نسيبة والرسم وشويتشي سيكي
في شهر يناير من العام الماضي 2017، زرت مسرح مكتبة الكويت الوطنية لحضور العرض المرئي للفنّان الياباني (شويتشي سيكي)، وهو فناّن رسوم متحرّكة ومصمّم شخصيّات كرتونيّة منذ عام 1964، وحتى الآن. اشتُهر بالرسوم المتحرّكة اليابانيّة التي تعلّقنا بها وأصبحت ذكريات جميلة من طفولتنا، حتى أنتم اليوم أصدقائي الصغار قد تتابعونها، ومنها: السندباد، فلونة، لحن الحياة، في جعبتي حكاية، لبيبة، هالة زهرة البراري، جودي أبوت، بيل وسيباستيان.
كنتُ جداً متحمّسة لهذا الحدث، وحرصتُ على الحضور لأنّي أحبّ الرسوم المتحرّكة كما أحبّ الرسم الذي كان هوايتي المفضّلة منذ صغري، وقد برزت موهبتي بالممارسة، فرسمت بطرق وأساليب وألوان متعدّدة، وواجهت صعوبات في البداية ولكن بحبّي لهوايتي تغلبتُ عليها، وأصبحت رسّامة لقصص الأطفال، فأنا أحبّ الأطفال أيضاً، وهدفي هو توصيل القيَم الأصيلة وجمال الألوان والمناظر لهم من خلال رسوماتي.
في العرض المرئي للفنان شويتشي، كان الحضور كثيفاً جداً، ومن مختلف الأعمار، لأن رسومه الكارتونيّة أحبّتها أجيال متفاوتة، ولا عجب أن يكون بجانبك أحدهم من مواليد السبعينيّات أو الثمانينيّات من القرن الماضي. كان الجميع متحمّساً لحديث الفنّان الذي استعرض صور الرسوم المتحركة وتحدّث عنها كلّ على حدة، وأجاب على أسئلتنا برحابة صدر.
استفدْت كثيراً، لأنّه حدّثنا عن مسيرته الفنيّة، وكيف استطاع أن يصمّم الشخصيات الكرتونية، والصعوبات التي واجهته. وقد قدّم لنا نصائح وتوجيهات سديدة من واقع خبرته، وحاولت أن أدوّن كلماته لِما فيها من أهمية بالغة لي ولكم أيضاً. وممّا قاله ولا يزال راسخاً في عقلي: ارسموا بحبّ وليس بافتعال الحب. أي أحبّوا هواياتكم واحرصوا أن تكون مناسبة لقدراتكم وإمكاناتكم.
وفي نهاية العرض المرئي، كرّم المجلس الوطني الفنّان (سيكي) بدرع وهدايا تذكارية، وأذكر كم كان الفنّان سعيداً بها، لدرجة أنّه بكى وقال: «لم أكن أعلم أن رسوماتي لها أثر إلى هذا الحدّ».
وتلا العرض ورشة فنّية للفنّان (سيكي)، اشتركتُ بها، وتعلّمت منها الكثير، فقد رسم أمامنا فلونة والسندباد، وعلّمنا خطوات رسمهما بالتفصيل، ثم قمنا برسمهما، واستمتعتُ كثيراً بالتطبيق العملي. وحرصت في ختام الورشة على تقديم هديّة تذكاريّة بسيطة له، تقديراً لعطائه الفنّي، وكانت هديتي عبارة عن لوحة بالألوان المائيّة تعبّر عن مشاعري وامتناني تِجاه فنّه الجميل، ففرح بها كثيراً، والتقطتُ معه صورة فوتوغرافيّة للذكرى، والكثير من المشتركين قدّموا له هدايا تذكارية عن الكويت.