عزيزي العربي
عزيزي العربي
الإغماء حالة مرضية شائعة الحدوث بين الناس سواء المرضى أو الأصحاء. والإغماء من الناحية اللغوية - كما ورد في المعجم الوجيز - فقد الحس والحركة لعارض. و«أغمي عليه»: عَرض له ما أفقده الحس والحركة، فهو مُغْمىً عليه. و«أغمي عليه الخبر»: خَفِي. والإغماء من الناحية الطبية هو حالة من الضعف العام الذي يصيب عضلات الجسم الإرادية، مما يؤدي إلى عدم القدرة على الوقوف، ويكون مصحوبًا بفقدان الوعي، وعندما يصاب الإنسان بالإغماء فإنه غالبًا يكون في وضع الوقوف أو الجلوس، وعادة يشعر بأنه سيدخل في حالة من الإغماء، لإحساسه بسوء حالته، كما يشعر المريض بحالة من عدم الثبات، وأن الأرض تتحرك تحت قدميه، والأشياء المحيطة به تتأرجح، كما يصاب بحالة من الارتباك، ويتثاءب أو يفغر فاه، ويحدّق بعينيه، وقد يرى بقعًا سوداء، وتضعف الرؤية، ويحدث طنين بالأذن، ويشعر بغثيان، وقد يحدث قيءٌ، كما يصبح لون الوجه رماديًا شاحبًا، ويغطي الوجه والجسم عرق بارد. هذه البداية التدريجية للإغماء تعطي المريض فرصة لحماية نفسه من الوقوع على الأرض، والتعرّض للإصابات المختلفة. ما هي أسباب الإغماء؟ الإغماء ينتج عن نقص الإمداد الدموي للمخ، مما يؤدي إلى خلل مفاجئ في عمليات الأيض (البناء والهدم) التي تحدث بالمخ. وللإغماء أسباب عدة تتفاوت في خطورتها، فهناك الإغماء الوعائي الحائر Vasovagal Syncope الذي يحدث أثناء الانفعال الشديد، مثل الأخبار المحزنة التي تصدم الإنسان، وكذلك الأخبار المبهجة، وخصوصًا في الأماكن الحارة المزدحمة، كما يحدث عندما يصاب الإنسان بألم شديد، وعندما يكون الشخص مصابًا بالأنيميا، أو الحمى، وأثناء الصيام. وفي هذا النوع من الإغماء يجب أن يستلقي المريض على ظهره، ويتم رفع رجليه لأعلى، وفي هذا الوضع يستعيد المريض الوعي بسرعة، وتنتهي حالة الإغماء. وإذا كان المريض جالسًا، ولم تكن هناك فرصة للاستلقاء على الظهر، فإنه يضع رأسه بين ركبتيه، كما أن وضع الماء البارد على الرأس والوجه قد يفيد، وإذا كانت درجة حرارة المريض أقل من الطبيعي، فإنه يجب تدفئته. أما الإغماء القلبي Cardiac Syncope فينتج عن نقص مفاجئ في ضخ القلب للدم، وهو ما يحدث في معظم الأحيان كنتيجة لاضطراب إيقاع القلب. في الأشخاص الأصحاء معدل ضربات القلب البطينية التي لا تقل عن 35 - 40 انقباضة في الدقيقة، والسريعة التي لا تزيد على 180 انقباضة في الدقيقة لا تؤدي إلى نقص الإمداد الدموي للمخ، خصوصًا إذا كان الشخص مستلقيًا على ظهره، لكن التغيرات خارج هذه الحدود قد تؤدي إلى خلل في الدورة الدموية المخية ووظيفة المخ. وهناك نوع من الإغماء يسمى إغماء السعال Tussive Syncope وهو حالة نادرة تصيب الرجال الذين يعانون التهابًا مزمنًا بالشعب الهوائية، حيث يؤدي السعال الشديد إلى زيادة الضغط داخل الصدر، وإعاقة العائد الوريدي إلى القلب. وهناك إغماء الجيب السباتي