أبنائي الأعزاء

تحتفل‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬بذكرى‭ ‬جميلة‭, ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬مناسبتين‭ ‬جليلتين‭ ‬هما‭ ‬عيد‭ ‬الاستقلال‭ ‬وعيد‭ ‬التحرير‭, ‬وهاتان‭ ‬المناسبتان‭ ‬لهما‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لدى‭ ‬الشعب‭ ‬الكويتي‭, ‬فإحداهما‭ (‬عيد‭ ‬الاستقلال‭) ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬اعتزاز‭ ‬الكويت‭ ‬بقدرتها‭ ‬على‭ ‬الاستقلال‭ ‬أولاً‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬للدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭, ‬لكي‭ ‬يقوم‭ ‬أهل‭ ‬الكويت‭ ‬بإدارة‭ ‬شؤون‭ ‬بلادهم‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وباستقلالية‭,  ‬كما‭ ‬تعبِّر‭ ‬المناسبة‭ ‬الثانية‭, ‬أي‭ ‬عيد‭ ‬التحرير‭, ‬عن‭ ‬تجاوز‭ ‬محنة‭ ‬الغزو‭ ‬التي‭ ‬سطر‭ ‬خلالها‭ ‬الكويتيون‭ ‬سطوراً‭ ‬من‭ ‬البطولات‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬أرضهم‭, ‬وتحمَّلوا‭ ‬المشقة‭, ‬وبذلوا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التضحيات‭,‬‭ ‬حيث‭ ‬أصرَّ‭ ‬كثيرون‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭ ‬للدفاع‭ ‬عنها‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭. ‬هذه‭ ‬التضحيات‭ ‬بذلها‭ ‬أبطال‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الكويت‭ ‬وسيداتها‭, ‬وقاوموا‭ ‬الاعتداء‭ ‬ليحافظوا‭ ‬على‭ ‬الوطن‭, ‬ويوفروا‭ ‬لكم‭ ‬أنتم‭ - ‬أبنائي‭ - ‬الحرية‭ ‬والرفاهية‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭ ‬والإحساس‭ ‬بالكرامة‭. ‬

فكل‭ ‬جيل‭ ‬يبذل‭ ‬التضحيات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وطنه‭ ‬ليحافظ‭ ‬عليه‭, ‬ولكي‭ ‬يوفر‭ ‬فرصة‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬للأجيال‭ ‬الجديدة‭. ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬دورة‭ ‬الحياة‭, ‬يتعلم‭ ‬الصغار‭ ‬من‭ ‬الكبار‭, ‬ويستلهمون‭ ‬القدوة‭ ‬والمثل‭, ‬ويتعلمون‭ ‬ما‭ ‬ينفعهم‭, ‬ثم‭ ‬يصبحون‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭ ‬هم‭ ‬أيضاً‭ ‬أصحاب‭ ‬إنجاز‭, ‬يقدمونه‭ ‬مع‭ ‬خبرتهم‭ ‬للأجيال‭ ‬اللاحقة‭ ‬لهم‭ ‬وهكذا‭. ‬

إن‭ ‬فكرة‭ ‬الوطن‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬شعب‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭, ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬البيت‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬به‭ ‬سكان‭ ‬كل‭ ‬بلد‭, ‬ويبدعون‭ ‬ويتسلحون‭ ‬بالعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬لكي‭ ‬تصير‭ ‬بلادهم‭ ‬قوية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭, ‬ولكي‭ ‬يضمنوا‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬لهم‭ ‬ولأبنائهم‭. ‬

وفكرة‭ ‬الوطن‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬داخل‭ ‬البلد‭ ‬الواحد‭ ‬إخوة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭, ‬لا‭ ‬تميز‭ ‬بينهم‭ ‬أي‭ ‬اختلافات‭, ‬لذلك‭ ‬حين‭ ‬يتعرض‭ ‬الوطن‭ ‬لمحنة‭ ‬تجد‭ ‬الكل‭ ‬يقفون‭ ‬صفا‭ ‬واحدا‭, ‬بل‭ ‬يصبحون‭ ‬جسداً‭ ‬واحداً‭, ‬أياً‭ ‬كانت‭ ‬اختلافاتهم‭, ‬لأن‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬الإخوة‭ ‬يضعفهم‭, ‬بالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬للآخرين‭ ‬أن‭ ‬يستغلوا‭ ‬الخلاف‭ ‬لكي‭ ‬يفرقوا‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭. ‬

إن‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬من‭ ‬ذكرى‭ ‬الاستقلال‭ ‬والتحرير‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نستلهمها‭ ‬ونقرأ‭ ‬عنها‭ ‬لنعرف‭ ‬أهمية‭ ‬الوطن‭ ‬والوطنية‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭ ‬تنهض‭ ‬بمجتمعاتها‭ ‬وتتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأفضل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭, ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يمنع‭ ‬ذلك‭ ‬إحساسنا‭ ‬بأننا‭, ‬مع‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭, ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬والإنسانية‭. ‬فكل‭ ‬عام‭ ‬والكويت‭ ‬وأهلها‭ ‬بكل‭ ‬خير‭. ‬