النوبة سمراء الجنوب

النوبة سمراء الجنوب

في جنوب مصـر ترقد سمراء جميلة... إنها النوبة التي زارها العديد من الرحّالة والمستشرقين منذ بداية القرن العشرين أمثال بوركهارت، وليزلي جـرينر، وغيرهما. أخذت عناية المصريين القدماء ببلاد النوبة تشتد وتقوى في عصر الأسرة السادسة من التاريخ الفرعوني، ونستدل على ذلك من نص خلفه أحد عظماء هذا العصر، اسمه أوني، الذي أراد أن يتغلب على الصعوبات التي يلاقيها المصري عند الجندل الأول واستحالة مرور السفن عبر صخوره، فحفر خمس قنوات في هذه الصخور، ثم توجه إلى بلاد النوبة لإحضار بعض منتجاتها.

 

منذ عام 2400 ق. م دخلت فترة جديدة تمتاز بأسلوب جديد في الحضارة وهي ما أطلق عليها «عصر حضارة المجموعة الثالثة»، وقد مهّد لهذا العصر ما حدث في مصر من تدهور كبير وتفكك في الروابط بين الملك في العاصمة وأمراء الأقاليم الذين تمتعوا باستقلال في سياستهم المحلية.
وقد أعطى هذا العصر الفرصة لبعض العناصر الأجنبية لأن تستقر في بلاد النوبة، وهي عناصر تسربت إليها على هيئة هجرات سلمية من موطنها الأصلي.

الانضمام إلى مصر 
منذ منتصف القرن السادس عشر قبل الميلاد، انضمت بلاد النوبة السفلى والعليا حتى الجندل الرابع جنوبًا إلى مصر، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ منها، وتأثرت هذه البلاد تمامًا بالثقافة المصرية وتعبّدت إلى الآلهة المصرية، وانتشرت فيها المعابد المصرية التي كانت بمنزلة مراكز ثقافية يتعلم فها الناس الدين والعلم.
وفي القرن الثامن قبل الميلاد ظهرت أسرة قوية من الأمراء النوبيين، انتهزت فرصة القلاقل والنزاع الذي انتشر في مصر منذ القرن التاسع قبل الميلاد، وكانت البلاد آنذاك قد انقسمت إلى مملكتين؛ إحداهما في الدلتا والأخرى في مصر العليا، انتهزت هذه الأسرة حالة التدهور السياسي في مصر وقبضت بيد من حديد على جميع مناطق بلاد النوبة، ثم أخذت ترنو بأبصارها نحو الشمال وعملوا جاهدين على تحقيق حلمهم في الاستيلاء على عرش الفراعنة، واستطاع بعنخي (أحد أفراد هذه الأسرة) أن يحقق الحلم وكوّن الأسرة الخامسة والعشرين من التاريخ المصري، إلا أن دولة «آشور» الفتيّة كانت قد امتدت بأطماعها إلى مصر، واستطاع آشور أخي الدين - بعد محاولات شتّى - أن يهزم الملك النوبي طهارقا ويدخل الدلتا عام 670 ق. م.
استقر الآشوريون في الدلتا، وتركوا مصر العليا للفرعون النوبي الذي استطاع بعد فترة من الزمن أن يرجع إلى الدلتا ويقضي على الحامية الآشورية فيها، وما كاد الملك الآشوري الجديد آشور بني بعل يجلس على عرش بلاده، حتى سارع بإرسال جيش قوي رد الدلتا إلى الحكم الآشوري، ثم سار إلى مصر العليا ووصل إلى «طيبة» وطرد منها طهارقا الذي ولىّ هاربًا إلى عاصمته الجنوبية نباتا.
مات طهارقا وخلفه ابنه تانوت آمون، الذي استطاع أن يجمع حوله كلمة المصريين في مصر العليا، وزحف شمالًا نحو «منف»، واشتبك في معركة دامية انتصر فيها انتصارًا حاسمًا ضد الآشوريين، ولم يجد بدًّا من الاحتماء في العاصمة الجنوبية «نباتا»، وبخروجه من مصر انتهى حكم النوبيين لها.
دخلت المسيحية بلاد النوبة منتصف القرن السادس الميلادي، وحدث عام 577م أن افتتح رئيس مطارنة أسوان معبد إيزيس، بعد تحويله إلى كنيسة، وسرعان ما انتشرت الديانة في المناطق الجنوبية، وتحولت معظم المعابد الفرعونية إلى كنائس، وظهرت دولة مسيحية نوبية في كديرية (دنقلة)، كان لملوكها سلطان قوي، وسيطروا على معظم مناطق النوبة السفلى.
وفي القرن السابع كان على مملكة دنقلة المسيحية أن تواجه قوات العرب التي أخذت تتجه إلى بلاد النوبة بعد استقرارها في مصر، وانتهى الأمر بأن عقدت مملكة دنقلة معاهدة مع العرب بمصر في عصر الوالي عبدالله بن سعد بن أبي السرح عام 651 م، وأطلق على ملك هذه البلاد اسم «عظيم النوبة»، وتم النّصّ في هذه المعاهدة على أن تشمل البلاد الممتدة من حدود مصر شمالًا إلى حدود «علوة» عند الجندل السادس جنوبًا، وعلى أن تدفع مملكة النوبة الجزية إلى مصر، وأن تتعهد بحماية المسلمين المقيمين فيها.
أخذ الإسلام ينتشر رويدًا رويدًا من مصر نحو الجنوب، وبدأ المسيحيون يلجأون إلى بلاد الحبشة، خاصة بعدما قام أحد أفراد أسرة صلاح الدين بحملة تقريبًا عام 1173 م، وتوغل بها في بلاد النوبة، واستولى على كثير من الأراضي هناك.
وأصبحت بلاد النوبة السفلى منذ القرن الخامس عشر جزءًا من مصر، واعتنق أهلها جميعًا الإسلام.
وفي أوائل القرن التاسع عشر تحصّن بعض المماليك في كثير من مناطق النوبة، إلّا أن إبراهيم باشا أجلاهم عنها.