Carotid Sinus Syncope وينتج عن الضغط على الجيب السباتي الموجود بالعنق، وقد يحدث لسبب بسيط مثل أن تكون ياقة القميص أو الجلباب ضيقة. هذا هو الإغماء، قد يحدث لسبب بسيط مثل التعب أو الجوع أو الانفعال، أو ياقة القميص الضيقة، وقد يكون مؤشرًا إلى وجود مرض خطير بالقلب يجب الانتباه إليه. د. يحيى سنبل - دقهلية - مصر أستغرب لقلمي! كلما هاجت نفسه بالأشواق بدأ يصرفها إلى الكتابة عن دمشق، وهل أعز من دمشق على قلبي؟! ربما كان هذا هو السبب الذي يصرفني عن الكتابة عن موطني الأصلي.. حماة. كلما يممتُ شطرها أحسست بقلبي يرقص طربًا خلف ضلوعي، وتهيج نفسي بالخواطر وتتداعى أصداء أفكاري لتجمع الأوراق لتسجيل أجمل الذكريات للعودة إليها في حال البعد والجفاء، والعين تدمع للقاء الأول بعد مضي أشهر على الرحيل فتصبح النفس في نشوة تجمع الفرح والدموع وتحكي قصص الطفولة والصبا على مداخل العاصي، ونغمات النواعير، التي غدت سيمفونية أزلية تغني أغاني عُرفت منذ آلاف السنين، وتحكي قصص أقوام حطوا رحالهم حولها وأقاموا أزمنة وأعمارًا مديدة، كلما سمعتُ نغماتها التي تتنقل على سلم موسيقي لن تجد مثيلاً له أنصتُ كلي إلى قصصها وحكايتها، تحمل الماء الذي مازالت تحمله منذ أن وجدت، تحمله في صناديقها التي ما عرف المؤرخون لها عمرًا لتفرّغه في الأعلى، وإن تتبعت بنظرك رأيت مجراه يحفر في تلك الجدران القديمة طريقًا معبّدًا ليصل إلى الزروع فيُخرج أحلى الأثمار وأروعها جمالاً ومنظرًا وأزكاها طعمًا ورائحةً. يا حلوة العاصي ومجدُكِ بازغٌ ليست حماة هي ماء العاصي أو أشكال نواعيره، إنما هي الروح التي أودعت في العاصي، والقصص التي تُحكى على لسان النواعير، فهاهو العاصي يمر عابرًا مسرعًا يشق وسطها ويخبر بما تيسر له من أخبار حمص وما قبلها ويعد بالمزيد، ولكن عجلته بسبب فصل الشتاء ستضطره للرحيل، وهاهي النواعير تختزن قصص الأولين ممن دخلوها ولاتزال تحكيها ليلاً ونهارًا دون كلل أو ملل، بطولاتهم، أفراحهم، أحزانهم، كلها أخبارها عند النواعير، مَن جَالسَ إحداها طفق يتململ من كثرة الحديث عن الأولين، فيقول لها: هات ما عندك من حديث الآخرين، فتجيب ووجهها ممتلئ بالحسرة والألم: وأي آخرين؟! لقد جهلوا قيمتي فباتوا غارقين في أوحال السيارات، وعالقين في أوهام التكنولوجيا والتطور، فلم يعد لهم أي نظر للآثار والذكريات! أهلها مهرة في السباحة في عاصيها، وأيّ مهرة! وقلعتها تلك الجاثمة في قلبها، كلما مررت بجانبها تشعر كأنها تتمتم بغريب القصص والحكايات، جمعتها من أمواج السنين التي تكسّرت على سفوحها، وإن رأيتها أو قرأت عنها تتخيل قول ابن خفاجة في وصف الجبل: وأرعن طماح الذؤابة باذخ وقد كانت هذه القلعة رباطًا للدفاع، ولكن سرعان ما تحولت إلى منتزه يلجأ إليه أهل حماة في أيام الجمع والإجازات يقضون وقتهم ويتنشقون الهواء ويأكلون ويشربون ويلعب أطفالهم، وقد يتطور الأمر إلى إقامة