السينما في الصين: صحوة التنين الأصفر محمود قاسم

السينما في الصين: صحوة التنين الأصفر

العملاق الأصفر يستعد للانطلاق ، إنه يترك وراءه القرن العشرين مستعدا لقرن قادم ، يتلقف فيه هونج كونج ، ويتقدم نحو الأمام دون توقف ويتغير بذلك شكل العالم.

مؤشرات عديدة تشير إلى أن الصين ستكون سيدة القرن الواحد والعشرين.

وهذه المؤشرات ليست وليدة المصادفة، وليست قائمة على غير أساس، كما أنها ليست في مجال بعينه دون آخر، بل في جميع المجالات، وعلى شتى المستويات. فليس من المصادفة أن تنال الأفلام الصينية ودون سابق إنذار الجوائز الكبرى في خمسة مهرجانات سينمائية عالمية، في كان، وفينسيا، وبرلين وطوكيو والقاهرة في العامين الماضيين.

ومؤشر هذا الفوز، أن الصين لم تعد تهتم بصناعة أفلام حول الأيديولوجيات، و بتقديم سينما تخدم أهدافا سياسية فقط، بل أصبح على الفنان الصيني أن يعبر عن ذاته، ليقدم هذه الذات إلى العالم.

ولا يمكن أن نحصر سينما ضخمة مثل السينما الصينية في مقال واحد، فنحن أمام ظاهرة خاصة في حالة صيرورة وتغيير، سواء على المستوى الكمي، أو الكيفي. فمن حيث عدد الأفلام المنتجة، فإن الصين تعتبر ثالث دولة تنتج عددا من الأفلام سنويا، بعد الهند والولايات المتحدة، حيث يربو هذا العدد على المائتي فيلم، في بلد بلغ عدد مشاهدي الأفلام فيه سنويا سبعة وعشرين مليارا. وهو رقم يربو عشرات الأضعاف على الأرقام الخاصة بأعداد المشاهدين في أي بلد آخر بما فيها الهند والولايات المتحدة.

والصين اليوم، أشبه بالولايات المتحدة في البارحة. ففي كل مقاطعة يوجد ستوديو، وفي كل ستوديو هناك بلاتوه، ومعمل خاص به، وقاعات للمونتاج. ولكل مقاطعة نجومها، وفنانوها، ومخرجوها، ولكن هذا لا يمنع أن هناك سينما قومية. وهذه السينما أصبحت أكثر تحررا من سطوة الدولة عليها. فالفنان هو الذي يختار موضوعه. وهو الذي يبحث عن تمويل مناسب لأفلامه.

الطريف أن مجلة العربي عندما تحدثت عن السينما الصينية في سبتمبر 1982، قد رأت أنها بمثابة عملاق يبحث عن أفلام. واليوم بعد أحد عشر عاما بالضبط، تغيرت الرؤية تماما. وأصبحت الأفلام الصينية تكتسح في المهرجانات المخضرمة والحديثة جميع الأفلام القادمة من الدول التي تزهو بأن صناعة السينما لديها صناعة عريقة.

سان ماو. . . متشرد صغير

الآن، وقبل أن نقدم بعضا من نماذج الأفلام الصينية التي تبحث عن مهرجانات لتفوز فيها، فإنه من المهم أن نشير إلى أهم الملامح التي تجمع الأفلام الصينية المعاصرة. وهي موجزة في النقاط الآتية:

- الملمح الأول تاريخي. بمعنى أن وراء صناعة السينما في الصين تاريخا قديما يبلغ ثمانين عاما كاملة. فقد تم إنتاج أول فيلم روائي صيني في عام 1913 تحت عنوان "ثنائي جميل ". وهو العام نفسه الذي أنتجت فيه الهند فيلمها الروائي الأول. ولم يكن عرض هذا الفيلم سوى ثمرة لمحاولات عديدة لإنتاج أفلام أخرى، حيث عرفت الصين أول عرض سينمائي في عام 1897، أي بعد اختراع السينما بعام واحد فقط. وفي عام 1905 عرضت بعض الأشرطة الصينية لكنها لم تكن أفلاما بالمعنى المفهوم.

