أسرار المعاني في تراكيب اللغة العربية

أسرار المعاني  في تراكيب اللغة العربية

نشأت هذه اللغة في جزيرة العرب، واكتملت قواعدها النحوية والصرفية والدلالية في البوادي والأمصار، فكانت لغة التواصل في الحياة العامة ولغة الإبداع الشعري بما نظم المبدعون من روائع القصائد والأراجيز، ولغة التراسل في الإبداع النثري بما صدر عنهم من خُطَب وحِكَم وأمثال سائرة وأقوال مأثورة، كل هذه الإبداعات الفنية والأدبية ترددت في نواديهم وأسواقهم الأدبية ومحافلهم الخطابية، وفيما علّقوا على أستار الكعبة من قصائد خالدة إعجابًا بأغراضها المتعددة ومعانيها الطريفة ولغتها الرصينة وصورها البديعة. 

 

عرفت اللغة العربية هذا الاكتمال والتطور في زمن قديم، قيل إنه كان قبل مجيء الإسلام بأكثر من قرن ونصف القرن - كما ذكر الجاحظ أديب العربية الأكبر - ففي هذه المرحلة الزمنية من التطور الذي عرفته كان للعرب شعر كثير لا يمكن حصره حتى في قبيلة واحدة، اكتمل في أوزانه وقوافيه وأغراضه ومعانيه وصوره الفنية، فتغنّوا به في زمنَي السِّلم والحرب، قال ابن سلام: «قال يونس بن حبيب: قال أبو عمرو بن العلاء: ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلّا أقلّه، ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علم وشعر كثير».
كما كان نثرها الفني في التراسل والخطب والمناظرات الأدبية بهذه الوفرة والسمُوّ في المعاني والأغراض، ولعل لفظة «علم» تعبّر عن ذلك، لأنّ علماءنا القدامى لم يكونوا يطلقون لفظة إلّا بعد التحرّي والضبط، فكان العربي البليغ الفصيح الذي نشأ في هذه البيئة الأدبية والعلمية يخطب في المحافل والأسواق الأدبية لساعات كثيرة دون أن يشعر بعجز لإيجاد اللفظة والعبارة والتركيب المناسب لتبليغ أفكاره ومشاعره وخواطره للسامع، فألفاظها تعددت بالمتشابهات والمتماثلات والأضداد، فيختار المبدع منها ما يشاء للتعبير عن القصد، وهذا يدلّ دلالة قوية على أن اللغة العربية قد مرّت بمراحل عديدة عرفت فيها ضبطًا وتقويمًا وتصحيحًا ومراجعة حتى وصلت إلى هذا الكمال في دقة التعبير عن كل غرض يريد المتكلم  تبليغه للمخاطب.

بين الكندي وأبي العباس
لعل ما دار من حديث بين الفيلسوف الكندي وأبي العباس ثعلب، إذ اختلط  الأمر على الأول في صحة أداء بعض التراكيب، فقال لأبي العباس: إني لأجد في كلام العرب حشوًا، فقال له: أين تجد ذلك؟ قال إنهم يقولون: عبدالله قائم، وإن عبدالله قائم، وإن عبدالله لقائم، والمعنى واحد، فأوضح له ثعلب ما أُشكل عليه في هذه التراكيب، وهو أعلم الناس بمعاني ودلالات هذه اللغة قائلًا: بل المعاني مختلفة، فقولهم: عبدالله قائم، إخبار عن قيامه، وقولهم: إن عبدالله قائم، جواب عن سؤال سائل، وقولهم: إن عبدالله لقائم، جواب عن إنكار منكر قيامه. فلم يجد الكندي ردًا على هذا، وعلم أن لكلًّ ميدانه الذي يصول فيه ويجول، فهو فيلسوف لا يدري أسرار هذه اللغة مثل أصحابها.
 ومثل هذا الذي أشار إليه أبو العباس، والكثير من المحدثين لا ينتبهون إليه، أن يقول قائل جوابًا عن سؤال قد يختلف من وجهين، فيقول في الوجه الأول: عبدالله المنطلق، وفي الثاني: المنطلق عبدالله، فيظن السامع أنّ المتكلم كرر من دون زيادة فائدة، ولكن ليس هناك تكرار، فكل تعبير يعطي الجواب السليم لما يريده السائل، ففي الجملة الأولى إخبار عن الشخص المنطلق وهو عبدالله، وفي الثاني إخبار المتشكك في الانطلاق ممن كان. 
وكذلك تجد هذه الدقة في عبارتين، الأولى: يحب الثناء، والثانية: هو يحب الثناء؛ فزيادة الضمير ليست عبثًا وإنّما أدّت إلى الزيادة في المعنى، وهو التأكيد. فليس في هذه اللغة اضطراب وإخلال في أداء المعاني إذا اختلفت التراكيب بالزيادة والنقصان.