الولائم والعزائم هناك، فما أجمل هواءها في الصيف وما أروعه في الربيع وما ألذه في الخريف، كل نسمة منه تعصف بقلبك فتزيدك حبًا وولهًا بهذا المكان فما أجملها وما أروع نسماتها وسبحان خالقها رب العالمين. هذه هي حماة، إن ذكرتها تبدّت لك بطولات رجالاتها منذ أن فتحها أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه وأرضاه - أمين هذه الأمة كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى قتال العجم الفرنسيين، كل بطولة منها تسطر كتبًا من نور وتحفر في القلوب ذكراها قبل الأوراق والألواح. هذه هي ابنة بغداد وحفيدة دمشق وأخت حمص وحلب وأم تدمر والقدموس، أسماء عريقة تتضمنها شجرة عائلة مدينة حماة، هذه المدينة الساحرة بوجودها الدفاق الذي يفيض على أهلها فيضان العاصي في فصل الشتاء، وقد صدق قول الشاعر العراقي الشقيق أحمد صافي النجفي فيها: هذه حماة مدينة سحرية لم أكتب هذه الكلمات ولا جمعتها لأعرفكم - إخواني القرّاء - بهذه المدينة فتاريخها عريق قديم، قصصه محفورة في الصخور وعلى أوراق الأشجار وفي الضلوع، وإنما كتبت هذه الكلمات لما أحسست به من عتاب منها، فإنني كلما قابلتها نأت عني تبكي وتشكو هذا الجفاء، فما كان مني إلا أن جمعتُ أوراقي وأمسكت القلم، فإذا به قد سطر هذه الكلمات بدموعه وقلبي المنفطر دون استئذان،معنونًا المقال بـ«عروس النواعير». أديب قبلان تعقيب: تحية طيبة وسلام حار إلى مجلة «العربي» الغراء وإلى الطاقم المشرف عليها بكل دراية واقتدار. في ركن «اللغة حياة» لـ د. مصطفى علي الجوزو نُسبت قصيدة «سمراء يا حلم الطفولة» إلى الشاعر سعيد عقل ومبلغ علمي أنها للشاعر عبدالله الفيصل الذي غنى له العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ بالإضافة إلى هذه القصيدة قطعة «يا مالكا قلبي»، (كما غنت كوكب الشرق أم كلثوم من أشعاره أغنيتين خالدتين هما «ثورة الشك» و«من أجل عينيك عشقت الهوى». محمد الحبيب - مدينة سلا - المغرب السيد الأستاذ الدكتور سليمان العسكري.. رئيس تحرير مجلة «العربي».. طالعت المقال الغني بالمعلومات «الأوبئة في ساحة الحرب» للأستاذ أحمد خالد توفيق، وقد وجدت في صفحة 157 تحت الصورة هذا التعليق «ضحية من ضحايا فيروس الجمرة الخبيثة ............»، وأود أن أخبر سيادتكم أن المسبب لمرض الجمرة الخبيثة ليس فيروسا وإنما بكتيريا تسمى «بكتيريا الجمرة الخبيثة» وهي كائن خلوي عصوي الشكل موجب لصبغة جرام، يظهر باللون الأزرق أو البنفسجي عندما يصبغ بصبغة جرام. وهذه البكتيريا مكوّنة للجرثومة الداخلية، وهناك اختلافات كبيرة بين الفيروس والبكتيريا، فالفيروس لا خلوي وبه مادة وراثية وحيدة (إما ح د ن او ر د ن) وإجباري التطفل ولا يمكن تنميته إلا في نسيج حي، البكتيريا كائنات خلوية بها (ح د ن و ر د ن) ومنها ما هو مترمم أو متكافل أو متطفل. د. محمد إسماعيل أبودبارة - مصر بادرت وأنا جالس في مكتبي