طيور غريبة وعجيبة
الخفاش واختراع الرادار
في عام 1779م اعتقد سكان إحدى المدن الإيطالية, أن العالم الشهير سبالانزاني أصيب بالجنون, بعد اكتشافهم أنه يمسك بالخفافيش, ويستأصل عيونها, ثم يطلقها في ظلام الليل ليراقب سلوكها.
لم يخطر ببال أحدهم أن هذا الرجل يحاول اكتشاف ظاهرة مهمة, وهي قدرة الخفافيش على التحرك والطيران في الجو وسط الظلام واصطياد الحشرات الطائرة بمهارة, رغم فقدان عيونها.
في البداية اعتقد العلماء الذين شاهدوا التجربة أن الخفافيش تملك حاسة سادسة, تقوم بدور العيون, لكن مواصلة البحث أثبتت أنها تطلق أثناء طيرانها «صريراً» ذا نغمة عالية, يصطدم بأي جسم طائر أو عقبة في الجو, فيرتد الصوت إليها معلناً عن مكان وحجم الجسم الذي اصطدم به.
وهي النظرية نفسها التي استخدمها العلماء بعد ذلك لمعرفة عمق البحار, عن طريق موجات صوتية ترتد, فيعرف العلماء عمق الماء, وما يستقر فيه من حطام سفن أو أسراب أسماك, كما تمكن العلماء أيضاً من اختراع الرادار الذي يرصد الطائرات بمحاكاة قدرة الخفاش على تحديد أهدافه. ومن المعروف أن الخفافيش تختلف عن بقية الطيور في أنها تلد ولا تبيض.
النعام طائر لا يطير
يعتبر النعام يا أصدقائي من أكبر الطيور الحية في العالم حتى الآن, وهو لا يقوى على الطيران.
ويختلف عن جميع الطيور الأخرى في أن له أصبعين فقط في كل قدم إحداهما أكبر من الأخرى.
وجسم النعامة هو المغطى فقط بالريش, أما الرأس والعنق والسيقان حتى الفخذ فعارية تماماً من الريش. وترتفع النعامة عن الأرض بمقدار 380 سنتيمتراً وتبلغ سرعتها 64 كيلومترا في الساعة, ومن عادات النعام أنه عندما تبيض الأنثى يرقد الذكر على البيض ليلاً, ويفقس البيض بعد 6 أسابيع, ويقوم الذكر بالاعتناء بالصغار حتى تكبر, كما أن طائر النعام الواحد يعطي من 1.50 إلى 2 كجم ريش سنوياً, وجلده من أرقى وأغلى الجلد في العالم, حيث تصنع منه أفخر الأحذية والحقائب والملابس الجلدية باهظة الثمن, ويعطي الطائر الواحد 14 قدماً مربعاً من الجلد.
أما أشهى أجزاء النعام فهي المقاطع الخلفية الشبيهة بالدهون, وتحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والحديد ويعطي الطائر 40 كجم من اللحم الصافي.
ويستخرج دهن النعام من منطقة الصدر ويستخدم في العقاقير الطبية ومستحضرات التجميل... وتستعمل شبكية عين النعام في بنوك العيون للإنسان وهي الوحيدة التي يتقبلها جسم الإنسان.
البطريق.. المختال المغرور
البطريق يا أصدقائي طائر سمين قصير الجناحين لا يعيش إلا في القطب الجنوبي اسمه باللغة الإنجليزية «بنجوين», وهو كما يقول العلماء: طائر لا يطير, يمشي كالرجل الوقور, كساه الله بريش أسود على ظهره وريش أبيض على بطنه, تراه فتحسه يرتدي معطفاً أسود على ظهره وقميصاً أبيض, وعلى رأسه ريش أسود كالقبعة.
والبطريق في اللغة يا أصدقائي هو «المختال المغرور» ويطلق على القائد عند الروم... والجمع منه بطارق وبطاريق وبطارقة.
ويحكى أنه كان يطير بجناحيه, فلما استقر على الأرض ووجد غذاءه أقام على الشاطئ ولم تعد به حاجة إلى الطيران, وهو يجيد السباحة والغطس ويتسابق في الماء لاصطياد السمك, ولا يحب الوحدة والعزلة. لذا نجده يعيش في جماعات كبيرة.
ويتميز البطريق بالهدوء ويخرج للصيد في جماعات ويترك صغاره في حراسة بعض الكبار... وترى صغاره هادئين منتظمين كأنهم في روضة أطفال!
ومن أنواع البطاريق: الإمبراطور, والملك, والصغير, ومن عجائبه أن الأنثى تضع البيض على قدمي الذكر, فيغطيه بالريش المتدلي من بطنه لتدفئته ويظل هكذا مدة شهرين حتى يفقس, وفي هذه الفترة يفقد البطريق ثلث وزنه حتى تأتي الأنثى وتعفيه من ذلك وتطعم أفراخها.
ومن العادات الغريبة لطائر البطريق أنه كثيراً ما تقوم فرقة كاملة من أفراده بجولة طويلة على الأقدام من دون سبب ظاهر, سوى التمتع برحلة جميلة ومشاهدة مناظر الطبيعة.