ثورة في عالم الكمبيوتر

أجهزة الكمبيوتر تقف على أعتاب ثورة جديدة. وهي تشبه تلك الثورة التي واكبت ظهور الكمبيوتر الشخصي في عام 1981، والآن - بعد عشر سنوات - فإن هناك جهازا جديدا يفرض نفسه هو لوح المذكرات .Notepad

لعلك تذكر اللوح السحري الذي كان تلاميذ المدارس يستخدمونه في الكتابة والرسم، يتكون هذا اللوح السحري من إطار يضم لوحا أسود اللون، فوق طبقة رقيقة نصف شفافة. يكتب التلميذ على اللوح بأي جسم صلب على شكل القلم، فتظهر الكتابة والرسومات على اللوح. وإذا سحب اللوح خارج الإطار، تختفي الكتابة والرسومات.

وبالرغم من أن الكمبيوتر الجديد لا يزيد وزنه إلا قليلا على ذلك اللوح السحري، فإنه يمكنه أن يقرأ الحروف والأرقام المكتوبة باليد، كما يمكنه معالجتها. ويحتوي هذا الجهاز على جميع مميزات كمبيوتر شخصي قوي.

حجوم مختلفة

وفي الوقت الحالي، يجب الكتابة على هذا الجهاز الجديد، بحروف تشبه حروف الطباعة، إلا أنه في خلال خمسة أعوام، سوف يكون الجهاز قادرا على قراءة خط يدك، هذا إذا لم يكن أسوأ من خط بعض الأطباء.

ويقدر البعض أن النماذج الأولى من هذا الجهاز الجديد، سوف يتراوح ثمنها بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار. وسوف تكون مصنوعة لتناسب احتياجات رجال المبيعات، ورجال الصيانة، الذين سوف يفضلون استخدام جهاز كمبيوتر سهل الاستعمال، في حجم لوحة المذكرات، بدلا من لوح يثبت عليه، بمشبك معدني، العديد من الأوراق والنماذج التجارية.

وفي خلال عامين، ينتظر أن يظهر هذا الجهاز الجديد في عدة حجوم: حجم للجيب، وآخر في مساحة نشافة المكتب، وثالث في مساحة لوحة الرسم، ورابع في مساحة سبورة المدرسة.

وينتظر أن يصبح هذا الجهاز الجديد، هو الجهاز المفضل لدى المديرين، والمحررين، والطلبة، والمدرسين، والمصممين، وغيرهم، ليحل محل ألواح المذكرات، ومفكرات الجيب، والآلات الحاسبة، بل وحتى أجهزة الكمبيوتر الشخصي، التي توضع على المكتب، وتلك التي توضع على الأرجل.

مئات الملايين من الدولارات

ويتنبأ باحثو الأسواق بأن العملاء سوف يشترون 250 ألف جهاز كمبيوتر من نوع لوح المذكرات في عام 1992، ومليوني جهاز (يبلغ ثمنها حوالي ثلاثة بلايين دولار) بحلول عام 1995. وهو معدل نمو يزيد على ذلك الذي كان لجهاز الكمبيوتر الشخصي الأول.

واليوم نجد أن عددا كبيرا من أكبر الأسماء في مجال أجهزة الكمبيوتر وبرامجه، ينفقون مئات الملايين من الدولارات، لتطوير هذه الأجهزة. من هذه الأسماء شركات، IBM و (آبل)، وميكروسوفت، وN C R ، وتاندي.

لقد تطور هذا الجهاز الجديد بسرعة كبيرة، لدرجة أن الصناعة لم تستقر بعد على اسم له. فبالإضافة إلى ألواح المذكرات Notepads، أطلق على هذه الأجهزة أسماء مثل الأقراص، وكتب المذكرات، وأجهزة الكمبيوتر القلمية، والكمبيوتر الذي يعتمد على القلم، والألواح الإلكترونية.

الجهاز الأول

لقد ألقى الناس أول نظرة على هذه الأجهزة الجديدة، في أواخر شهر يناير من عام 1991، عندما قامت شركة (جو) (GO) بعرض جهازها الأول. وهذه شركة جديدة في وادي السيليكون، تخصصت في إنتاج أجهزة الكمبيوتر.

لقد أنشئت هذه الشركة في عام 1987، وهي تتعاون مع شركة I B M ، ومع غيرها، لتصميم جهاز قياسي، بحيث يمكن لأي شركة تقوم بصنع أجهزة الكمبيوتر، صناعة أجهزة تماثله، وهي خاصية ساعدت على قيام جهاز الكمبيوتر الشخصي الأصلي، باكتساح الأسواق.

إن كل من قام بمشاهدة هذه الأجهزة الجديدة، يجمعون على أنها أجهزة كمبيوتر صديقة للمستخدم، ومتعددة الاستخدامات، ويقول أحد الخبراء في هذا المجال، إن هذا هو جهاز الكمبيوتر الذي كان يتمنى دائما أن يكون لديه جهاز مثله.

