ما هي العاصفة الشمسية؟
الشمس... هذا النجم الذي أبهر الإنسان بضيائه وضرورته للحياة على كوكب الأرض منذ فجر التاريخ, يمكن أن نُشبِّهه بمُفاعل نووي عملاق, حيث يتحول الهيدروجين إلى هليوم على (سطحها) عند درجة حرارة تبلغ 15 مليون درجة مئوية. وإن كانت الشمس في حالة نشاط مستمر بلغ ذروته في عام 2013, إلا أنها لا تكون في ذروة نشاطها دائماً, وإنما تشهد فترات نشاط وخمول دوريتين. فما هي العاصفة الشمسية?
تترك الشمس عند مراقبتها من الأرض انطباعاً جميلاً, لكن هذا الانطباع خادع, لأن ما يحصل على سطحها هو غليانٌ عنيفٌ. وفي مراحل نشاط معينة تحصل على الشمس انفجارات تُقذف خلالها الكثير من الجزيئات المشحونة إلى الفضاء, فإذا اجتمعت هذه الجزيئات على الأرض تحصل العاصفة الشمسية. في العادة يقوم المجال المغناطيسي للأرض بحمايتها من تلك الجزيئات, ولكن العاصفة الشمسية القوية قد تجعل بعض الجزيئات تخترق هذا المجال, كما أن الأقمار الاصطناعية قد تتعرَّض لوابل من تلك الجزيئات التي قد تتسبَّب في تعطُّلها. أما على الأرض فيمكن أن تؤدي هذه الظاهرة إلى انقطاع الكهرباء, وعند حدوث خلل في الاتصالات (نتيجة تعطُّل الأقمار الاصطناعية) قد تتضرر البرامج الإذاعية والتلفزيونية وحركة الطيران أيضاً.
وكما أن للعاصفة الشمسية أضراراً جمَّة - كما رأينا -, إلا أنها في المُقابل تتسبَّب في ظاهرة فريدة ورائعة; ألا وهي ظاهرة الشَّفق القطبي التي تحدث نتيجة جعل العاصفة الشمسية الجو الذي تخترقه مُضيئاً.