الواقعية الجديدة في «زهرة» بارني بلاتس.. تحفة بصرية وأداء مُتقَن

الواقعية الجديدة في «زهرة» بارني بلاتس.. تحفة بصرية وأداء مُتقَن
        

          لم تحضر السينما العربية بقوة في مهرجان روتردام السينمائي الدولي في دورته الأربعين, حتى إن مصر الدولة العربية الأكثر إنتاجاً قد شاركت بثلاثة أفلام فقط، من بينها فيلم «حاوي» لإبراهيم البطّوط، و«جبل من النسيان» لهالة الكوسي و«هذه النوعية» لروزاليند نشاشيبي، كما شارك العراق بفيلم «كرنتينة» لعدي رشيد. أما فيلم «زهرة» الذي نحن بصدد دراسته وتحليل أبعاده الفنية والجمالية، فهو بريطاني للمخرج المعروف بارني بلاتس ميللز، غير أن الفيلم مغربي، وقصته مغربية، وأبطاله هم مجموعة من الممثلين غير المحترفين المغاربة، الذين اختارهم المخرج لكي ينجز هذا الفيلم «المغربي» برؤية بريطانية.

          لا يحتاج المخرج بارني بلاتس الى توطئة أو تقديم، فهو ممثل تيّار السينما الحرّة وحركة الواقعية الجديدة في بريطانيا. وقبل أن يلمع نجمه، ويذيع صيته عمل مساعد مخرج مع ستينلي كوبريك.

          أخرج عدداً من الأفلام المهـــمة نذكر منها «البرنق الضــــفدع»، «طــريق خاص» و«بَطــــل»، كـــمـــا نال العـــديد من الجوائـــز المحلـــية والعالمـــية. انتقل عام 2000 إلى المغرب حيث أقام وعمل في مجلاو، التابعة لمدينـــة أصيلة المغربية. وأسس في «العرائـــش» مدرسة للسينما انضمّ إليها العديد من الشباب من كلا الجنسين.

          وقد أسند في فيلم «زهرة» أغلب الأدوار إلى ممثلين غير محترفيــــن من بيـــنهم إبراهيم وزهرة اللذان تقاسما البطولة والأضواء. والجدير ذكره في هذا الصدد أن بارني قد عاد لكتابة السيناريو بعد انقطاع دام ثلاثين عاماً، حيث كتب قصة «زهرة» التي استقاها من تلك المنطقة التي أقام فيها تحديداً. أما أسلوبه فهو يعتمد على تيار الواقعية الجديدة التي رصد بواسطتها ثيمات عامة غدت محاور أساسية لفيلمه الجديد، من بينها معاناة الشباب المغربي، وقصص حبهم التي لم يتوّج بعضها بالنجاح، وأحلامهم المُجهضة التي لم تتحقق إلا بعد الخوض في عدد من المخاطر والمجازفات، كما هو حال إبراهيم الذي غامر وهرب إلى إسبانيا، لكن الشرطة الإسبانية أعادته إلى المغرب حيث وجد فرصة عمل، لكنه فقدَ الفتاة التي أحبّها، وهام بها عِشقا.

ما الجديد في قصة الفيلم؟

          إن منْ يتابع سير الأحداث في هذا الفيلم لا يجد ما هو جديد وصادم ومدهش، فقصة الشاب إبراهيم «سعيد بكويري» هي قصة عادية يمكن أن تحدث يومياً على السوحل المغاربية كلها، وليس في المغرب وحده، فهناك المئات، وربما الآلاف من الشباب الذين يمتطون «زوارق الموت» ويغامرون بركوب البحر غير مبالين بالعواصف والأنواء الجوية السيئة، عاقدين الأمل على الوصول الى الضفة الأوربية الآمنة، مُعتقدين أن الطريق المحفوفة بالورود تنتظرهم هناك، وأن الآمال الوردية تترقبهم على أحرّ من الجمر، لكن أياً منهم لم يفكر في الشرطة الإسبانية، وخفر السواحل، وإمكانية إعادتهم إلى الدول التي هربوا منها. وشخصية إبراهيم الذي لم يجتز عامه العشرين لا تختلف كثيراً عن المجازفين الآخرين الذين جاؤوا من دون أوراق رسمية بغية التشبث بأي أمل مهما كان ضعيفاً وواهنا.

          هذا أنموذج لقصة مألوفة تتكرر يومياً كما أسلفنا. يا ترى، ما الجديد الذي لفت انتباه كاتب السيناريو والمخرج بارني بلاتس؟ هل ثمة تفاصيل صغيرة مثيرة للانتباه هي التي حرّضت هذا المخرج المبدع لكي يتبناها، وينطلق من خلالها الى معالجة ذكية قد تخلق من هذه القصة العادية حدثاً جديراً بالاهتمام؟ إن منْ يدقِّق في التفاصيل الصغيرة سوف يعثر من دون شك على بعض الأفكار والعبارات المهمة التي تفوهت بها كلتا الشخصيتين الرئيستين في الفيلم وهما إبراهيم وزهرة وكانت نبرتها مختلفة أخرجتها عن إطار السائد والمألوف، الأمر الذي ساهم في إنجاح الفيلم وذيوعه في الأوساط الفنية.

المشهد الافتتاحي

          في المشهد الافتتاحي للفيلم نرى - كمتلقين - فتاتين شابتين تجلبان الماء على الحمير، ولو تتبعنا الحوار الذي يدور بينهما لوجدناه مُركّزاً على شاب يحب احداهما، ويبدو أنه وعدها بشيء ما، هذا ما نفهمه من سياق الحديث، وسواء نجح هذا الحبيب أم فشل في الدراسة فإن الأمر لا يختلف كثيراً، لأن هناك العديد من الطلاب الذين نجحوا في الدراسة، لكنهم لايزالون يجلسون في المقاهي لأن البطالة متفشية، ولا أمل في احتوائها، إذاً، فالحل الوحيد أمام هؤلاء الشباب تحديداً، وليس الشابات إلا في حالات نادرة، هو مجازفة الهروب الى إسبانيا والتسلل عبر سواحلها الى المدن الإسبانية التي تمثل الحلم الوردي للشباب المغاربي. ثم نتعرف على زهرة «توبا نورو» بمواصفاتها الجسمانية التي بدأت تلفت الأنظار، خصوصاً أن أحد الرجال قد خاطبها في حضرة أبيها بأنها «قد كبرت وأنها تحتاج إلى رجل. فالبنات يكبرن بسرعة!». وعلى أثر هذه الملاحظة يسألها والدها عن رأيها بالزواج من السيد عمراني، صاحب المطحنة، وأثرى رجل في القرية، فترد عليه بهدوء رافضة طلبه لأنها لاتزال صغيرة، وتريد أن تواصل دراستها وحلمها. وحينما يسألها عن طبيعة حلمها تقول إنها تريد «أن تفتح صالة رقص كبيرة ومضاءة بألف شمعة». إذاً «زهرة»، هذه الفتاة القروية، حالمة، تحب الرقص والموسيقى، وتريد أن تُنهي دراستها في المغرب، وليس في أي مكان آخر من هذا العالم، وهذا هو مكمن الاختلاف بينها وبين الناس الآخرين الذين لا يجدون ضيراً في المجازفة واقتحام الأهوال. حاول الأب كثيراً أن يثنيها عن عزمها وأحلامها التي تدور في مخيلتها، لكنها كانت تأبى أن تنظر إلى واقع الحال في قريتها، فثمة آمال كبيرة تدور في رأسها، والحياة من دون أمل لا معنى لها.

الحالم بالرحيل

          في مشهد شعري وشاعري جميل ترى «زهرة» وجه إبراهيم منعكساً على صفحة عين الماء فتعجب به، ويسألها سؤالاً محدداً: «أهكذا تعمّرين الماء؟» فترّد عليه: «أنا لا أعمّر الماء، بل ألقي قلبي بعيداً عني لأنني لن أحتاجه!» فجأة يتوارى عن الأنظار وكأنها رأت حلماً، وليس كائناً حياً بلحمه ودمه، ثم يظهر من جديد بعد أن يهبط من الشجرة العالية التي تغطي سطح العين بأغصانها الوارفة ويجيبها عن سؤالها قائلاً: «أنا إبراهيم الهلالي، وقد جئت إلى هنا لكي ألتقي بكِ، ثم أهرب إلى إسبانيا». ثم يدور حوار طويل بينهما نعرف من خلاله أن عمر زهرة أربع عشرة سنة، وأن عمر إبراهيم هو تسع عشرة سنة، وأنه جاء الى المقهى كي يلتقي بعض الناس الذين سيأخذونه معهم على ظهر زورق صغير. ثم تسأله إن كان يخشى من البحر أو البوليس أو بعض الأشرار الذين قد يقتلونه ويسرقون نقوده، فيجيبها بأنه لا يخشى أحداً لأنه ذاهب مع عمه الذي سبق له أن ذهب إلى إسبانيا بالزورق ثلاث مرات، كما أن لديه عائلة في مدينة لاتيريزا الإسبانية. وحينما تنتهي من ملء الماء يعود معها إلى القرية، لكنها تطلب منه الذهاب إلى المقهى، وتعِده بأنها ستخرج ثانية كي تلتقيه، وبالفعل تعود بعد مدة من الزمن وترافقه في الذهاب الى أحد المراقص حيث يتخفى إبراهيم بزي نادل ويجلسان على طاولة لا تبعد كثيراً عن منصة الرقص. ثم ينزل إلى حلبة الرقص ويقدّم رقصات جميلة لافتة للانتباه تذكرنا برقصات جون ترافولتا ومايكل جاكسون، وحينما يصطحب زهرة معه إلى منصة الرقص يأتي أحد النادل ويخرجهما من المرقص. وقبل أن يغادرها يطلب منها أن ترافقه في مغامرته إلى إسبانيا، لكنها تعتذر فيودعها ويذهب على أمل أن يلتقي بها مستقبلاً. تحاول زهرة أن تنام، لكنها لا تستطيع. تضع شالاً على كتفيها وتخرج باحثة عنه، تنادي عليه فيخرج من الكوخ الذي اتخذ منه ملاذاً. كان مُحبطاً قليلاً لأن الناس الذين وعدوا بأن يلتقوه في المقهى لم يأتوا، فلم يكن أمامه سوى أن يتصل بعمه هاتفياً. أخذ الجوع منه مأخذاً كبيراً فجلبت له خبزاً وعسلاً، ثم ذهبت معه إلى المكان الذي يخبئون فيه الزورق وهناك دار بينهما حديث طويل عن مغامرة الهروب بهذا الزورق إلى إسبانيا، والتي لا يستغرق الوصول إليها أكثر من عشرين ساعة. يتحدثان طويلاً عن الأشياء الأساسية هناك مثل تأجير بيت، والعثور على فرصة عمل، وشراء سيارة أو دراجة نارية، ثم الذهاب إلى ساحل البحر، والرقص هناك من دون رقيب.

الفتاة الواقعية

          يقرر إبراهيم وزهرة الذهاب إلى عمه المقيم في العرائش. وفي الطريق يصادفان رجلاً مريباً يقلهما في سيارته إلى ميناء العرائش، لكنهما يكتشفان أن هذا الرجل سمسار، فيترجلان من السيارة، ويذهبان إلى المدينة مشياً على الأقدام تحت رذاذ المطر، وفي أثناء اللقاء بعمه الذي يستمع إليهما جيداً فيعرف أن نية إبراهيم هي الهروب إلى إسبانيا والزواج من زهرة من دون أن يطلبها من والده، كما تتردد زهرة في القيام بهذه المجازفة الأمر، الذي يدعوها الى طلب العودة الى البيت. وحينما يسألها إبراهيم عن السبب تقول إن السيد عمراني سيأتي إلى البيت لكي يطلب يدها من أبيها. تثور ثائرة العم التقليدي فيقرر إعادة الفتاة إلى أهلها في مجلاو بسيارته الخاصة. ثم يمضي هذا العم المتزمت في إلقاء محاضرة طويلة على إبراهيم يذكر فيها محاسن الزواج في المجتمع الإسلامي، ودور العائلة في تماسك المجتمع المغربي. وهو يرى أن المجتمعات الأوربية تفتقر إلى نظام العائلة المستقرة، ويأسف لأن «الملايين» من الأوربيين يعيشون في وحدة مقيتة!

          في مشهد لاحق يلتقي السيد عمراني بزهرة ويتجاذب معها أطراف الحديث حول دراستها وحبّها للرقص والموسيقى. ويسألها إن كانت مرتبطة بأحد، ذلك أنها فتاة جميلة ولابد أن تلفت أنظار الشباب إليها. ثم يخوض معها في موضوع الزواج بعد أن طلب يدها من أبيها معرّجاً على جملة من الإغراءات الدراسية كأن يبعثها إلى المدرسة الأمريكية في طنجة، أو إلى كلية ما في إسبانيا.

          وقبل أن يغادر إبراهيم يعرّج على زهرة في محاولة أخيرة لإقناعها بالهروب معه إلى إسبانيا، لكنها امرأة واقعية أيضاً تستعمل عقلها في الظروف الحرجة، وتقرر ما تراه مناسباً لها ولأسرتها الريفية المتشبثة ببعض العادات والتقاليد المحلية. ترقص معه رقصة جميلة وتبوح عن رغبتها الحقيقية في البقاء بالمغرب والرقص في مضاربه، وليس الذهاب إلى إسبانيا على الرغم من مغرياتها الكثيرة. وحينما يسألها إبراهيم إن كانت خائفة من الزورق الصغير الذي قد لا يتحمّل ضراوة الأمواج العاتية فتجيبه إجابة منطقية صارمة مفادها أنها ليست خائفة من أمواج البحر، وإنما هي خائفة من أن تكون وحيدة معزولة في إسبانيا، تبقى هذه الجُمل المؤثرة محفورة في ذاكرة إبراهيم وسوف يتذكرها ذات يوم.

حفل الزواج

          ربما يكون مشهد حفل الزواج المغربي التقليدي من المشاهد الجميلة اللافتة للانتباه حيث تتغير زهرة بين ليلة وضحاها من فتاة صغيرة لاتزال آثار الصِبا عالقة فيها إلى امرأة ناضجة تطفح أنوثة وإثارة. الشيء الصادم في هذا الزواج أن المتلقي الذي شاهد السيد عمراني وهو منغمس في حديث طويل مع زهرة كان يتوقع أن يكون هو الزوج الذي حظي بهذه الفتاة المثيرة التي تحب الرقص والموسيقى والدراسة، وتريد أن تكتشف العالم حتى وإن كان هذا الاكتشاف عبر نافذة الحلم، لكنه يفاجأ بأن الزوج هو شاب في سنّها تقريباً أو أكبر منها بقليل، الأمر الذي يؤكد رجاحة عقلها ودقة اختيارها. لم تستطع زهرة، تلك المرأة المتحررة أن تخترق التابوهات جميعاً، فرغم زواجها من شاب صغير إلا أنها قبلت أن تضع غطاء الرأس لتتحول إلى أنموذج نمطي لأية امرأة مغربية ملتزمة بالتقاليد، ولو أنها كانت من نصيب إبراهيم، الأنموذج المتفتح والحالم في آنٍ معاً لأخــــذت الأمور مساراً آخر.

النهاية غير المرتقبة

          تعالج معظم الأفلام التي تتمحور حول «زوارق الموت» والهرب الى أوربا محنة الشباب الهاربين وما يلاقونه من مصائب ومشكلات لا حصر لها، غير أن مُخرج هذا الفيلم يتابع الشخصية الرئيسية بعد أن تجاوزت محنة العبور الى الضفة الأخرى ليخبرنا بأن الشرطة الإسبانية قد قبضت على إبراهيم في مدينة برشلونة وأعادته إلى المغرب لأنه دخل إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية. لم تنتهِ أحلام إبراهيم عند هذا الحد، فهو شاب موهوب في الرقص، وقادر على تدريس هذا الفن الراقي لمن يريد من الشباب، فلا غرابة أن نجده معلماً في أحد نوادي الرقص بالمغرب. وبينما هو جالس في مقهى على قارعة الطريق، تمرّ زهرة بصحبة زوجها يونس، فينادي عليها مدهوشاً ويسألها إن كانت أمورها تسير على مايرام فتجيبه بأنها قد تزوجت من يونس، والذي تعرّفه عليه في الحال. ثم يختصر قصته الطويلة ببضعة جُمل مفادها أن البوليس الإسباني قد قبض عليه بعد خمسة أشهر وأعاده إلى المغرب لأنه دخل إسبانيا بطريقة غير شرعية، وأنه الآن معلم للرقص في أحد النوادي، فيُذكِّرها بجملتها الأثيرة بأنها «تريد أن ترقص في المغرب» وها هو الآن قد عاد «وبدأ يرقص في المغرب» ويعلّم الآخرين هذا الفن الإنساني الجميل.

          وفي الختام لابد من الإشارة الى أن المخرج قد اعتمد مذهب الواقعية الجديدة، وصنع فيلماً ناجحاً لأسباب عديدة منها سيناريو مُتقن، وأداء عفوي دقيق لممثلين لا يبدو عليهم أنهم غير محترفين، وتصوير مذهل ولافت للانتباه كشف العديد من المعالم الجمالية للمواقع التي صُوِّر فيها الفيلم من أهمها مجلاو والعرائش وما جاورهما من مضارب جميلة التقطتها عدسة المُصور والمخرج الإسباني الشاب مارتينيز فولجينيشيو. وأخيراً وليس آخر، الرؤية الإخراجية لبارني بلاتس التي جسدّت كل المعطيات المُشار إليها سلفاً، وخلقت منها تحفة فنية تضاف إلى رصيده السينمائي الذي لا يغادر ذاكرة المشاهدين والمتعلقين بالفن السابع.

---------------------------------

ما عاد لي أي عمر أجازف من أجله بالفَرارْ
ولم تبقَ أرضٌ أجازفُ من أجْلها بالبِذارْ
ولم يبق صوتٌ لأملأَ هذا الظلامَ عويلاً
ولكنني سوفَ أبقَى
لعلّ الذي بيننا السحر والحرب
إنا بدأنا الطريقَ عدوين
وأنت تراخيت في حلمٍ
أن تراني قتيلاً
أو ترانيَ بعد العناد
أطأطئُ كي أتبعكَ
وأنا حاملٌ من طموحِ المجناني رؤيا
بأني سأشهدُ لو حلماً مصرعك.

ممدوح عدوان

 

 

عدنان حسين أحمد   
  




 





المرآة.. صورة أحلام أم واقع؟





ارقص كفن إنساني.. ليس له وطن





بارني بلاتس





القرب أو البعد عن الشاطئ فرصتنا للبقاء أو الغرق





الحياة الريفية بالمغرب.. من مشاهد الفيلم