بدر خالد البدر وأنور الياسين

بدر خالد البدر وأنور الياسين

  • بدأت العربي بفكرة متواضعة عن إصدار ملحق أدبي للجريدة الرسمية ثم تطورت
  • اعتبرنا المجلة خدمة ثقافية للقارئ العربي ومنذ بدايتها أخذت هذا الطابع
  • أي إعلام ناجح يجب أن يبني على الصدق وإظهار الحقائق والعمل البناء في الداخل والخارج
  • لا بد للدبلوماسي أن يكون مؤهلا وعلى مستوى رفيع من الثقافة والسمعة الحسنة

قد لا يعلم الكثيرون أن مجلة العربي التي تجوب البلاد العربية - والعالم كله - شرقا وغربا وشمالا وجنوبا بما تحويه من موضوعات أدبية وقضايا فكرية وثقافية تهم كل قارئ ينطق بالضاد، قد لا يعلمون أنها أخذت وقتا كبيرا استمر لمدة أربع سنوات كاملة من التحضير كي تخرج إلى النور حاملة لمشعل الفكر والأدب، فقد صدر العدد الأول في الحادي عشر من ديسمبر عام 1958. خرجت معبرة ما أمكن عن آمال كل عربي ولم ينصب اهتمامها على القارئ الكويتي فحسب بل كان الاهتمام الأكبر - وما زال - بالطابع العربي، وظلت حاملة لرسالة العلم والأدب في المجتمعات العربية. ولد بدر خالد البدر في الكويت في أواخر عام 1912 وهو يعتبر من الكويتيين الأوائل الذين سعوا نحو العلم والمعرفة في أكثر من مكان، في الكويت وخارجها. ففي عام 1954 تولى إدارة الجريدة الرسمية التي ما زالت تواصل بدورها حتى اليوم، وعندما تحولت دائرة المطبوعات والنشر إلى وزارة عام و أنور الياسين 1962 كان هو أول وكيل لوزارة الإرشاد والأنباء "الإعلام فيما بعد" وفي نهاية العام التحق بلجنة مساعدات الخليج ثم أصبح الممثل الشخصي لحضرة صاحب السمو في لجنة الخليج التابعة للجامعة العربية وسفيرا في وزارة الخارجية حتى عام 1969 حيث طلب الإحالة إلى التقاعد. ولكنه واصل العمل مع وزارة الخارجية بموجب اتفاق خاص حتى عام 1971 عندما عينت الدولة سفراءها في دول الخليج العربية، شارك في تأسيس مركز الوثائق التابع للديوان الأميري، وصدر له كتاب "معركة الجهراء، ما قبلها وما بعدها" في عام 1980 تحدث فيه عن صفحة من تاريخ الكويت، ثم أصدر كتاب "رحلة مع قافلة الحياة" عام 1987 تحدث فيه عن تاريخ الكويت من خلال الوثائق ومن ذكريات الأشخاص الذين عايشوا تطور المجتمع الكويتي في أيام ما قبل النفط، كما تظهر له بين حين وآخر مقالات في الصحف الكويتية. وقد أجرى معه الحوار الزميل أنور الياسين مدير تحرير المجلة.

  • مجلة العربي كان لها دور بارز في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات وما زال هذا الدور مستمرا حتى الآن، هل تحدثنا عن فكرة ونشأة مجلة العربي، والأسباب والأهداف التي دفعت الكويت في ذلك الوقت لأن تفكر في إصدار مطبوعة ثقافية شاملة بهذا المستوى وبهذا البعد الثقافي والعلمي؟

- في الواقع أنني كنت من المساهمين في إصدار العدد الأول من مجلة العربي وكنت قبل ذلك أعمل موظفا في دائرة المعارف الكويتية فهي لم تكن وزارة بل كانت دائرة معارف في ذلك الوقت قبل استكمال الاستقلال، وكنت سكرتيرا بالقسم المالي والإداري، وكانت دائرة المعارف تلك تنقسم إلى قسمين:

قسم فني، وهو قسم التعليم وما يتعلق به، وكان مديره الأستاذ عبدالعزيز حسين.