وفي السنوات العشرين الأولى كانت الأفلام الصينية بمثابة محاولات، ولكن إنشاء ستوديو شنغهاي في عام 1931 كان بمثابة نقطة مهمة في صناعة السينما. وقد ساعد ذلك على إخراج أفلام كلاسيكية ظلت علامة، حتى الآن، في تاريخ هذا الفن، ومنها فيلم "ملائكة الشارع " الذي أخرجه يوان موزي عام 1937. وهو فيلم ميلودرامى عن الفقراء في شوارع بكين الفقيرة. وفيلم "مفترق طرق " من إخراج شن كسيلنج في العام نفسه حول أربعة من الشباب العاطلين يحاولون البحث عن وظيفة لهم. أما فيلم "سان ماو. . المتشرد الصغير" الذي أخرجه زاو مينج عام 1949 فهو بمثابة أوديسا السينما الصينية في بداية الثورة الصينية.

فهذا الفيلم يروي قصة صبي صغير، طويل الأنف، يعيش متشردا بلا مأوى يجمع أعقاب السجائر، ويتمتع بخفة ظل، وينام في صناديق القمامة. وقد اعتبره النقاد بمثابة هكلبري فن، النموذج الأمريكي المشهور الذي كتب عنه مارك توين رواية مشهورة.

وما دمنا في إطار الملمح التاريخي، فإن الثورة الثقافية قد وجهت الأفلام الصينية إلى منعطف آخر، حيث نظرت السلطات إلى الأفلام باعتبارها دعاية مثالية لسياستها الداخلية، ولأيديولوجيتها، حيث هدفت السينما في تلك الآونة إلى الحديث عن تاريخها القديم والحديث، ونضال شعبها، وعن الأبطال القوميين المعاصرين والأقدمين. وكانت الموضوعات الوطنية هي السائدة في هذه الأفلام ففيلم "نياوتشان " يحكي قصة أسطورية عن عاشقين يضحي أحدهما بنفسه ليخلص بلده من كارثة.

وقد ظلت هذه هي السياسة العامة للقائمين على صناعة السينما في الصين، ورغم أن هذه الأفلام قد وجدت لنفسها طريقا خارج الحدود الصينية، إلا أن ذلك لم يحدث سوى في منطقة صغيرة في شرق آسيا. وطوال سنوات الثورة الثقافية حتى عام 1977 لم تنتج البلاد سوى ستمائة فيلم فقط، وهو رقم صغير قياسا إلى هذا العدد الكبير من المتفرجين، وإلى الأفلام التي تنتجها الصين في السنوات الأخيرة.

الإمبراطورة الأخيرة ... بائسة

وفي السنوات الأخيرة من السبعينيات بدأت صناعة السينما تنحو منحى جديدا. ليس فقط من حيث العدد، بل أيضا من حيث الموضوعات والتقنيات. ففي عام 1979، على سبيل المثال، تم إنتاج 119 فيلما، ومع بدايات الثمانينيات بدا أن الصين، وكأنها تضع تاريخها السينمائي السابق خلف ظهرها كي تولد سينما جديدة مختلفة تماما فزاد عدد الأفلام إلى 220 فيلما عام 1992 .

الملمح الثاني تاريخي أيضا، ولكنه لا يتعلق بتاريخ السينما الصينية، هـانما بتاريخ الصين نفسها كما سجل في الأفلام الصينية، القديم منها والحديث، حيث إن هذا الشعب لديه حنين شديد إلى ماضيه، ويميل إلى تجسيده. وقد يمتزج هذا التاريخ بجو أسطوري تحفه قصة حب جميلة ورقيقة، ولكن في الإطار التاريخي في المقام الأول.

من الأفلام القديمة نوعا ما هناك "كتلات النار"، وهو من النوع التاريخي الحربي القديم، وفيه تمجيد لتاريخ الصين العسكري. ولأنه فيلم ضخم، فقد رصدت له ميزانية كبيرة، وقام بإخراجه عام 1962 ثلاثة مخرجين هم "ليست تشيا" و"لي هسينج " و"باي تشينج جوي " وقد ضم مجموعة كبيرة من نجوم السينما الصينية، بالإضافة إلى آلاف الكومبارس. وهو محاولة لإنتاج فيلم تاريخي على غرار "سبارتاكوس" أو " ذهب مع الريح " أو " بن حور " و "الوصايا العشر " في السينما الأمريكية.