وبالنسبة للمبتدئين، نجد أن لوح المذكرات سهل الاستخدام، بدرجة لا تصدق، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين لا يجيدون الضرب على مفاتيح لوحة المفاتيح.

إمكانات كبيرة

ويلاحظ أنه بالرغم مما لأجهزة الكمبيوتر الشخصي العادي من فوائد، في الكتابة، وبناء النماذج المالية، أو الدخول إلى قواعد البيانات، فإن استخدام هذه الأجهزة يحتاج، في الأقل، إلى مهارات أساسية في استخدام لوحة المفاتيح، وإلى العديد من ساعات التدريب على استخدام الأوامر اللازمة لتشغيل البرامج، ومتابعة الملفات.

كما أن الأجهزة التي بها عروض بيانية، مثل جهاز ماكينتوش، الذي صنعته شركة (آبل)، أو أجهزة الكمبيوتر الشخصي المجهزة ببرامج نوافذ ميكروسوفت، تبسط الأمور إلى درجة كبيرة، عن طريق الفأر الذي يختار الأوامر المبينة في قوائم الأوامر Menus

إلا أن أجهزة الكمبيوتر من نوع لوح المذكرات، تسمح بدرجة أكبر من التحكم المباشر في البرامج والبيانات، على شاشة الجهاز.

ذلك لأن القلم الخاص بهذا الجهاز، يضم أفضل خصائص الفأر ولوحة المفاتيح، فأنت تستخدمه لا لاختيار البرامج أو الوثيقة التي تريدها فحسب، ولكنك تستخدمه كذلك لإدخال النصوص والأعداد، وتصحيحها.

تركيب الجهاز

وفي هذا الجهاز الجديد، نجد أن الشاشة عبارة عن بللورة سائلة، مثل تلك التي تستخدم في الساعات الرقمية، والحاسبات الإلكترونية الصغيرة، وفي أجهزة الكمبيوتر الشخصي التي توضع على الأرجل، وهي مجهزة بطبقة شفافة إضافية، عبارة عن شبكة من أسلاك دقيقة جدا.

وهذه الشبكة تشعر بوجود قلم خاص، يشع إشارات ضعيفة من طرفه: وعندما تكتب به، تصبح الشاشة مظلمة حيثما لمسها هذا القلم الخاص.

وهناك نوعان من هذه الأقلام الخاصة: أقلام لاسلكية، وأخرى ذات أسلاك.

أما خلف الشاشة، فإن هذا الجهاز الجديد قريب الشبه بأقوى أجهزة الكمبيوتر التي توضع على الأرجل، المستخدمة في يومنا هذا.

وسوف يحتوي كل جهاز على ميكرو بروسيسور، تبلع سعة ذاكرته 4 ميجا بايت في الأقل (وهو ما يقارب أربعة أضعاف سعة ذاكرة الكمبيوتر الموجودة في معظم أجهزة الكمبيوتر الشخصي) بالإضافة إلى ديسك صلب، أو شرائح ذاكرة إضافية، للتخزين المستمر.

وقد استغنى مصممو هذا الجهاز الحديث، عن أجهزة إدارة الأقراص المرنة، لأنها ثقيلة الوزن، مزعجة الصوت.

الكمبيوتر والتليفون

ولنقل البرامج والمستندات، إلى ذاكرة هذا الجهاز الحديث، يقوم مستخدم الجهاز بتوصيل جهازه بجهاز الكمبيوتر الشخصي، أو بجهاز لإدارة الأقراص المرنة، في مكتبه.

كما يمكن توصيل أجهزة الكمبيوتر عن طريق التليفون.

فالعديد من أجهزة لوح المذكرات، سوف تحتوي على موديم Modem مبني فيها، وهو جهاز يمكن مستخدم الكمبيوتر من توصيل أجهزة الكمبيوتر ببعضها البعض، عن طريق التليفون.

كما أن بعض أجهزة لوح المذكرات سوف يكون قادرا على إرسال رسائل الفاكس واستقبالها.

وبحلول منتصف التسعينيات، سوف تكون أجهزة لوح المذكرات الأكثر تقدما، مجهزة بدوائر تليفون خلوية Cellular بحيث يمكن لمستخدمي هذه الأجهزة الحصول على البيانات، واستقبال رسائل الفاكس، والمكالمات الهاتفية، في أي مكان.

استخدامات محتملة

ويتنبأ منتجو هذه الأجهزة الحديثة بأنه سوف يكون لها العديد من الاستخدامات.

- سوف يتمكن مندوبو شركات التأمين من حمل جهاز لوح المذكرات إلى سطح مبنى، لعمل رسم كروكي للخسائر التي لحقت به، ثم يعود إلى الأرض، حيث يقوم بعمل تقدير للخسائر، مستعينا بالقلم الخاص. ثم يرسل طلب التعويض إلى مكتب الشركة، عن طريق (موديم) تليفون خلوي، ثم يقوم بتوصيل طابعة صغيرة إلى الجهاز، لإصدار شيك بالتعويض، يقدم إلى صاحب المبنى.

