مخترع العرب لعام 2010م صادق قاسم: «الخيميائي» اختراع ستكون له سمعة عالمية كبيرة
مخترع العرب لعام 2010م صادق قاسم: «الخيميائي» اختراع ستكون له سمعة عالمية كبيرة
من خلال برنامج أثبت ريادته خلال سنتين متتاليتين وأظهر لنا اهتمام قطاع كبير من الجمهور العربي بالعلوم والاختراعات، خاصة جيل الشباب الذين يتصارعون من أجل العلوم الحديثة محاولين الوصول إلى كل ما هو جديد في عالم الاختراعات العلمية الحديثة سطع نجم مخترع كويتي شاب هو صادق قاسم ليفوز عن جدارة بلقب مخترع العرب في مسابقة نجوم العلوم لعام 2010م بخطوات مدروسة وواضحة وبعمل دؤوب مبرمج وحماس لا متناهٍ، حاملا معه أهدافًا عالية وطموحات لا تتحقق إلا بالإصرار والإرادة والثقة بالنفس بإبداع إلكتروني، مختصرًا الوقت والجهد وبمنطق المحافظة على البيئة بذكاء آلي مميز تحت شعار «أجمل هندسة في الكون أن تبني جسرًا من الأمل على بحر من اليأس».
- صادق أحمد غلوم قاسم مواليد 6 / 12 / 1984م بكالوريوس محاسبة وحاصل على ماجستير إدارة أعمال، أنهى المرحلة الثانوية العام 2002م والتحق بجامعة الكويت قسم الفيزياء، ثم حول دراسته إلى قسم المحاسبة، وهو الآن يعمل مسؤولا عن تطوير الأعمال والمنتجات في إحدى الشركات الصناعية في الكويت، وهي الشركة التي تبنته من أحد المعارض العلمية قبل أن يحصل على شهادته الجامعية.
- أول ابتكار لي عندما كان عمري 14 سنة حيث ابتكرت مكنسة كهربائية تعمل باللاسلكي، وفي العام 2000م قبل أن أكمل 16 من عمري شاركت في مهرجان الألفية للإبداعات الشبابية في الولايات المتحدة وحصلت على الميدالية الذهبية وهذا أول إنجاز دولي أحققه. وفي العام 2005م حصلت على الميدالية الذهبية في معرض جنيف عن اختراع « نظام مؤشر ضوئي لفرامل السيارات». وفي العام 2007 م حصلت في معرض الكويت الدولي في الشرق الأوسط على 4 ميداليات ( ذهبية وفضيتين وبرونزية) عن عدد من الاختراعات، وفي العام نفسه حصلت على الجائزة الدولية من الجمعية الهنغارية للمخترعين، حيث حصلت على المركز الأول في العبقرية على مستوى العالم عن اختراع «الباب الآمن» والذي يؤمن حماية الأطفال من الخروج إلى الشوارع دون علم أسرهم، وأخيرًا «مخترع العرب لعام 2010 م» في برنامج نجوم العرب لمؤسسة قطر العلمية عن جهاز سحب ومزج العينات الكيميائية.
- كان للنادي العلمي دور كبير من بدايتي في النادي وأنا عمري أحد عشر عامًا إلى الآن وعمري ستة وعشرون عاما.والحقيقة أن كل الأشياء التي كنت أحتاجها وفرتها إدارة النادي على حسب إمكانياتهم كونه جمعية نفع عام.
- منذ كنت في الصف الأول الابتدائي ووالدي يحرص على أن أتعلم القراءة وأتذكر عندما كنت أذهب مع والدي لشراء السمك ونعود للمنزل ويبدأ والدي بتنظيفه كهواية له في سطح المنزل كان يقوم بإعطائي أي كتاب ويقول لي اقرأ، كنت أجلس على الصفحة الواحدة حوالي ساعة لكي أفهم ما أقرأه وبالفعل تعوّدت على القراءة والاطلاع وبدأت أتدرج بالقراءة في مختلف العلوم، منها الإسلامية والعلمية وخاصة الميتافيزك طبعا على حسب عمري. وكان يصطحبني إلى معرض الكتاب الدولي ويترك لي حرية اختيار الكتب بهدف حب القراءة. وبعدما كبرت أصبحت انا أقوم بنفسي بالاهتمام بالقراءة وأصبحت أحب القراءة في الأدب والعلوم الدينية والدنيوية والتطبيقية فكنت أقرأ في جميع المجالات وهكذا انجذبت إلى المجال العلمي.
