منطق الثورات الحديثة.. د. أحمد أبوزيد

منطق الثورات الحديثة.. د. أحمد أبوزيد
        

          كان القرن الماضي قرن الثورات بأوسع وأدق معاني الكلمة، فقد شهد عددا من الثورات التي غيرت مسار التاريخ وأدخلت تعديلات جذرية في حياة الشعوب التي قامت بها، وكانت لها نتائج ضاغطة على بقية دول العالم، كانت هناك ثورات في روسيا وفي الصين وفي كوبا وفي دول شرق ووسط أوربا والمكسيك ونيكاراجوا، والثورة الإيرانية التي أدت إلى سقوط حكم الشاه، بالإضافة إلى ثورات العالم الثالث وبخاصة في إفريقيا بعد الحرب العالمية الثانية علاوة على حروب العصابات المسلحة، وكلها ثورات أدت إلى حدوث تحولات خطيرة في طبيعة العلاقات السياسية بين دول العالم إلى جانب التغييرات الهائلة في التنظيمات الاجتماعية داخل المجتمعات التي قامت بتلك الثورات. والظاهر أن ذلك المد الثوري سوف يظل مستمرًا خلال القرن الحالي وإن يكن لأسباب مختلفة سوف تكون له نتائج أكثر عمقًا وأوسع انتشارًا نتيجة للتطورات التكنولوجية الحديثة وبخاصة في مجال الاتصالات الإلكترونية ودورها في نشكيل حياة البشر على مستوى العالم.

          تاريخ الإنسانية هو بشكل ما تاريخ الثورات في كثير من جوانبه. فقد كانت الثورات دائما عاملا حاكما في التقدم والارتقاء وسببا مباشرا في اختفاء بعض صور وأساليب حياة وظروف عامة راسخة منذ وقت طويل والتمرد على تلك الأساليب ونبذها ورفضها وظهور أساليب وشروط أخرى لحياة جديدة قد تختلف قليلا أو كثيرا عن الشروط القائمة بالفعل، ولكنها تستتبع قيام أوضاع جديدة ومغايرة تماما لما هو سائد.

          وقد وجد موضوع الثورات مجالا واسعا في كتابات علم الاجتماع السياسي، وانتقل هذا الاهتمام إلى الكتابات الأنثروبولوجية بعد الحرب العالمية الثانية وقيام الثورات في الدول الإفريقية الحديثة العهد بالاستقلال وإساءة الرؤساء الأفارقة استخدام السلطة وتفشي الفساد والمنازعات القبلية بعد انتهاء عصر الزعماء الأوائل الذين قادوا حركات المقاومة الوطنية ضد القوى الاستعمارية. وقد أفردت بعض الجامعات الكبرى في الخارج مقررات دراسية كاملة لتدريس مادة الثورة كما حدث في جامعة هارفارد على سبيل المثال وظهرت كتابات مهمة في ذلك ربما كان من أبرزها ما كتبته أستاذة علم الاجتماع في تلك الجامعة تيدا سكوكبول Theda Skocpol في كتابها بعنوان States and Social Revolutions الذي صدر عام 1979 والذي يعتبر البداية الحقيقية لاهتمام الجامعات بموضوع الثورة وسوسيولوجيا الثورات وفيه تبين أن الثورات الاجتماعية هي تحولات جذرية عميقة وسريعة وقد تكون مفاجئة وغيرمتوقعة ويترتب عليها تغيير الأبنية والنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولكنها تغييرات تحظى بقبول وتأييد الجماهير العريضة التي تعاني الظلم والاستبعاد والتهميش، وقد تلجأ إلى العنف لتحقيق تلك التغييرات المنشودة وإن تكن هناك ثورات بيضاء حسب التعبير السائد.

ستار الهدوء الزائف

          وفي عام 2005 ظهر كتاب للأستاذ جون فوران John Foran بجامعة هارفارد عن «Taking Power: On the Origins of the Third World Revolutions» وفيه يذكر أن هناك مالا يقل عن تسع وثلاثين حركة اجتماعية تحولت إلى ثورات سياسية غيرت نظم الحكم في كثير من الدول وبخاصة دول العالم الثالث، وقد اندلعت كلها من إحساس بعض القطاعات في تلك المجتمعات بالاستبعاد من المشاركة في اتخاذ القرارات المؤثرة في حياتهم والشعور بالاغتراب داخل أوطانهم. فالأسباب غالبا ما تكون داخلية مع احتمال وجود مؤثرات خارجية. ولكن الذي يميز معظم الثورات الحديثة التي يشهدها العالم الآن بما في ذلك العالم العربي هو أن الذين يقومون بها ينتمون إلى الطبقات الوسطى المثقفة ومن سكان المدن الذين يدركون معنى وأبعاد حقوق الإنسان. ويبدو أن عناصرالتذمر والتمرد تتجمع وتتراكم على مدى سنوات طويلة ولكنها تكمن تحت ستار زائف من الهدوء والرضا الظاهري الأقرب إلى السلبية واللامبالاة ثم تنفجر فجأة لأسباب قد تبدو واهية أو لا تنذر بالانفجار كما حدث في الثورة التونسية التي صدرت منها الشرارة الأولى التي أشعلت الأوضاع الحالية في أنحاء عديدة من العالم العربي.

