عزيزي القارئ
عزيزي القارئ
المستقبل يبدأ هنا
يبدو مستقبل الصراع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي غامضًا، ففي الوقت الذي اعتقد فيه المحتل أن دول الجوار تم تحييدها باتفاقيات سلام من جهة، وإرهاب القوة من جهة أخرى، ودعاية مضادة، يجد هذا العدو نفسه في مأزق وهو يرى الأرض تنتفض حوله، لتعيد الدول الكبرى - التي تسانده - حساباتها، بعد أن حرّكت ثورة الشعوب العربية المسلّمات، وصنعت لنفسها قواعد جديدة، ومفردات مغايرة.
لقد عاشت دولة الاحتلال الإسرائيلي في أمنها المزعوم وديمقراطيتها المزيّفة وسط سلام شائك. ولذلك يتناول رئيس التحرير في حديثه الشهري تلك الديمقراطية المدجّجة بالسلاح، والتي تتخفى في معطف ليس لها، وهي الدولة العنصرية الوحيدة في الشرق الأوسط. إنها الديمقراطية المزيّفة التي تواجه حركة الشعوب الساعية للديمقراطية والحرية بزيادة ميزانيات التسلح إلى أرقام خيالية، وإلى التآمر على حركة الديمقراطية، والتشكيك في مصداقيتها، وتقديم كل الدعم الخفي من أجل عرقلة الديمقراطية في دول الجوار، حتى لا تنكشف أكذوبتها الديمقراطية أمام العالم، وتبقى وحدها مدّعية الديمقراطية والحرية، تستجلب العطف والدعم لها في مواجهة العنف والديكتاتوريات العربية.
وهكذا خصصت «العربي» ملفها في ذكرى سقوط فلسطين وقيام دولة الاحتلال الصهيوني لمستقبل هذا الصراع برؤى مختلفة، مثلما فتحت صدرها لعبير مدينة القدس، تتنفسه عبر صفحات عادت إلى المدينة التاريخية مستدعية حق العودة البصرية إلى القدس، أملاً في حق العودة الفعلي الذي ينادي به أبناء فلسطين، فالمستقبل يبدأ هنا، في حل جذور المشكلة التي عصفت بالدول العربية ومقدراتها لأكثر من 60 سنة.
وفي ظل ما يحدث يتأمل كتاب «العربي» الساحة المضطرمة بالأفكار، بين الوقوف في ميادين التحرير العربية، وقراءة لحال الإسلام اليوم، والتفكير في مأزق استيراد الإشكالات الأوربية في السياسة الثقافية العربية، ونقد المجتمع الاستهلاكي، دون أن تنسينا هذه المشاهد المتأجّجة التأمل في واحات الأدب ومساحات الفن وفضاءات العلوم. وبين الرحلة في التاريخ، والرحلة إلى بقاع الأرض، رحلات أخرى على متن قافلة الآداب والفنون والعلوم، وهي الرحلات التي ندعوك لرفقتها أيها القارئ الكريم.