- مسابقة نجوم العلوم تقام للسنة الثانية على التوالي بمشروع مؤسسة قطر العلمية برعاية سامية من الشيخة موزة بنت ناصر المسند، خلال الفترة من 3 أكتوبر - 28 نوفمبر 2010م، وهو يعتبر أول برنامج طلابي رائد في هذا المجال وتعتبر المسابقة أحدث مبادرات مؤسسة قطر والتي تهدف لتبني أفكار الشباب العربي بالفئات العمرية من (18 -30) سنة. وتتنافس الأفكار المطروحة أمام أعضاء لجنة التحكيم، والمكونة من مختلف النشاطات العلمية وتتم تصفية الطلبات المشاركة طيلة البرنامج لتسليط الضوء على جيل الشباب المبدعين من العرب.
- الخيميائي (ALCHEMIST) هو عبارة عن « وحدة تجهيز العينات الكيميائية » والذي يعمل على توفير خمس وظائف لخمسة أجهزة في جهاز واحد يقوم بأخذ العينات والخلط والهز والتسخين أو التبريد في آن واحد. والفكرة الأساسية أتت لي من مشكلة طرحها عليّ والدي أحمد قاسم في عام 2005م والذي يعمل مشغل إنتاج في شركة نفط الكويت والمشكلة كانت في أحد المختبرات هناك وهي فحص العينات لخلو النفط من الأملاح و تقدير الملح في النفط الخام وتكون هناك يوميا 300 عينة يتم فحصها بشكل يدوي ومتعب، إذ إن العامل داخل المختبرات ينتقل من جهاز لآخر لتحضير العينات، وهذا يحتاج إلى وقت وجهد. وأيضا تحدث بعض الأخطاء بزيادة كمية أو تقليلها أو عدم إتمام عملية الخلط بشكل جيد، فكانت النتائج تتأخر لأن عدد العينات كان كبيراً والتجارب التي تخضع لها العينات كثيرة ووقت العمل يستغرق خمس دقائق تقريبا. وبعد سنة ونصف السنة ابتكرت جهازا بسيطًا وأخذته لشركة نفط الكويت، وعندما جربت الجهاز داخل المختبر لتقدير نسبة الملح في النفط الخام استغرق وقتاً 54 ثانية بدلاً من خمس دقائق، ولكن لم تتقبل الشركة تكلفة الجهاز العالية.
- اسم «الخيميائي» هو عبارة عن وظيفة كان يستخدمها العلماء القدماء بتحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب وهو في عصرنا الحالي يسمى الطلاء ولكن قديما يعتبر سحرًا. واختياري لهذا الاسم جاء لعدة أسباب، منها أنه يختصر الوقت والمال فيعد ذهبًا بحد ذاته لأنه صديق للبيئة ومحافظ عليها، لأنه يشتغل على الهواء وبكهرباء بسيطة جدًا.
- ما يميز «الخيميائي» عن الأجهزة الأخرى أنه لا توجد أجهزة سابقة تقوم بوظيفتين في اللحظة نفسها، «الخيميائي» يمكن أن يقوم بوظيفة الخلط والهز والتبريد أو التسخين وأخذ العينة أثناء العمليات في وقت واحد، وهذا مكمن تفرده، كما أن الجهاز له قيمة عملية كبيرة كونه يحد من تعامل العنصر البشري مع المواد الخطرة مباشرة، إذ يكون التعامل مع الشاشة وهذا مصدر حماية للمستخدم مع المزايا الأخرى الخاصة بتوفير الوقت والجهد والأخطاء.
- أحمد الغازي من السعودية كانت وظيفة جهازه القيام والجلوس من خلال اختراعه آلة مساعدة الكبار على آلام الركبتين، وهند حبيقة من لبنان قامت باستخراج القراءة من العصب من خلال جهاز قياس نبضات القلب عبر النظارات المائية، وعبدالله أبو زيد من مصر اخترع مفاصل لتسهيل حركة الروبوت.
- في الحقيقة وبأمانة تنافسنا جميعا بروح أخوية وحب وبهدف واحد وهو ليس الوصول للمراكز الأولى فقط وإنما بمنطق أنه حتى لو خرج أحد منا عن المنافسة فيجب أن يكون التنافس بشكل يشرف بلد كل منا ووطننا العربي وهذا هو الأساس لدى المشاركين الذي خرجوا من المنافسة أو حتى الذين استمروا بها، ولكن منافسي الأول كان عبدالله أبو زيد من مصر، فقد كنا نسير على الخط السليم من وجهة نظر طاقم البرنامج والمتسابقين إضافة إلى أننا كنا بمنزلة الإخوة، نعيش جميعا في مكان واحد، فكانوا يقولون ان عبدالله وصادق للنهائي.