وقسم إداري ومالي، وكان مديره المرحوم السيد سليمان العدساني والذي انتهت فترة عمله في أثناء وجودي وحل مكانه السيد خالد عبداللطيف المسلم، وأثناء ظروف عملي جال بخاطري هاتف هو: لماذا لا تكون هناك جريدة رسمية في الكويت، وكان هذا الخاطر على وجه التحديد في يوم 11 سبتمبر عام 1954، ومن ثم حررت رسالة إلى السيد خالد المسلم، وكانت الرسالة تتعلق بشأن إصدار جريدة رسمية في الكويت ورجوته أن ينقل هذه الرغبة إلى اللجنة التنفيذية العليا والتي كانت تقوم مقام الوزارة في تلك الفترة والتي صدر بها مرسوم من الشيخ عبدالله السالم - رحمه الله - في صيف 1954، وتم تحويل رسالتي إلى اللجنة التنفيذية، وجاء الرد يوم الثالث عشر من الشهر نفسه من اللجنة التنفيذية العليا، بتوقيع الشيخ صباح الأحمد مؤيدا ومحبذا للفكرة، وفعلا تم تشكيل لجنة من دوائر الحكومة لوضع أسس الجريدة، وأسماء اللجنة مذكورة في العدد الأول من الجريدة الرسمية، وبدأنا في التحضير للعدد الأول في سبتمبر والذي صدر في 11 ديسمبر 1954، وكنا نقوم بطبعه في مطبعة متواضعة بالكويت، وفي تلك المرحلة تم تعييني مديرا لإدارة الجريدة الرسمية، وبدأنا العمل، وفي أثناء الاجتماعات بعد إصدار العدد الأول بدأنا نفكر في إصدار ملحق يكون له طابع أدبي ويسد الفراغ لدينا في هذا المجال، وبدأت الفكرة تتطور ووصلنا إلى نتيجة مؤداها أن الكويت بما لديها من قدرات مالية لا بد أن يكون لها دور في المساهمة الثقافية العربية، لا سيما أنه - ومع الأسف الشديد - كانت هناك صحف ومجلات أدبية لها وزنها بما كان يكتب فيها من أبحاث وموضوعات ومقالات لها قيمتها بأقلام عربية، وهذه المجلات مثل الرسالة والثقافة والمقتطف، بالإضافة إلى العديد من الصحف التي نال بعضها شهرة واسعة، واختفت بسبب عدم وجود الدعم أو العجز المالي.

وكان تقديرنا بأن هذا العمل يعتبر مساهمة متواضعة من حكومة الكويت القادرة على القيام بهذا الأمر وهو أن تصدر مجلة أدبية ليس للقارئ الكويتي فقط وإنما لكل قارئ عربي، ثم تطورت الفكرة وبدأنا في استشارة أشخاص متخصصين - كموزعي الصحف وبعض كبار الكتاب والمحررين - وتوصلنا إلى أنه مادامت هناك موارد مالية - وتلك تعتبر عصب أي مشروع - فيجب أن تكون هناك مطبوعة أدبية للقارئ العربي، يكون فيها كل ما يهمه وتعالج كل الأمور بعيدا عن القضايا السياسية الحساسة، وإذا ما كتبنا عن الكويت فتكون الكتابة بقدر محدود حتى لا يتصور القارئ العربي أنها مجلة دعائية للكويت. وفعلا سرنا على هذا الاتجاه ولم تخل الأعداد عن أشياء تخص الكويت، ولكن الطابع العربي كان هو الغالب عليها، وكان هذا رأي من استشرناهم، وقد اقتنعنا نحن بهذا الرأي وكان هو الرأي الصائب، وفعلا صدر أول عدد من العربي في 11/ 1958/12 وطبعنا منه حوالي ثلاثين ألف نسخة.

وتم ذلك تحت إشراف دائرة المطبوعات والنشر، حيث تحولت إدارة الجريدة الرسمية في عام 1955 إلى إدارة المطبوعات والنشر، وانتقلت أنا من مدير للجريدة الرسمية إلى مدير دار المطبوعات، كما صدر قرار من اللجنة التنفيذية العليا بأن تؤسس مطبعة. للحكومة تابعة لدائرة المطبوعات والنشر حيث تم افتتاح المطبعة في عام 1956. وأعود مرة أخرى إلى بداية تأسيس المجلة فأقول: أثناء الاجتماعات والاقتراحات وعملية التهيئة كلفت الدائرة السيد أحمد السقاف، والذي انتقل إلى دائرة المطبوعات والنشر بوظيفة نائب للمدير عام 1956، وتم تكليفه بالتجوال في بعض البلاد العربية من أجل البحث عن رئيس تحرير يتناسب مع ما نطمح إليه في إخراج هذه المجلة، استقر السيد السقاف في القاهرة وقابل بعض الشخصيات ومنهم الدكتور أحمد زكي مدير جامعة القاهرة سابقا وكان الرجل رحمه الله مشهودا له بالعلم والثقافة والأدب، وفي الوقت نفسه أبدى استعداده للعمل معنا، وعاد السيد أحمد السقاف وأخبرني باستعداد د. أحمد زكي الذي كانت له كتابات مرموقة في الصحف والمجلات المصرية، عندها حررت للدكتور أحمد زكي رسالة أعرض فيها عليه وظيفة رئيس تحرير المجلة حيث وصلني رده فيما بعد بالموافقة، وجاء الرجل ومعه هيئة التحرير واحتياجات المجلة من مصورين وفنيين.

