إبراهيم عمارة مخرج الروائع في سينما الأبيض والأسود

إبراهيم عمارة مخرج الروائع في سينما الأبيض والأسود

   هناك مخرجون يرحلون وتظل أعمالهم الفنية موجودة وخالدة تعبر عنهم وعن رؤاهم للناس والحياة، فلا يستطيعون إلا أن يفتحوا أعيننا على عوالم أخرى من الدهشة والإمتاع، ومن هؤلاء المخرج السينمائي الكبير إبراهيم عمارة، الذي تشكل أفلامه تراثًا سينمائيًا مؤثرًا، ومدرسة فنية تستوجب التوقف عندها، لما قدمه من عوالم إبداعية تتأمل واقع الإنسان وتسبر أغوار النفس البشرية من خلال المواقف الدرامية.

 

 أخرج عمارة قرابة 40 فيلمًا روائيًا، تنوعت بين الأفلام الاجتماعية، والأفلام الغنائية، والتاريخية، وتناولت قضايا المجتمع وصراعاته الإنسانية. وقد امتزجت في أفلامه الرؤية الفنية القائمة على توظيف الصورة، والموسيقى التصويرية، والتكوين، مع الرؤية الموضوعية المعبرة عن الإنسان، وما يمكن أن يمر به من ظروف ومتغيرات، ويلاحظ بكثير من أعماله أنها قامت على العِظة والتذكير بقدرة الله على إنصاف المظلوم ونُصْرة الحق.

الكلاسيكية والتنوع السينمائي 
   ويعدّ إبراهيم عمارة (-1910 1972) أحد مخرجي السينما الكلاسيكية البارزين، حيث جاءت أول أفلامه الروائية الطويلة «الستات في خطر» عام 1942، وتوالت بعدها الأعمال: «الزلة الكبرى» (1945)، و«الملاك الأبيض» (1946)، و«أحكام العرب» و«عدو المجتمع» (1947)، و«حلاوة» (1949). وفي حقبة الخمسينيات قدم أفلامًا تعدّ من كلاسيكيات السينما المصرية، مثل «لحن الوفاء» الذي قدم عبد الحليم حافظ في أول بطولة سينمائية، و«الجريمة والعقاب» المأخوذ عن رائعة  فيودور دوستويفسكي... وغيرها. بينما بدأت رحلته الفنية أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي؛ حيث أخرج في بداياته الأولى عددًا من الأفلام التوثيقية، وعمل مساعدًا للإخراج مع كلٍّ من فريتز كرامب ونيازي مصطفى. 
  اتسمت أعماله بالتنوع، واستطاع على مدى رحلته الفنية أن يقدم أفلامًا مائزة تعبّر عن حسٍّ متفرد واستلهام خاص للواقع وإشكالياته، فناقش قضايا الإنسان من خلال سلوكه ويومياته وطموحه وعلاقته بالآخرين. ووضحت منذ البداية سمات مشروعه الفني الذي ارتبط بالناس وبالعلاقات الاجتماعية، كما ارتكز على عالم المرأة في عدد من الأفلام، فضلًا عن الاحتفاء بالمعاني الإنسانية السامية كالوفاء، والإخلاص، والعرفان، والقناعة، وهي المعاني والمحاور التي دارت حولها أغلب أفلامه، مثل «الطائشة»، و«الزوجة السابعة»، و«الملاك الأبيض»، و«أشكي لمين»، و«السماء لا تنام»، و«نحن بشر». وبيّن أن الإنسان قد يقع فريسة لضغوط الحياة، مما يجعله يحيد عن طريقه وقناعاته، كما حدث مع شخصيتي بغدادي (عباس فارس) في «عدو المجتمع»، وحسني (شكري سرحان) في «الجريمة والعقاب»، حيث تتحول الشخصيتان من الطريق السويّ، أي الرضا والقناعة، إلى السرقة بالإكراه والقتل والهرب، فيتجلى البعد النفسي للشخصية نظير هذا التحول. 


