قوة المغناطيس تحيط بأنحاء كوكبنا
نطرق اليوم أحبائي باباً من أبواب المعرفة, لنتعرف معاً على إحدى المواد المفضلة عند الصغار, التي كانت تجذبنا إليها كجاذبيتها للمواد المعدنية. نتحدث اليوم أصدقائي عن المغناطيس, نبدأ أولا بالتعرف على كلمة «مغناطيس», فمن أين جاءت?
إنها كلمة يونانية كان يشار بها إلى منطقة تركيا حديثاً, والتي كانت تسمى «المغنيسا», وهي المنطقة التى وجد بها المغناطيس في الطبيعة.
ويمكننا أن نتعرف على بعض الحقائق عن المغناطيس من خلال ما ذكره البروفيسور ماكلوي, وهو أستاذ في جامعة من جامعات واشنطن, ويقول إن المغناطيس عبارة عن أجسام ذات مجال مغناطيسي يمكنها التحرك خروجاً ودخولاً من خلال قطبين بالمغناطيس يمكن اعتبارهما كجهة أمامية وجهة خلفية له, ولكننا أصدقائي عادة ما نطلق عليهما الشمال والجنوب.
ويضيف ماكلوي أن قوة المغناطيس العظمى تكمن في طرفيه, ولكي نتذكر تلك المعلومة أحبائي يجب أن ننظر إلى إبرة البوصلة المتجهة ناحية الشمال في اتجاه القطب الشمالي وطرف الإبرة الآخر, أي في الاتجاه المعاكس ناحية الجنوب. ومن هنا نتوصل إلى أن هذين القطبين الشمالي والجنوبي هما ما يجعلان المغناطيس يدفع بقوته لتجميع الأشياء معاً سريعاً وبشكل مفاجئ.
وعندما قام الإنسان بتصنيع المغناطيس من الصفر كانوا عادة يستخدمون مواد من الأرض, ومنها بعض المواد المعروفة والمستخدمة مثل الكوبالت والحديد والنيكل أو أحد هذه المواد مخلوطة مع عناصر أخرى, وهناك أنواع عديدة للمغناطيس, فمنها ما هو على شكل السيراميك مثل قصاري الزرع, والتي تصبح مجهزة لاستقبال الأتربة والغراء أو تسخينها معا لجعل الجزيئات تلتصق ببعضها بعضاً وحتى بعد تبريدها لا تصبح مستعدة للتحول إلى مغناطيس حتى الآن.
فلنتخيل أصدقائي المغناطيس وكأنه كومة عملاقة من الأشخاص وكل منهم يشكل قطباً, لذا فإن مغنطة إحدى المواد الخاصة تحدث عندما نريد أن تصطف جميع الأقطاب في اتجاه واحد, وتصبح كحفنة من السهام تشير بالطريقة ذاتها كما وصف ماكلوي الأمر, ليبدو وكأنك تحشد مجموعة من الأشخاص بالطريقة نفسها, وفي اتجاه واحد.
ويكمل ماكلوي إنه بالرغم من أن كل شخص منهم لا يستطيع أن يرى الآخرين من الحشد, فكل شخص يستطيع أن يرى من حولهم مباشرة ليصطفوا بالطريقة نفسها, وكأنها رقصة متزامنة, وعندما يسير كل شيء باتجاه واحد, يصبح لدينا قطب عملاق أساسي, والذي يمكنه أن يجذب أو يصد الأقطاب الأصغر.
فحين نفكر قليلا بالأمر, نرى أن كوكبنا هو مغناطيس عملاق, فهو أحد الأنواع المتعددة من المغناطيس الذي نعرفه في الطبيعة, بالإضافة إلى أن المجال المغناطيسي هو السبب وراء عمل البوصلات, فإبرة البوصلة المعدنية تشير دائماً إلى الاتجاه نفسه الموافق للمجال المغناطيسي للأرض بالقرب من أعلى الكوكب.
ومن الأمور المدهشة أن هناك بعض أنواع الطيور والسلاحف وأسماك السلمون, يمكنها استخدام القوة المغناطيسية الموجودة في أجسامها لمعرفة مكان وجودها على الأرض.
فالقوة المغناطيسية تحيط بنا في كل مكان, حيث نراها في سماعات الرأس (الهيدفون), أجهزة الحاسوب, وبطاقات المكتبة, وربما معظم البطاقات الائتمانية أيضاً.
ويشير ماكلوي أيضا إلى الثنائي الرائع (المغناطيس والكهرباء) عندما يعملان معا, وبينما نستطيع استخدام الكهرباء لتصنيع المغناطيس يمكننا أيضا استخدام المغناطيس لتوليد الكهرباء, وهو ما سنخوضه معا في جولة جديدة من جولات المعرفة.