- سوف يقوم سائقو الشاحنات باستخدام لوح مذكرات مليء بالخرائط الإلكترونية، والنماذج، لتحديد مساراتهم، ولتحديد مواقع تسليم البضائع، ولتخزين توقيعات العملاء على الإيصالات، في نفس الوقت.

- أما الطلبة، فإنهم سوف يأخذون معهم لوح المذكرات إلى الكلية، وبعد انتهاء المحاضرة، سوف يذهبون إلى مقدمة صالة المحاضرات، وذلك لشحن الرسومات والمذكرات، التي كتبها الأستاذ على السبورة الإلكترونية، في أجهزتهم الخاصة.

- أما رجال المبيعات، فإنهم سوف يحملون معهم قوائم حديثة بالأسعار، ويتلقون الطلبات، ويرسلون البيانات إلى مركز الشركة، وبذلك يمكن الاستغناء عن موظفي تثقيب البطاقات، الذين يقومون بنسخ الطلبات من النماذج الورقية.

- أما عمال المطاعم، فإنهم سوف يستخدمون لوح المذكرات، في كتابة طلبات العملاء، وأخذ توقيعاتهم على إيصالات البطاقات الخاصة Creditcards.

- وسوف يقوم المهندسون المعماريون، والفنانون، والمصممون، باستخدام ألواح مذكرات كبيرة، لتحل محل الأقلام، ومناضد الرسم.

- وسوف يحمل الصحفيون لوح المذكرات، لكتابة الأحاديث في أثناء المقابلات الصحفية. وسوف يقوم المحررون بتحرير المقالات بذلك القلم الخاص، كما كانوا يفعلون في الأيام التي سبقت عصر أجهزة معالجة الكلمات.

- أما المديرون التنفيذيون، فإنهم سوف يجدون في هذه الأجهزة ذلك الكتاب الأسود الصغير، الذي يمكنهم استخدامه لتخزين الأسماء والعناوين، وأرقام التليفونات، والمراسلات، واستعادتها على الفور.

كما سوف يمكن استخدام هذه الأجهزة لإرسال المذكرات، ومراجعة العقود والوثائق.

وسوف تكون هذه الأجهزة كافية للكتابة عليها في أثناء الاجتماعات، بطريقة غير ملحوظة.

سوق عذراء

ويقود الهجوم شركة IBM ، التي تحلم بما ترى أنه سوق عذراء: عشرات الملايين من رجال المبيعات والصيانة، الذين يحملون الألواح ذات المشبك المعدني المتخمة بالأوراق، أو كتبة المذكرات، الذين يجمعون العديد من البيانات التجارية الثمينة ويستخدمونها، وقد تحولوا إلى هذا الجهاز الجديد.

ويرى نائب رئيس هذه الشركة أن هناك مجموعة من مستخدمي الكمبيوتر، الذين لم تصل الشركة إليهم بعد، أولئك الذين لا يستطيعون، أو لا يرغبون في التعامل مع لوحة المفاتيح، أو أولئك الذين يحتاجون إلى أجهزة كمبيوتر لاستخدامها في أغراض غير تطبيقات الكمبيوتر التقليدية: إن هذه الفرصة كبيرة للغاية، بل قل إنها فرصة ثورية، إذا أمكنك الوصول إليها.

أما شركة (بيج بلو) فإنها تبذل جهدا خارقا، في معاملها في فلوريدا، لتقديم ما أطلقت عليه اسم "كمبيوتر قرصي" خلال عام. وهذه هي نفس المعامل التي أنتجت الحاسب الشخصي الأصلي.

وأما شركة NCR ، فإنها تعتزم شحن ألواح المذكرات التي تنتجها، إلى الأسواق، في الشهور القادمة.

نظم التشغيل

إن الهدف غير المتواضع لشركة (جو)، هو أن تصبح، بالنسبة لأجهزة كمبيوتر لوح المذكرات، كما كانت عليه شركة ميكروسوفت، بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر الشخصي، المورد الرئيسي لبرامج نظام التشغيل، التي تجعل الأجهزة تعمل.

إن نظام التشغيل هو طبقة البرامج التي تقع بين الكمبيوتر وبرامجه التطبيقية، معالجة البيانات، والكشوف الكبيرة، وما شابه ذلك.

وكل جهاز كمبيوتر يجب أن يكون له نسخته الخاصة من نظام التشغيل، الأمر الذي يجعل من نظام التشغيل أكثر أنواع البرامج استخداماً.

والأجهزة التي تشترك في نظام تشغيل مشترك، تسمى بالأجهزة المتوافقة، لأنه يمكنها أن تتبادل برامج التطبيق بحرية.

