عزيزي العربي

عزيزي العربي
        

  • رئيس التحرير يعقب على «ثورة عصر»
    الوحدة من أجل الجماهير ومصالحها

          وصلتنا مجموعة من الرسائل تعقيبًا على مقالي الشهري الذي نشر في العدد 629- أبريل الماضي بعنوان «ثورة عصر» وبينها رسالة للقارئ الأخ/ سفيان عبدالقادر الجمل، من تونس الشقيقة، كتب فيها نقدًا للموضوع في رسالة بعنوان «ريادة تاريخية أم ثقل إستراتيجي» يعتب فيها أنني لم أتناول في مقالي عن الثورة إشارة تفصيلية للثورة التونسية، وللقارئ الكريم ولغيره من القراء التونسيين أقول:

          إن هذا الانفجار الغاضب للشعوب العربية الذي تمثل في الثورات والتظاهرات والاعتصامات قد حدث في وقت متزامن تقريبًا في تونس ومصر واليمن وبالتتابع الذي حدث بعد ذلك في ليبيا وسورية وفي العراق أيضًا. وهذا الانفجار المتزامن يدل على وحدة القضية في العالم العربي، وأن التأثير والتأثر في هذه الظاهرة هما ضمن مجتمع عربي توحده الثقافة والمشكلات الاجتماعية والسياسية ووحدة المصير.

          إن التأثير والتأثر بين أمة وأخرى ليسا جديدين في تاريخ الثورات، كما هو شأن تأثر أمريكا بالثورة الفرنسية الشهيرة التي أثرت في العالم كله، ليس في أمريكا وحدها، وبالتالي فعندما نتحدث عن ثورة مصر فنحن لا نهمل حركة الجماهير العربية في تونس وفي كل مكان من أرجاء العالم العربي إطلاقًا، ولكن ثورتي تونس ومصر لا تنتميان إلى أمتين بقدر ما هما ثورتان لأمة واحدة تحت حاكمين وعلمين مختلفين.

          وأنا عند معالجتي لموضوع الثورة المصرية لا أنكر أنني قد غفلت عن الإشادة بحركة الجماهير العربية في تونس الشقيقة، لكن على أرض الواقع فبالعكس، كنا نتتبعها ونرصد تطور الأحداث الذي تسير فيه يوميًا، لكن ما وددت قوله، ووفقًا لحجم الاهتمام العالمي وفي المنطقة كلها فإن الحدث الكبير في هذا الانفجار العربي في مصر من حيث التركيز الإعلامي والاهتمام العالمي به، كون مصر الدولة المركزية الكبرى في العالم العربي، والتي تشد إليها الاهتمام العالمي سواء من حيث المصالح العالمية أو الاستراتيجيات الشرق أوسطية التي تمثل مصر حلقتها الأهم والأوسع. كما أنني لا يمكن أن أغفل الثورة التونسية وحركة جماهيرها المنظمة سواء  العمالية أو النقابية أو الطلابية منها، بالإضافة إلى دور مثقفيها البارز، إنما كان الهدف الأساسي من المقال ليس التحليل أو الإشادة بقدر ما كنت أحاول أن أسلط الضوء على دور العلم ومنجزاته فيما حدث، وهو الدور الذي تجلى بشكل أكبر من غيره عندما استخدمته الجماهير المصرية. وحجم الحدث في مصر كان كبيرًا بحكم أنها أكبر دولة عربية تتسلط عليها الأضواء من جميع أرجاء العالم، ولهذا استشهدت - مثلا - بما قاله الرئيس الأمريكي أوباما عن الثورة المصرية بوصفه رئيس أكبر قوة في العالم، إضافة لما قاله غيره عن هذه الثورة من قادة العالم.