جغرافية النوبـة
تمتد النوبة المصرية داخل حدود مصر حتى جنوب قرية أدندان، أما بقية النوبة فتقع داخل الحدود السودانية.
وهي تمتد لنحو 320 كيلومترًا جنوب أسوان، وهي منطقة صخرية يتخللها الكثير من سلاسل الجبال والتلال التي ترتفع أحيانًا وتنخفض أحيانًا أخرى، وقد أحاطت بالنيل من الجانبين تاركة بينها وبين المجرى شريطًا ضيقًا للغاية من الأرض أحيانًا وجائرة على الأرض، ملتقية بمياه النيل في معظم الأحيان، وبين هذه الجبال والأراضي الصخرية بعض الطرق الضيقة التي تنخفض ثم ترتفع وتتعرّج يمينًا ويسارًا.
ظلت هذه المنطقة منعزلة عن بقية أجزاء وادي النيل نتيجة لطبيعة تلك المنطقة، ولصعوبة الانتقال بين أرجائها أو إليها من وادي النيل، وندرة فرص العمل بها نتيجة مناخها الحار. كانت منطقة النوبة تضم 39 قرية على جانبَي النيل، والقرية النوبية تتكون من مجموعات متفرقة من المساكن، وتسمى المجموعة منها «نجعًا» وتمتد القرية الواحدة إلى مسافات طويلة تصل إلى 30 كيلومترًا.
ولم يكن بتلك القرى تخطيط منظم، كما أنها لم يكن بها شوارع واضحة محددة المعالم، أما مبانيها فجميعها من طابق واحد مبعثرة فوق الصخور، وتصل بعضها ببعض بمنحدرات طبيعية، مما يجعل ارتفاع المساكن متدرجًا في الانخفاض نحو النيل. وتبدأ في الشمال من قرية دابود مرورًا بقرى عرب العقيلات في الوسط، وانتهاء بقرية أدندان في الجنوب.

العناصر السكانية للنوبة
كانت النوبة تضم ثلاثة عناصر من السكان يقيم كل منهم بجزء من المنطقة، حيث يتميز كل عنصر نسبيًا بمساكنه ذات الطابع الخاص وعاداته وتقاليده ولهجته؛ ففي الشمال يقيم «الكنوز»، وفي الوسط «عرب العقيلات»، وفي الجنوب «النوبيون».

منطقة الكنـوز
ترجع تسمية «الكنوز» إلى الذين كانوا يقيمون بالجزء الشمالي من النوبة إلى عصر الفاطميين؛ حيث منحت الإمارة على هذه المنطقة، بأمر الحاكم بأمر الله، إلى الأمير أبو المكارم هبة الله الذي تمكّن من القبض على أحد الخارجين على الحاكم بأمر الله، مما دفعه إلى إكرام الأمير وتلقيبه بـ «كنز الدولة»، اعترافًا بفضله وجميله، ومنذ ذلك الحين أطلق على سكان هذه المنطقة اسم الكنوز. 
كان الكنوز يقيمون في المنطقة من جنوب أسوان حتى الكسلو، 145 كيلومترًا جنوبًا، حيث كانوا يسكنون في 17 قرية تبدأ بقرية دابود وتنتهي بقرية المضيق في الجنوب. وكانت منطقة الكنوز جبلية جرداء تندر بها الأراضي الزراعية لسبق تأثرها بتعليات خزان أسوان، مما كان له الأثر الأكبر في هجرة الكثير من أبنائها إلى الشمال، سعيًا وراء الرزق.