  • عندما صدر العدد الأول من العربي هل كانت هناك نظرة مستغربة عند البعض في الكويت لإصدار المجلة وهي تشمل مواضيع غالبيتها لا تتعلق بالكويت بصفة مباشرة؟

- فعلا كانت هناك ملاحظات على إصدار المجلة بتلك المواصفات التي سبقت الإشارة إليها وكان هؤلاء لهم وجهة نظر فيها وكانوا يرون أن الموضوعات الكويتية قليلة بل نادرة مقارنة مع المواضيع الأخرى، وقد طغت عليها الصبغة العربية أو الدولية، وأوضحنا لهم أهداف المجلة والغاية التي صدرت من أجلها، وكان إقبال القارئ العربي على اقتناء المجلة خير دليل على صحة وجهة نظرنا، وهي أن الغاية من إصدار المجلة كانت للقارئ الكويتي والعربي.

المغفور له الشيخ عبدالله السالم ومجلة العربي

وأحب أن أذكر هنا أنه من المعروف عن الشيخ عبدالله السالم طيب الله ثراه أنه كان من المهتمين بالأدب والشعر، وكانت له استشهادات بهما في مواطن كثيرة، ومن اهتمامه بالثقافة كان اهتمامه بمجلة العربي، وقد استفسر يوما وأنا بصحبته عن أهداف المجلة، فشرحت له نصائح من استرشدناهم من كبار المثقفين العرب الذين نصحوا أن تكون المجلة مهتمة بالشئون العربية كونها تصدر لخدمة القارئ العربي أينما كان، فسر رحمه الله بذلك، فقد كانت العربي الهدية الثقافية من الكويت لكل العرب.

  • هل تعتقد أن مجلة العربي لعبت دورا مهما في المساهمة في إثراء الثقافة العربية وازدهارها، وفتح المجال أمام المثقف العربي للمشاركة في إبداء آرائه وأفكاره؟

- بالتأكيد لعبت مجلة العربي هذا الدور - وما زالت - وقد ساهمت بسد بعض الفراغات التي يعاني منها المواطن العربي في كل مكان، فالعربي شأنها شأن أي مجلة أخرى ساهمت في إثراء أو سد الفراغ أو تكملته، وقد عودتنا العربي أن تسد بعض الفراغات - إن صح هذا التعبير - للقارئ العربي، هناك كثيرون لديهم استعداد لإصدار مجلات ثقافية ولكن لضيق ذات اليد لا يستطيعون، ولكن الكويت ولله الحمد أولت هذه الناحية اهتماما بالغا وقامت بسد بعض الفراغ.

ومنذ تأسيس العربي وكما قلت سابقا كنا نحرص على تجنب الموضوعات ذات الحساسية لأي بلد وكنا نحرص على هذا حرصا شديدا، وأنت تعلم - مع الأسف الشديد - أن هناك حساسيات في المجتمع العربي كنا نتجنبها، مع أنه في الخارج نجد الوضع مختلفا، ففي الدول الأجنبية المتحضرة نجد الصحف تقوم بنقد الحكومات وكبار المسئولين والوضع بهذا الشكل مقبول، ولكن المقاييس العربية تختلف عن المقاييس الأجنبية في النقد وإثارة الموضوعات، ومن هذا المنطلق حرصنا على تجنب الموضوعات التي يمكن أن تثير حساسيات معينة، مما يعرض المجلة للمنع أو المصادرة.

