يمامة واد حيرتني
بأمرها |
وزاد بها شجوي ولست
ألامُ |
أقامت على وادي "الصخير"
وحيدة |
أبالمهمه الخالي يقيـم
يمامُ؟ |
علام سكنت القفر والقفر
موحش |
يبابا وأعْود الهشيم
حطام؟ |
فماذا الذي يغريك فيه
وما به |
معاش يرى إلا حصى
ورغام |
وها قد خلت من نبتها
وأنيسها |
فما في روابيها صدى
وبغام |
لماذا تركت النخل واخترت
بقعة |
بها مات حوذي وجف
ثمام |
أرى الطير تجفو الروض من
فقـد إلفها |
وتختار وعر القفر حين
تضام؟ |
ويرتضي الانسان ذلا
لنفسه |
ويأنف من مرأى الهوان
حمام؟ |
تعجبت منها وهي في ظل
صخرة |
وللريح من حر الهجير
ضرام |
فتغمض عينيها إذا طال
همها |
وهل طاب للجفن القريح
منام؟ |
أما في طواياها حنين
لروضة |
وما في حشاها للغدير
أوام؟ |
نثرت لها حبا بكفي وما
بها |
إلى الأكل يوما شره
وعرام |
تصد وإن كان الطوى
يستحثها |
كما صد محموم عراه
سقام |
وكم مر ركب حولها ما
دروا بها |
كأنهم رغم النهار
نيام |
ولكن بها تدري نفوس
رحيمة |
إذا في الركاب العابرين
كرام |
وقفت أناجيها وبي مثل ما
بها |
أليس كلانا مضغة
وعظام؟ |
كلانا شقـي في الحياة
بعيشه |
فكم مطلب للنفس ليس
يرام |
فقلت أفصحي لي بالجواب
فربما |
يخفف شجوي في السكون
كلام |
أراشك صياد بسهم ولا
أرى |
دماء وقد تجري الدماء
سهام؟ |
وهل بك داء لا تراه
عيوننا |
فقد حال عن مرأى العيون
قتام |
أم أن غراما قد تحملت
عبئه |
لإلف وقد يبري العظام
غرام |
عهدناكم - يا معشر
الطير- عندكم |
وفاء إلى إلافكم
وذمام |
وتحيون في الدنيا بحب
وألفة |
فما في هواكم جفوة
وخصام |
ولكن هذا الانفراد يقول
لي |
عن السريوما هل يماط
لثام؟ |
نفرت من الأطيار وهي
كثيرة |
فما لك في جمع الطيور
وئام |
إذا أنت في حرب مع النفس
دائما |
أما آن للحرب العوان
سلام؟ |
تباعدت عنها في الطريق
ومقلتي |
تودعها والذكريات
زحام |
شعرت بنفسي يوم عدت تقول
لي |
أما للمآسي في الحياة
ختام؟ |
إذا المرء ذاق الصاب من
جور دهره |
مرارا أما ينهي الحياة
حمام؟ |