وتريات

وتريات
        

أما آن للقلب أن يستريح ?!

عيناكِ نهرٌ ينساب
في شرايين قلبي.. دمًا
وفي درب عمري
شجرًا يُورقُ
وخدكِ - هذا الأسيل -
في خافقي نورهُ
كالسنا يُشرقُ
وصوتكِ في مسمعي
شدوهُ تغاريدهُ
بلبلُ ينطقُ

***

شلال شعركِ كالليل
نسائمهُ
لا تطفئ النار
بل تحرقُ
أتمتمُ.. حين ألمح طيفك
يأتيني.. عند السهاد وعند المنام
وأهتفُ.. حين يخطف البرق عيني
من لمع ثغرك
سبحانهُ الخالقُ

***

حنانيك يا قدرًا في الجبين
- لهُ - نحنُ ميعادهُ الصادقُ
حنانيك يا زهرة الياسمين
ويا زهرة السوسن العابقِ
تعبتُ من العوم يا زهرتي
في نهرِك الهادرِ الدافقِ
أما آن للقلب أن يستريح
ويتوب - عن عشقِه - العاشقُ؟!

***

أنا في لُجة النهر - يا زهرتي -
صريعٌ.. وأنفاسهُ تُخنقُ
صريعٌ.. يصارعُ أمواجهُ
يرى عُمرهُ - غيلةً - يزهقُ
أيا زهرتي
أنا الآن في لجة النهرِ
أهوي إلى قاعهِ
أغرقُ
أنا الآن وحدي..
لا يدًا
أمدُّ إليها يدي
لا مجاديف
لازورقُ

م. فؤاد سيف
البرح - اليمن

أنا عربيٌّ!

عربيٌّ أنا في عرقي وفي
عمق إحساسي ونبض العَصَبِ
عربي أينما عشتُ أفي
أرض صنعا.. أم بأرض المغربِ
عربي في دماء أوردتي
في حنايا القلب طولُ الحقبِ
إن شكا أيُّ امرئٍ من أمتي
وجعًا.. أو مسّه أي غبي!
باعتداء آثمٍ دون أذى
صادر منه: تراني غضبي
يبلغ الذروة كيما نصرةً
أفتديه الروح منّي الأبي
هكذا يأمرني حبّي لَهُ
منذ أنْ رُبِّيتُ خُلقا من أبي
وهواياتي رؤى الشعر الذي
يعجب الذوّاق حتى الصَّبي
هي لي السلوى على طول المدى
حين أنظمها بلحنٍ عَذبِ
والمجلات التي تطربني
دونَ أن أكذب: (فهي «العربي»)

عبدالله محمد المساوي
أبوظبي - الإمارات

ليثٌ سجينٌ

عيونٌ تلهو في الطريقِ
وليثٌ سجينٌ
قابعٌ
تأسره السنونُ
رابضٌ
في أسى الأحزانِ
والهول في عينيهِ
الأعداءُ حولَه
يوقدون النارَ
مضى يجتازُ الثرى
ويجوبُ المدى
لعلّه
ينفك القيد عنه برهةً
ويخلص من وحلِ الطريقِ
نارُ الوحدةِ تكويه قلى
وجمرُ الحقدِ يطعنه
ما الخلاصُ من هذا الخطرِ؟
أو كيف السبيلُ ليتَّقي الشرَرُ؟

عاطف مبارك بني يونس - الأردن