فوائد تناول عصير الطماطم أثناء السفر بالطائرة
لربما اشتهيتم في أثناء إحدى سفراتكم مع أهلكم بالطائرة تجريب احتساء كوب من عصير الطماطم (البندورة) لدى مشاهدتكم أحد الركاب الآخرين قد سبقكم في طلب العصير نفسه. لا عَجَبَ في ذلك أصدقائي, فالله -عزَّ وجلَّ - خلق فينا صفتي الفضول وتقليد الآخرين. إذاً ما السرُّ في رغبة المسافرين بشرب عصير الطماطم ولماذا يُطلب بكثرة في الطائرة?
يُلاحظ طواقم الطائرات منذ مدة زيادةً في استهلاك عصير الطماطم, خصوصاً في الرحلات القصيرة التي تغيب فيها وجبات الطعام, سواء قُدِّم وحده أو مع عصير الليمون. فهو يحتوي على العديد من الفيتامينات والعناصر التي تسبب شبعاً مؤقتاً, كما أن طعمه بحد ذاته في الجو أفضل منه في البر وذلك بخلاف الأطعمة الأخرى التي يتحتّم إضافة التوابل إليها بكثرة لجعلها مقبولة. لذلك تُقدِّم إحدى أهم شركات الطيران العالمية لزبائنها مليوناً ونصف المليون لتر سنوياً من ذلك العصير, و عندما فكَّرت تلك الشركة مرةً في حذفه من قائمة المشروبات واجهت احتجاجات عارمة.
كما يعتقد العلماء أن شرب هذا العصير على متن الطائرة بات تقليداً مثل تقليد تناول الذرة المُحمَّصة (الفوشار) في قاعات السينما, فيكفي أن يطلب أحد المسافرين هذا الشراب حتى يُقلِّده الآخرون, على الرغم من أن الأشخاص أنفسهم لا يشربونه كثيراً في حياتهم المُعتادة على الأرض; بل حتى لا يتذكرونه!
من ناحية أخرى, فإن السفر الطويل جواً قد يسبب تخثر الدم لدى المسافرين عندما يجلسون في مقاعد ضيقة لمدة طويلة, وقد أوضحت إحدى الدراسات أن تناول ثلاث إلى أربع حبات من الطماطم يومياً يقي من تجلُّط الدم, وهي الكمية ذاتها التي يحتوي عليها كوب من عصير الطماطم; إذ إن الطبقة الصفراء اللزجة المحيطة ببذور الطماطم تحتوي على مواد مضادّة لتجلُّط الدم. كما أن عصير الطماطم ينتمي إلى العصائر الحمراء التي تعتبر في الغالب مغذية, فهو يقوّي جهاز المناعة في الجسم لاحتوائه على مادة نباتية مُضادَّة للأكسدة تعمل أيضاً على حماية الجسم من مخاطر الإصابة بأمراض أخرى.
وهكذا يُفضِّل المسافرون فوق الغيوم شرب عصير الطماطم, كألذّ ما يُقدَّم على ارتفاع أكثر من 30 ألف قدم.