عيد الأضحى في الصومال ... عادات إسلامية وأخلاق إنسانية

لِعيد الأضحى في الصومال، بالقارّة الإفريقية، طابع خاص، فما إن يقترب عيد الأضحى حتى ترى أسواق المدن الصومالية تعجّ برؤوس الأغنام، والكبش الصومالي متميّز عن باقي أكباش الدول الأخرى، فهو بِجسد أبيض ورأس ورقبة سوداء، ويُسمّى الكبش الصومالي البربري، وهو من أصول فارسية، ويُعدّ المصدر الأساسي للّحوم، وركيزة أساسية في اقتصاد الصومال.


 وليس فقط أسواق الأضاحي مَن تعجّ بالمُشترين، ولكن حتى أسواق بيع الملابس الجاهزة فهي بدورها تكون مكتظّة بالزبائن الذين يستهويهم اقتناء الملابس التقليدية والعصرية لهم ولأطفالهم، ليَستقبلوا عيد الأضحى في أبهى حُلّة، ويُسمى اللباس التقليدي النسائي الصومالي آليندي (Alindi) أو كوتينو (Gutino)، وهو عبارة عن وشاح مخطّط بالبرتقالي والأحمر والأصفر، ويغطّي الجسد بكامله.


 والبيوت الصومالية بدورها تعيش حالة استثنائية باقتراب عيد الأضحى، فكل البيوت تجهّز أشهى الحلويات، لتستقبل بها الضيوف الذين يأتون لتقديم التهاني بقدوم العيد، ومن أشهر الحلويات التي تُجهّز في الصومال، خصوصًا في المدن الساحلية، كمدينة مركا وبراوى والعاصمة مقديشو، نجد حلوى شوشومو chochomo، تلك الحلوى المقرمشة الحلزونية الشكل التي يعشقها الأطفال، وحلوى كلني kellni العسلية المذاق.


 أما صلاة العيد في الصومال، فأغلب المدن الصومالية قديمًا كانت تفضّل صلاة العيد في المساجد، أما حاليًا فالصوماليون يصلّون حتى بالمصلّى، حيث يرتدي الرجال اللباس الخاص بصلاة العيد، ويُدعى القميص أو الدشداشة،  مع الوزار الذي يُلَفّ على الجزء الأسفل من الجسم، وقُبَيل الصلاة تبدأ المساجد تصدح بالتكبير والتهليل، ولكن ما يميّز هذه السنّة الدينية في المدن الصومالية، اختتامها بأمداح نبوية، فيتمّ استدعاء فِرَق سماعية تتميّز بأصوات عذبة شجيّة.


وبعد صلاة العيد، وبمجرّد ما يلتحق المصلّون بمنازلهم، حتى تقوم الأُسَر الصومالية بقلي حبّات البن بزيت السمسم، ثم يتمّ تناولها مع حلوى العانبولو، وهي حلوى تُحضّر بورق العجين، المحشو بالأرز والزبيب والمكسّرات، تأخذ شكل مثلّثات مقلية في الزيت. هذا إلى جانب فطائر العنجيرو.


وبعد تناول وجبة الغداء، التي تكون في الغالب عبارة عن لحم مشوي، مع طبق من الأرز، وخُضَر بالتوابل، تخرج الأُسَر الصومالية بِرفقة أطفالها للتجوال في الشوارع، والذهاب لساحات الألعاب، حيث يلعب ويمرح الأطفال، ويشترون الألعاب والحلويات، ويقضون يومًا ممتعًا فرحين بأجواء العيد، ومن العادات الترفيهية التي ترافق الاحتفال بِعيد الأضحى بالصومال، تخصيص الساحات الكبرى في المدن الصومالية للشباب من ذوي المواهب، الذين يجيدون فنون خفّة اليد والحركات البهلوانية، والتي تستقبل المئات من السكّان الصوماليين لمشاهدة هذه الفنون الجذّابة.