          في الوقت الذي لم أشر فيه إلى بقية الانتفاضات في العالم العربي، لأنني بحكم انتمائي الثقافي والفكري لا أميز بين المجتمعات والشعوب العربية، فأنا أنظر لهذا الموضوع نظرة كلية، وكلي يقين بأنه حتى لو لم تتفجّر الثورة المصرية بهذه السرعة لبقيت الثورة التونسية مدعاة للإلهام والتأثير في حركة النهضة العربية كلها وستبقى ملهمة لثورات شعوب كثيرة، أظن أنها ستندلع في إفريقيا قبل غيرها.

          ولعلني لا أحتاج للتأكيد على كامل تقديري، مثل غيري من أبناء الأمة العربية للثورة التونسية التي اندلعت شراراتها من أرجاء تونس في وقت واحد وشارك فيها المجتمع التونسي كله بكامل فئاته وطبقاته ضد الظلم والاستبداد وانعدام الفرص، وضد الديكتاتورية والفساد والتوغل البوليسي في حياة الناس وعدم تكافؤ الفرص، ولأجل استعادة الكرامة لجموع الشعب التونسي الشقيق. وهي الثورة التي أثارت الفخر ليس للتونسيين فقط بل لدى كل مواطن عربي ينتفض شوقا للحرية والكرامة، إضافة لما أثارته من مظاهر التحرك السلمي كصيغة تفرض صلابتها بصدور الناس العارية، وما رفعته من شعارات جسدت مقتطفات من قصائد الشاعر الملهم أبي القاسم الشابي، وهو ما أكد الدور الرئيسي للثقافة والأفكار الموحية في إلهام ثورات الشعوب العربية.

          صحيح أن الرؤية التي ينظر بها إلى مجتمعاتنا العربية من الخارج أنها دول بحدود وفواصل الجغرافيا، لكنها في الحقيقة على اتصال مع بعضها البعض بحكم مشتركات الثقافة والسياسة والقيم التراثية التاريخية المشتركة. ولا شك في أن النضج الجماهيري الذي تفجر في أرجاء الأرض العربية اليوم ليس ابن يوم وليلة، وإنما حصيلة اختمار طويل مرت به هذه الأمة لسنوات، ناهضت خلالها الجماهير التسلط والفقر والإرهاب البوليسي والقمع، ولا شك في أن نضالاته الطويلة هي التي أوصلته إلى هذه الثورة العارمة، وهذا هو بالضبط ما حدث في تونس وكأنه إطلاق لصافرة حكم مباراة في كرة القدم لينطلق اللاعبون جميعهم في حركتهم وكل عالم بطريقه.

          فعلى مدى عشرات السنين لم تتوقف الأصوات المناوئة للاستبداد في مصر عن أداء دورها رغم القمع، كما لم يتوقف الحراك المطالب بالحرية ووقف مظاهر الفساد والاستبداد السياسي.

          ولهذا شهدنا تقاربًا أو تماثلاً في الشعارات التي رفعتها جميع الشعوب العربية الثائرة في تونس ومصر واليمن وليبيا وسورية والعراق وغيرها. ومع أن بعض السلطات حاولت إنكار وحدة هذه المطالب للشعوب العربية في البداية، إلا أن الأيام وتطور الأحداث أثبتا أن ما يطالب به الشعب السوري - مثلا - هو ما طالب به نفسه اخوتهم في تونس، وهي المطالب نفسها التي يرفع شعاراتها جمهور اليمن في تعز وصنعاء وعدن وهي أيضًا التي ترفع في بغداد وكركوك.

          وتبقى كلمة أخيرة أخص بها الأخ سفيان الجمل.. وهي أن مسألة من سبق الآخر في الحركة أو رفع الشعار ليست المسألة التي تستحق أن نقف عندها الآن، إنما المسألة ينبغي أن تتمثل في كيفية تضامن هذه الشعوب العربية جميعًا لتحقيق المطالب والأهداف والطموحات التي قامت لأجلها جميع هذه الثورات، وأن تغلق كل الثغرات التي يمكن أن تنفذ منها القوى الأجنبية الطامعة في ثرواتنا، أو أعوان الأنظمة الساقطة التي تسعى للعودة إلى السلطة مرة أخرى لاستعادة مصالحها، أو تآمر الصهيونية الإسرائيلية، وعلينا هنا أن نرفع شعار «التضامن والتعاضد من أجل الجماهير ومصالحها في التحول الديمقراطي والتنمية من أجل مجتمعات عربية يعيش فيها العربي كريمًا حرًا وسعيدًا».