العربي الآن

  • هل تتابع المجلة وما هو رأيكم في مستواها الآن؟

- لا أدعي أنني أقرأ المجلة من الألف إلى الياء ولكن أقرأ بعض الموضوعات، أما عن مستواها فهو جيد، وأنصح بزيادة الاستطلاعات، فالاستطلاع يعرف القارئ العربي بمعلومات جيدة ثقافية وتاريخية وأدبية وجغرافية عن بلد عربي قد لا يكون زاره من قبل. وقد كان هناك استطلاع تحت عنوان "اعرف بلدك أيها العربي" كان الناس يحرصون على شراء مجلة العربي من أجله، حيث إن مثل هذه الاستطلاعات توفر للقارئ العربي معلومات مفيدة عن تلك البلاد، ولذا فإنني أنصح بكثرة الاستطلاعات حيث تجلب معلومات جديدة ومفيدة لكل قارئ وتقرب البلاد والمسافات، مثلا كتب استطلاع عن أي بلد عربي، استطلاع واحد لا يكفي لأن كل بلد أو مدينة تحتاج إلى عدة استطلاعات، فهناك أشياء تحتاج إلى استطلاعات حيث المراكز العلمية والثقافية والتاريخية والتي لعبت دورا مهما في التاريخ العربي والإسلامي، كذلك أرجو ألا تقتصر مثل هذه الاستطلاعات على البلاد العربية فقط.

أهمية دور الإعلام

  • في ظل التكنولوجيا العلمية وفي ظل المعركة الإعلامية التي تخوضها الكويت الآن ومواجهتها لكثير من الأمور، ونحن كعرب نسعى لإثبات وجودنا وذاتنا كمجتمع.. ما هي وجهة نظركم في عملية استخدام الإعلام في شرح وجهات نظرنا وعرض قضايانا؟

- لقد عملت بالإعلام وكنت أول وكيل وزارة للإعلام عندما استكملت الكويت استقلالها في عام 1961، وتشكلت أول وزارة في أوائل عام 1962 ومن ثم أصبحت دوائر الحكومة وزارات، وأصبح رئيس الدائرة هو الوزير، إذ كان الشيخ صباح الأحمد رئيس دائرة وأصبح وزيرا للإرشاد والأنباء، وقد سميت بهذا الاسم ثم أصبحت فيما بعد وزارة الإعلام. وفي الواقع فإنني لم أكن متخصصا في الإعلام، ولكنني استفدت وعملت بنصائح الآخرين المتمرسين في هذا المجال، وكنت لا أخجل من السؤال والاستفهام ممن هم أكثر خبرة مني حيث قال سبحانه وتعالى: وفوق كل ذي علم عليم، وعندما تسألني عن أهمية الإعلام وما ينبغي القيام به فهذا موضوع له أهميته الكبرى وأضرب لك مثالا على ذلك:

حينما تعلن الحكومة عن مشروع معين كالخدمات الصحية أو مجانية التعليم، وتلك أشياء واقعية وتحتاج إلى التعريف بها، وهنا واجب الإعلام - في كل مكان - هو إظهار وتوضيح إنجازات الدولة سواء في الموضوعات الداخلية أم الخارجية. وتلك أشياء ضرورية، إلا أن المهم هنا أن الإعلام ينبغي أن يقوم على رصد الحقائق وأن يكون صادقا فيما يقول وألا يذيع أشياء غير موجودة، فإظهار الحقيقة وتوخي الصدق مطلبان أساسيان، ويجب أن تكون هناك أسس علمية وثابتة ومدروسة، وكما قلت فالمهم توخي الصدق والبعد عن التزييف أو المظهر غير الواقعي، وكنت أتمنى أن تظل صحيفة صوت الكويت الدولي مستمرة في مهمتها ورسالتها وتتطور بأسلوب معين بأن تكون صحيفة لكل قارئ عربي وليس للكويت فقط، والدولة - أي دولة - حينما تكون لديها الإمكانات المادية الجيدة والتي تؤهلها لإصدار صحيفة لخدمة القارئ العربي في كل مكان، فهذا يعد مكسبا كبيرا وله مردوده على الدولة نفسها كما هو الحال الآن في مجلة العربي، ومجال العمل النافع ليس مقتصرا على إصدار الصحف بل يتعداه إلى الأمور النافعة الأخرى التي ترفع من سمعة البلد في المجالين الحضاري والإنساني.

