مَنْ أنتِ ؟

مَنْ أنتِ ؟

من أنتِ يا أغرودةَ الشعراءِ
كيف اهْتديتِ إلى مكاني النائي؟
نأت الديار فكيف صارت ساحتي
لك ملعباً يا فتنةً للرائي؟
ما أنتِ إلا أيكةٌ مجَّدتها
رغم النَّوَى بقصائدي وغنائي
راقَتْ لقلبي المستهام بحسنها
رغم البعاد ومُسْتَقَرٍ ناءِ
هذي القصيدة يا أعزَّ نَجِيَّةٍ
تَسعَى إليكِ بحُلَّةٍ بيضاءِ
تَسعَى بطاقات الحنانِ لأنها
من نبع وجدانٍ وفيضِ وفاءِ
بك يا غدير الحب أُروي مهجةً
عَطْشَى وقلباً ظامئَ الأرجاءِ
للحب للإنشاد أنت جداولٌ
للشعر للإلهام للإيحاءِ
منك البدائع سحرها متألّق
في الروح مثل تألُّقِ الصهباءِ
حُيِّيتِ يا حباً بدا متلألئاً
كالكوكب الدري في الظَّلماءِ
منه اسْتضاء المدلجون وإنني
منك اقتبست مشاعلي وضيائي
حُيِّيتِ يا نور الفؤاد ومرحبا
بالملتقَى والطلعة الوضاءِ
سيري بقلبي كيف شاء لك الهَوَى
ما عاد غيرك مالكاً أهوائي
يا نور عين المستهام تحيَّتي
تأتي إليك مع السَّنا الَّلالاءِ ■