د. سليمان إبراهيم العسكري

  • عزلة المُبدِع

          يتعمّد الكتّاب الكبار في العالم العزلة، فبقدر ما تكبر تجربتهم ينسحبون من المشهد خارجين من إطار الصورة، حتى إذا مرّوا بها خلنا الواحد منهم يوقع حضوره على طريقة هيتشكوك، ويتركنا عائمين في الاحتمال: هل رأيناه فعلاً، أم خيّل إلينا من فرط اشتياقنا إليه؟

          كتب مرة الروائي الحبيب السالمي عن رحلته إلى كولومبيا، وكيف أسكنته الجهة المنظمة قريبًا من منزل ماركيز، وكيف أخبره مصوّر فوتوغرافي أنه قد يحضر افتتاح معرضه، وظل السالمي طوال الافتتاح ينتظر وصول غابريل غارسيا ماركيز الذي لم يأت. وقد اعتزل الكتابة بسبب المرض الخبيث الذي يعيش في داخله، ويسحبه عنوة للرحيل عن حياة شغلته مظاهرها وناسها لعقود طويلة.

          وللعزلة شعور آخر في نظر المبدعين، حيث تولد فضاءات من التآلف والحرية وممارسة كل ما يختلج النفس من انفعالات، ربما تصدر عن تلك العزلة أعمال رائعة تولد حياة من موت، وقد يجد الكاتب في عزلته متعة التلذّذ بالألم، ومنهم مَن يرفض البوح بها ظنّا منه أنه يتألم ويعاني جرّاء ما يعي ويفهم، وهذا قدره من فرط وعيه.

          ظاهرة ج.د سالنجر «1919-2010» قد تكون فريدة في تاريخ الأدب العالمي، وروايته اليتيمة «الحارس في حقل الشوفان» ستظل على ما يبدو سرّا، فقد تجنّب سالنجر الشهرة والأضواء التي جلبتها روايته وبيعت منها 65 مليون نسخة ومازالت تتلقفها الأيدي منذ العام 1951 حتى اليوم، وقد رفض بشكل قاطع ودائم أي حوار مع الصحافة أو مع هؤلاء الذين قرأوها لدرجة أنه منع وكيله وأفراد عائلته من أن يعطوه البريد الذي كان يرسل إليه، إذ في جميع الأحوال لم يفض أي رسالة ولم يقرأها.

          فضّل سالنجر العيش منعزلاً ومتوحدًا طيلة حياته في منزله الريفي البعيد، وظل نصف قرن يتجنب العالم وأخلد نفسه إلى عزلة سحيقة وصامتة لم يخرج منها إلا إلى سكون القبر.

          حتى كافكا «1883-1924» الذي عاش منعزلاً شبه وحيد في كهفه، منصرفًا إلى الكتابة وكأنها فعل حياة، لم يبلغ ما بلغه سالنجر من حال الانكفاء هذا، إلا أن كافكا كان شخصًا يصعب عليه إتمام الأمور وأوصى صديقه المقرّب ماكس برود بأن يحرق كل كتاباته.

          وسعى الأديب الفرنسي توماس بينشون «مواليد 1937» إلى الاختفاء، بعدما كتب روايات مهمة وأثر الحياة البويهية، وقرر العيش منعزلاً وبطريقة سريّة، واختفى فعلاً ولم يعد يبصره أحد، ويكفي أن له صورة وحيدة تتداولها الصحافة التقطت له قبل أربعين عامًا.