أما من الأفلام الحديثة فهناك نماذج عديدة نختار منها " الإمبراطورة الأخيرة " الذي أخرجه " شن جيليان " عام 1988. كما هو واضح فإننا أمام رؤية مختلفة، صينية الصنع، لفيلم الإمبراطور الأخير الذي أخرجه الإيطالي برناردو بيرتولوتشي في العام نفسه. والفيلم الصيني يتناول حياة وانروج الزوجة البائسة لآخر أباطرة الصين بو- يي. حيث يرى أن الإمبراطورة قد حملت المسئولية وكأنها ضحية تقترب من المذبح لتقدم نفسها قربانا. فعليها أن تتصرف حسب بروتوكول خاص، وأن تطيع الأوامر، وأن تبدو أمام الناس كإمبراطورة، حتى في لحظات الهزيمة، والوجود بعيدا عن العرش. فقد عاشت المرأة ساعات حب جميلة مع زوجها. لكنها أيضا شاهدت مقتل طفلها الوحيد على أيدي خصوم زوجها. وقد حاول الصينيون تقديم فيلم ضخم الإنتاج مثل الفيلم الأمريكي البريطاني الذي أخرجه بيرتولوتشي، ودفعوا بعرضه إلى دور السينما في أوربا، للاستفادة من نجاح "الإمبراطور الأخير"، ولدفع الناس لمعرفة قصة الإمبراطور الأخير من وجهة النظر الصينية المعاصرة.

الصين .... عذابي

رغم اهتمام الصينيين الملحوظ بتاريخهم، فإن الواقع الاجتماعي المعاصر لا يقل أهمية عن التاريخ، إن لم يزد، وقد جاءت أهمية هذا النوع من الأفلام في المرحلتين لأسباب مختلفة. ففي سنوات الثورة الثقافية، كان من الأهمية الإشارة إلى أن الناس يعيشون سعداء في ظل الشيوعية. وذلك من خلال عشرات الأفلام التي تعكس أوجه الحياة. أما في السنوات الأخيرة، فقد بدت أهمية التأكيد على ما تشهده الصين حقيقة من تغيرات.

والنوع الأول من الأفلام كان يصور بؤس الناس قبل الثورة الثقافية، ثم الخير الذي ينتظرهم على أيدي النظام السياسي الجديد. كما صورت هذه الأفلام الفساد الاجتماعي. وتقدس بعض الأفلام القيم التي زرعتها الثورة الثقافية، مثل الكفاح الشعبي، والحث على احترام العمل. ومن هذه النماذج هناك "حياة" من إخراج شي هيوي. و"بهجة وأحزان سن النضج " لسانج هيو. . . و"حانوت أسرة لين " من إخراج شوي هوا. وقد اخترنا أن نقدم من هذه النماذج التي تم إخراجها في أوائل الخمسينيات فيلم "الساعة" الذي اشترك في إخراجه سانج هو وزولين عام 1949.

وهذا الفيلم بمثابة معالجة صينية للفيلم الروسي "دروب الحياة". ويتناول إعادة تربية الأطفال اللصوص أو اللقطاء. ويتتبع الفيلم شابا متشردا سرق ساعة من محل ساعاتي، فتم القبض عليه وأرسل إلى معسكر المتشردين، وهناك يكتشف التكاتف بين الأطفال، وتتغير حياته. وفى المعسكر هناك مواجهة بين أطفال أشرار يتم إصلاح أحوالهم على أيدي الأطفال الأخيار.

وبعد أربعين عاما بالضبط على إنتاج هذا الفيلم انقلب الحال تماما، من خلال فيلم "الصين.. عذابي " الذي أخرجه داي سيجي، حيث يروي أيضا قصة أطفال في معسكرات الإصلاح، من خلال شاب مراهق محكوم عليه بالبقاء هناك بتهمة الاستماع إلى اسطوانة ممنوعة. وفي المعسكر يتعرض لأبشع أنواع الإذلال البشري، فيقرر أن يهرب كي يكون إنسانا حرا.