ملَكَة لغوية وطبعٌ سليم
هكذا ينبغي أن يتدبر كل دارس لصيغ وتراكيب هذه اللغة في شعر الأعراب ونثرهم وأمثالهم، وفي كتاب الله الذي عبّر بها عن كل المعاني والأغراض العقدية والتشريعية والأخلاقية والنفسية، فلم تعجز اللغة عن تبليغ مضامين آخر الرسالات السماويّة التي ستظل إلى آخر الزمان لتخاطب كل الأمم التي تنعم بنعمة الإسلام، إن المتأمل في تراكيب هذه اللغة لا يجد جملة أو لفظة أو حرفًا أو تقديمًا وتأخيرًا أو ذكرًا وحذفًا لم يوضع في موضعه للدلالة على معنى وغرض معيّنين. 
  إن الأعراب حينما اتخذوا هذه اللغة وسيلة للتواصل اليومي والإبداع الأدبي والشعري كانت قد بلغت عندهم مبلغ الكمال في نحوها وصرفها ودلالتها، فنشأوا عليها يتعلمونها في البوادي، حيث كان اللسان سليمًا من اللحن وبعيدًا عن الإحالة والغموض والخلط في أداء المعاني.
 والعلماء في القرن الثاني الهجري حينما أرادوا وضع القواعد النحوية والصرفية والدلالية لهذه اللغة كانوا يستدلون إلى جانب كتاب الله والشّعر القديم بأقوال الأعراب البدو، لأنهم أصحاب ملَكة لغوية وطبع سليم، وقد ذكر أحد العلماء الذين كانوا يرحلون إلى بوادي الأعراب لجمع اللغة وتصحيحها أنه سمع أعرابية تقول: الصلاءَ والدفاءَ - بالنّصب - نصبته على الإغراء والأمر. فاتخذوها قاعدة سليمة لأنّ ما جاء على لسانهم لم يكن عبثًا من القول.
فكان العربي ذو السليقة والطبع والملكة اللغوية لا يعتري لسانه لحن، ولا يخفى عليه معنى لفظة في سياق معيّن، ولم يكن التفاوت بينهم إلّا في مهارة الإبداع في الشعر والخُطب، ولذلك تجد أسواقهم الأدبية تمتلئ بعامة الناس للاستماع إلى الشعراء والخطباء لمعرفة قُدرة ومهارة كل واحد في أداء المعاني بصيغ وتراكيب مختلفة.

سمُوّ التراكيب ودقّة المعاني
لم تقف هذه اللغة عند حد في سمُوّ التراكيب ودقة المعاني عند الشعراء والبلغاء، وستصل إلى أعلى الدرجات في هذا الترقي حينما نزل بها كتاب الله ليخاطب أعراب الجاهلية، ويبلّغ لهم الرسول عليه الصلاة والسلام أحكام الدين الإسلامي وشرائعه وقوانينه وأخبارًا غيبية وقصص الرسل والأنبياء مع الأمم المتقدمة، فكانت هذه اللغة قادرة بصيغها ودلالاتها على التبيين والتوضيح والتفصيل، وكان القوم يدركون كلّ ما جاء في الكتاب العزيز، ولا غرابة في هذا، لأنّ اللغة التي خوطبوا بها هي  لغتهم المتداولة في حياتهم اليومية وفي إبداعهم الشعري والنثري، لكنّ الله ـ عزّ وجلّ - أراد أن تكون لغة الكتاب العزيز تحديًّا لهم فيما برعوا فيه وأجادوا، وهو البيان والفصاحة، ليكون الكتاب حجّة لرسول الله عليه الصلاة والسلام على صدق رسالته، فبدأت سور كثيرة بحرف واحد مثل «ن» (سورة القلم)، و«ق» (سورة قاف)، أو بحرفين «طس» (سورة النمل)، و«يس» (سورة يس)، أو بثلاثة أحرف «الم» (سورة البقرة)، وسور أخرى، أو بأربعة أحرف «المر» (سورة الرعد)، أو بأكثر من أربعة «كهيعص» (سورة مريم)، ليبيّن لهم أنّ لغة الكتاب لا تختلف عن لغتهم من حيث الحروف التي تتركب منها، ومع ذلك فهم لا يستطيعون الإتيان بمثل سوره وآياته البيّنات. وهذا دليل قوي على أن اللغة العربية بلغت تطورًا لا حد له.  
  وكما كانت هذه اللغة قادرة على أداء معاني كتاب الله المتنوعة في الدلالات والأحكام والقوانين، فقد أظهرت قدرة فائقة على استيعاب علوم أمم أخرى، كالمنطق والفلسفة والرياضيات والطب وترجمتها. 