          وفي زمن الصخب الإعلامي اعتزل الروائي الألماني باتريك زوسوكند «مواليد 1949» الحياة العامة بعد النجاح اللافت لروايته «العطر» التي تعتبر من أجمل روايات القرن العشرين، واعتكف في منزل لا يعرف عنوانه سوى ناشره، وهو يعيش الآن في عزلة تامة.

          ويبقى للمبدع سحره وسرّه الخاص، فثمة شوق خفيّ لا يمكن سماع صوته إذا حظي ولو بقليل من العزلة، فمحمود البريكان «1931-2002» وضع حجر الأساس لثورة التجديد الشعري في العراق، عاش متوحّدًا منفردًا يأبى  التدجين، فلم يحاب أحدًا أبدًا، ونأى بنفسه عن التبجيح وطوي جرحه على جرحه، وظل ينشد وحيدًا في عزلته مثل أصيل بين الهضاب، ونفى نفسه في داره حتى حزّ القيد في لحم يديه. وذات مرة قرر الشاعر الكبير عبدالوهاب البياتي ومعه مجموعة من الأدباء زيارة البريكان في منزله بالبصرة وإخراجه من قوقعة وحدته، لكنه فاجأ الجميع ولم يخرج لهم، وقد قتل غيلة وغدرًا في بيته، وسكن بجوار السياب في مقبرة الزبير.

          هؤلاء المبدعون اختلوا إلى أنفسهم منصرفين إلى حياتهم الشخصية القائمة على هامش الحياة نفسها، بعد أن تركوا الأمجاد والشهرة.

علي السياب
فكتوريا - أستراليا

  • بين كوستاريكا ولبنان الأخضر

          كنت أطالع عدد مجلة «العربي» رقم (622)  سبتمبر 2010، الذي نطّلع عليه في غربتنا الأليمة هذه في المكتبة العامة لمدينة وندسور، هذه المدينة الكندية التي أقطنها منذ عشرين عامًا، وهي على الحدود الكندية مع ولاية ميشغان الأمريكية على الحدود المشتركة للبلدين.

          في واقع الأمر لفت نظري الاستطلاع الذي أجراه الأستاذ أشرف أبو اليزيد عن كوستاريكا بعنوان «قصيدة الفردوس والبركان!».

          في الصفحة 36 من مجلة «العربي» القيّمة تلك البلاد التي تبلغ مساحتها 51 ألف كيلومتر مربع أي بمقدار خمسة أضعاف مساحة وطني الحبيب لبنان.

          ما لفت نظري في ذلك الاستطلاع نسبة المساحات الخضراء في تلك البلاد وجمال الطبيعة الخلاّبة، وقد قرأت أن الشمس حاضرة للشروق كل صباح في كوستاريكا على مدار أيام السنة كلها.

          منظر جميل أن ترى الطبيعة الخضراء والمتنزهات العامة تغطي كل المساحات والأماكن العامة. ويذكر الاستطلاع أن كوستاريكيا اسمه الفارو أوغالدي أمضى أربعين عامًا من حياته وهو يطوّر المتنزهات القومية في بلاده، وأنه يوجد قانون يلزم المحافظة على الطبيعة في تلك البلاد.

          من خلال ذلك الاستطلاع يلاحظ القارئ جمال الطبيعة في ذلك البلد واحتلال المساحات الخضراء والأشجار والزهور لمساحات شاسعة وكبيرة من البلاد، وهو أمر غاية في الجمال والروعة، وله فوائد عدة على صحة البشر من انتشار للأشجار الكثيفة التي تستطيع تنقية الأجواء وجعل الهواء أكثر نظافة وانتعاشًا على الدوام.

          عقب قراءتي لهذا الاستطلاع تذكّرت على الفور وطني الحبيب لبنان الذي كان يُطلق عليه حتى الأمس القريب «لبنان الأخضر»، ولكن مع الأسف الشديد أن لبنان الأخضر ذاك تحوّل إلى لبنان الأسود بفعل مئات الحرائق التي حصلت في طول البلاد وعرضها، وقضت على الآلاف المؤلفة من مساحة البقعة الخضراء في البلاد من أحراش وغابات فيها أشجار تبلغ أعمارها عشرات السنوات، وفي كل يوم تقريبًا نسمع في وسائل الإعلام اللبنانية عن حرائق هنا وهناك تكاد تقضي على ما تبقى من أشجار وأحراش وغابات.

