مساحة ود
الجائزة
لا شيء يوقفني وأنا صغيرة، كنت موجة عنيدة تحب الارتطام بالحماقات والشقاوة ولا أتوقف عن الحركة بتاتًا، وأتعب كل من حولي دون كلل أو ملل ولا أرتاح إلا وقت الطعام أو النوم، وكثرت مضايقاتي ودسائسي الصغيرة التي أرتكبها في المنزل، فقرر والدي أن يدخلني للمدرسة في سن الرابعة حتى يمنح أمي بعض السلام ويمنحني بعض العلم والهدوء ولكن دون فائدة لأن الشقاوة عندي عادة متأصلة بل وزادت مشاكساتي في الفصل وتطورت، ولم يكن يهمني وجود المدرس نظرا لقناعتي المستمدة من أن والدي مدير المدرسة يحل كل مشكلاتي إذا ما تعرضت للمضايقة أو العقاب، فتارة تجدني أجري في الفصل وراء عصفور شارد دخل من النافذة بالخطأ فأزيده ذعرا بصراخي وبركضي نحوه فيرتبك ويضعف جناحاه الصغيران لحد ملامسته الأرض، وفي بطولة مستميتة يعيد التحليق هاربا مني ومرفرفا في كل الاتجاهات إلى أن يصل إلى نور النافذة فيتحرر من جبروتي، وتارة أشعر بالملل في الفصل فأترك الفصل قبل نهاية موعده دون استئذان وأعود للمنزل، وكنت لا أركز بالدراسة بقدر ما أركز بالتسلية واللعب ونشر الفوضى مع غيري من التلاميذ المشاغبين مثلي، فلقد أصبحت لدي عصابة داخل الفصل تتبع تعليماتي ولكنها كانت أكثر عرضة للعقاب مني.