 البناء التقليدي للأحداث
يتجلى أفق السرد الفيلمي لدى عمارة من خلال بنية تقليدية (بداية، حبكة، نهاية)، حيث تقوم الحبكة على نسْج ظروف استثنائية تمر بها الشخصية المحورية، فتتطور دراميًا نتيجة تأثرها بالأحداث والظروف التي مرت بها، وتؤثر بالتالي في مصيرها. وتتميز بعض المشاهد بطولها الزمني نسبيًا، وتشتمل على تطورات في الأحداث الدرامية، مع الاستفادة من انفعالات الممثل. وقد يستند عمارة إلى جانب ذلك على لغة الصمت والاتكاء على الموسيقى التصويرية، ويكون الاتكاء على إمكانيات الممثل في التعبير من خلال لغة الجسد والتعبير بالوجه، كما في «الجريمة والعقاب»، حيث تضافر أداء شكري سرحان مع الموسيقى التصويرية لفؤاد الظاهري، في التعبير عن حالة درامية تقوم على التشويق، مثل مشهد خروج حسني من شقة السيدة العجوز بعد قتلها، ومروره بتطورات عديدة جاء التعبير عنها بواسطة الوجه والعينين، خاصة عند اختبائه حتى خروجه من البيت.    
تتولد الحبكة الدرامية لدى عمارة عادة نتيجة وقوع الشخصية المحورية في مأزقٍ ما، فالشخصية الرئيسة سواء في فيلم «عدو المجتمع» (1947) من بطولة عباس فارس، أو في فيلم «الجريمة والعقاب» (1957) من بطولة شكري سرحان ــ على حد سواء ــ هي شخصية سويّة، تتأثر بالأحداث وتتحول مع السياق الدرامي إلى قاتل وسارق ويتصاعد الحدث الدرامي نتيجة للمرور بظروف مختلفة ونتيجة لهذا الحادث. فما حدث مع بغدادي بطل الفيلم الأول هو نفسه ماحدث لشخصية حسني بطل الفيلم الآخر، والشخصيتان تجبرهما الظروف على التحول عن القناعة التي اعتادا عليها في الحياة، حيث إنهما شخصيتان مسالمتان وعلى درجة من القناعة والرضا.  
إذ إن كلًا منهما أقْدم على السرقة بدافع العَوز، وكلاهما قتل المرابية، ويشكل التّشابه أو الارتباط بين فيلمين من أفلامه تقع بينهما مدة زمنية نحو عشر سنوات؛ انشغالًا وإلحاحًا فنيًا بقضية الاضطرار النفسي، أو التورُّط المدرَك ـــ إذا جاز التعبير ـــ وهو الوقوع في شرك الظروف التي تسلب الإنسان إرادته، وتجعله أسيرًا لها، فينفّذ كل ما تحرضه نفسه عليه، من دون تفكيرٍ أو رويّة، وهو ما أراد عمارة أن يخبرنا عنه بفلسفته الخاصة ورؤيته الفنية، حيث يتوقف العقل عن التفكير، ويصبح ضحية للوساوس القهرية. من هنا تتولد الشخصية النفسية لدى إبراهيم عمارة، لأن التحول الدرامي للشخصية في سلوكها كشخصية سوية ومسالمة، إلى شخصية قاتلة تسطو على ممتلكات الغير، وتزداد حدة توترها بأن تصبح طريدة العدالة، مما يدفعها إلى التحول إلى شخصية نفسية بامتياز، فيزداد ثراؤها الدرامي، وتصبح أكثر تعقيدًا. 
ويلاحظ التحول من الرومانسية في «لحن الوفاء»، إلى الجريمة والبعد النفسي في «الجريمة والعقاب»، وقد ركز عمارة في الفيلمين على وجه البطل المحوري ورصد انفعالاته التي تقوم على الحب والوفاء والعرفان في الفيلم الأول، والخوف والترقب والندم في الثاني.   

