أبنائي الأعزاء
بعد سنة من الالتزام الكامل بالمدرسة, أي الاستيقاظ من النوم كل صباح, وحضور الفصول التعليمية, وكتابة الوظائف والفروض وحفظ الدروس, يأتي شهر مايو وهو الشهر المخصص لتقديم الامتحان, وكما يقال «في الإمتحان يُكرم المرء أو يُهان», أو بالعربي الفصيح «إما الرسوب لا سمح الله وإما النجاح إلى صف أعلى», وبالتالي الذهاب إلى العطلة الصيفية بكثير من الفرح.
ربما يكون التعب والإرهاق خلال العام الدراسي الطويل قد رافقاكم, والعناء الذي بذلتموه قد أخذ من وقتكم, والجهد المطلوب للتعلم والنجاح سرق منكم المتعة في اللعب والراحة, لكن معارفكم زادت من دون أدنى شك, وكذلك قضيتم مع زملائكم وأصدقائكم أحلى الأوقات, وبعد أداء امتحاناتكم وذهابكم إلى العطلة الصيفية ستفتقدون هؤلاء الرفاق وتشتاقون إليهم, وستشعرون أن الحياة دون المدرسة لا تطاق, فهي فضاء الطفولة الأروع والأجمل.
هكذا هي الحياة, راحة وتعب, جد ولهو, قراءة ولعب, يقظة ونوم, وهذا التغيير يمنحكم من دون أن تعلموا القدرة على مواصلة العيش بهمة ونشاط, ويعطيكم الرغبة في اكتساب الخبرة والعمل على تحقيق آمال أهلكم ووطنكم بكم, لأنكم أنتم الذين ستحققون رسالة الأهل, وأنتم الذين ستصنعون أحلام أوطانكم.
نتمنى لكم جميعاً النجاح, وندعوكم إلى الاستفادة من أشهر العطلة بممارسة هواياتكم التي تحبونها, أما الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح, فعليهم ألا ييأسوا, إذ ليس بعد النزول سوى الصعود من جديد, وهنا تماماً ينتظركم الأمل ليدفعكم إلى فعل ذلك.