وتبديلها بعد تفهم الموقف الطارئ تفهما جليا.

أدوات "كورت"

يشير مصطلح كورت (Cort) إلى مؤسسة البحث المعرفي Cognitive research trust)) حيث أضيف الحرف (O) إضافة مصطنعة لتيسير النطق بالمصطلح ككلمة واحدة، ليس إلا.

ويتخذ برنامج مؤسسة البحث المعرفي لتعليم التفكير أدوات محددة أو مثيرات للانتباه، فيقوم كل درس من دروس "منهج الكورت" على واحدة من تلك الأدوات، كالأداة التي تأخذ بعين الاعتبار "وجهات نظر الآخرين".

ويقر الأستاذ (دي بونو)، مؤلف الكتاب، أن هنالك معارضه لهذا المنهج، وأن هذه المعارضة تقيم وجهة نظرها على أن مثل هذه الأدوات مصطنعة، بل غير مناسبة؛ ويذهب آخرون إلى وجود قدر كبير من التداخل بين هذه الأدوات، علاوة على أنها لا تشغل مساحات منفصلة، سيكولوجيا أو فلسفيا؛ ويرى فريق ثالث أن ما أطلق عليه "أدوات" لا يزيد - في بعض الحالات - على كونه مسمى هجينا لعملية سوف يتم إدراكها تماما على أية حال؛ ويقول فريق رابع: إن مجمل المدخل يعرض بنية ضيقة جدا لموضوع التفكير.

ويعترف، "دي بونو" أيضا، بأن هذه الاعتراضات جميعا يمكن أن تكون مشروعة ولها وجاهتها، غير أنه يرى أن مشروعيتها الفعلية هذه، هي التي تعزر مدخل "الكورت" وتجعل منه مدخلا ضروريا حقا.

ويتناول "دي بونو" - في الفصل العاشر من كتابه - هذه الاعتراضات بالدرس والتحليل، ويناقشها واحدا واحدا، ويخلص من مناقشته هذه إلى ضرورة التفريق بين استخدام الأدوات وفهمها، ويرى أن التمييز بين هذين الأمرين يعتبر مسألة مهمة، ويدعم وجهة نظره هذه بأن التربية تهتم بالفهم أكثر من غيره، مع أن التطبيق العملي أمر بالغ الأهمية، ويتجاوز عامل الفهم.

إن التعليم الناجح للتفكير، مرتبط بالنظر إليه على أنه مهارة ينبغي لها أن تنمى بالتدريب والمران. وهو أمر يعتمد، إلى حد كبير، على وجود المعلم الذي يهتم بهذا الموضوع ويؤمن بأهميته. ذلك أن تعليم التفكير موضوع "بالغ الأهمية بما لا يسمح بتناوله على سبيل التجربة المؤقتة أو الهواية ". وهو أيضا موضوع يستحق أن يشغل - كغيره من المواد - موقعا خاصا به في الجدول المدرسي.