- منذ بداية دخولي للبرنامج بالملف الذي قدمته للجنة التحكيم، فيه شكل جهاز الخيميائي نظريا والذي لم يتغير منه سوى 10في المائة من شكله وتنحصر في الشاشة والأبعاد الخاصة بارتفاع الجهاز بدلا من متر في متر أصبح المقاس 70 × 90 أي قل الارتفاع حوالي 40 سم، وطبعا الجهاز كنت أستطيع أن أقدمه بأكثر من سيناريو ولكن كان لدي سيناريو واحد وهو أن ألغي الشاشة وأضع اسويشات ولكن الشاشة تعطي شكلاً تكنولوجيًا أكثر، والجهاز يمكن صنعه من السان ستيل ولكن وجدت أن الفوست البلاستيك أفضل، كان من الممكن أن آخذ السوائل بالوزت ولكن الإبر أعطت شكلاً أجمل وأدق في العملية، بالنسبة للألوان اخترت اللون الأبيض الشفاف للفوست، الذي أعطى طابع الجهاز المخبري للمختبرات، والأزرق يدل على التقنية والأخضر مصاحب للبيئة.
- كان أكبر مخاوفي عنصر الوقت، حيث يتطلب مني في خلال ثلاثة أسابيع هندسيا أن أشغل خمس وظائف مع ( touch screen ) شاشة لمس و(plc control) وكل شيء يعمل بدرجة 100في المائة، وهذا بحد ذاته كان تحديًا، والحمد لله انتهت أول وظيفة في المرحلة الأولى وحصلت على المركز الأول بالهندسة بنسبة 90 في المائة خلال عشرين يومًا، وبعد اجتيازي لمرحلة الهندسة والمراحل العاشرة والسادسة عشرة والسابعة والعشرين، بعدها اشترك معي الإنسان الذي لا أنسى فضله وهو زميلي أحمد خلوصي، ذراعي اليمنى وخير عون، خاصة أننا نعمل مع بعض بالمصنع وعملنا بأكثر من اختراع في وقت واحد، فهو إنسان له خبرته الصناعية التي تتعدى 35 سنة، إضافة إلى ضغوط جو التنافس والحياة في مكان أشبه ما يكون بالمعسكر من حيث الانضباط والالتزام والمواعيد.
- كانت معايير سليمة جدًا لأنهم أناس متخصصون وخبراء في مجالات علمية مختلفة، ولكن العتب في أمر واحد وهو أن أغلب أعضاء لجنة التحكيم كانت تخصصاتهم إدارية وميكانيكية وكهربائية، ولم يكن مع لجنة التحكيم عضو متخصص في مجال البتروكيماويات.
- بشكل عام الوطن العربي استطاع أن يثبت أن لدينا شبابًا قادرين على عمل أي شيء بغض النظر عن تخصصاتهم كانت محاسبة أو هندسة أو فيزياء أو علم نفس، وأيا كان التخصص هناك مواهب قادرة على الإبداع، والحمد لله نحن في منطقة الخليج وفي الوطن العربي عموما لدينا امكانيات وطاقات ولكن نفتقد الإيمان بأننا نستطيع فعل كل شيء، وقد أتاح برنامج نجوم العلوم وخاصة مؤسسة قطر الفرصة للشباب العربي لكي يثبتوا للعالم أنهم مبدعون والحمد لله.
- في الحقيقة تحققت 90 في المائة من حلم الخيميائي وباقي من الحلم 10 في المائة وهي أن أرى اختراعي بالسوقين المحلي والعالمي تحت اسم الكويت لأنه من الممكن لاختراع واحد أن يرفع اقتصاد دولة، مثل فنلندا واختراعهم لجهاز نوكيا ويعتزون به.
- يفتقرون إلى الجهة الحاضنة مثل النادي العلمي الكويتي فهو جهة حاضنة بقدراته كونه جمعية نفع عام ولكن ميزانيته محدودة، أي لو دخلت عليهم بـ «الخيميائي» فسوف أستنزف نصف ميزانيتهم، ومؤسسة قطر استطاعت توفير هذا العامل المهم للشباب كمسابقة، نتمنى أن تكون هناك جهة رسمية تعمل على دعم مشروعات الشباب أصحاب الأفكار والابتكارات في جميع المجالات، خصوصًا أن اختراعًا مثل اختراعي يحتاج إلى تمويل ضخم لتصنيعه وتعميمه، ولكن حصلت على عرض خارجي وبعد أسبوعين سأكون خارج البلاد رغم وجود الإمكانيات والطاقات لا يمكن أن تمولها المشروعات الصغيرة وأتمنى أن تولد الفكرة بالكويت لأنها فكرة كويتية 100في المائة فالجهاز كنموذج أولي كلف فوق الـ 60 ألف دينار تكفلت به مشكورة مؤسسة قطر في برنامج «نجوم العلوم».
- سأسعى إلى تخليد هذا اللقب عن طريق محاولات تسويق اختراعي بحيث يمكن الاستفادة منه على مر السنين سواء بوجودي أو عدمه، أما المبلغ فسأستثمره لحماية فكرتي (الخيميائي) وحمل فكرة جهازي ونشرها بين دول العالم، وقد قدمت على طلب تسجيل اختراعي في مكاتب عالمية. ------------------------------ إنّي امْرؤٌ عافى إنائيَ شِرْكةٌ عروة بن الورد
منيرة سالمين |