تاريخُ شُرطةِ الكويت في مُتحف مقتنيات ووثائق نادرة
في يوم عطلة نهاية الأسبوع، كان خالد خارجاً في نزهة مع أسرته على شارع الخليج ليستمتع بالأجواء الرائعة للعطلة، لكن الشارع بدا مزدحماً إلى حدّ غير معتاد، فقال والد خالد: لابدّ أنها نقطة أمنيّة لرجال الشرطة. فارتبك خالد عند ذكر رجال الشرطة. شعر الأب بارتباك ابنه، فقال وهو يهمّ بإخراج رخصة القيادة: لا تخف يا خالد، رجال الشرطة هم أصدقاؤنا ولا يخافهم إلا اللصوص ومَن هم في موضع الشكّ. سريعاً مرت السيارات فجاء الدور على سيارة أسرة خالد. أحسّ الشرطي بما يختلج في صدر خالد، فقال بصوت حاسم: نحن هنا لحمايتكم والحفاظ على أَمنكم. وإنّي أنصحكم بأن تزوروا مُتحف الشرطة لتطّلعوا على شيء من تاريخ مهنتنا.
إنّ مهنة الشرطيّ من المهن الإنسانية التي تضطلع بدور كبير في الحفاظ على الأمن والنظام في أيّ مجتمع. فرِجال الشرطة هم العين الساهرة، وهم من يبذلون أرواحهم فداءً لأوطانهم. مُتحف الشرطة الكويتية، مُتحف غايته تكريم رجال الشرطة عبر التأريخ لهذه المهنة الجليلة، وذلك من خلال المقتنيات النادرة والوثائق التاريخية القديمة المتعلّقة بجهاز الشرطة في الكويت.
قصدت أسرة خالد المُتحف الذي يقع في منطقة، بنيد القار، قبالة الطريق البحري الشهير، بشارع الخليج العربي في دولة الكويت. في الأصل، كان موقع المُتحف مركزاً للشرطة تم تشييده إبّان حكم المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح في ستينيّات القرن الماضي. ثم تمّ تحويل المبنى إلى مُتحف افتُتح في عام ٢٠١٤.
قبل أن تلِجوا المُتحف أيها الأحباء سوف تلفت انتباهكم، كما حدث مع خالد، مجموعة السيارات التي تصطفّ بصورة منظّمة في الساحة الخارجية للمُتحف، إنها سيارات الشرطة بأنواعها وألوانها وتصاميمها التي تغيّرت عبر السنين، ومن بين السيارات القديمة تقف سيارات سوداء، وهي سيارات كانت مخصصة لحماية كِبار الشخصيات. كما توجد بعض الآليات العسكرية التي استُخدمت في فترة الغزو الصدّامي* الغاشم على دولة الكويت عام ١٩٩٠، فضلاً عن الدرّاجات الناريّة الخاصّة بِرجال الشرطة.
وما إن تدخلوا المُتحف حتى تدهشوا من مقتنياته التاريخية الثمينة، منها، على سبيل المثال أوّل رخصة قيادة أُصدرت بدولة الكويت، ولباس الشرطة بتصاميمه المختلفة، ولوحات السيارات القديمة، وبعض الأسلحة التي استخدمها رجال الشرطة في الماضي، وغيرها.
يُعدّ المُتحف مرجعاً تاريخياً، وقِبلة للزوّار والسيّاح من داخل الكويت وخارجها نظراً لما يتمتّع به من ثراء تاريخي يعمّق معرفتنا بأصدقائنا رجال الشرطة. انتهت رحلة نهاية الأسبوع نهاية سعيدة ومفيدة، إذ كان خالد يطمح بأن يكون ضابطاً يخدم بلده ويسهر على صَونها والحفاظ عليها من المخاطر.