كسر المسار

          فالثورة تمثل عملية قطع أو كسر في مسار الأمور والانتقال الفجائي السريع من النظام التقليدي السائد والمتوارث ربما منذ عقود طويلة إلى نظام جديد قد يكون مخالفا ومناقضا تماما لما هو قائم، أي أنها لا تستهدف تغيير الأشخاص الذين يتولون إدارة شئون المجتمع بالطريقة التي دفعت إلى التمرد، والثورة بقدر ما تهدف إلى تغيير كل أساليب الحياة والمبادئ التي يقوم عليها بناء المجتمع. وهذا لا يعني نهاية التطور الاجتماعي بقدر ما يعني بداية مرحلة جديدة وشكل جديد من التطور على اعتبار أن تاريخ المجتمع هو سلسلة متواصلة الحلقات رغم ما قد تتعرض له من انكسارات تغير المسار المألوف. إنها تعبير غاضب وصاخب ضد الأوضاع التي تحرم الجماهير العريضة من حقوقها التي تفرضها وتحددها القيم الإنسانية والمبادئ العامة التي تضمن لهم آدميتهم وعضويتهم في المجتمع الوطني أوالقومي بل والمجتمع الإنساني بشكل عام وتعطيهم الأمل في حياة جديدة تراعي تلك المبادئ والقيم. فالثورات الحديثة حركات تقدمية تقوم بها الشعوب لاستعادة ما تعتقد أنه حقوقها المسلوبة وكثيرا ما تؤدي إلى تغييرات أيديولوجية عميقة وليس فقط تعديلات في بعض النظم والعلاقات السياسية والاقتصادية. إنها صوت الرغبة في مستقبل جديد.

انتشار الأفكار التحررية

          وقد تكون هناك أسباب اقتصادية داخلية لقيام الثورات مثل عدم المساواة والفقر والبطالة أو عوامل سياسية داخلية مثل الكبت والقهر والتهميش والحرمان من الحقوق السياسية والطبيعية أو عوامل ثقافية مثل انتشار الأفكار التحررية عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولكن هناك أيضا في الثورات المعاصرة الجديدة تأثيرات خارجية وضغوطا هائلة قد تتم بطريقة لا شعورية وغير مدركة وتنجم عن ازدياد كثافة الاتصال بالمجتمعات والثقافات الأخرى والتعرض المتواصل والمستمر لاتجاهات ونزعات العولمة ومتابعة الأفكار التقدمية والحركات الثورية والاجتماعية، التي تنشب في مناطق بعيدة من العالم، والأفكار والأيديولوجيات التي توجه تلك الحركات وبخاصة تلك التي تحدث في المجتمعات التي تعيش في مستويات وظروف مماثلة. وينشأ عن ذلك ظهور لغة جديدة ومنطق جديد للثورات نتجت عن التأثر بتلك الأفكار والأيديولوجيات والأساليب المتبعة في تنفيذ تلك الحركات التي تقوم في مجتمعات بعيدة وغريبة تماما. وتساعد أساليب الاتصال الإلكتروني الحديثة على سرعة واتساع نطاق التبادل الفكري وتقارب وجهات النظر بين أشخاص وجماعات متباينة المستويات لم يكن بينهم في أي وقت سابق أي اتصال مباشر ولكن تبادل المعلومات يساعد على توحيد أفكارهم بشكل تلقائي غير مخطط وغير موجه من أية قوة تنظيمية، وقد يستمر ذلك فترات طويلة من الزمن تتم فيها تعبئة الشعور بالتذمر والتمرد الخفي أو المكبوت إلى أن تنفجر بشكل تلقائي وغير متوقع حين يبلغ الشعور بالكبت درجة معينة من الغليان دون أن يستطيع شخص أو مجموعة أوتنظيم محدد أن ينسب لنفسه فضل المبادرة أو الزعامة أو القيادة أو حتى مجرد التوجيه. ومع ذلك تتميز هذه الثورات بوضوح الهدف وتحديد المطالب وشدة الالتزام والتنظيم الداخلي وهو ما ظهر على سبيل المثال في الثورة المصرية يوم الخامس والعشرين من يناير الماضي.

