الحرباء
الحِرْباء من الزواحف، مثلها مثل السحلية والسلحفاة والأبرص والثعبان، درجة حرارة جسمها متغيرة، وليست ثابتة كما هي الحال في الإنسان وفي غالبية الثدييات، بل تتغير تبعاً لدرجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه. جلدها من النوع الجاف الذي لا توجد به غدد تجعله رطباً عن طريق إفرازاتها، وهو مغطى بحراشف قرنية.
ويوجد ما يزيد على 80 نوعاً من الحرابي، يعيش معظمها في إفريقيا ومدغشقر.
وتتميز الحرباء بجسم منضغط من الجانبين وبذيل طويل، من خصائصه الالتفاف حول الأشياء، وبخاصة فروع الأشجار التي تعيش عليها.
وعُنق الحرباء قصير، ورأسها مثلث الشكل وذو عُرف كبير، والجسم كله مغطى بدرنات وحبيبات، وأرجلها نامية، وأصابعها مقسّمة إلى مجموعتين: مجموعة من إصبعين ومجموعة من ثلاثة أصابع.
وتستخدم الحرباء مجموعتي الأصابع المتقابلتين في كل يد أو قدم في القبض بقوة على الأغصان ونحوها. وعين الحرباء كبيرة مغطاة بجفن سميك محبب ذي ثقب مركزي، لذا فالحرباء تستطيع أن ترى وعيناها مغمضتان! وكل عين مستقلة في حركتها عن العين الأخرى، وهذا يتيح للحرباء رؤية أكثر اتساعاً إذا قورنت بغيرها من الزواحف.
ولكن لعل اللسان هو أعجب ما في الحرباء، فهو صولجاني الشكل ولزج في طرفه، وفي استطاعته أن يتمدد بما يعادل طول الحيوان - باستثناء الذيل. فإذا أبصرت الحرباء فريسة فتحت فاها وانقبضت الألياف العضلية الدائرية التي تتحكم باللسان الذي يندفع خارج الفم كقذيفة تخرج من فوّهة مدفع، وعندما تنقبض الألياف العضلية الطويلة يعود اللسان إلى وضعه الطبيعي داخل تجويف الفم. ولسان الحرباء مَضْرِبُ المثل في الطول.
وتشتهر الحرباء بشيء عجيب آخر، وهو قدرتها على تغيير لون جلدها تبعاً للوسط الذي تعيش فيه، فعندما تكون الحرباء على الشجر تحيط بها أوراقه الخضراء يكون اللون الأخضر هو اللون الغالب للجلد، أما إذا كانت الحرباء - لسبب أو لآخر - تسير على اليابسة، فإن لون جلدها يتغير إلى اللون الأغبر مع ألوان أخرى كالبني والأصفر.. ولذلك إذا رأينا شخصاً منافقاً، يغيّر سلوكه وآراءه بتغيّر الظروف، قلنا إنه يتلوّن تلوّن الحرباء!