لقد سمعت عن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بكرسي لجامعة هارفارد لتعليم الفقه الإسلامي، والحق أن هذا يعد شيئا مهما جدا، وقد سد فراغا كبيرا وبشهادة مدير الجامعة عندما سمعته يتحدث في هذا الموضوع، مثل هذه الأشياء فيها خدمة للبلد كما تخدم قضايا عامة، فقد خدم هذا المشروع نواحي ثقافية وعلمية وإسلامية. وأحب أن أقول إن الكويت وبعض الدول العربية الغنية باستطاعتها المساهمة بأشياء إنسانية وعالمية لتقدم السمعة الحسنة في الوقت الذي يسعى فيه الإعلام المعادي لتشويه سمعتنا في مناسبات كثيرة بنشر دعايات وشائعات مغرضة. ولا بد أن تكون هناك مجابهة للإعلام المعادي الذي يحاول أن ينال من العرب والمسلمين ويحط من قدرهم، وأتمنى أن يكون لدينا شيء من الوعي، وأرجو من المسئولين العرب بصفة عامة ومجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة الاهتمام بهذه الناحية المهمة للرفع من سمعة بلادنا ليس بالأقوال فقط بل بالأفعال النافعة، كما يجب أن تصل للعالم الخارجي قيمنا ومساهماتنا الحضارية وبأعلى المستويات وفي أي مكان نستطيع الوصول إليه.

العمل في السلك السياسي

  • هل لك أن تحدثني عن تجربتك في وزارة الخارجية والعمل الدبلوماسي بعد أن تركت وزارة الإعلام؟

- العمل في وزارة الخارجية كان جديدا بالنسبة لي، كما مر علي في الإعلام حيث بدأت عملي في وزارة الخارجية كمشرف على الخدمات التي تقدمها الكويت لبعض دول الخليج واليمن، وكنت نائبا لرئيس الهيئة العامة للخليج والجنوب العربي والتي كان يرأسها الشيخ صباح الأحمد وزير الخارجية، كما كنت أعمل بصفة سفير متجول في المنطقة.

وفي الواقع فقد حققت الكويت إنجازات خارجية بارزة بعد استكمال الاستقلال حيث أنشأت صندوق التنمية العربية بعد أن أصبحت عضوا في الجامعة العربية، ثم هيئة الأمم ثم بدأت بتعيين السفراء، وكان يوجد في الكويت نخبة ممتازة من رجالاتها الذين كانوا مهيئين فطريا للعمل الدبلوماسي، ولما يتصفون به من خبرات طويلة في مجال أعمالهم الخاصة، وكانوا جماعة على مستوى ناضج ولديهم صفات الدبلوماسية، وتفهم أساليب الحياة وطبيعة البشر وكيفية التعامل مع الناس، ومن هؤلاء الذين تم اختيارهم وكانوا على كفاءة عالية: محمد أحمد الغانم - خالد سليمان العدساني - خليفة خالد الغنيم - عبدالعزيز حسين - محمد يوسف العدساني وغيرهم، وهذا من باب الاستشهاد وليس الحصر، وقد امتازوا جميعا بالقدرة والكفاءة والمسئولية ومثلوا بلدهم خير تمثيل.

وأنت تعلم أن هناك الآن جامعات ومعاهد متخصصة لتخريج وتخصيص الدبلوماسيين حيث لا بد لهم من الدخول في دورات تدريبية تدور حول كيفية التصرف مع الدول الأخرى، ولا بد من تهيئتهم من المرحلة المحلية والتربية البيئية إلى المرحلة الخارجية، ثم هناك حسن المخبر والمظهر وكيفية التصرف، فسمعة البلد من أهم واجبات الدبلوماسية.

إذن للدبلوماسي سياسة معينة فهو الذي يظهر محاسن بلده ويقوي العلاقات بينها وبين الدول التي يعمل بها، ثم ضرورة إجادته للغة البلد التي يعمل بها إجادة تامة، فتلك أشياء مهمة وضرورية لا غنى للدبلوماسي عنها، كذلك أود أن أشير بأن هناك تقاربا وتداخلا كما هو معروف بين الإعلام والدبلوماسية في كثير من المجالات والميادين، لذلك فبالإضافة إلى ضرورة الدراسة الجامعية في مجال العلوم السياسية والإعلامية، فإن الضروري كما ذكرت تنظيم دورات محلية في الوزارات المعنية لتهيئة الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا أمر ضروري لتهيئة الموظفين الأكفاء وهو أمر متبع في كثير من الدول المتحضرة.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




بدر خالد البدر





أنور الياسين





الدكتور أحمد زكي يطلع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس دائرة المطبوعات والنشر على صور العدد الأول من مجلة العربي قبل إصدارها في ديسمبر 1958





المغفور له الشيخ عبدالله السالم





صورة زنكغرافية لرد الدكتور أحمد زكي بالموافقة على العمل بمجلة العربي





غلاف كتاب معركة الجهراء





غلاف كتاب رحلة مع قافلة الحياة





العدد الأول من الجريدة الرسمية الكويت اليوم