مع خالد في نادي الكاراتيه

مرحباً بكم أصدقائي، ذات يوم أبهرني ابن أخي الصغير وهو يستعرض أمامي ما تعلّمه من حركات دفاعية في نادي الكاراتيه، حتى إنني عزمت على مرافقته في حصّته التدريبية القادمة. وبالفعل ذهبت معه وقابلت مدرّبه الماهر الكابتن منير جركس، وتحدّثت معه طويلًا، وسأزوّدكم ببعض الأسئلة المهمّة عن أهمّية رياضة الكاراتيه للأطفال، وفوائدها الكثيرة للجسم والعقل. 

 

مرحبا كابتن منير، أشكرك على تدريب خالد على هذه الحركات المتقنة.أخبرني منذ متى وأنت تمارس هذه الرياضة؟ 
٭ بدأتُ رياضة الكاراتيه في الكويت في عام 1979، وحينها التحقتُ بأحد الأندية التدريبية فأحببتها، والتزمت وواظبت على التمارين، حتى إنني حقّقت مراكز متقدّمة، وشاركت بعدّة بطولات عالمية، وحصلت على المركز الأوّل في بطولة الشرق الأوسط، وحصلت أيضاً على المركز الثالث على مستوى العالم في عام 2005، أنتم أيضاً أبنائي الصغار يمكنكم تحقيق مراكز والفوز ببطولات عالمية، إذا حرصتم على التمرين والتدريب. 

 

هل يمكنك أن تخبرنا عن هذه الرياضة؟ وأين نشأت؟ 
٭  نشأ فن الكاراتيه في جزيرة أوكيناوا في اليابان، وهو فنّ تمّ اقتباسه وتطويره من فنون قتالية صينية قديمة، وكلمة (كاراتيه) مأخوذة من اللغة اليابانية، وهي مكوّنة من مقطعين: (كارا) وتعني (فارغ)، و(تيه) وتعني قبضة اليد، وبذلك تصبح كاراتيه بمعنى (اليد الخالية او الفارغة). ولعلّ أحد أسباب ظهور هذا الفنّ القتالي يا أعزّائي الصغار هو منع قوّات الساموراي، سكان جزيرة أوكيناوا من امتلاك الأسلحة للدفاع عن أنفسهم، ممّا أدّى الى استعمال أهالي الجزيرة أعضاء أجسامهم للدفاع عن أنفسهم. 
 وهناك مدارس وفنون مختلفة للكاراتيه، أبرزها (الكيوكوشنكاي)، ويُعدّ هذا الأسلوب من أصعب الأساليب، وهناك أيضاً (الشوتوكان)، وهو من أكثر الأساليب انتشاراً في العالم، ويعتمد على تسديد الضربات والركلات بسرعة ومرونة. 

أخبرنا عن فائدة ممارسة الكاراتيه للأطفال؟ 
٭ للكاراتيه فوائد كثيرة يا أبنائي، فهي تساعد على تقوية الجسد ليصبح أكثر لياقة ومرونة وقوّة، كذلك لها أثر نفسي، فهي تساعد على تقوية الثقة بالنفس، وتقوّي شخصية الطفل، كما أنها تعلّمه الانضباط واحترام الوقت والآخرين، وأيضًا سرعة البديهة والتكيّف الاجتماعي وتكوين الصداقات، بالإضافة إلى تقوية الإدراك الحسّي لدى الطفل، وتقوية التركيز لديه. 

هل رياضة الكاراتيه مناسبه للجميع؟ 
٭ للأطفال يُفضّل ممارسة الكاراتيه من سنّ الخامسة، والجميع يستطيع ممارسة هذه الرياضة، الأولاد والبنات، وكذلك الأطفال من ذوي الهمم، فالرياضة تساعدهم على التغلّب على إعاقتهم وكسر الحواجز فيما بينهم، ودمجهم مع الأطفال الآخرين.   

في الختام، هل لك أن تقدّم لنا نصيحة لِقرّاء العربي الصغير؟ 
٭ أنصح أبنائي الصغار بأن يقلّلوا من لعب الألعاب الالكترونية، لما لها من أضرار كبيرة، فهي تجهد العقل، وتسبّب ضغوطات واضطرابات في النوم، كما أنها تؤثّر على شخصية الطفل، وقد يصبح منعزلًا وانطوائيًا إثر قضائه ساعات طويلة يلعب في عالم افتراضي، بعكس ممارسة الكاراتيه التي تعطي الطفل الحماس وتطوير النفس وحب المنافسة، مما سينعكس أيضاً على مستواه العلمي أيضاً، وقد تصبح، عزيزي، بطلاً عالمياً في أحد الأيام، ولكن تذكّر دائماً الابتعاد عن الغرور، فالغرور قاتل للألعاب الرياضية، ولا تستهِن بِأيّ شخص أو لاعب.