طاقات تعبيرية
أيّ دارس وباحث في نحو اللغة العربية وصرفها ودلالاتها التعبيرية يجد هذه اللغة التي نشأت في الصحراء تحتوي على طاقات تعبيرية لا تجدها في كثير من اللغات، ولو كان بعضها يأخذ الصدارة الآن نتيجة تقدُّم الناطقين بها، وهذه الظاهرة ليست غريبة على اللغات، فكل لغة تكتسب مكانتها بفضل تقدُّم الناطقين بها علميًّا وصناعيًّا، واللغة العربية في العصور القديمة حينما كان سلطان المسلمين قويًّا، وحضارتهم مهيمنة على العالم، كان الناس يأتون إلى بلاد الإسلام ليتعلموها، لأنها كانت لغة الأدب والعلم والفكر والحضارة.
إن قوة اللغة العربية وقدرتها على الإحسان والإبداع في ميادين الأدب والعلم تنبع من كونها لغة معرّبة، فمرونتها تعطي للمبدع وللعالم طرقًا عديدة في التعبير عن الأغراض والمعاني، فهي لغة التماثل والتشابه والأضداد في ألفاظها، ولغة التقديم والتأخير والحذف والذّكر والحقيقة والمجاز، كل هذا يعطي للمتكلم والمبدع والعالم مجالات كثيرة لاختيار الألفاظ ووضعها في موضعها المناسب، وهذا ليس مقصورًا على الشعر، لأنّ الشاعر يحتاج إلى ذلك من أجل إقامة الوزن ووضع القافية في القصيدة العمودية، وإنّما يشمل النثر الفني والعلمي معًا. فإذا نظرنا في نماذج من الشعر فإننا نجد كيف كانت هذه اللغة تعطي للشاعر مجالات متعددة ليستقيم له الوزن، أو ليعبّر عن مشاعره بصور آية في البيان والمعاني، فقول طرفة بن العبد: 
للفتى عقل يعيش به  
    حيث تهدي ساقَه قدمُه
 
فالشاعر هنا قدّم المفعول به «ساقَه» على الفاعل «قدمه» لأجل أن يستقيم له الوزن، وإن كانت لا توجد قيمة دلالية في هذا التقديم، لكنّ مرونة اللغة أتاحت له أن يستقيم شعره من الناحية الموسيقية، والنماذج من هذا النوع كثيرة جدًا. 

عبقرية اللغة العربية
لكن ما يدلّ على عبقرية اللغة العربية في هذا الجانب هو ما نجده في الصيغ التي تتغير فيها مواضع الألفاظ لتعطي معاني دقيقة وصورًا طريفة وترتيبًا موسيقيًّا بديعًا، من ذلك قول الشاعر:
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها  
شمسُ الضحى وأبو إسحاق والقمر 

فالتركيب بالإضافة إلى اختيار الشاعر المعنى الذي أفرغه فيه جعل هذا الممدوح في مرتبة أجمل ما يحبّه الإنسان في هذا الوجود مع «شمس الضحى والقمر»، ومما زاد هذا المعنى حُسنًا وبراعة أن الشاعر قدّم الخبر وأخّر المبتدأ وجعل بينهما مسافة طويلة ومعنى بديعًا ليتشوّق السامع لمعرفة المبتدأ، فكان هو الممدوح الذي ازداد تألقًا بهذا التركيب. فتعدد صيغ التعبير في اللغة العربية تمكّن الشاعر من الإجادة والإحسان اللذين يتسابق إليهما جميع الشعراء.
ويأتي التركيب ليُنزل المخاطب منزلة المنكر للشيء وهو غير منكر له، إلّا أن أمارات الإنكار قد بدت عليه، فيخاطبه المتكلم بما يبدو عليه من أمارات ليقطع عنه كل شك وتردد، وكأن المتكلم يحسم هذا الأمر حتى لا يثار جدال فيه، من ذلك قول الشاعر:
جاء شقيق عارضًا رمحه
    إن بني عمّك فيهم رماح
 
فجملة «إن بني عمّك.....» جعلت ذاك الشخص الذي يحمل سلاحًا يعتد به يعلم أن الآخرين يوجد عندهم سلاح وقوة قد تكون أكثر مما عنده.

