هل المخلوقات الفضائية حقيقية؟
أحياناً ألتقي صديقات صغيرات لديهن حب للتعرف على الكون. صديقتي عالية مثلاً, وهي تقريباً في السادسة من عمرها, تتمنى أن تمتلك تلسكوباً فضائياً لكي ترى النجوم والشمس عن قرب, وعندما أخبرتني برغبتها هذه سألتني فجأة:
هل تعتقدين أن هناك كائنات فضائية حقاً? وإذا كانت موجودة فكيف نذهب إليها?
وبينما كنت أفكر في الإجابة عن السؤال عادت تسألني: هل المخلوقات الفضائية حقيقية? وهل هناك حياة على الكواكب الأخرى?
أخبرت عالية أنني سأحتاج إلى بعض الوقت لكي أعود إلى مصادر المعلومات, وأتأكد من بعض الحقائق, وفي ما يلي ردي عليها, وعلى كل من يهتم بهذا السؤال:
عزيزتي عالية: حسنا, لسنا متأكدين. عندما أنظر إلى النجوم في الليل, أتساءل هل القطط الفضائية تطارد الفئران الفضائية هناك أم تستريح قليلاً في الكواكب الأخرى?! لكن بعيداً عن خيالي, أجد أسئلتك شبيهة بالأسئلة التي يسألها العلماء كذلك. ولا عجب في أننا جميعاً نشعر بالفضول الشديد.
فمع وجود مليارات الكواكب في مجرتنا بما فيها العوالم التي تشبه أرضنا الصغيرة, فإن فكرة وجود حياة هناك في الفضاء فكرة مثيرة جداً لدى عديد من الناس. ولهذا بدأ الإنسان في البحث عن الكواكب التي يمكن أن تكون بها حياة.
وفي الحقيقة أعلن العلماء أن المركبة الفضائية كيبلر اكتشفت كوكباً قريب الشبه من الأرض حتى الآن; قريب كأنه فرد من العائلة مثل ابنة العمة أو الخالة, حتى أن البعض أسماه «أرض 2». هذا الكوكب لديه شمس مثل شمسنا تماماً, وسطحه صخري كما توقع العلماء, وربما كان سطحه جيداً بما يكفي ليسمح بنمو النباتات.
كان أحد الأصدقاء يتمتع بصداقة مع عالم فضاء, يدرس الحياة في الكون لأنه أستاذ في علم الأحياء الفلكي بجامعة ولاية واشنطن. شرح لي صديقي أن الحياة لكي توجد على الأرض تحتاج إلى مكونات عدة. هذه المكونات هي الماء السائل, أي المزيج الصحيح من العناصر, ومصدر الطاقة, الآتي من شمسنا. وأن هذين (الماء ومصدر الطاقة) ضروريان لأي كائن حي نعرفه من البكتيريا والنباتات إلى أشكال الحياة الذكية مثل الإنسان.
ويقول صديقي إن الحياة الذكية نادرة على وجه الخصوص, ويشرح «نحن لدينا على كوكبنا خلال 4.5 مليارات عام نوع وحيد متقدم تكنولوجيا فقط, هذا النوع هو نحن».
لكن كما يوضح صديقي قد تختلف مكونات الحياة على الأرض عن مكونات الحياة على الكواكب الأخرى.
لقد درس سحالي تسمى سحالي الشيطان الشائك التي تعيش في أكثر البيئات الصحراوية جفافاً على الأرض لكي يجد إشارات أو دلائل على الحياة فوق كوكب المريخ. إن تلك السحالي تجد صعوبة في العثور على الماء في الصحراء, لذلك تكيفت مع بيئتها. فتستطيع أن تستولي على المياه من الهواء وتستخدم نتوءاً على ظهرها لتشرب به.
ويتساءل العلماء عما إذا استطاعت أشكال الحياة على الكواكب الأخرى أن تتكيف مع بيئاتها مثلما فعلت السحالي. يفكر العلماء كذلك كيف يمكن أن تبقى الكائنات الحية على قيد الحياة في بيئات تختلف عن بيئة الأرض.
فلنأخذ مثلا كائناً حياً صغيراً جداً يسمى التاريغرادا أو دب الماء أو بطيء المشية. عرف علماء الفلك الذين لاحظوا تعلق تلك المخلوقات على مكوكهم الفضائي أنها تستطيع أن تعيش في شروط قاسية في الفضاء من دون أن ترتدي بذلة فضاء من أي نوع.
يقول صديقي «إن دب الماء يظهر مدى روعة إبداع الحياة ما إن تتولد على الكوكب, ليس الحياة الميكروبية فقط, بل كل أنواع الحياة بما فيها الحياة المتعددة الخلايا».
يعتقد صديقي أننا سوف نجد ميكروبات مثل البكتيريا أو الطحالب على الكواكب الأخرى خلال عشر إلى عشرين سنة, ويضيف قائلاً: «ببساطة نحن لا نعرف الإجابات, بل لو كانت هناك حياة في الفضاء, فيجب أن نذهب لنعثر عليها».
أتمنى من كل قلبي أن يعثروا على كوكب كامل من القطط. لكن لو عثروا على كائن حي صغير جداً مثل الميكروب, فهذا اكتشاف ضخم جداً, سوف يغير فهمنا عن الحياة كما نعرفها.