وقد أعلنت شركة (جو) أن لوح المذكرات سوف يستخدم بطريقة تختلف عن طريقة استخدام الكمبيوتر الشخصي، التي تعتمد على نظام التشغيل المعروف باسم DOS ، الذي أنتجته شركة ميكروسوفت، منذ حوالي عشرة أعوام.

لذلك، قررت شركة (جو) عمل نظام تشغيل مختلف تماماً، أطلقت عليه اسم Pen Point، يتميز، من بين أشياء أخرى، بأنه يجعل هذه الأجهزة الحديثة سهلة الاستخدام، بالنسبة للمبتدئين.

وعند تشغيل جهاز لوح مذكرات مجهز ببرنامج Pen Point ، تتلقى التحية مما يبدو كما لو كان مجموعة من الملفات، يحتوي كل منها على عدد من الوثائق، مبينة في فهرس المحتويات.

وعندما تفتح وثيقة (عن طريق طرقة خفيفة بالقلم الخاص)، فإنك تقوم بتشغيل البرنامج الذي قام بتخليقها، بطريقة آلية.

ويختلف هذا عن جهاز الكمبيوتر الشخصي، الذي يعمل بنظام التشغيل DOS، حيث يجب على مستخدم الجهاز البحث أولاً عن البرنامج الذي يرغب في استخدامه، ثم بدء تشغيله، ثم التجول في قوائم أو أشكال شجرية لأسماء الملفات، بحثاً عن وثيقة معينة.

تطبيقات جديدة

ولمساعدة جهاز لوح المذكرات على العمل مع أجهزة الكمبيوتر الشخصي، وأجهزة ماكنتوش، من صنع شركة (آبل)، تم تصميم برنامج Pen Point بحيث يمكن نقل البيانات من هذه الأجهزة، وإليها.

ويبدو أن كبرى شركات برامج الكمبيوتر، مثل لوتس، و (وورد برفكت)، الرائدة في مجال معالجة الكلمات، ترى أن هذه الفكرة معقولة.

لذلك، بدأت ثلاثون من هذه الشركات، في العمل على تطوير تطبيقات تعمل على أجهزة مجهزة ببرنامج التشغيل Pen Point .

إن شركة ميكروسوفت هي ذلك العملاق الذي تبلغ مبيعاته 1.2 بليون دولار في العام، والذي يتربع على قمة سوق برامج الكمبيوتر الشخصي.

وكما هو متوقع، نجد أن رئيس شركة ميكروسوفت، لا يشارك شركة (جو) في رأيها بأن لوح المذكرات يلزمه نظام تشغيل جيد تماماً.

نوافذ بن

وعندما قررت شركة IBM استخدام برنامج التشغيل Pen Point في أجهزة لوح المذكرات الأولى، التي أنتجتها، طلب رئيس شركة ميكروسوفت من الخبراء في شركته الإسراع بإنتاج نوافذ بن (Pen Windows)، وهي صورة من برنامج التشغيل DOS ، يمكن التحكم فيها عن طريق القلم الخاص.

ويرى رئيس شركة ميكروسوفت، أن الشركات التي لديها عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر الشخصي، سوف تلجأ إلى برامج التشغيل الجديدة، التي تنتجها شركته، بدلاً من برامج شركة (جو).

ذلك لأن برامج نوافذ بن تقدم فائدة مذهلة، ألا وهي إضافة التحكم بالقلم الخاص، إلى برامج DOS الحالية، بحيث لا يحتاج الناس إلى الخروج، وشراء برامج جديدة، أو تخليق برامج جديدة.

فلن يكون عليهم سوى شراء (نوافذ بن).

سوق جديدة

لقد بدأت شركة ميكروسوفت في تطوير برنامج (نوافذ بن) بطريقة جديدة ولا يتوقع رئيس هذه الشركة أن يبدأ تسليم هذا البرنامج لمستخدمي الكمبيوتر، قبل منتصف عام 1992.

وهو يرى أن شركة (جو) التي تعتزم شحن برنامج Pen Point في الشهور القادمة، تتقدم على شركته بفترة عشرة شهور.

إلا أنه عندما تتطور السوق، سوف يكون لشركة ميكروسوفت الفرصة للحاق بشركة (جو).

إن المسئولين في شركتي (ميكروسوفت) و (جو) يزعمون، بطريقة دبلوماسية، أن هناك مجالاً للشركتين كلتيهما، في السوق الجديدة لأجهزة لوح المذكرات.

وقد أعلنت شركتا (جريد) و(NCR) عن اعتزامهما إنتاج أجهزة لوح المذكرات، بحيث تستخدم برنامج (نوافذ بن).

ولكن عزم شركة IBM على إعطاء شركة (جو) الفرصة، جعل صناعة الكمبيوتر تتحرك بسرعة، بحيث يحتمل أن تفقد شركة ميكروسوفت، في النهاية، هيمنتها على سوق برامج الكمبيوتر.