  منطقة عرب العقيلات
  أما العرب فكانوا يقطنون في المنطقة التي تمتد من الكيلو 145 حتى الكيلو 183 جنوبًا، وسكان هذه المنطقة يتحدرون من قبيلة العقيلات، وقد نزحوا من شبه الجزيرة العربية واستقروا بقراهم ابتداء من القرن الثامن عشر.
وكان العرب يقيمون بخمس قرى تلي منطقة الكنوز جنوبًا تبدأ بقرية السبوع وتنتهي بقرية المالكي.

  منطقة النوبيين 
كان النوبيون يقطنون في المنطقة التي تمتد من الكيلو 183 حتى الكيلو 320 جنوبًا، أي حتى التقاء حدود مصر مع السودان، فتبدأ قراهم بقرية كروسكو في الشمال وتنتهي بقرية أدندان في الجنوب.
وكانت هذه المنطقة من أغنى مناطق النوبة، حيث كان يزرع بها حوالي 8 آلاف فدان من الأراضي الزراعية، منها 5 آلاف فدان كانت تروى ريًّا مستديمًا، كما أنها كانت تشتهر بتربية الماشية.
ومن الملاحظ في سكان النوبة عامة كثرة المغتربين عنها، وأن معظم الأسر المقيمة مكونة من السيدات والأبناء دون سنّ العمل، كما أن كل عنصر من عناصر السكان الثلاثة له عاداته وتقاليده ولهجته التي يعتز بها.

اللغـة عند النوبيين
اللغة النوبية لغة فريدة، تجمع فيها العديد من اللغات مثل الهيروغليفية واليونانية والديموطيقية والإنجليزية أيضًا، إضافة إلى اللغة العربية، وهي لغة محكية، وهي الوحيدة التي نسمع لها جرسًا يوغل بنا في الماضي.
وقد استُخدمت هذه اللغة في حرب أكتوبر 1973 كشفرة، لأنها كانت غير مكتوبة آنذاك.
وهي تنقسم إلى لهجتين بينهما تشابه، الأولى تسمى «الفادجة»، ويتحدث بها النوبيون في جنوب مصر وكل من «المحس» و«السكـّوت» في شمال السودان. والثانية يطلق عليها «الماتـّوكي»، ويتحدث بها أهل «الكنوز» في مصر و«الدناقلة» في السودان.
ولعل ما يثير الدهشة أن لهجة منطقة الكنوز تتشابه تمامًا مع لهجة الدناقلة، الأمر الذي يجعلنا نعتقد بأن اللهجتين نشأتا في موطن واحد، ثم انفصلتا. وقد يرجع ذلك إلى أن العلاقات التجارية بين الكنوز الذين يسكنون مصر والدناقلة الذين يسكنون السودان كانت من أشد العلاقات ارتباطًا، وتم هذا الاتصال عن طريق القوافل التي كانت تخترق البادية، تجنبًا لطول مجرى النيل وكثرة ما فيه من جنادل.

