بَيْت البَرْنَدَة... متحف التاريخِ والطبيعة والفنون

بَيْت البَرْنَدَة... متحف التاريخِ والطبيعة والفنون

البرندة «Veranda» كلمة لاتينية، تعني الشُرفة في اللغة العربية، وقد جاءت تسمية «بيت البرندة» من الشرفة الممتدة على طول واجهته في الطابق الأول. ويعرف هذا المبنى أيضًا بـ «بيت نصيب» نسبة إلى التاجر العُماني نصيب بن محمد أو نصيب بن داود الرئيسي الذي بنى هذا البيت في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ليكون مقرًا لسكنه الثاني، وكان يعرف في ذلك الوقت باسم بيت النصيب أو بيت النسيب.

 

يقع متحف بيت البرندة في ولاية مطرح بمحافظة مسقط، بالقرب من ميناء السلطان قابوس السياحي، وسوق مطرح التقليدي، وطريق مطرح الساحلي (الكورنيش)؛ لذا يعد موقع المتحف جاذبًا للزوار والسياح القادمين إلى السلطنة. وقد افتتح المتحف في 16 ديسمبر 2006م تحت رعاية صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور – حفظه الله ورعاه - عندما كان وزيرًا للتراث والثقافة آنذاك.

متحف بيت البرندة:
والهدف من إنشاء هذا المتحف هو تنشيط الوسط الفني والثقافي في السلطنة عمومًا، وفي محافظة مسقط على وجه الخصوص من خلال إقامة معارض دوورش فنية متخصصة في مجالات الفنون التشكيلية وغيرها...، كما يهدف المتحف إلى التعريف بتاريخ مسقط من خلال معروضات ومعارض تفاعلية، بدايةً من الجيولوجيا مرورًا بالحياة القديمة والبحرية والفنون الشعبية وانتهاءً إلى المنجزات الحضارية والتنموية التي حققتها مسقط في العصر الراهن.
يتكون متحف بيت البرندة من طابقين، يضم الطابق الأرضي مكاتب الإدارة ومواقع العمل وقاعات العرض، وقاعة تعرض الحياة الطبيعية القديمة في مسقط من خلال عرض هيكل لأحد الديناصورات التي عاشت في مسقط قبل نحو 66 مليون عام. كما يضم الطابق الأرضي قسمًا للتنوّع الجيولوجي في مسقط كالمخروطات الطميية والمصطبات الجرفية والحفر الغائرة والكثبان الرملية.
في حين يعرض الطابق الأول لمحات من تاريخ عُمان في حقبة مجان، وتجارة اللبان في محافظة ظفار قديمًا، وأهم المدن والموانئ التي ازدهرت فيها هذه التجارة كميناء خور روري، والبليد ومرباط. كما يوضح المواقع الأثرية في مسقط كمستوطنة الوطية ومستوطنة رأس الحمراء وموقع بوشر الأثري. 
ويضم متحف بيت البرندة بين جنباته عددًا من القاعات، وهي:

قاعة الحياة الفطرية القديمة:
تحتوي هذه القاعة على عددٍ من الرسوم للحياة الفطرية القديمة التي كانت موجودة في مدينة مسقط، وتوضح التغير الذي حصل للنباتات والحيوانات التي كانت تعيش في المنطقة، وتروي أحافير عظام الديناصورات التي كانت ترتع على ضفاف الأنهار المنحدرة آنذاك من أعالي جبال عمان.

قاعة التنوع الجيولوجي:
توضح الجبال المختلفة الأشكال والألوان وتنوَّع التكوينات الطبيعية الموجودة في العاصمة مسقط، وكذلك المخروطات الرملية التي نتجت بفعل تأثير العواصف المطرية التي تكونت في الأزمنة القديمة، بالإضافة إلى الكثبان الرملية وغيرها من أشكال التنوع الجيولوجي.

قاعة تكتونية الصفائح:
تعرض القاعة حركة القارات وتكتونية الصفائح، وكيف كان التصور لهيئة الأرض قبل 750 مليون سنة وهيئتها اليوم وتصورها بعد نحو 250 مليون سنة.

