تشوهات الأسنان الخلقية عند الأطفال صبري أحمد نصرة

تشوهات الأسنان الخلقية عند الأطفال

عدد غير قليل من الأطفال تعتري أسنانهم بعض التشوهات الخلقية، أو البقع والصبغات نتيجة لوجود عيوب في تكوين هذه الأسنان. إذا كانت الأسنان بالنسبة للكبار حقيقة تتغير ببطء، فإنها بالنسبة للأطفال اكتشاف ينمو ويتغير، ومن ثم تكون لها تأثيرات نفسية ملحوظة إضافة لما لها من تأثيرات جسدية حاسمة.

مما لاشك فيه أن التشوهات الخلقية والصبغات التي تعتري أسنان الأطفال تولد لديهم مشاكل نفسية ووظيفية حادة، إذا ما تم تجاهل الأمر أو إهمال العلاج، وكم من أطفال يعانون من الحرج والاضطرابات النفسية نتيجة لتشوهات أسنانهم!

وفيما يلي نلقي الضوء على بعض من هذه التشوهات.

أولها العيب الخلقي الذي ينتج عن عجز براعم الأسنان- سواء اللبنية منها أو الدائمة- عن التكوين، وينقسم إلى نوعين: الغياب الجزئي، وهو يعني عدم بزوغ سن واحدة "أو اثنتين "، وإذ ذاك يظهر مكان هذه السن خاليا في الفم مسببا تشوها موضعيا، وهو أمر ليس نادر الحدوث، وتلعب الوراثة دورا كبيرا فيه.

أما النوع الثاني فهو الغياب الكلي: ويعني عدم نمو جميع براعم الأسنان، وبالتالي عدم بزوغ كل الأسنان. وفي بعض الحالات تبدأ بعض براعم الأسنان اللبنية في النمو، فيبزغ قليل من الأسنان اللبنية، بيد ان النمو يتوقف بعد ذلك فلا يبزغ شيء من الأسنان الدائمة، فينشأ الطفل وفمه خال منها.

ويبدأ علاج هذه الحالة في حوالي السنة السادسة من العمر بعمل طقم أسنان للطفل، ومن المهم هنا الملاحظة بأن هذا الطفل يجب أن يظل تحت رعاية مستمرة، فهو يحتاج لعمل طقم جديد كل عام أو عامين حتى لا يتوقف نمو الفكين.

الأسنان غير الظاهرة وهي تختلف عن الغياب الخلقي في أن براعم الأسنان قد تكونت، وبالتالي تكونت الأسنان، بيد أنها لم تتمكن من الظهور في أماكنها المخصصة لها على القوس السني، فاستمرت مغمورة في عظام الفك.

والأسباب المؤدية إلى هذا العيب الخلقي كثيرة، منها: الوراثة، زيادة حجم الأسنان على حجم الفك، مما لا يدع مساحة كافية لجميع الأسنان كيما تظهر متراصة به، القلع أو السقوط المبكر للأسنان اللبنية يمكن أن يشكل نسيجا كثيفا حول البرعم السني الدائم مشكلا عائقا يمنع ظهوره.

كذلك فإن بعض الحوادث التى تصيب الأطفال، ووجود بعض الأورام، وبعض الأمراض التي تصيب الجسم وتمتد لتؤثر على الأسنان، تعتبر مسئولة عن عدم ظهور الأسنان بالفم.

ومن أكثر الأسنان التي تتعرض لعدم الظهور نهائيا في مرحلة الطفولة الأنياب العلوية والسفلية.

وقلع السن غير الظاهرة ضروري في حالة وجودها بعيدة عن مكانها الأصلي واستحالة وضعها بمكانها تقويميا.

الاعوجاج

للوراثة صلة وثيقة بهذا العيب الخلقي، فالطفل قد يرث عن أمه فكا صغيرا، ولكنه قد يرث عن أبيه أسنانا كبيرة بالنسبة إلى ذلك الفك الصغير، مما يسبب ظهور الأسنان في وضع غير منتظم، محدثا تشوها كبيرا في مظهر الفم والوجه عامة.

ولهذا العيب الخلقي تأثيره الضار على صحة الأسنان، فالضغوط المستمرة من أسنان الفك العلوي على أسنان الفك السفلي، تؤدي إلى الإحساس بآلام شديدة، إذ إن هذه الضغوط تكون غير موزعة توزيعا عادلا، وتجعل من بعض الأسنان هدفا لضغوط تزيد كثيرا على قوة احتمالها. ومع إهمال العلاج، يتمزق النسيج الرقيق الذي يثبت هذه الأسنان في أماكنها، كما يتآكل العظم المحيط بها. وفي أثناء هذا كله يكون الطفل نهبا لآلام شديدة مستمرة.

وعلاج هذا العيب الخلقي يعتمد على تقويم الأسنان. وتحديد الوقت من العوامل المهمة لإجراء هذا العلاج.

كما تظهر- في بعض الأحيان- إحدى الأسنان الزائدة على العدد الطبيعي للأسنان الدائمة " 32"، فتنمو جانبا في الفك العلوي أو السفلي، وهذه السن الزائدة إما أن تكون مخروطية في شكلها، أو أنها تماثل الأسنان الطبيعية.

ويرجع ظهور هذه السن الزائدة إلى عدة أسباب، منها: إخفاق السن الدائمة في طرد السن اللبنية كيما تحل محلها، ظهور سن حقيقية زائدة على العدد الطبيعي للأسنان.

ووجود مثل هذه الأسنان له تأثيره الضار، إذ تحدث مناطق تتراكم فيها بقايا الطعام، أو تمنع الظهور الطبيعي للأسنان المستديمة. فضلا عن ذلك، فإن القوس السني يفقد ارتباطه ببعضه وتتفرق الأسنان، كما تلتهب اللثة وتظهر بها الأورام.

وقلع السن الزائدة ضروري لهذه الحالات.

اصطباغ الأسنان وتلونها

يحدث أن تتعاطى الأم في أثناء فترة الحمل بعض أنواع المضادات الحيوية التي تحتوي على مادة التتراسيكلين، مما يؤدي إلى انتقالها إلى أسنان الجنين في فترة التكوين، وذلك من خلال حبل المشيمة، فيتأثر لون الأسنان عند ظهورها، وتكتسب لونا مصفرا داكنا يميل إلى اللون البني.

وهناك تلون الأسنان الخلقي الذي يكون ناتجا عن زيادة نسبة مادة الفلورين في مياه الشرب، فهذه النسبة يجب ألا تتجاوز- كما هو معروف- جزءا واحدا في المليون، أما إذا زادت تلك النسبة كما يحدث في بعض المناطق، فإن تناول الأم الحامل لمياه الشرب يصبح له أضرار بالغة، تؤدي إلى نمو اسنان طفلها وبها عيوب خلقية، تتدرج من ظهور اصطباغات داكنة اللون بالسطح الخارجي لكل أو بعض الأسنان، إلى ضعف عام في عظام الأسنان وأنسجتها، مما يجعلها تبدو لينة سهلة الكسر.

 

صبري أحمد نصرة 

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية  
اعلانات