العمارة النوبية 
تتكون قرى النوبة من مبانٍ مقامة من الطوب اللبن على حافة الصحراء، وتتفاوت مساحة الرقعة المقامة عليها مباني القرى وفقًا لسعة أو ضيق الأرض التي تقع ما بين النهر والجبل والصحراء، والمشاهد في هذه المباني أنها تميل إلى التجمع، وقد تضطر الطبيعة الأهالي أحيانًا إلى إقامة مساكنهم على سفح الجبل أو على قمّته. ويعتبر أسلوب العمارة النوبية بدائيًا، حيث نلمس فيها محاولات لزخرفة الأبنية والأجزاء العليا من جدرانها.
وتتكون أسطح المساكن الخاصة بمحدودي الدخل من جريد النخل أو سيقان الذُّرة، أما أسقف الميسورين من الأهالي فمقامة من الطوب اللبِن الذي يثبت على عوارض خشبية. وهناك نوع من الأسقف المقامة على شكل قباب من الطوب اللبن نراها منتشرة في الجزء الشمالي من النوبة، وهذه القباب تشبه أنصاف البراميل. ونصادف أحيانًا في بيوت النوبة سلّمًا خارج المبنى يؤدي إلى سطحه، وتتميز مساكن النوبيين بنظافتها حتى أقلها يسرًا، إذ تفرش أرضياتها عادة بطبقة من الرمل النظيف وتتدلى كل لوازم المنزل من آنيات طهو الطعام وغيرها من السقف، وجميعها يمتاز بالبريق والنظام، مما يدل على حرص النوبيين على النظافة بشكل مؤكد، وقد نشاهد أن التجمع السكني لقرى النوبة يقوم عادة على حافة الخلجان المنتشرة على طول ساحل النهر، واللافت في هذه الأبنية طرُز عمائرها التي تبدو أحيانًا متطورة في أساليبها، على الرغم من أن غالبيتها تتسم بطابع البساطة، إذ تقام جدران المنازل على رقعة من الأرض مربعة أو مستطيلة الشكل، حيث تتسع المنازل لصحن داخلي يتوسطها.
وفتيات النوبة الصغيرات اللاتي لم يصلن بعد إلى سن الزواج يتولّين نقش الزخارف على جدران المنازل وتلوينها، وما من شك في أن هذه الزخارف التي تشبه أحيانًا كثيرة رسوم الأطفال تخضع لأنماط تكاد تكون ثابتة، وهي تعبّر عن رموز شعبية منتشرة في تلك المناطق، حيث نجد الواجهات الخارجية للمنازل مزينة بالعديد من مفردات البيئة، مثل: النخلة، والحمامة، والسمكة، والهلال، والجمل، والعقرب، والنجمة... وما إلى ذلك.
 وهناك وحدات ذات أشكال هندسية، وتصور جميع هذه العناصر بعضها بجوار بعض، حتى تبدو للناظر إليها عن بُعد كأنها كتابات مستقاة من لغات قديمة، وتبدو المنازل وهي مكسوة بتلك الزخارف الخطية الدقيقة كأنها قد طرّزت بالفعل وغُلّفت بنسيج دقيق، وينعكس في ذوق تلك الزخارف الذوق النسائي الذي يكسب الديار روح الألفة والرقّة. والحقيقة أن تلك المسحة النسائية في الزخارف المرسومة تكسو البناء ثوبًا من التكامل، خاصة في قرى مثل السبوع، وأمبركاب، وشاترمه، وقورته، وكلابشه.
أما الغرف الداخلية، التي يطلق على الواحدة منها «الحاصل»، خاصة عند عرب العقيلات، فتجدها مفروشة بـ «البُرش»، وهو فرش يُصنع من سعف النخيل، كما يفرش أيضًا السجاد وجلد الأغنام ووبر الإبل.

عادات الأعراس وتقاليدها 
قبل طوفان بحيرة ناصر، كان العرس في بلاد النوبة يعقد لسبعة أيام تأتي فيه القرية بأكملها، بل والقرى المجاورة أيضًا، وتُنحر فيه الذبائح من الأبقار والأغنام في منزل العروسين، وليلة الحناء تقام بمنزل العريس، أما ليلة الدخلة فتكون في منزل والد العروس، حيث يدخل العريس. وتنطلق في العرس ضربات الدفوف في عنف إفريقي تضبط من خلال رقصات الرجال في صفّين متقابلين وبينهما فتيات من أقارب العروسين تتهادى بخطوات وقوام ممشوق، حيث ترتدي كل واحدة منهن ثوبًا ينسدل حتى الأرض يُسمى الجرجار، وقبل انتهاء العرس يذهب العريس وعروسه إلى نهر النيل حتى يتطهرا بمياهه قبل البدء بحياتهما، ونلاحظ أن كل شيء جماعي عند النوبيين، الرقص والغناء وتناول الطعام، وإلى الآن لا تتزوج الفتاة النوبية بغير النوبي، إلّا فيما ندر.
 1 - تحديـد يـوم العـُرس
بعد أن يتم تجهيز لوازم العرس والاتفاق على الترتيبات، فإن أول شيء هو اختيار اليوم الميمون للعرس. والأمر هنا ليس كما في بعض البلاد، فهنا يتم اختيار موسم خاص من العام يتم فيه الاحتفال بالزواج، لكنّ هناك فترات عديدة موزعة على طول السنة تعتبر «منحوية» حسب اعتقاد أهل النوبة، وهناك أيام محددة في الأسبوع وشهور محددة في التقويم الهجري يتم تجنّبها، وبشكل خاص الشهور الواقعة بين العيدين، لكن المحافظين يهتمون أكثر بحركات القمر الذي تقسّم فيه السنة الشمسية إلى ثمانية وعشرين منزلًا. ولكل من هذه المنازل خاصيتها، تجلب الحظ السعيد أو العكس. ويتم وفقًا للصفات التقليدية لهذه المنازل تحديد تاريخ الزواج. وللكشف عن أكثر تاريخ مناسب يكفل الازدهار للوالدين، يتم اللجوء إلى واحد من العالمين بالتقاليد وعلم الفلك.