قاعة أقدم المستوطنات البشرية:
تحتوي هذه القاعة على نموذج يحاكي الطريقة التقليدية للإنسان الأول في إنشاء المنازل قديمًا، بالإضافة إلى مجموعة من الصور التي تبين الأدوات التي كان يستخدمها الإنسان القديم، مثل الحلي النسائية المصنوعة من الصدف، والفؤوس الحجرية، والمطارق، وأدوات الصيد، كما تعرض القاعة مقطعًا لقبر من مستوطنة بوشر ونسخًا من المكتشفات الأثرية في الموقع، وتحتوي على كذلك على مختبر للبحوث الأثرية، يستطيع الزائر من خلاله التعرف على أدوات التنقيب وأساليب عمل عالم الآثار لدراسة المستكشفات الأثرية وتحديد أعمارها.

قاعة لمحات من تاريخ عمان:
يتعرف الزائر فيها على كيفية استيطان الإنسان الأول في محافظة الوسطى وظفار منذ ما يزيد على مليون عام، وكذلك تبين تاريخ عُمان البحري وتجارتها مع حضارات أور وسومر في بلاد ما بين النهرين، ووادي الهندوس في الهند وغيرها.

قاعة الرحالة:
تعرض القاعة بالصوت والصورة ما قاله بعض الرحالة الأجانب عن مدينة مسقط، وتظهر صورهم الافتراضية وهم يتحركون في أرجاء الغرفة متحدثين بلغاتهم الأم، ومرتدين ملابسهم الأصلية، ويكون العرض مصحوبًا بترجمة فورية مكتوبة على شاشة العرض.

قاعة مسقط من القرن الأول الميلادي إلى عام 1744م:
تستعرض هذه القاعة تاريخ مدينة مسقط منذ القرن الأول حتى منتصف القرن الثامن عشر، حيث توضح أهم الأحداث التي وقعت في مسقط من خلال عرض مجموعة من الخرائط والوثائق.

قاعة دولة البوسعيد:
تعرض هذه القاعة تاريخ الدولة البوسعيدية في عُمان منذ قيامها على يد الإمام أحمد بن سعيد عام 1744م، حيث يطلع الزائر عند دخوله إليها على تاريخ دولة البوسعيد وأهمية ميناء مسقط منذ القرن السادس عشر الميلادي، وتـعرض هذه الفترة المهمة من تاريخ مسقط من خلال جداريات عرض لبعض الوثائق وصور أهم الشخصيات، إضافة إلى مجسم لمدينتي مسقط ومطرح مستوحى من رسم يعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي.

قاعة مسقط الميناء:
تضم القاعة عددًا من الرسوم التي توضح الطرق التجارية قديمًا، والتنافس الدولي على ميناء مسقط، كما تبين تاريخ ميناء مسقط،  حيث تبين هذه الرسومات بعض الأحداث التاريخية التي شهدها ميناء مسقط، مثل احتجاز السفينة ماري عام 1759م، ومشكلة مخازن الفحم على شاطئ المكلا بمسقط الذي قُسم بين فرنسا وبريطانيا في تسوية للنزاع بين الجانبين لأزمة مستودع الفحم الذي منحته عُمان لفرنسا عام 1899م.

قاعة مسقط اليوم:
ترصد هذه القاعة الإنجازات المختلفة التي تحقّقت لمسقط بعد قيام النهضة العُمانية الحديثة عام 1970م، والتي اهتمت بتطوير وتحديث مسقط، بحيث أصبحت من أجمل وأرقى العواصم العربية، كما تُعرض في القاعة أهم معالم مسقط الحديثة من خلال مجسم لطوبوغرافية مسقط ومطرح.

قاعة الفنون التقليدية:
تعرض في داخل القاعة نماذج من الفنون العُمانية التقليدية المختلفة في شاشة كبيرة مصحوبة بصوت يكشف المكان بأكمله بطريقة تبين أن المشهد حقيقي، كما تعرض بالقاعة مجموعة من الآلات الموسيقية التقليدية العمانية ■