نحن والاختراق العلني
بقلم: الدكتورة زينب عبد العزيز

منذ بدأ الإنسان في استخدام الكمبيوتر، بدأت الطموحات لاستغلال هذا المنجز العلمي في شتى المجالات. واطَّردت الإنجازات وتواترت حتى سُمي هذا العصر بعصر المعلومات.

لا شك في أن العقد الأخير من القرن العشرين يمثل حقبة جديدة في المجال الثقافي برمته، وفي المجال الإعلامي بشكل خاص .. حقبة تتسم بما يطلق عليه: السباق المفتوح للثقافات. والمقصود بتعبير السباق المفتوح هو حرية اختراق الحدود الجغرافية بعيداً عن الرقابة المحلية. وذلك لأنه سباق يعتمد على الوسائل الحديثة في الإلكترونيات والأقمار الصناعية وعلى إمكاناتها المؤهلة.

فبعد أن كان الكمبيوتر يمثل في الستينيات مجالا مهيب الهالة، لا يقربه إلا المتخصصون بأرديتهم البيضاء المتحذلقة، وكان استخدامه شبه مقصور على الحاسبات العلمية والإدارة، فقد أصبح يحتل مكانة مختلفة في الثمانينيات، وتطورت هذه المكانة لتطرح علامات استفهام كبرى في التسعينيات..

لقد انتشر استخدام الكمبيوتر في المجتمع العالمي على مختلف المستويات حتى المستوى الفردي، وسرعان ما انزوت علوم الإدارة والإحصائيات والحاسبات العلمية لتفسح المجال لاستيعاب ألوان الإبداع الأدبي والفني والموسيقي.. انزوت هذه الفنون المستقلة بدورها، لتفسح المجال لتقنيات أكثر حداثة، تعتمد على الليزر وعلى تداخله مع المجالات الأخرى. وبذلك تحول المجال الثقافي الآلي إلى وسيلة أساسية من وسائل الاتصالات التي يمكنها نقل الحدث أو المعلومة من مكان ما على سطح الأرض، إلى أي مكان آخر، دون موافقة المسئولين في ذلك المكان الآخر..

وهنا أصبح على الغرب، أو على مبتكري هذه الإمكانات، التدبر في كيفية استخدامها والاستفادة منها في مجالات الثقافة والإعلام، حيث إنها تمثل الجانب المكمل للسياسة والاقتصاد..

وقام الغرب في الثمانينيات بإعداد المؤسسات الثقافية الضخمة، المعتمدة على رجال المال والصناعة والتجارة، من أجل الاستعداد لمشروع الثقافات عبر الحدود.. وتحولت بعض هذه المؤسسات إلى احتكارات فعلية تتخطى الانتماءات القومية وحدودها..

وقد شهدت الحقبة الماضية تداخل المصادر الثقافية والإعلامية البريطانية مع مثيلاتها الأمريكية. كما تداخلت المصادر الفرنسية - في السوق العالمية - بالمصادر البريطانية واليابانية. ومن ناحية أخرى، تداخلت دور النشر الأوربية: برتلسمان Bertelsmann، وهاشيت Hachette، وماكسويل Maxwell ، وألسفييه Elsevier ، لتعكس خط سير الاتجاه السائد من الولايات المتحدة إلى أوربا والعالم، أو للحد منه.

إلا أن التضافر في الجهود قد واجه بعض العوائق في الأقل من حيث اختلاف الذوق المحلي لكل دولة، واختلاف أساليب المعيشة وتفاوتاتها، واختلاف العادات المتوارثة واللغات. وكلها تمثل عوائق لابد من تدبرها وتخطيها في المجال الثقافي والإعلامي. وقد أدى ذلك - خاصة في أوربا - إلى ردود فعل قومية ضد احتكار الولايات المتحدة للسوق العالمية، مما دفع الولايات المتحدة إلى امتصاص ردود الفعل هذه باقتراح سياسة الإنتاج المشترك، والتلويح بأن ذلك سيفتح أبواب السوق الأمريكية التي كانت مغلقة أمام الغرب الأوربي.

التنافس والسيطرة

وفي واقع الأمر، لم يكن الصراع قائما بين مختلف البلدان الغربية والتسابق فيما بينها فحسب، بل وأساسا من أجل السيطرة على البلدان النامية التي تمثل 70 % من تعداد سكان الكرة الأرضية. وهي بلدان لا تملك إلا نسبة ضئيلة من وسائل الاتصال كالصحافة والنشر والإرسال الإذاعي والتلفزيوني. مما يوضح ضخامة هذه السوق وأهميتها كمستهلك.

وتسابق الغرب للسيطرة على البلدان النامية بالوسائل الإعلامية والثقافات عبر الحدود المتمثلة في شعار "الحرية" : حرية الحصول على المعلومات وحرية تسويقها، مما أدى إلى ظهور ما يعرف باسم النظام العالمي الجديد لوسائل الإعلام والاتصال. وهو نظام قائم على تسويق الأفكار عن طريق الكلمة والصورة.