          منذ طفولتي كنت أسمع عن أهمية الأشجار ومنفعتها للإنسان من خالي الحبيب إسماعيل وهو مهندس زراعي أنهى دراسته الجامعية في مجال الهندسة الزراعية بجامعة وهران في الجزائر الشقيقة، وأعرف ما ينتابه اليوم من مشاعر حزن وألم وهو يرى كل تلك المساحات الخضراء الجميلة تحترق وتتحول إلى سواد ورماد، قد يقول قائل إن هذا الشخص يتحدث عن حرائق الغابات ومصير لبنان بأسره غير معروف ومجهول، صحيح، ولكن ماذا يستطيع المواطن العادي أن يفعل في هذه الطبقة السياسية الحالية. هناك على الدوام مبادرات فردية لغرس الأشجار الجديدة، ولا يكشف المرء سرّا إذا قال إن العدو الصهيوني كان يستهدف في كل حروبه على لبنان ثروته الحرجية وأشجاره كأنه ينتقم من البشر والحجر والشجر على حد سواء.

          إنها دعوة صادقة أطلقها من غربتي الأليمة هذه إلى كل أبناء وطني بالمحافظة على الشجر لما له من فوائد تعود على المواطن بأمور كثيرة أهمها تنقية الأجواء على أمل أن تصل دعوتي هذه إلى آذان الجميع.. أستودعكم الله وإلى لقاء آخر بإذنه تعالى.

علي إبراهيم طالب
وندسور - كندا

  • لسنا وحدنا في هذا الكون

          السيد / رئيس تحرير مجلة «العربي»
          تحية طيبة وبعد...

          لقد اطلعت باهتمام على مقال «تصميم الكون.. هل من ورائه هدف» للدكتور علي حسين عبدالله في مجلة «العربي» العدد (626) يناير 2011م ولي استدراك على ما جاء فيه حول المبدأ الأنثروبي الذي يقول إن الكون مصمم ليتمكن الإنسان من الظهور، وأنه مصمم للحياة والإنسان. إن هذا القول من حيث الغائية لا غبار عليه، ولكن من حيث انحصار هذه الغائية في الأرض فقط، فهذا يتنافى مع حكمة الله وعدله في خلقه، فهو كالقول بأن عمارة ضخمة صممت من أجل أن يعيش في غرفة من غرفها إنسان واحد، وهذا يعني أن بقية العمارة مسخّرة لهذا الإنسان الواحد الذي يعيش في غرفة من غرف العمارة، فبدلاً من ذلك كان يكفي لباني العمارة أن يبني غرفة واحدة بدلاً من عمارة ضخمة من أجل غرفة، وكذلك القول بأن الكون صمم من أجل أن يعيش الخلق على الأرض فقط يتنافى مع حكمة الله في خلقه، فالله تعالى يقول في القرآن وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ  فالأرض هي التي صممها الله لحياة الخلق عليها، أما بقية الكون فإنها صُممت لحياة خلق آخرين مبثوثين في نواحيه، فنحن لسنا وحدنا في هذا الكون بل هناك آخرون معنا، فإذا كان للشمس والقمر مثيل في هذا الكون أليس للحياة والخلق مثيل؟ بلى فنحن في عقيدتنا نؤمن بأن كل ما سوى الله له مثيل، إلا الله ليس كمثله شيء، لذلك فإن الشرع والعقل يقران بأن الكون صمم من أجل أن تكون الحياة والخلق مبثوثين في نواحيه المتسعة، والله تعالى يؤكد هذه الحقيقة في قوله تعالى وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ .

محمد المجذوب العبيد سويكت
الخرطوم - السودان