وتريات

وتريات
        

من تراتيل العاشق

(1)
لُغَتِي تضيقْ
وأنَا أحاولُ أن أعبّر عن هوايَ
لمَن تصافحُ
أحْرُفي
سَأمًا
وضَيقْ!

(2)
هلْ تدركينْ
أنّ ابتسامتَكِ الجميلةَ
تُنْبتُ الأزهارَ
في
صَخرِ السّنينْ؟!

(3)
وَحْدِي
أحاورُ غُربَتي
ويَداكِ تعبثُ
فِي جُيوبي
كي تُفتشَ
عنْ دليلِ خِيانَتي!

(4)
مطرُ.. مطرْ
والليلُ حَولي
صامَتِ الأركانُ
غَلّفه الحَذرْ
عَيناكِ
ما عادتْ تجيءُ إليَّ
في وقتِ السّحرْ
سَفرٌ.. سفرْ
وأنا يعذّبني
السفرْ!

(5)
طالَ الغيابْ
وأنا أفتّش عنكِ
في ليلٍ
يغلفُهُ الضّبابْ!

(6)
صَمتي كلامْ
فَلْتقرئي صَمْتي
ليتصلَ الوِئامْ!

(7)
عجبٌ.. عجابْ
أنْ تَفْتَحي بابَ المُنَى
للأدْعِياء
وتُغْلقي
في وجهِ مَن يهواكِ
صِدقًا
ألفَ بابْ!

(8)
هَذَا دَمي
لا تَمْسحي كفيكِ
مِن برهانِ قَتْلي
يا مَلاكِي الآثمة
فغدًا.. سيذكُرنا الزمانُ
«متيّمٌ
عَشقَ التي غَدَرت بهِ
سَفكتْ بِلا ذنبٍ
دَمَهْ»!

(9)
لا تَفْزَعي
شيءٌ بسيطْ
قلبٌ أحبكِ مُخلصًا
فَاغتالهُ
الصمتُ
المحيطْ!!

(10)
فرسٌ سقطْ
مَا امتدّ كفُّ
كُلُّهم وَقَفوا
بِدهشتهمْ
فَقطْ!

(11)
عُودِي إليْ
لستَ الملاكَ
لكي أكونَ أنا
النبيْ!

أشرف محمد قاسم - مصر

عبيرُ المحبةِ

مكانٌ عتيقٌ قد اكتظَّ بالساهرينْ،
به جلستْ ذاتُ حسْنٍ، بِرُكنٍ رَكينْ
ولاحتْ بكلِّ وقارٍ وكلّ جمالْ
وكانت تَحِسُّ
بموجِ السّعادة يغمرُها من جميعِ الجهاتْ
وقد شَعُرت أنه كان يرنو إليها
ويغرقُ في حُسنِها دونَ كلّ البناتْ
بلهفةِ عاشقْ
وراحتْ تفسِّرُ ما تحملُ النظراتْ
فَفِيها معاني الهوى والحنانْ
تَمرُّ إلى القلبِ في غفلةِ الساهرينْ
لكي لا يراها الرقيبْ
تَفوقُ جميعَ الذي يَصِفُ الشعراءْ
وقد كان شاعرْ
وصاحب حِسٍّ رفيعْ
وقد كان شهمًا عظيمًا
وحينَ تقدّم منها
وأهدَى لها باقةَ الياسمينْ
بأنْسَامها العاطرةْ
وقال لها: «هذه لكِ مني هديَّةْ»
وكم فرِحَتْ بالهديةْ!
أحسَّتْ بعطر المحبَّةِ يغمرُها
من الرأسِ حتى القدمْ
وظلت إلى وجهِه ناظرة
وقالت، ولم تتكلَّمْ:
«تمنيتُ لو أنني عشتُ عصرَكْ
وأن أستطيعَ كتابةَ ما..
يَحسُّ به القلبُ نحوكْ
ويشعرُ من حسرةٍ لا تُحَدُّ
على ما مَضَى من حياتي
وما ضاع من عُمُري قَبْلَ أنْ..
تراك عيوني.

سنية الحري - تونس