أبنائي الأعزاء

وإليكم حكاية مهندس معماري شاب يُدعى يورن أوتزون من الدنمارك، كان يطمح إلى أن تصل تصاميمه المعمارية المميزة إلى كل دول العالم، ولذلك كان من أوائل المتقدمين للمشاركة في مسابقة عالمية أعلنت عنها أستراليا، لتصميم دار للأوبرا في سيدني في عام 1955، ومن بين 933 مهندس استطاع أن يتأهل تصميم أوتزون إلى جانب 230 تصميم. لقد اجتهد كثيرًا حتى بلغ تلك المرحلة الأولية لتقييم التصاميم، لكن المحكّمين المشاركين في لجان التقييم لم يعجبهم تصميم أوتزون، ولم يروا فيه الشروط المطلوبة للمبنى. إلا أن مفاجأة حدثت عندما وصل أحد المحكّمين متأخرًا، وراح يطّلع على التصاميم المرفوضة، فجذبه تصميم أوتزون، وطالب لجان التقييم إعادة النظر فيه، ودراسته بشكل دقيق وشامل، وبعد ذلك اُختير التصميم ونُفّذ، ليكون أحد أجمل المشاريع العمرانية، وأهم المعالم الثقافية في أستراليا، خلال القرن العشرين. 
أبنائي الأعزّاء، هنا نستذكر مقولة الفيلسوف والكاتب الإنجليزي فرانسيس بيكون (عجلة الحظ لا يدفعها إلا العمل) حين نطمح لأمر ما علينا أن نخطّط له جيدًا، حتى نكاد أن نراه بمخيّلتنا تامًا ومنجزًا مثلما نتطلّع ونريد، ومن ثم نسعى إلى تنفيذه مهما طالت المدة الزمنية، وتكرّرت العقبات والعراقيل، ففي العمل الدؤوب نحوّل أهدافنا إلى واقع ملموس. 

* يحتفل عدد يناير بيوم تأسيس أستراليا، والذي يوافق 1 يناير، وعلى غلاف العدد مبنى لدار الأوبرا في سيدني.