بلاغة عالية الأسلوب
بهذا التعبير البليغ الذي يبلغ النهاية في أداء المعاني على وجوه دقيقة جاء الذِّكر الحكيم ليحسم في أمر الجاحدين كقوله تعالى: «ولاتخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون» (سورة المؤمنون - 27)، فقوله تعالى «إنهم مُغرقون» بقدر ما حملت من البلاغة العالية في أسلوبها جاءت بحُكم لا تردد فيه لما سينال الظلمة من عذاب.
 والكتاب العزيز بحر لا ساحل له لمن أراد أن يبحث في سرّ تراكيب اللغة العربية، وفي الوجوه التي تعلو علوًا لا حدّ له، سواء كان ذلك في المعاني أو في حُسن النظم والرصف أو في موسيقى الألفاظ أو في سلامتها من كل عيب كالحشو والمعاضلة والوحشي، فما جاء موجزًا فيه كان حقّه الإيجاز، لكونه يخاطب العارفين بالأمر والمدركين لما جاء إشارة ولمحة كقوله تعالى «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون» (سورة البقرة - 189)، فالمخاطَبون يدركون كل الإدراك ما في الآية الكريمة من معانٍ غزيرة أوردها الله عز وجلّ موجزة، فالقصاص يمنحهم حياة سعيدة فيها أمن واستقرار وحفاظ على أنفسهم وأسرهم وأموالهم من الظلمة الذين لا شغل لهم في الحياة سوى الاعتداء على الآمنين والضعاف.

أسرار المعاني
 وإذا جاء الإطناب في الكتاب العزيز، فإنّه يكون مطلوبًا من أجل الزيادة في التوضيح والتقرير والزيادة في الإثبات، انظر إلى قوله تعالى حينما خاطب موسى عليه السلام «وما تلك بيمينك يا موسى» (سورة طه: 17)، فكان الجواب «قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهشُّ بها على غنمي وليَ فيها مآرب أخرى» (سورة طه - 18). فلو قال: هي عصاي، لكان الكلام تامًّا، لكنّ موسى عليه السلام أراد الاستئناس بربّه وهو يخاطبه، فأطال الكلام وإن كان يعدّ من أجل التوضيح، فهو أبلغ من ذلك، لأنه كان في حوار مع ربه، فهو لا يدري هل سيأتي حوار آخر بعده أم لا، فلماذا لا يطيل الكلام للشعور بلذّة من يخاطبه؟ 
وفي مواطن أخرى يأتي التركيب في الكتاب العزيز بشكل دقيق حتى لا يجد من يخوضون في كتاب الله بالباطل سبيلًا للظن فيه، فقوله تعالى «الــم ذلك الكتاب لا ريب فيه» (سورة البقرة - 1)، تأخّر الخبر «فيه» لمعنى سامٍ وجليل أدركه البلغاء في عصر التنزيل وبعده، وذلك أن تأخيره يقتضي عدم وجود الرّيب فيه وفي الكتب السماوية السابقة، ولو قدّم لتوهّم البعض أن الرَّيب مقصور عليه دون الكتب الأخرى.

لغة أدب وعلم وحضارة
إن عرب الجاهلية الذين ملكوا ناصية البيان كانوا يدركون هذه الأسرار في المعاني التي وجد بعضها في شعرهم ونثرهم، لكنها لم تبلغ ما بلغه الذكر الحكيم، فلا عجب أن يقول الوليد بن المغيرة، وهو من أشد أعداء الرسول عليه الصلاة السلام وأكثرهم معرفة ببيان العرب: «والله إن لقوله لحلاوة، وإن أصله لعذق، وإن فرعه لجناة». 
لقد سمعوا كلامًا ما قالت العرب مثله، ولو كان من جنس ألفاظهم وتراكيبهم ومعانيهم، لكنّهم عجزوا كل العجز عن أن يأتوا بسورة أو آية واحدة بمثل معانيه وتراكيبه ورصفه، سواء كان في التقديم والتأخير، أو في الحذف والذكر، أو في مراعاة الفواصل من أجل الحفاظ على تناسق الكلام كقوله تعالى «قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كُفوًا أحد» (سورة الإخلاص - 1: 4).   انظر إلى تقديم «كفوًا»، وهو خبر كان على «أحد»، وهو اسمها، وذلك من أجل المحافظة على وحدة الفواصل التي تنتهي بحرف الدال؛ ومثل هذا كان يعرفه العرب، وكانوا يأتون في كلامهم بأمثاله، لكن كان بعض كلامهم يسمو وآخر ينحطّ، وحينما نظروا في كلام الله لم يجدوا فيه أي مطعن، صغيرًا كان أو كبيرًا، لذلك حينما تحداهم الله بالإتيان بمثله صمتوا وآثروا الحرب والنزال لعجزهم المطلق. وتجد دقة أخرى في تلك الآية الكريمة، وهي تقديم الظرف ووضعه في البيان التأخير، لكنه قدّم لتبليغ معنى أدقّ، وهو نفي المكافأة عن ذات الله، لذلك قال الزمخشري: «فكان لذلك أهم شيء وأعناه وأحقه بالتقدم وأحراه».
هذه هي اللغة العربية التي كانت لغة الأدب والعلم والحضارة والتآليف في مختلف العلوم، حينما كان الغرب يعيش في ظلام دامس، وما عرف نهضته الشاملة إلّا بعلوم العرب التي ترجموها من «العربية» إلى لغاتهم ■