هواجس السينما الكلاسيكية
سيطر صراع المال، والعلاقة بين الأبناء أو معهم، والعرفان بالجميل، على غالبية أفلام عمارة، وهي الهواجس نفسها التي سيطرت على مخرجي السينما الكلاسيكية في مصر، وبلغت ذروتها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث يبدو صراع المال، وثنائية القناعة والجشع، والعلاقة بين الأشقاء، وغيرها من العلاقات التي يتوقف عندها كثيرًا وتقوم عليها أفلامه برؤى متنوعة ومختلفة مع الأفلام السائدة حينذاك، كما في أفلام «الفلوس»، و«القرش الأبيض»، و«الزلة الكبرى»، و«الطائشة»، و«المال والبنون»...، وغيرها.
إذا نظرنا إلى بعض أفلام عمارة فسنجد أن فيلم «أحكام العرب» (1947) من بطولة محمد الكحلاوي، وأمينة رزق، يتناول ثنائية حب المال من طرف البعض، والقناعة والرضا من طرف البعض الآخر، وهو من تأليف بيرم التونسي، ومحمد الكحلاوي، ويطرح العلاقة بين شقيقين يرثان أباهما، ويتسم أحدهما بالقناعة، فيما يسيطر الجشع على الآخر، ومع التطور الدرامي يقوم الأخ القنوع بالتنازل عن ميراثه لأخيه الذي يحب المال ويتسم برغبته العارمة في الامتلاك، لكن الأخ الجشع يموت وتعود الأرض في النهاية للأخ القنوع. وفي فيلم «ضحيت غرامي» (1951) فإن الزوج الخائن يقرر العودة إلى بيته والاعتذار إلى زوجته، لكن المرأة الأخرى يدفعها كيدها إلى وضع السمّ في الطعام انتقامًا منه، وتُتهم الزوجة البريئة بقتل الزوج. وفي فيلم «ظلمت روحي» (1952) تخون الابنة والدها الصراف وتسرقه لإشباع رغبتها في امتلاك المال من ناحية، ولرضوخها لمطالب الحبيب المنحرف من جهة أخرى، وغيرها من علاقات تقوم على صراع المال وتعبر عن بعض العلاقات، ويكون التناول دائمًا بتقديم العِظة والدرس الأخلاقي.    
يكشف فيلم «الستات في خطر» عن الصراع بين الأزواج برؤية كوميدية، حيث يبحث ثلاثة أزواج عن حياة أخرى خارج البيت، وتعلم الزوجات بالأمر، فيعملن على اتخاذ موقف صارم ضدهم، وفي النهاية يعود الوئام إلى الحياة الزوجية، وهي الثيمة نفسها التي قام عليها فيلم «حصل خير» (2012) من إخراج إسماعيل فاروق، وتم استنساخ فيلم عمارة بطريقة كوميدية. وجاء آخر أفلام عمارة «مدرستي الحسناء» (1971) من بطولة هند رستم، وحسين فهمي، منتصرًا للحق ومبينًا قدر الظلم الذي يمكن أن يقع على الإنسان بسبب الشائعات المغرضة. 
كما تكشف أفلام عمارة أيضا عن معاني الوفاء، والعرفان، من الناحية الموضوعية، وهو ما نلاحظه في عديد من الأفلام مثل «لحن الوفاء»، الذي يقوم على ثيمة الإخلاص، حيث يمر جلال (عبد الحليم حافظ) بمأزق حاد يشكل بداية الذروة الدرامية على صعيد البناء الفني؛ ويعبّر أيضًا عن فكرة الامتنان من الناحية الموضوعية. فـ «علام» (حسين رياض) يخلص لضميره وإحساسه بذاته وفنه كونه موسيقارًا موهوبًا يعي قيمة ما يقدمه، ويخلص في الوقت نفسه لعمه الذي أوصاه بابنه قبل أن يموت، وبالفعل يحرص علام على رعاية ابن عمه ولا يتخلّى عنه، ومع التطور الدرامي يكبر جلال ويحب، ويخلص لعلام في المقام الأول.
يمثل الوفاء عند إبراهيم عمارة أحد المعاني الإنسانية البارزة في كثير من أفلامه، حيث نجد الوفاء للذات، والوفاء للحبيب، والوفاء للزوجة، والحبيبة، كنوع من الإخلاص والامتنان، ففيلم «الزلة الكبرى» يمثل وفاء الابن لأبيه وإخلاصه له مهما كانت أساليب الإغراء.  

