هـذي صلاتـي
ماذا تقـول السـماءُ لـو نطقـت
في لغـــــة لانـــزالُ نعشــــقُها?
في بلــد مـــات أو يموتُ غداً
فما عســـــاه يقــولُ منطِقُهــــا
روّعني أنهـــا على وَجعــــي
لمّـا يـزل في الضبابِ زورقُها
يــا رب كل اللغـــاتِ عــاجزة
إلا التي من ســــــناكَ مشرُقها
فكيَف تبقى الأبـوابُ موصـدة
وكل أيــدي الرجــــاءِ تطرُقها؟
وكيـفَ تبقى الصخورُ جاثمـةً
ولـم تجــد بعــدُ من يمــــزقّها؟
لا تكــذبُ الروحُ بعد هجرَتها
فكيـــف في محنتي أصدّقهـــا؟
يـا غابـــة لاأزالُ أقطفُهـــــا
وغفــلة في الخفــــاء أسرِقُهــا
أيـن مليــكُ الغـــاباتِ بغددَها
ويــدّعي أنــــــه يــُدَمْشِقهـــــا؟
ربيعُهـــا ذاك أم مراوغـــــةٌ
للصيـــفِ في لعبـــةِ يلفّقهـــــا؟
أيــن زرازيـــرُها ومشمشهـا
وأيـن طرخـونَها وفســــتقهــا؟
وأيــن في النيـــربين طائرُها
يجمــعُ أفراحنــــــا وينفقهــــا?
لم يبـقَ إلا الضّباع قد بَشِمَت
فمـن عســـاهُ الــذي يســـوّقها؟
ليسَ سوى الموتِ تاجراً شبقاً
تركضُ قــــدّامه ويســـــــبُقها
معـزوفـةٌ في الظـلامِ صائِحة
إن لم أصل قبلهـا سـأحرقهـا
الأرضُ قــالت سماؤنا نطقتْ
فاصغـوا لصوتي أنا أحقِّقها
هـذي صـلاتي فـلا يكفّـــرني
إلّا الـذي في دمــي يعمّـقهـا .