2 - ليلة الحناء 
بعد أن يتم اختيار اليوم السعيد، وتجرى الاستعدادات الضرورية للحفل بدرجة سخيّة في كل من الأسرتين، يبدأ أول المراسم العامة، وهي الحناء، ويجري الاحتفال عادة في المساء. 
وفي بيت العريس تقوم الأم بإحضار الحناء في آنية، ويجلس العريس مع وزيره على الأرض، ولا يحضره سوى الأطفال والنساء، وتقوم امرأة تزوجت مرة واحدة فقط وأنجبت العديد من الأولاد بوضع الحناء على يدي العريس وقدميه. ويضع النساء والأطفال الحاضرون الحناء لأنفسهم جلبًا للحظ، مع الغناء والرقص المعتاد، كما تتم في منزل العروس مراسم مشابهة. 
وهناك مراسم مختلفة في بعض القرى الأخرى، وهنا يقوم العريس قبل أن يتم «تخضيبه» بالذهاب إلى منزل العروس، حيث تحضر إحدى قريباتها آنية الحناء، وعلى العريس وضع قطعة من الحناء في يدَي العروس، ويتوقع أن تبدي مقاومة وتُخفي يدها وراء ظهرها، كما أن قريباتها يساعدنها لتمانع، وعندما ينجح العريس يقوم كل الباقين بزخرفة أنفسهم بالحناء. ويعود العريس إلى منزله لتقوم إحدى قريباته بتخضيبه.

3 - ليلة الدُّخلة 
يجري الاحتفال حتى هذه اللحظة بخطوط متوازية في منزل العروس ومنزل العريس، وتأتي الدخلة التي تحدث تقريبًا منتصف الليل بدخول العريس منزل عروسه، ومنذ ذلك الوقت فصاعدًا يكون أهم المراسم قد انتقل إلى منزلها. 
ويأتي العريس في موكب يسمى «السيرة»، مصحوبًا بوزيره وأصدقائه وأهله من الجنسين، وهم يحملون الفوانيس، وعندما يصلون إلى منزل العروس يقابلهم أقرباؤها ويرحبون بهم ويدخلونهم المنزل بطريقة احتفالية. ويقول لهم والد العروس: «الدار داركم» وفي الحوش ينفصل الفتيان عن الفتيات، ويرحب بكلا الفريقين أصدقاء وأهل العروس وتدقّ الطبول والدفوف حتى موعد زيارة النهر.

4 - زيارة النهـر 
تنتهي فترة الراحة في عصر اليوم السادس بموكب أو زيارة للنهر يقوم بها العريس ووزيره وأقاربه وأصدقاؤه، في الطريق يبدي أصدقاء العريس شجاعتهم، وذلك بتعرية كل منهم ظهر الآخر لضرب «السوط»، وعند النهر يرشّ الأصدقاء الماء على العريس ووزيره، ويقوم الوزير بالرد، ثم يقومون بقطع جريد النخل لتزيين المنزل، ويعودون إلى المنزل بالطريق نفسه الذي قدموا منه، وعند وصولهـم إلى المنزل يجدون أنه تم ذبح خروف أثناء غيابهم، وعليهم تخطّي بركة الدماء الموجودة أمام المدخــل والقفــز فــوق الـدمـاء لدخــول المــنــزل ■

اعتنى المصريون القدماء ببلاد النوبة واشتدت العلاقة بينهما وقويت في عصر الأسرة السادسة وكانوا يجلبون من مناجمها الذهب وأطلقوا عليها بلاد الذهب

جمال وبساطة بيوت النوبة

على ضفاف النيل حكايات نوبية تعكس عشق وارتباط أهل النوبة به على مر الزمن 

فتاة نوبية تحمل «البلاص» على رأسها لتعبئته من ماء النيل وهو عبارة عن إناء من الفخار يحافظ على برودة الماء  

على ضفاف النيل تنتشر أشجار  السنط والنخيل والمراكب السياحية

ألوان من الفن الشعبي النوبي