اضبط ضغطك لحماية قلبك

اضبط ضغطك لحماية قلبك
        

          ارتفاع ضغط الدم يعد من أكثر الأمراض انتشارًا، إذ يصيب حوالي 10 في المائة من مجموع السكان البالغين في العالم، وتزداد نسبة الإصابة به مع تقدم الإنسان في العمر ويتسبب في نسبة وفيات كبيرة بين السكان، ناتجة عن مضاعفاته العديدة التي قد تكون السبب في اكتشافه في أحيان كثيرة. ومن هنا يأتي التركيز على منع الإصابة به من خلال تحسين الوعي بالمرض، فمشكلة ارتفاع ضغط الدم تعتبر من أبرز مشكلات الصحة العامة في أغلب بلدان العالم، فهي مسئولة عن أكثر من 11 في المائة من الزيارات الطبية و12 في المائة من الوصفات الطبية. ويعاني عدد كبير من الأشخاص من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدماغية (النوبات القلبية والسكتات الدماغية) والكلى وأذية العين، وتجدر الإشارة إلى أن إصابة الشرايين  تنعكس تلقائيًا على الصحة العامة، إذ إن عمر المريض يقاس بعمر شرايينه، كما أن سلامته من سلامتها.

          وحسب المؤسسة الوطنية الأمريكية لأبحاث القلب والدم والرئتين أن مستوى ضغط الدم الصحي يجب أن يكون أقل من 8 / 12، ويشير الرقم المرتفع إلى ضغط الدم الانقباضي أي ضغط الدم في الشرايين عندما ينبض القلب، بينما يشير الرقم المنخفض إلى ضغط الدم الانبساطي أي عندما يرتاح القلب بين نبضة وأخرى. يمكن اعتبار ضغط الدم مرتفعًا عندما يصل ضغط الدم الانقباضي إلى أكثر من 14 أو أكثر وضغط الدم الانبساطي إلى 9 أو أكثر. ويعتبر الإخصائيون أن الضغط بين 8 / 12 و9، 8 / 13 يشير إلى الحالة التي تسبق الإصابة بضغط الدم، وليس هناك ضغط مثالي واحد لجميع الناس، فإذا كان وزنك مفرطًا أو كنت تشكو من ارتفاع كوليسترول الدم والشحوم الثلاثية أو كنت مصابًا بداء السكري، إذا كان لديك أكثر من واحد من هذه العوامل الثلاثة فضغطك المحبذ هو أقرب إلى 7 / 11 بدل 8 / 13.

الأعراض

          على الرغم من أن ضغط الدم المرتفع يمكن أن يسبب صداعًا في الرأس أو دوارًا أو مشكلات في الرؤية، إلا أن أغلب المصابين بهذا المرض لا يعانون أي أعراض على الإطلاق، ما يعني أن الكثير من المرضى بارتفاع ضغط الدم لا يشعرون بالحاجة للذهاب إلى الطبيب أو قياس ضغطهم، وبالتالي لا يكتشفون حالتهم ولا يتلقون العلاج والمتابعة اللازمين لحالتهم، ومن هنا تأتي خطورة الإصابة بالمضاعفات الخطيرة من أزمة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور قلبي أو كلوي أو أذية في العين... الخ.

سبل الوقاية

          يتم عادة علاج المصابين بتناول الأدوية الخافضة لضغط الدم، أما الآخرون المعرضون للإصابة أو الأشخاص الأصحاء فيمكنهم وقاية أنفسهم عن طريق اتخاذ بعض الخطوات وإدخال بعض التعديلات إلى نمط حياتهم، وإن أهم ما يمكن القيام به هو تخفيف الوزن الذي يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم، وتساهم ممارسة الرياضة في التحكم بالوزن، كما أنها تساعد على التخفيف من ارتفاع ضغط الدم، لأنها تحول دون فقدان الأوعية الدموية مرونتها.

          ويمكن القول إن ضغط الدم يعكس إلى حد ما النمط الغذائي الذي نتبعه، لذلك قام الأخصائيون بوضع نظام غذائي خاص يهدف إلى خفض ضغط الدم، خاصة عندما يتم حصر كمية الصوديوم اليومية بـ 1500 ملغ أو أقل، ويتميز هذا النظام الغذائي بكونه فقيرًا بالدهون المشبعة والكوليسترول والدهون بشكل عام، ويكون غنيًا بالفواكه والخضار والحبوب الكاملة ومشتقات الحليب خفيفة الدسم، وهو غني بشكل خاص بالمغنيزيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والألياف، فقد أظهرت الأبحاث أن هذه العناصر المغذية تلعب دورًا بارزًا في خفض ارتفاع ضغط الدم خاصة إذا تم الحصول عليها عن طريق الأطعمة.

          المغنيزيوم: متوافر في الخضراوات والورقية الخضراء والمكسرات والفاصولياء والحبوب الكاملة.

          الكالسيوم: في الحليب ومشتقاته - سمك السردين المعلب والخضراوات الورقية الخضراء والعصائر المقواة بالكالسيوم.

          البوتاسيوم: ويوجد في الموز والفواكه والبندورة والبطاطا والبطيخ.

          ولا ننسى أيضًا أهمية الفيتامين C في تقوية قدرة الأوعية على التمدد - وكذلك أحماض أوميغا 3 الدهنية (في الأسماك) والجوز وبذور الكتان وزيت فول الصويا والثوم والشاي الأخضر.

          وأخيرًا ضرورة التغلب على التوتر والحفاظ على الهدوء ورباطة الجأش، والاسترخاء، والتأمل وسماع الموسيقى الهادئة والكلاسيكية وممارسة الصلاة لاسيما أن متاعب العصر والقلق والإجهاد الذي لم يعد يحتمله الجسم تشكل عوامل أساسية في ارتفاع ضغط الدم الذي أصبح من سمات الحياة العصرية الحديثة.

الخلاصة

  • ضرورة التحكم بارتفاع ضغط الدم وتوفير الحماية لمرضى ضغط الدم المفاجئ في الصباح الباكر لاحتمال حدوث الجلطات القلبية والهجمات الدماغية في الصباح الباكر.
  • هدف العلاج ليس خفض الضغط بحد ذاته وإنما الحفاظ على الأعضاء الحيوية للإنسان مثل القلب والكليتين والدماغ والعين.
  • التشخيص المبكر والتدخل العلاجي أمران ضروريان للتخفيف من حدة المرض وذلك باستخدام الأدوية الحديثة التي لها القدرة على الإقلال من درجة التصلب الشرياني ومن حدوث تضخم القلب والجلطات القلبية والدماغية.
  • مرض ضغط الدم مزمن يتطلب غالبًا معالجة مدى الحياة، والأهل والعائلة لهم دور أساسي في مساعدة المريض ودعمه معنويًا حتى يستمر في متابعة الحمية والعلاج.
  • ضبط سكر الدم ضمن معدلات مقبولة، فهنالك دلائل تشير إلى تداخل حالتي السكر وارتفاع ضغط الدم ودور كل منهما في تفاقم الآخر.

 

 

نزار الناصر