الإلكترونيات وتطور الأيديولوجيا

ومن أهم البرامج التي أعدتها منظمة اليونسكو بهذا الصدد: "البرنامج الدولي لتنمية وسائل الاتصال" ، ويضم خمسا وثلاثين دولة. وتتلخص مهمة هذا البرنامج في التقليل من "الفجوات" القائمة بين البلدان المختلفة، أما المحاور الأساسية، فتدور حول الاهتمام بالبنيات التحتية لوسائل الاتصال، والتقنيات الحديثة، وإعداد الكوادر المختصة اللازمة. أما في المجال الإعلامي، فقد أدى تطور الإلكترونيات إلى تغيير مفهوم الأيديولوجيات السياسية الكبرى ووسائل إعلامها ومدى تبعيتها لها. إذ إن تطور الشبكات الإعلامية وتضاعف عدد الأقمار الخاصة بالإرسال التلفزيوني والتليفوني قد أدى بالفعل إلى اختراق الحدود الجغرافية وتخطي الرقابة المحلية بصورة لا مثيل لها حتى تجاوزت وزارات الخارجية ومسئولياتها الفعلية أو التقليدية.

ويمثل تطور نظام الفيديو المنزلي مجالا أكثر خطورة لتخطي الرقابة الرسمية لوسائل الثقافة والإعلام المحلية خاصة في البلدان النامية. وتتمثل هذه الخطورة في عدم إمكان التحكم في تسلل أشرطة الفيديو، من جهة، وفي أنها تمس وتتعامل مع القطاع الأمي من الدولة مباشرة. مما أدى إلى عدم جدوى إمكانات الرقابة الرسمية المحلية. فلم يعد التشويش على الإذاعات الخارجية، أو غربلة الصحافة أو تلجيم الإرسال المحلي يمثل حمايات كافية للجبهة الداخلية.

ولقد شاهد العالم أحداث حرب فيتنام، وعاصر انعكاساتها الإعلامية على الرأي العام آنذاك. كما شاهد العالم، وشاهدنا معه، أحداث حرب الخليج المؤسفة، لحظة بلحظة، بفضل ذلك التطور المذهل لتقنيات الإرسال المباشر، بل لقد رأينا كيف أن هذه الشبكات لم تعد تكتفي بنقل الأحداث في لحظتها، بل أصبحت تبتكر في إخراجها والتركيز على جانبها الدرامي - بالصوت والصورة - بحيث تتلاعب بمشاعر المشاهدين، مما يمثل - من ناحية - ضغطا لا يستهان به على المسئولين السياسيين المحليين .. فقد أصبح في مقدور كل فرد أن يتابع أحداث اللعبة السياسية بشكل مباشر في أثناء وقوعها، وبالتالي يمكنه التدخل فيها.

وتدل مؤشرات التطورات الإلكترونية الحديثة على فتح آفاق جديدة لم يكن من السهل تصورها وذلك باستخدام منهج الاحتمالات والمحاكاة العددية في دراسة ظواهر يصعب تناولها بأساليب أخرى. مثل نشأة الكون، والتطور البيولوجي، أو الديناميكيات الديمغرافية. مما أدى إلى إعادة النظر في العديد من الأنشطة الإبداعية ووسائل الاتصال.

إن التغيير التقني - الثقافي - الإعلامي الجاري حاليا أشبه ما يكون - فيما يفتحه من آفاق - بأيام اكتشاف آلة الطباعة في عصر النهضة !! والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح حاليا هو:

ما الذي أعددناه نحن، يا ساكني البلدان النامية، يا من تمثلون سبعين في المائة من سكان العالم، يا من تمتلكون ثلاثة أرباع ثروات العالم البشرية والمادية؟! ما الذي أعددناه، يا من فرض عليكم التخلف لكي تمتصوا الغزو الثقافي والإعلامي وتظلوا أتباعا؟! ما الذي أعددناه لمواجهة تحديات المستقبل، يا من كنتم أصل الحضارات في العالم ومهبط أديانه وأنبيائه وفلاسفته؟! ألا يفرض علينا ماضينا أن نفيق - بوصفنا بلدانا نامية - وأن نتحد لتحقيق التكامل المرجو في المجالات الثقافية والإعلامية، لندافع عن جبهاتنا الداخلية، ونأخذ مكانتنا قبل فوات الأوان لمواجهة الاختراق الفعلي العلني الذي بدأ هذا العام؟!

عصر جديد للفن
بقلم: سماء منير

هل هي حقبة جديدة للفن؟ وهل ستقتحم التكنولوجيا الحديثة أعماق الإنسان لتعبر عن أحاسيسه وانفعالاته بدلا عنه؟ هل سيأتي اليوم الذي يستغني فيه الفنان عن الفرشاة والألوان ويستبدل بها شاشة وأزرار؟ ، وتنشأ مدرسة جديدة في الرسم هي المدرسة التكنولوجية، لتنضم إلى مدارس الواقعية والرومانسية والسيريالية والتكعيبية؟ أم ستندثر. جميع هذه المدارس ليحل الرسم بالتكنولوجيا محلها جميعا؟

أسئلة كثيرة لن يجيب عنها سوى الوقت والانتظار. ولكن الدلائل كلها تشير إلى أن الكمبيوتر في الأعوام القادمة ستكون له فرشاة مايكل أنجلو وألوان بيكاسو وخطوط سلفادور دالي.

