قصيدةُ الشَّتاء

قصيدةُ الشَّتاء

            -1-
تظل قريبًا من الموقدْ
تُدفئُ بردَ الحروفِ
وتُبعدُ جيشَ الضبابْ
لتجلي نقاءَ الصورْ
تظلُّ القصيدةُ خلفَ الصقيعْ
تُدثِّرُ أعضاءها واحدًا واحدًا
وتدلفُ للنوم فوق سريرِ
السَّهرْ
تُلملمُ كفُّ القصيدةِ أوراقها
من زوايا المسافاتِ
عبر الطرقْ
فقد بعثرتها رياحُ اللغهْ
وصارت كياقوتةٍ تحتَ
خصرِ الشَّفقْ.
بفصلِ الشتاءِ..
تنامُ القصيدةُ فجرًا
تُسلي العواصفَ والبرقَ
والصاعقهْ
وتمسحُ عن حاجبِ الوقتِ
جفنَ الأرقْ
نعاسَ الحروفِ عن الخارطهْ
تكونُ القصيدةُ شبهَ جنينٍ
بماسورةِ الذاكرهْ
ومن ثَمَّ تحقنها المفرداتْ
ويلبسها الطقسُ أثوابَهُ الماطرهْ
وتبدو القصيدةُ تحتَ المطرْ
عروسًا بيومِ الفرحْ
يُكَحِّلُهَا في مراويلهِ
قوسُ قُزَحْ
           -2-
ويكتبُ عني الشتاءْ
وأكتبُه من دمٍ وماءْ
ومن حشرجاتِ المواقدِ
تعزفُ بعضُ القصائدْ
ومن شفةِ الريحِ يعلو
هديرُ الحروفِ لديْ
وأكتبُ ما يقتضيه السؤالْ
وما تومئُ اللحظةُ الحاسمهْ
وأصعبُ إذ يُولَدُ الشعرُ ميتًا
ومن غيرِ قابِلهْ
وأعظمُ إنْ يسقُطِ الشعرُ
عن صهوةِ الدهر
في بؤرة الفاصلهْ
ويكتبُ عني الشتاءُ
قصيدةَ ماءْ...
مضرجةً من شقوقِ السماءْ
وقلبي على الشِّعْرِ من لُغتي النائمهْ
ومن قِلّةِ الزادِ
في الروحِ والعافيهْ
أخافُ على الشِّعرِ من ثورةٍ فاشِلَهْ
فلا يستمِرُّ الخليلُ، ولا يُثمرُ الشِّعرُ
أبناءَ في اللغةِ العاليهْ
أخافُ على الشِّعر أنْ يمرضَ
من لسعةِ بردٍ
ومن تسوناما الأعاصير
أن تقلعَ شِعري عن الخارطهْ
أخافُ على الشِّعر من هوسِ الأدعياءْ
ومن زمْرَةٍ تقتلُ الشِّعْرَ
بالنافِلَهْ ■