الحصان الجموح فريد أبوسعدة

الحصان الجموح

شعر

العصافير تهجر حنجرتي
وتروحْ
العصافير منصوبة في المدى كالنقوش
وغامضة
كالأحاجي على صفحة الروح
ما عاد غير الصدى
لم يعدْ
غير قلبي الذي يمتلي بالردى
"كان ممتلئاً بالأغاني كآنية الورد
كان.."

غير أن العصافير تفلت من شفتي
والزمان استبان!
***
مات في الحصان الجموح
الحصان الذي كان يصهل في غابة القلب،
يدخل في الغيم كالحلم
يركض فوق اخضرار المدى
ويسوح
***
مات في الحصان الجموح
في الصباحات يدخل في الماء
يمرح في الماء
يصنع نافورة
ويصيب بها النسوة الجالسات على ركبة
النهر
(يغسلن أثوابهن) فيضحكن
والشمس بنات بغمازتين
ووجه صبوح
***
مات في الحصان الجموح
كان يحلم أن يقطع البحر،
يحلم أن يتآخى الصهيل وصوت
العصافير،
أن يصلب الريح فوق المدى
بالمسامير
أو يتأرجح كالطفل متكئا
فوق قوس قزح
***
مات في الحصان الجموح
ضاقت الأرض
والبحر لملم أطرافه ومضى
والحصان الجميل
الحصان الذي كان يعرج بي في السماوات
يسقط فوق السفوح
دمية
دون روح

 

فريد أبوسعدة

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات