قرارٌ حكيمٌ

في‭ ‬قديمِ‭ ‬الزمانِ،‭ ‬عاشَ‭ ‬في‭ ‬عاصمةِ‭ ‬البلادِ‭ ‬خطّاب‭ (‬وسيطُ‭ ‬زواج‭). ‬كان‭ ‬مشغولًا‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬العرسانِ‭ ‬والعرائسِ‭.‬

خطبَ‭ ‬ذاتَ‭ ‬مَرّة‭ ‬فتاةً‭ ‬في‭ ‬الخامسةَ‭ ‬عشرةَ‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬إلى‭ ‬رجل‭ ‬يبلغُ‭ ‬الخامسةَ‭ ‬والثلاثينَ‭ ‬من‭ ‬العُمر،‭ ‬لكنَّه‭ ‬أخفى‭ ‬عمر‭ ‬العريس‭ ‬الحقيقي‭ ‬عن‭ ‬والديها‭. ‬لكنَّ‭ ‬والديّ‭ ‬العروسِ‭ ‬عَلِما‭ ‬بالأمرِ‭ ‬وقالا‭:‬

‭- ‬لن‭ ‬نزوجَ‭ ‬ابنتنا‭ ‬لهذا‭ ‬الشخصِ‭ ‬لأنَّ‭ ‬الفارقَ‭ ‬بينهما‭ ‬عشرونَ‭ ‬عامًا‭.‬

فما‭ ‬كان‭ ‬بوسعِ‭ ‬الخطابِ‭ ‬عمله‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬يشتكي‭ ‬إلى‭ ‬القاضي‭.‬

استدعى‭ ‬القاضي‭ ‬كلا‭ ‬الطرفينِ‭ ‬ووجَّه‭ ‬كلامه‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬إلى‭ ‬والدي‭ ‬الفتاةِ‭:‬

‭- ‬لقد‭ ‬أردتُما‭ ‬تزويجَ‭ ‬ابنتكما،‭ ‬فلماذا‭ ‬ترفضانِ‭ ‬الآنَ؟

‭- ‬لقد‭ ‬خدعنا‭ ‬الخطاب،‭ ‬العريسُ‭ ‬أكبرُ‭ ‬من‭ ‬العروسِ‭ ‬بعشرينَ‭ ‬عامًا‭ ‬ولهذا‭ ‬السببِ‭ ‬نحنُ‭ ‬نرفضُ‭. ‬كنا‭ ‬سنوافقُ‭ ‬على‭ ‬زواجها‭ ‬لو‭ ‬كانَ‭ ‬عمرُه‭ ‬ضعفَ‭ ‬عُمْرها‭ ‬بمرتين‭.‬

‭- ‬حسنًا‭ ‬فليكن‭ ‬كذلك‭. ‬زوجوهُ‭ ‬ابنتكما‭ ‬بعدَ‭ ‬5‭ ‬سنوات‭. ‬على‭ ‬الزوج‭ ‬الانتظارُ‭ ‬هذه‭ ‬الفَترة‭. ‬عندها‭ ‬سيبلغُ‭ ‬العريسُ‭ ‬الأربعينَ‭ ‬عامًا‭ ‬وهي‭ ‬ستكونُ‭ ‬في‭ ‬العشرينَ‭ ‬من‭ ‬عُمرها‭. ‬وسيكون‭ ‬العريسُ‭ ‬أكبرَ‭ ‬من‭ ‬العروسِ‭ ‬بمرتين‭ ‬بالضَّبط‭.‬

هكذا‭ ‬كان‭ ‬حُكْم‭ ‬القاضي‭ ‬وقَبِلَ‭ ‬الطرفانِ‭ ‬بذلكَ‭.‬

لقد‭ ‬كانَ‭ ‬قرارُ‭ ‬القاضي‭ ‬حكيمًا‭ ‬حقًا‭.‬

 

رسم‭: ‬علي‭ ‬فكري