إذا تتبعنا تاريخ الفن منذ بدايته في العصور الحجرية فيما بين عامي 50000 و 30000 قبل الميلاد وحتى هذا العصر فسوف نجد أنه لم يبق على هيئة واحدة، فقد تعددت الاتجاهات واختلفت المدارس والمذاهب مع مر العصور واختلاف الحضارات، وتغيرت أساليب الرسم واستخداماته وتعبيراته، فقد اختلف فن الحضارات القديمة مثل المصرية والصينية وحضارات بلاد ما بين النهرين والحضارات الرومانية والبيزنطية بعضها عن البعض، واختلف التعبير الفني باختلاف الأديان بدءا بالمسيحية والإسلام وانتهاء بالبوذية والهندوسية، وأيضا اختلف الفن في مفهومه من عصر لآخر، فنشأت المدارس الكلاسيكية والكلاسيكية الحديثة والتي اختلفت من القرن الثامن عشر عنها في القرن التاسع عشر، وجاءت المدرسة الرومانسية، وردا عليها ظهرت المدرسة الواقعية ثم التعبيرية، وأخيرا ظهرت المدرسة الحديثة التي تضمنت التكعيبية والميتافيزيقية والسيريالية.

انتهاء عصر الفرشاة

والآن في هذا العصر الإلكتروني لا يدور الجدل والصراع حول أحقية هذه المدرسة أو تلك، أو حول قدرتها على التعبير من عدمها، ولكن الصراع والجدل يدور حول الأداة نفسها، فإن الإنسان الآن لا يرسم بل يعطي ويصوغ بعض الأوامر فتنتقل إلكترنيا لتتحول إلى علامات وخطوط وألوان.

إن الطفرة الإلكترونية التي حدثت في الأعوام الماضية جعلت الكمبيوتر جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان العصري وعمله وتفكيره، فالكتابة والتأليف والحسابات والأرقام والتصميم الهندسي وحتى التلحين الموسيقي أصبحت جميعا أكثر سهولة ويسرا بواسطة استخدام الكمبيوتر، فقد تطور العصر الإلكتروني والكمبيوتر وبرامجه ليصل بالإنسان إلى أقصى درجات الراحة، فكل ما كان يستدعي عمله جهدا ذهنيا وجسمانيا أصبح الآن يتم بمنتهى السهولة واليسر وبأقل جهد ممكن.

ومع بداية الثمانينيات تطور استخدام الكمبيوتر في اتجاه جديد، وهو الرسم، كانت الخطوط في البداية بدائية وغير دقيقة، ومع استمرار التطور واستخدام تقنيات أكثر تعقيدا، أصبح الرسم بالكمبيوتر منافسا قويا للرسم اليدوي في دقة الملامح ووضوح وتنوع الألوان وتداخلها، بل وتفوق على الرسم اليدوي في السرعة وسهولة تغيير الخطوط والألوان والأشكال، وأكثر من ذلك، فإن استخدام الكمبيوتر في الرسم له القدرة على إعطاء البعد الثالث أو العمق للوحة التي أصبحت تظهر على شاشة أو تطبع على ورقة حسبما يريد الفنان.

تجربة أمريكية

وقد ظهرت قدرة الكمبيوتر العظيمة بالنسبة لفن الرسم فيما قامت به الفنانة الأمريكية "ليليان شوارتز" حيث استخدمت أسلوبا جديدا لرسم البورتريه، لقد أدمجت القديم بالحديث فأصبح فنا جديدا له بصمته الواضحة، قامت ليليان شوارتز بنقل صورة لوجهها على الكمبيوتر بطريقة "المسح الإلكتروني" "Scanning" ثم قامت بنقل بعض الرسومات القديمة مثل لوحة المادونا أو وجه نفرتيتي أو وجه مارجريت تاتشر بنفس الطريقة، وقامت بعملية مزج بين الصورتين أو الوجهين فظهرت في كل لوحة كشخصية مختلفة، وقد ساعدت مرونة الكمبيوتر ليليان في تحقيق حلمها فقد قامت باستبدال ملامحها الشخصية ببعض عناصر الصورة الأصلية، كل لوحة أصبحت مختلفة تماما عما كانت عليه وهي نفسها أصبحت عدة شخصيات، فهي مرة المادونا ومرة أخرى مارجريت تاتشر وأخرى إميليا إيرهارت.