إشكاليات البناء الفني
ما يلفت الانتباه في مشروع عمارة الفني هو بناؤه للمشهد وتركيزه على أداء الممثل لاستخلاص الحالة المعبرة عن الموقف الدرامي، وإذا توقفنا عند فيلم «الجريمة والعقاب» ــــ على سبيل المثال ــــ وتأملنا المشهد الذي يقوم فيه شكري سرحان بسرقة وقتل العجوز المرابية وأختها فسنجد أن المشهد طويل ولم يتم تقطيعه، خاصة بعد أن قام بقتل السيدة العجوز وسرقتها، فتضمن المشهد كثيرًا من الانفعالات، كالخوف، والهلع، والندم، والترقب، والحزن، والأمل في الخلاص، وغيرها، حتى إن المشهد يعدّ من أكثر المشاهد في السينما الكلاسيكية نُضجًا وتكاملًا، لاحتوائه على مشاعر متباينة للممثل، وتجسيدًا لتحولات البطل في مدة زمنية قليلة نسبيًا، فقد اعتمد - عمارة - على أداء الممثل وتعبيرات وجهه وعينه من دون الاعتماد على اللغة الشفاهية التي تساعد في التأثير على المشاهد. وفضلا عن الأداء المتميز لشكري سرحان، فإن هذا لم يكن ليتحقق لولا مخرج واعٍ يدرك كيفية إدارة ممثليه، وماذا يريد، وإلى أي درجة.
الصورة لدى إبراهيم عمارة هي البوابة الرئيسة لعالمه، فمن الممكن التواصل مع أفلامه من خلال لغة الصورة بما تعكسه من دلالات، وهو ما يكشفه التكوين بشكل أساسي، إذ إنه يعدّ دالًا أوليًا لتجليات القوة والضعف بين الشخوص وما تنطوي عليه الأحداث من دون اللجوء إلى اللغة المنطوقة من جهة، وفي استشراف أفق السرد الدرامي ومآله من جهة أخرى، حيث يشير التكوين والتعبير بالصورة - في حالات كثيرة - إلى طبيعة الصراع الدرامي ومصائر الشخصيات.     
قدم عمارة مشروعًا فنيًا متنوعًا، فإلى جانب ما سبق قدم أيضا الفيلم السياسي «مسمار جحا» عام 1952، من بطولة عباس فارس، وقصة علي أحمد باكثير، والسيناريو والحوار لأبو السعود الأبياري، والذي يتناول مدينة الكوفة في العراق إبان الاحتلال، فانتقد الممارسات القمعية ضد الناس، وتم منعه من العرض لكن تم رفع الحظر عنه بعد شهور قليلة بسبب قيام ثورة 1952. واستطاع عمارة أن يقدم فيلمًا دينيًا على درجة كبيرة من الوعي والتأثير، هو «هجرة الرسول» عام 1964 ولاقى استحسان الجمهور، واستمر  الكثير من الجمل الحوارية للفيلم عالقًا في أذهان الناس، وتجري هذه الجمل على ألسنتهم رغم مرور أكثر من نصف قرن على إنتاجه. كما قدم عددًا من الأفلام الغنائية التي استمرت أحداثها حية بين الناس، وظلت أغانيها باقية، دليلًا على ثرائها الفني، وباعتبارها تشكل طربًا أصيلًا على مستوى الكلمات واللحن والصوت، ومن هذه الأفلام: «الزوجة السابعة» مع محمد فوزي، و«لحن الوفاء» و«دليلة» مع عبدالحليم حافظ وشادية، و«ربيع الحب» مع شادية وكمال حسني... وغيرها. وقد حوت هذه الأفلام مجموعة كبيرة من الأغاني التي لا تزال تعيش في أذهان الناس رغم مرور عشرات السنين عليها. وعلى الرغم من تغير الأذواق من مرحلة إلى أخرى؛ إلا أن أغاني شادية، وحليم، ومحمد فوزي، وارتباطها بمشاهد محددة في أفلام عمارة لاتزال محفورة في الوجدان الشعبي.  
وإبراهيم عمارة مثله مثل كبار المخرجين في مرحلة الأربعينيات والخمسينيات، لا يكف عن اكتشاف النجوم، إذ إنه أول من قدم عبد الحليم حافظ في أول بطولة سينمائية من خلال فيلم «لحن الوفاء» عام 1955، وقبلها قدم كلًا من تحية كاريوكا التي اكتشفها وقدمها لأول مرة في فيلم «الستات في خطر» عام 1942، ثم محمد الكحلاوي في فيلم «الزلة الكبرى» عام 1945، وحقق ثلاثتهم نجاحًا سينمائيًا كبيرًا. 
 