المنظور إذن تغير، وما كان ممنوعا أصبح مسموحا به، وفي حديث للمخرج إلى مجلة "لونوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية يقول: "لم أدخل هذه المعسكرات ، ولكنني أعرف زملاء وأسرة عاشوا في معسكرات. كنت صغيرا عندما بدأت الثورة الثقافية، وكنا سعداء بهذا، ولكن ما لبثت أن حدثت أشياء قاسية فبدأت أفقد الثقة في السياسة"..

الزعيم. . . فوق الأرض

تغير منظور الفنان للزعماء السياسيين، مثلما تغير المفهوم عامة في المجتمع. ففيما قبل كان الزعيم السياسي يبدو أقرب إلى التقديس. مثلما حدث في فيلم " من نصر لنصر " من إخراج شن ين، ووانج ين، حول الحملة التي قادها ماوتسي تونج لتحرير جزء من شرق الصين في عام 1947، وحول سياسة ماو في تدمير خصومه الواحد تلو الآخر ... الزعيم هنا أقرب إلى الآلهة، لا يمكن أن يخطىء، ويبدو دائما في أحسن صورة، وكأنه مبرمج ليكون الأفضل في كل شيء.

ولكن في الفيلم الذي أخرجه دنج ينان في عام 1991 حول " شوان لاي "، فإنه يصور الزعيم الصيني كإنسان يعيش فوق الأرض، بين الناس، وفي منزله. عاش الحروب التحريرية. ونراه في حياته الخاصة بسيطا، وليس أبدا أقرب في صفاته إلى الآلهة. وفي الفيلم إشارة إلى أن الثورة الثقافية كانت أقرب إلى الكابوس الليلي. ولكن الفيلم لا يتخلى عن وضع شو ان لاي في مكانه المناسب من قلوب الناس الذين أحبوه، ليس من أبناء الصين وحدهم، بل أيضا من خلال علاقاته خارج البلاد، مع الكثير من زعماء العالم.

أصبح للسينما الصينية مخرجوها الذين غدوا معروفين خارج البلاد بأسمائهم، خاصة فى السينما العالمية، والمهرجانات الدولية، وينتظر عرض أفلامهم الجديدة أسوة بكل المخرجين المشهورين في جميع أنحاء العالم. وفيما قبل كانت الصين تشترك في بعض المهرجانات العالمية بمجرد أفلام، أما الآن فإن أسماء مخرجيها تسند هذه الأفلام. وعلى سبيل المثال فإن "شن كايج " الذي نال فيلمه "وداعا يارفيقي " في مهرجان كان 1993 جائزة السعفة الذهبية مناصفة مع فيلم استرالي، قد اشترك قبل عام واحد بفيلم آخر هو "الحياة على طرف خيط " في المهرجان نفسه. أما المخرج شنج ييمو فقد كسب جائزة مهرجان برلين في عام 1988، وعاد ليكسب جائزة مهرجان فينسيا في عام 1992 ليؤكد أن النجاح لا يأتي من قبيل المصادفة.

وشانج ييمو ارتبط منذ فيلمه الأول بزوجته الممثلة كونج لي التي ظهرت في أفلامه: "الذرة الحمراء" عام 1988، ثم " الاسم المستعار: كوجار" عام 1989، و" جو دوو" عام 1990، ثم "ارفعوا المصباح الأحمر" عام 1991. وفي عام 1992 فاز بجائزة مهرجان فينسيا عن فيلمه " قصة كي جو".

وتتنوع موضوعات أفلام شانج ييمو من التاريخي إلى المعاصر، ففيلم " الذرة الحمراء " أقرب إلى الأساطير رغم أنه يدور عشرينيات القرن الحالي، حيث يختطف لص مقنع عروسا في طريقها إلى زوجها العجوز، ويحلها لنفسه، بعد أن يختفي الزوج. وفي فيلم " جو دوو " يعود المخرج إلى السنوات نفسها من خلال فتاة صينية تدعى "جو دوو" يشتريها رجل في الخمسين كي يتزوجها، وهو رجل غير خصب، ومع ذلك فإنه يلقي خطأه على زوجته التي يضربها ويهينها بشكل دائم، ثم يتبنى ولدا ما يلبث أن يقع في الخطيئة مع المرأة وينجب منها طفلا يكون سببا للحوادث المشئومة.