أما الفنانة الأمريكية باربره نسيم فقد استخدمت الكمبيوتر بعدة طرق مختلفة، ففي معرضها الذي أقامته في إبريل الماضي قامت الفنانة بعرض أربعة نماذج مختلفة لما يمكن أن يتم من خلال الرسم بالكمبيوتر، فقد عرضت مجموعة مكونة من أزواج متشابهة لرسومات ذات ثلاثة أبعاد، والتي تعتمد على عرض رسمين متطابقين تقريبا - فيما عدا بعض الاختلافات الطفيفة - وعرضهما بطريقة معينة حيث ترى العين اليسرى إحداهما وترى العين اليمنى الأخرى، مما يعطي الإحساس بالعمق والبعد الثالث، إن الاختلافات الطفيفة بين الرسمين والتي تؤدي إلى الإحساس المطلوب كان من الصعب جدا عملها باليد ولكن أصبحت في غاية اليسر باستخدام الكمبيوتر.

المجموعة الثانية كانت عبارة عن أربع لوحات مرسومة بالكمبيوتر.

والمجموعة الثالثة كانت عبارة عن اثنتين وسبعين لوحة صغيرة مقاس 9 * 6 بوصات تكون جميعها علم الولايات المتحدة.

أما المجموعة الرابعة من أعمالها على الكمبيوتر، والتي أطلقت عليها "جوهرة العرض"، فهي كتيب للإسكتشات، يأخذه المتفرج محتويا على الرسومات التي يطلبها بنفسه وتطبع له في الحال، إن المتفرج في هذه الحالة أصبح مشاركا أيضا، حيث يقوم هو بنفسه بطلب ما يريده من الكمبيوتر.

تطوير الرسوم المتحركة

وكما أن فن الرسم تعدى مرحلة الرسوم الساكنة في العصر الماضي إلى الرسوم المتحركة في هذا العصر، كذلك تطور الكمبيوتر وبرامجه ليواكب هذا التقدم والتغير في مفهوم الرسم.

ففي الماضي القريب ومع اختراع السينما والعرض السينمائي المبني على أساس توالي وتتابع عدة صور في زمن معين لتعطي إحساس الحركة الحقيقية، قام الفنانون ومن أشهرهم والت ديزني باستغلال هذه الخاصية لعمل ما عرف بالرسوم المتحركة "الكرتون". والآن وفي هذا العصر الإلكتروني قام بعض فناني الكمبيوتر بتصميم برامج تقوم بعمل الرسوم المتحركة.

إن إنتاج الرسوم المتحركة من خلال الكمبيوتر مبني أساسا على استخدام الطريقة التقليدية حيث يتم رسم الصور ووضعها في تتابع وتوال زمني محدد لتعطي بذلك الإحساس بالحركة التقليدية، ولكن الجديد هنا هو أن الكمبيوتر الآن يمكن أن يستغنى به عن ستوديو كامل للرسوم المتحركة حيث إنه من خلاله يمكن أن نتابع الصور في الزمن المحدد مصحوبة بالموسيقى والصوت والتأثيرات اللازمة لها.

ولكن جميع هذه البرامج مازالت في مرحلة التطوير والتجديد، فعلى سبيل المثال، لا تستطيع هذه البرامج عمل رسوم متحركة ذات ثلاثة أبعاد معطية العمق الحقيقي للرسم المتحرك كما يمكن أن تفعله مع الرسم الساكن، كل ذلك في سبيله للتطوير.

ولكن على الجانب الآخر فإن الجديد في فن الكمبيوتر هو استخدامه كمصمم في فن النحت، فيمكن للنحات أن يقوم بعمل التصميم المبدئي لما يريد، ومن خلال الكمبيوتر يمكنه أن يراه كعمل مكتمل قبل أن يبدأ حتى في التنفيذ حيث إنه يمكن باستخدام الأبعاد الثلاثة والعمق أن يرى العمل كأنه حقيقي، وباستخدام خاصيتي التقليب والتدوير بحيث يستطيع أن يرى أبعاد الصورة من كل الاتجاهات، وذلك قبل أن يكتمل العمل.

وبالرغم من الإمكانات الباهرة التي يمكن أن يوفرها الكمبيوتر للرسامين والمصممين من حيث السرعة والدقة والقدرة على النسخ وأيضا سهولة التغيير والطبع، فإن جميع الفنانين - حتى الذين يستخدمون الكمبيوتر - لا يزالون على علاقة وثيقة بالأدوات التقليدية، ولكن هل ستستمر هذه العلاقة طويلا؟ وإذا استمرت فهل سيصبح الفن في هذه الحالة هو الشيء الوحيد الذي استمر تقليديا رغم وجود إمكانات التطوير؟ إن الإبداع الفني يحتاج إلى الوقت والجهد، ولكن مع وجود الكمبيوتر فإن عامل الوقت يتغير بقدرة الفنان على استغلال إمكانات الكمبيوتر، وذلك بأقل جهد ممكن، فهل سيصبح الرسم والتصميم فنا إلكترونيا يتم بسرعة ولكن بسهولة ودقة؟!.