  مدرسة أفادت الأجيال اللاحقة 
لأنه مدرسة في الإخراج كما أسلفت، فقد أفاد منه ومن تجربته الفنية عديد من المخرجين، وانبثقت عن أفلامه أفلام أخرى لمخرجين من أجيال لاحقة، منها على سبيل المثال فيلم «انتحار مدرس ثانوي» (1989) من تأليف جابر عبد السلام، وإخراج ناصر حسين. الذي يعتبر صورة طبق الأصل من فيلم «من أجل حفنة أولاد» الذي أخرجه عمارة، وتم عرضه عام 1969، عن قصة لسامي غنيم، وسيناريو وحوار محمد مصطفى سامي، ويدور حول حسن (رشدي أباظة) الذي يعيش مع زوجته نادية (سهير المرشدي) في سعادة، رغم مرور سنوات بدون إنجاب، ويضطر للزواج سرًا من (سهير زكي) شقيقة الناظر (عبدالمنعم مدبولي)، وينجب منها، وفي الوقت نفسه تنجب زوجته الأولى أيضًا، ليصبح أبًا لعدد وفير من الأبناء. وفي فيلم «انتحار مدرس ثانوي» من بطولة حسين فهمي وعفاف شعيب، يعيش إبراهيم وتفيدة (عفاف شعيب) حياة سعيدة رغم عدم الإنجاب، ويتزوج من جارته حسنية (هياتم) دون علم زوجته، ثم تنجب الزوجتان ويعاني كثرة الأولاد، ومن الواضح التشابه الجلي بين الفيلمين في الأحداث والمشكلات الاجتماعية التي يناقشها الفيلمان والرسائل التي يحملانها. وكما قام عمارة باختيار راقصة لتؤدي شخصية الزوجة الثانية لما تمثله من إغواء؛ فإن نظيره في الفيلم الآخر اختار أيضا راقصة لتؤدي شخصية الزوجة الثانية.  
هناك أيضا فيلم «الزوجة السابعة» الذي أخرجه عمارة عام 1950، قصة وسيناريو وحوار أبو السعود الإبياري، وبطولة محمد فوزي، وماري كويني، ويتشابه معه حد الاستنساخ فيلم «الزوجة 13» (1962) من إخراج فطين عبد الوهاب، قصة وسيناريو وحوار علي الزرقاني، وتم اختياره ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، ولا توجد بين الفيلمين إلا بعض الفوارق الهامشية، بينما تتطابق كل الأحداث، في الفيلم الأول يؤدي إسماعيل ياسين دور صديق البطل لإضفاء البعد الكوميدي المباشر، وفي الفيلم الآخر يقوم عبد المنعم إبراهيم بالدور نفسه، ويؤدي سليمان نجيب دور الأب المتعثر ماديًا، بينما في الفيلم الآخر يؤدي حسن فايق الشخصية ذاتها. أما الأحداث فهي نفسها، لكن في الفيلم الأول كانت الزوجة هي السابعة، وفي الفيلم الآخر كانت الزوجة الـ 13. 
أخرج عمارة أفلامًا من بطولة كبار النجوم مثل: أنور وجدي، وفاتن حمامة، وعباس فارس، ومحمد الكحلاوي، ومحمد فوزي، وماري كويني، وشادية، ورشدي أباظة... وغيرهم. ولاقت أفلامه قبولًا جماهيريًا كبيرًا ولا تزال تحظى بمشاهدة كبيرة من قبل المشاهد العربي في كل مكان. وإبراهيم عمارة مخرج، وممثل، وكاتب سيناريو، شارك في كتابة العديد من سيناريوهات أفلامه مثل: «عقبال البكاري» (1949)، و«ضحيت غرامي» (1951)، و«طلعت روحي» (1952)، و«قلوب حائرة» (1956)، و«حب وحرمان» (1960)، وغيرها. كما شارك كممثل في نحو 50 فيلمًا، منها: «النائب العام»، و«حبيب الروح»، و«قلبي على ولدي»، و«الناصر صلاح الدين» الذي قام فيه بأداء دور القاضي الفاضل ■

لقطات من الأفلام التي مثل بها المخرج السينمائي إبراهيم عمارة