          فالثورة المعلوماتية والرقمية تلعب إذن دورا فعالا إن لم يكن الدور الرئيس - في الإعداد الفكري والعاطفي بل والتنظيمي للثورات الاجتماعية والسياسية الحديثة التي تقوم بها في العادة الفئات الأكثر شبابا في تلك المجتمعات، في غفلة من الفئات والشرائح الأخرى التي تفاجأ باندلاع الأحداث على نطاق جغرافي واسع بحيث يصعب السيطرة عليها أو التحكم فيها. أي أن الثورة الرقمية وما ارتبط بها من تغييرات في نظم وأساليب الاتصال وتداول المعلومات على نطاق واسع للغاية وفي سرية تامة بعيدا عن المراقبة والملاحقة وعن القيود السياسية والدينية أسهمت في تعديل منطق ولغة الثورات الحديثة ضد الأوضاع المتردية في مجتمعات الثورة وتعريف الجماهير بمطالب الثورة المشروعة وحقوقهم المهضومة، والأكثر أهمية من ذلك هو دورها في إثارة التعاطف مع تلك الأهداف، وهو نوع من المشاركة الوجدانية التي تسهم في نجاح الثورات والقضاء على ما قد تلقاه من مقاومة من الأوساط العديدة التي تشعر بخطورة التهديدات التي تواجه مصالحها الخاصة التي تتعارض مع أهداف الثورة.

تناسخ الثورات

          وقد أصبحت بعض الثورات التي اندلعت حديثاً بمنزلة أمثلة ونماذج تحتذى في مناطق أخرى عديدة ومتباعدة بفضل ماحرصت عليه من سرية وحسن ودقة التنظيم والابتعاد عن العنف والترفع عن التخريب والتدمير، بل وإعادة ترتيب الأوضاع في المناطق التي شهدت الاضطرابات إلى ما كانت عليه والنجاح في إبراز أوجاع المجتمع واستخدام وسائل التواصل الإلكتروني الحديثة والشبكات الاجتماعية في التعريف بالأهداف الثقافية إلى جانب المطالب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدعوة إلى إعلاء حقوق الإنسان والتمسك بها وإبراز معنى وأبعاد مبدأ الحكم للشعب وأن الشعب هو صاحب الكلمة العليا وأنه ليس مجرد تابع للحاكم المطلق المستبد، وهكذا، كما أنها تسهم بشكل فعال في فتح الأذهان على آفاق واسعة من التقدم وإعادة تشكيل فكر الجماهير في الشعوب المستضعفة وإضاءة الطريق أمامها بحيث تتغلب على الخوف من السلطات الغاشمة التي تتحكم في أقدارها وتسلبها إرادة الحياة.

          وليس من شك في أن القيود التي تفرضها السلطات الحاكمة على وسائل الإعلام وتداول المعلومات وما يترتب عليها من الانعزال عن العالم الخارجي تعتبر من أكبر أسباب استسلام الشعوب واستكانتها للواقع لجهلها النسبي بوجود أنماط أخرى من الحياة وطبيعة العلاقات السليمة بين مختلف شرائح المجتمع وأساليب تحقيق التوازن بين هذه الشرائح. وقد ارتبطت التغيرات الثورية دائما باتساع وتنوع نطاق المعرفة، ولذا تتسارع هذه التغيرات في العقود الأخيرة نتيجة لتقدم وتطور وتنوع أساليب الاتصال.

          ولكن في الوقت الذي تعتبر الثورات الحديثة أو بعضها على الأقل - مصدر فخر وكبرياء وزهو للشعوب التي قامت بها لأنها تترجم على أرض الواقع الشعور بالوجود والكيان والكرامة كما تحقق آمال الفئات المهمشة الثائرة فإنها تثير بطبيعة الحال وعلى الجانب الآخر الخوف والهلع في نفوس الفئات المهيمنة المتسلطة التي تهدد الثورات مصالحها بل ووجودها نفسه. فالثورات الناجحة تقلب الأوضاع رأسا على عقب، ولذا تواجه بالمقاومة السافرة أو المستترة والتي قد تلجأ إلى العنف وهو ما تحاول هذه الثورات تجنبه بقدر الإمكان والإعلان طيلة الوقت بأنها ثورات سلمية لاتبغي التدمير والتخريب أو الاعتداء على الآخرين، وإن كانت سياستها في احتلال الميادين والبقاء فيها بأعداد كبيرة هي في ذاتها سلوك استفزازي يضع المسئولين في مأزق باعتباره نوعا من العنف السلبي إن صح التعبير الذي لايعرفون كيف يواجهونه ويتعاملون معه , فالثورة تجسيد لما يمكن تسميته ثقافة التعارض السياسي والاجتماعي يتم في الثورات الحديثة على نطاق أوسع بكثير مما كان عليه الحال من قبل، وذلك نتيجة للثورة الإلكترونية الحديثة وثورة تكنولوجيا الاتصال وإمكان تجنيد أعداد ضخمة من المؤيدين والمشاركين والمتعاطفين في وقت قصير.