وفي فيلمه الأخير يصور فلاحة صينية تشكو رئيس القرية الذي ضرب زوجها، وتطلب منه أن يعتذر عن فعله. ورغم أن السلطات تحكم لها بالتعويض، إلا أنها تصر على أن يعتذر رئيس القرية إلى زوجها وتعاني الكثير من المتاعب مع السلطات حتى تنال ما تريد.

صينية في فينسيا

المخرج الثاني "شن كاييج " أخرج أول أفلامه "الأرض الصفراء" عام 1984. ثم قدم فيلمه "ملك الأطفال " في عام 1987. وفي العام الماضي قدم فيلمه "الحياة على طرف خيط ". . . وفي مهرجان كان الأخير فاز بالجائزة الكبرى عن فيلمه "وداعا يارفيقي ". . والمخرج من مواليد عام 1952. وهو ابن فنان قرر أن يلتزم الصمت أثناء حكم ماوتسي تونح. في سن السابعة عشرة عمل في مصنع للكاوتشوك، ثم جند في الجيش لمدة ثلاثة أعوام، ثم التحق بأكاديمية الفنون عام 1978، وعندما تخرج أخرج فيلمه الأول.

وينتمي كل من كاييج، وييمو إلى الجيل نفسه من السينمائيين، وهو الجيل الذي يطلق عليه اسم "الجيل الخامس " والذي يضم مجموعة من السينمائيين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثلاثين والثامنة والثلاثين، وجميعهم عاصر الثورة الثقافية التي بدأت عام1966. والطريف أن ييمو قد عمل مصورا للفيلم الأول الذي أخرجه كاييج. وإذا كان ييمو قد ارتبط بالممثلة جونج لي منذ فيلمه الأول، فإن كاييج قد أسند أغلب بطولات أفلامه للنجمة الشابة شوشنج لي.

يمكن أن نقول إننا في عصر نجمات السينما الصينية، على غرار العصر الذهبي لنجمات السينما الهوليودية في الأربعينيات. وقد آن الوقت ليتعرف الناس في العالم على نجمات من الجنس الأصفر، يتسمن برقة بادية، ولهن ابتسامات جذابة، ولقوامهن رشاقة ملحوظة. ومنهن كما أشرنا جونج لي، وشوشنج لي، ثم " توهواي كينج ".

فـ "جونج لي " التي فازت بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان فينسيا عام 1992 تعمل صحفية وناقدة، بالإضافة إلى التمثيل. أما تو هواي كينج فهي طالبة من شنغهاي، وهي تمثل الجمال الصيني المعاصر، فهو جمال بريء، ولكنه ذكي. والغريب أن هؤلاء النجمات يعملن في حدود ضيقة، بمعنى أنهن يلتزمن العمل مع مخرجين بأعينهم، ولا يميلون كثيرا إلى التعامل مع آخرين.

تلك كانت الملامح والسمات العامة للسينما الصينية المعاصرة، حاولنا إيجازها قدر الإمكان، مؤكدين أن الصين وهي على عتبة القرن الواحد والعشرين قد استعدت بفنانيها، والآن هناك نقاط مضيئة متجهة إلى الصين، ولكن هناك أيضا ملحوظة واجبة، وهي أن صين المليار ونيف نسمة، لم تنجب العدد الكبير من المخرجين، والفنانين الذين يمكنهم التعبير عن فن سينمائي متطور. وليست الأسماء البارزة، كما ذكرنا، سوى مجموعة محدودة من الشباب، وهم وحدهم الموجودون الآن على الساحة، ويشكلون مجموعة من الصحبة التي تنتمي إلى الجيل نفسه، فكأنهم عائلة صغيرة، وسط أسرة ضخمة العدد ... ولذا فإنه من المهم الانتظار لنرى إلى أي حد سيسفر الجيل السادس من السينمائيين عن مبدعين حقيقيين، يمكنهم أن يستكملوا المسيرة.

 

محمود قاسم

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




لقطة من الفيلم التاريخي المطر فوق الجبل





الأطفال في المعسكرات





الأطفال في المعسكرات





لقطة من فيلم شوان لاي





لقطة من الفيلم الصيني جرس السماء