بين الدمى وخيال الظل... عبر وحكايات

في‭ ‬الكويت‭ ‬حظي‭ ‬محبو‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭ ‬بأسبوع‭ ‬حافل‭ ‬بالمتعة‭ ‬والفائدة،‭ ‬وخلاله‭ ‬قدمت‭ ‬مسرحيات،‭ ‬وورش‭ ‬العمل،‭ ‬ودورات‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بمسرح‭ ‬الطفل‭. ‬اجتذبت‭ ‬ورشتا‭ ‬‮«‬الدمى‭ ‬من‭ ‬الصناعة‭ ‬إلى‭ ‬العرض‮»‬‭ ‬و«خيال‭ ‬الظل‮»‬،‭ ‬اهتمام‭ ‬الكبار‭ ‬والصغار‭. ‬في‭ ‬الأولى،‭ ‬شرح‭ ‬د‭.‬وليد‭ ‬دكروب‭*‬‭ ‬تاريخ‭ ‬صناعة‭ ‬الدمى‭ ‬القديم،‭ ‬لأنها‭ ‬ترتبط‭ ‬بالأطفال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬زمان،‭ ‬ويمكن‭ ‬صناعتها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬حولك،‭ ‬مثل‭: ‬زجاجات‭ ‬فارغة،‭ ‬قطع‭ ‬خشبية،‭ ‬بقايا‭ ‬قماش،‭ ‬أقلام‭ ‬وأدوات‭ ‬مكتبية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إليها‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬عرضها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬كالأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬والحدائق‭ ‬العامة‭. ‬وتحرك‭ ‬هذه‭ ‬الدمى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شخص‭ ‬يمسك‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخيوط‭ ‬الدقيقة،‭ ‬ويؤدي‭ ‬الشخص‭ ‬ذاته‭ ‬شخصية‭ ‬الدمية‭ ‬ويتحدث‭ ‬بلسانها‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الورشة‭ ‬استطاع‭ ‬كل‭ ‬مشارك‭ ‬أن‭ ‬يصنع‭ ‬دميته‭ ‬الخاصة‭ ‬به،‭ ‬ويحركها‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الدمى‭.‬

تعرف‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الدمى‭:‬

عرف‭ ‬مسرح‭ ‬العرائس‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحضارات،‭ ‬ولكن‭ ‬أبدع‭ ‬فيه‭ ‬اليابانيون‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬التعليــــــم‭ ‬الأساسيـــــــة،‭ ‬وعرف‭ ‬عندهــــم‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬بونراكو‮»‬‭. ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬عرف‭ ‬باسم‭ ‬مسرح‭ ‬‮«‬الماريونيت‮»‬‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬تصنع‭ ‬عرائسه‭ ‬من‭ ‬الخشب،‭ ‬ومازالت‭ ‬عروضه‭ ‬تلقى‭ ‬إقبالاً‭ ‬عند‭ ‬الصغار‭ ‬والكبار‭. ‬انتشر‭ ‬مسرح‭ ‬الدمى‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬العربية‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬الأندلس‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬الـ‭ ‬13،‭ ‬ومنه‭ ‬قُدمت‭ ‬عروض‭ ‬حاكت‭ ‬الكبار‭ ‬وتحدثت‭ ‬عن‭ ‬أوضاعهم‭ ‬المعيشية،‭ ‬وكذلك‭ ‬الصغار،‭ ‬وقدمت‭ ‬لهم‭ ‬الفائدة‭ ‬والمتعة‭. ‬مسرح‭ ‬الدمى‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬مسرح‭ ‬العرائس‭ ‬بآلية‭ ‬تحريك‭ ‬المجسمات،‭ ‬فالدمى‭ ‬تحرك‭ ‬بواسطة‭ ‬الخيوط‭ ‬المثبتة‭ ‬بالدمية،‭ ‬التي‭ ‬تحرك‭ ‬أيضاً‭ ‬أعضاءها،‭ ‬أما‭ ‬العرائس‭ ‬فغالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬قماش‭ ‬وفي‭ ‬خلفها‭ ‬فتحة‭ ‬ليضع‭ ‬الممثل‭ ‬يده‭ ‬ويحركها‭.‬

وفي‭ ‬الورشة‭ ‬الثانية‭ ‬قدم‭ ‬د‭. ‬نبيل‭ ‬بهجت‭* *‬  ‬ورشة‭ ‬مسرح‭ ‬‮«‬خيال‭ ‬الظل‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬الشاشة،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬قطعة‭ ‬قماش‭ ‬تثبت‭ ‬على‭ ‬برواز‭ ‬خشبي‭ ‬لها‭ ‬قياسات‭ ‬خاصة‭. ‬والعرائس،‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬من‭ ‬خامات‭ ‬مسطحة‭ ‬غير‭ ‬سميكة‭ ‬كالورق‭ ‬المقوى‭ ‬أو‭ ‬الجلد‭ ‬المضغوط،‭ ‬وتشكل‭ ‬أيضا‭ ‬ديكور‭ ‬العرض‭ ‬المسرحي،‭ ‬يتم‭ ‬تحريكها‭ ‬بواسطة‭ ‬عصي‭ ‬ضعيفة‭ ‬أو‭ ‬خيوط‭ ‬وأسلاك‭ ‬رقيقة‭ ‬جداً‭. ‬وكذلك‭ ‬الإضاءة،‭ ‬فالعرض‭ ‬لا‭ ‬يقدم‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬إطفاء‭ ‬النور‭ ‬وتسليطه‭ ‬على‭ ‬الدمى‭ ‬فقط،‭ ‬فتنعكس‭ ‬ظلالها‭ ‬على‭ ‬المتفرجين،‭ ‬بينما‭ ‬يقوم‭ ‬محركها‭ ‬بنقلها‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬الإضاءة‭. ‬وقدَّم‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬الورشة‭ ‬عملاً‭ ‬فنياً‭ ‬أسهموا‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الدمى‭ ‬فيه‭.‬

تعرف‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬خيال‭ ‬الظل‭:‬

لا‭ ‬يوجد‭ ‬بلد‭ ‬محدد‭ ‬أو‭ ‬حضارة‭ ‬معينة‭ ‬لمسرح‭ ‬خيال‭ ‬الظل،‭ ‬والبعض‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ ‬انتقل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬تركيا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والغربي‭. ‬في‭ ‬الصين‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬القرن‭ ‬الـ‭ ‬14،‭ ‬وعرف‭ ‬باسم‭ ‬مسرح‭ ‬بي‭ ‬ينغ،‭ ‬وكانت‭ ‬عرائسه‭ ‬تصنع‭ ‬من‭ ‬جلود‭ ‬الأبقار‭ ‬السود‭ ‬الصغيرة‭. ‬ازدهر‭ ‬مسرح‭ ‬الظل‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬16،‭ ‬وانتشر‭ ‬في‭ ‬ممالك‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية،‭ ‬وعرف‭ ‬باسم‭ ‬مسرح‭ ‬قراجوز،‭ ‬وهو‭ ‬شخصية‭ ‬تركية‭ ‬ساخرة‭ ‬ذات‭ ‬عيون‭ ‬سود‭ ‬كبيرة‭.‬

تعد‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬أقبلت‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الظل،‭ ‬تليها‭ ‬مصر،‭ ‬ومنه‭ ‬عرضت‭ ‬الحكايات‭ ‬المفيدة‭ ‬والمسلية‭ ‬للكبار‭ ‬والصغار‭.‬