          ومما يؤسف له أن معظم الثورات لا تحقق كل أهدافها المثالية، بل وكثيرا ماينتج عنها صعوبات اقتصادية واجتماعية تحتاج إلى وقت طويل لمعالجتها والتغلب عليها والأخطر من ذلك أنها تؤدي إلى تدمير العلاقات بين مختلف شرائح المجتمع وإشعال الرغبة في الانتقام وتأجيج مشاعر الكراهية المتبادلة، بل وقد تؤدي إلى ظهور جماعات قوة جديدة تمارس السلوكيات نفسها التي أدت إلى اشتعال الثورة وبذلك تستبدل الثورة طغيانا بطغيان.. فالثورة في بعض أبعادها - عملية تبديل للأدوار والمكانات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في أغلب الأحيان، ولذا فكثيرا ما تؤدي إلى الانقسام والتفكك والمواجهة نظرا لاختلاف وتضارب المصالح بدلا من أن تحقق التعاون والتقارب والتفاهم والارتقاء لكل الأطراف.

          من هنا.. كثيرا ما تختلف الآراء حول إذا ما كانت الثورة هي الوسيلة المثلى للتغيير ومدى فاعليتها كأسلوب للقضاء على المفاسد التي تعيب نظام الحكم وتحقق الأهداف التي ترمي إليها وتعالج العيوب والنقائص وبخاصة إذا كانت تلك العيوب متعلقة بالبناء التنظيمي للمجتمع، مما قد يحتاج إلى الحوار والتوافق والتفاهم الذي يحقق الاستقرار , ولذا يميل كثير من المفكرين إلى الحديث عن التخطيط للإصلاح التدريجي الذي يؤدي إلى التطور والتقدم بدلا من الثورة، التي رغم كل ما قد تحققه من مكاسب وإيجابيات تلحق كثيرا من الخسائر الاقتصادية بوجه خاص وتعوق عجلة الإنتاج، فضلا عن التوترات في العلاقات الاجتماعية . ومن هنا ظهر التساؤل المتداول بكثرة في الكتابات الاجتماعية عن أيهما أفضل لتحقيق التقدم على كل المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية ومراعاة حقوق الفرد والجماعة على السواء: «التطور أم الثورة» ?Evolution or Revolution. فمع أن الهدف المثالي للاتجاهين قد يكون تحقيق صورة معينة أفضل وأكثر نصاعة مما هو قائم بالفعل إلا أنهما يختلفان على الأقل في أسلوب التنفيذ، وهل هو الرغبة في المحو والإزالة أم التقارب والتفاهم والتعاون؟ ولاتزال الآراء تتضارب وتختلف ولكن في كل الأحوال لابد للمجتمع من أن يصل إلى أرضية ثابتة يقيم عليها استقراره القائم على التوازن والاتزان. فمهما طال الصراع فلا بد من أن تكون له نهاية والتوازن هو أساس العلاقات الاجتماعية المثمرة.

          وقد تتفق معظم الثورات في بعض الأمور المشتركة بصرف النظر عن اختلافات الزمان والمكان. ولكن لاشك في أن الثورات الحديثة التي تتولى تشكيل المستقبل تتميز بعدد من الملامح الأساسية التي تفرضها عليها ظروف المجتمع الدولي المعاصر والتقدم العلمي والتكنولوجي، الذي لم يكن متوافرا في العهود السابقة. وربما كانت أهم هذه الملامح التي تكشف عنها الحركات الثورية الحالية هي:

          أولا: الاعتماد على تكنولوجيا الاتصال والتواصل الحديثة في بث الدعوة والتعريف بأهداف الثورة وتنظيم الصفوف ونشر المعلومات عن تطور الأحداث بسرعة على جميع أنحاء العالم.

          ثانيا: التأثر بأوضاع المجتمع العالمي والرغبة في اكتساب الرضا والتعاطف والرأي العام العالمي مع أهداف الثورة.

          ثالثا: ازدياد الشعور بحقوق الوطن على الثائرين وتجنب التخريب والتدمير بقدر الإمكان بل ومشاركة الثوار أحيانا في إصلاح ما تم تدميره وذلك تعبيرا عن الشعور بالمسئولية.

          رابعا: اتساع نطاق المطالب بحيث لايكاد يوجد سقف لهذه المطالب التي تزداد اتساعا وتشعبا كلما طالت فترة الغضب.

          ولكن ربما كان أهم هذه الخصائص هو الاستفادة من التقدم العلمي بشكل غير مسبوق بحيث يمكن القول إن ثورات الحاضر والمستقبل ثورات علمية مدروسة وعقلانية حتى حين يبدو أن العقل غائب عن الأحداث.

 

 

 

أحمد أبوزيد