عزيزي القارئ

عزيزي القارئ
        

انفجار العالم العربي

          يتفجر العالم العربي اليوم بالثورات الشعبية في كل مكان، مفاجئًا العالم ليس فقط بالمطالب التي ترفعها الجماهير العربية بالحرية والديمقراطية ورفض الفساد، بل بالتزامن ووحدة الشعارات بين هذه المطالب العربية بالشكل الذي يجعلها تبدو كأنها شعب واحد يتحرك ليطالب بالمطالب نفسها.

          هذا ملمح من الملامح التي يلفت الانتباه إليها رئيس التحرير في حديثه الشهري، مشددًا على أن الاستبداد الذي مورس على الشعوب العربية تواجهه الشعوب بانفجار مدوٍ، يرفع لافتة الحرية والكرامة والمقاومة السلمية التي تذهل العالم اليوم والأنظمة من مدى صلابتها.

          هذا الانفجار يولِّد في المنطقة العربية كلها أسئلة جديدة عن المستقبل تتقصى «العربي» بعضًا منها في هذا العدد، عبر تتبع الثورة ووقائعها وما تفتق عنها من كيانات رقابية ومدنية وسياسية شعبية عبر وسائل الاتصال الحديثة من جهة، والعودة للماضي لبحث جذور هذه الأسئلة وانعكاساتها على الواقع العربي الجديد من جهة أخرى.

          و«العربي» في سؤالها عن التغيير الكبير الذي تشهده المنطقة لا يفوتها أن تقدم للقارئ تجارب التاريخ الحديث المشابهة، متتبعة واقع الحياة اليوم في بريتوريا الجنوب إفريقية التي كانت حتى سنوات قليلة خلت عاصمة لا يدخلها السود في البلاد فإذا بها اليوم مدينة المساواة لكل من البيض والسود لا يميز بينهم سوى القانون.

          وبينما نرى اليوم أن النمط الأصولي في المقاومة الذي لم يؤد إلا إلى إهراق دماء الأبرياء تقابله اليوم صورة ثورات سلمية تزيح الديكتاتوريات عن عروشها بقوة النزاهة والحق والكرامة الإنسانية بلا تزييف لأي شعارات، أو استخدام للدين في غير محله، وهو ما يدعونا إلى استعادة مقولات رموز الإسلام المستنير مثل الشيخ محمد عبده وغيره.

          ولأن المستقبل كما تطرحه الجماهير العربية اليوم يبدو أكثر ميلاً لقيم العصر والعلم فإننا نبحث عن مواهب علمية عربية نقدم على صفحات «العربي» واحدًا منها اليوم، لكي يلهم أقرانه من شباب العرب الذين ينبغي أن يجعلوا من لغة العلوم لغة للعصر الجديد.

          وهذه رحلة واحدة بين رحلات عديدة إلى الحضارات والأفكار التي ندعوك لأن تحلق إليها برفقة صفحات هذا العدد أيها القارئ الكريم.

 

 

المحرر