شُرفةُ الأَقدار

شُرفةُ الأَقدار

عناكبٌ من الأشعة الخضراءْ
كأنها صلصلة الأجراس
في الفضاءْ
تمتد كالسماءْ
جذورها تغوص في الظلامْ
تورق بالكلام
هنا تَفَتَّحتْ زنابقٌ..
.. حدائق.. وجوه أصدقاءْ
شواطئ.. لآلئ.. نساءْ
هنا التاريخ ينتهي
على مدار
دورةٍ من البكاء
وصولةٍ من الفناءِ والبقاء
يشع في المدى
وميض رحلةٍ
بلا انتهاء
وعابرون من كواكب سوداء
وعابرون من كواكبٍِ بيضاء
وليس في فمي سوى الصراخِ
ليس في فمي سوى الضياءْ
وها هو الزمان
فوق صهوة الأمواجْ
ينشق في الظلامِ
عن تفاحة انبلاجْ
وعن جسد رجراج
تسكنه الطيورُ
التي تصدح بالغناءْ
وأنحني أمام شعلةٍ
تضيء حولي الوجوه
والدروب والهواءْ
أخاطب الرجاء
يطل من جدار خيبةٍ
يحطّم القيثارة الخرساءْ
ويبعث الجثة التي دفنتُها
أحاول النسيان
تحيطني  الأحزان
تحيطني الأحجار
والجدران
يحيطني الدخان والخسران
هنا الزمان
هنا الزمان
ولا مكان لا مكان
لا مكان
أظل ها هنا
كصرخة وحيدةٍ
في الريح.. في ذوائب الأشجار
يلفّني الغبار
يحملني الغبار
إلى شواطئ الوعود بالدمارْ
مدينة تموت في خرائبٍ
تهدّمت..
وعالمٍ ينهارْ
وها أنا أظل في انتظارْ
كأنني مثلج في النارْ
أواجه الغياب طالعا
من شرفةِ الأقدارْ
وأنظر السيوف
فوق رأسي
هذا الوطن المغوارْ
وأنظر الدماء
في الشوارع
التي تموج بالثوارْ
لعلها ترى النهارْ
لعلها ترى النهارْ
لعلها ترى الشروق
ساطعًا
في شعلة انتصارْ ■