أبحث وأتأمل في مجلتي «العربي» حيث لاح في يدي العددان 152 ، 153 من سنة 1971 لفت انتباهي الجزيرة العربية المستطلعة «سقطرى». إنها مغامرة وتضحية أن يقوم بها رجلان من الأكفّاء العرب لتحمّلهما الصعاب وقساوة الرحلة المتعبة والخطرة، هذان الرجلان هما الأستاذ الكاتب سليم زبال والمصوّر أوسكار متري، حيث تحملا عناء المشقة من أجل أن يقوما بعمل مشرّف وبسبق صحفي عربي يشهد لهما ويستحقان عليه كل الاحترام والتقدير، لاكتشاف حقيقة عجائب هذه الجزيرة المنسية والحياة المعدومة عندهم. إنها حياة غريبة لا يعرفها إلا من القلائل من الشعب العربي، حبّذا لو قامت بعثة «العربي» أن تعقب اكتشافها العملاق باستطلاع وعودة ثانية إلى التطور الذي حصل لها خلال هذه السنين الفائتة، ما يقارب الأربعين عامًا من حياتها وحياة شعبها. وعلى الصعيد نفسه، فقد مضى على استطلاع مدينة النجف الأشرف حوالي ما يقرب من 50 عامًا، فهل من عودة موفقة لزيارة واستطلاع هذه المدينة المقدّسة العريقة بعلمائها وأدبائها وتاريخها وتراثها. حيث إنها مدينة علم وثقافة عريقة تستحق منكم بعد هذه المدة الطويلة والبعيدة أن تقومواباستطلاع شائق يعيد لها مكانتها بين طيات وصفحات مجلة «العربي» الغراء كما عوّدتنا بإعادة استطلاعات مدن عدة. وهاهي مدينة النجف تريد منكم العودة إليها بعد هذا العمر الطويل بثوبها الجديد وبعد التغيير الذي حصل لها من النظام المقبور.. ودمتم سالمين. فاهم مجبل العامري حضرة الدكتور سليمان إبراهيم العسكري رئيس تحرير مجلة «العربي».. السلام عليكم.. لم أكن يومًا حريصًا على شيء كحرصي على التواصل مع مجلة «العربي»، ولا أعلن سرًا أنني اخترت هذه المجلة دونما جميع المجلات المحلية والعربية، لكي أبث فيها لواعجي وهمومي، من خلال بعض المساهمات التي أرسلتها إليكم، والتي نشرت عبر «منتدى الحوار» تارة أو «عزيزي العربي» تارة أخرى، وقد كنت في جميع تلك الإسهامات قاصدًا الوقوف على شيء من المسئولية التي تقع على عاتق المثقف العربي، والتي منها نقد الواقع العربي المعاصر السياسي والاجتماعي والثقافي، إلا أنني وجدت أن بعض تلك الإسهامات لا يتم نشرها في مجلتكم الغراء، بالرغم من مرور أكثر من سنة على بعضها. وأعتقد أن ذلك قد تأتى نتيجة الصراحة التي أشير بها إلى ما يختلج في عقل ووعي المواطن العربي، والتي تقف دون نشرها المحسوبيات السياسية والانتماءات القومية. هذا وإنني أحسن الظن بجنابكم وموضوعيتكم، وأريد أن ألفت انتباهكم إلى أمر لمسته من خلال متابعتي لما يتم نشره في «منتدى الحوار» أو غيره من الأبواب المفتوحة لمشاركات المثقفين العرب، والتي يكون فيها للمحسوبيات أثر بالغ في نشر المشاركات. وإنني أجلكم وأرفع من شأنكم أن تميلوا عن العدل وإعطاء كل ذي حق حقه في مجلة العرب، داعيًا الله تعالى تسديدكم فيما أنتم ماضون عليه والحمد لله رب العالمين. حسين جويد الكندي - العراق المحرر:
|