أبنائي الأعزاء
شهر مارس له نكهة وطعم مختلفان عن معظم أشهر السنة. على صعيد التقويم هو شهر الانقلاب الربيعي, أي الخروج من برد الشتاء وزمهرير هوائه البارد الذي جاء شديداً هذا العام, في الكويت وفي العالم العربي, ليبدأ فصل الربيع.
وفي فصل الربيع, كما تعلمون, تطرد السماء الغيوم الرمادية وتستعيد زرقتها المبهجة, وتكتسي الأشجار بلباسها الأخضر المشرق, وتستعيد الأرض خصوبتها لتمنح الزهور رونقها وألوانها وأريجها الفوّاح.
وفي شهر مارس أيضاً يا أبنائي تحتفلون بعيد الأم, ومعكم يحتفل العالم ويشهد أمام الله والخلق أن دور الأم هو أساس البيت والمدرسة والوطن. الأم التي تحمل وتحضن وترضع وتربي وتسهر على كل صغيرة وكبيرة في حياتكم.
الأم تطعمكم حين تجوعون, وتمنحكم الدفء حين تبردون, وتسقيكم الدواء حين تمرضون, وتلبسكم حين تغادرون, وتشارككم ألعابكم حين تلعبون, وتعلمكم القراءة والكتابة حين تدرسون, وترافقكم منذ الصغر وحتى الكبر, تدافع عنكم حين تتعرضون للأذى, وتحميكم إن اعتدى عليكم أحد, وتمنحكم الحب والعطف وتقاسمكم الألم إذا تألمتم, والفرح إذا فرحتم, ومن فيض عطائها وكرمها ترعى حتى أولادكم إذا ما تزوجتم وأنجبتم?
هذه هي الأم التي نحتفل بعيدها كما نحتفل بالربيع, فلا تنسوا في الحادي والعشرين من هذا الشهر أن تمنحوا أمهاتكم أعز وأثمن هدية: الشكر والعرفان.