عمارة المنازل في الحضارة الإسلامية

عمارة المنازل  في الحضارة الإسلامية

لكل منزل في الحضارة الإسلامية قصة تعكس عمارته وعمرانه، لذا فإنه من خلال جولة لنا بين مدن العالم الإسلامي من الكويت إلى فاس سنجد هناك وحدة من حيث المضمون وتنوع في الأشكال والأنماط فرضته البيئة وطبيعتها ومواد البناء ومدى توافرها، فنرى المشربيات والشبابيك ذات الخشب الخرط.

 

نظمت أحكام فقه العمارة فتح أبواب الدور على الشوارع والطرق النافذة وهدفت هذه الأحكام إلى منع ضرر الكشف، فيذكر ابن الرامي أنه إذا أراد رجل أن يفتح بابًا في زقاق نافذ فلا يخلو هذا الباب من ثلاث صور: إما أن يقابله باب دار لرجل، أو قرب من باب جاره ليضيق به عليه، أو أحدث بابًا ولم يكن قبالته باب لأحد ولا قرب من باب أحد، ففي هذه الصورة لا يمنع أهل المذهب، واختلف إذا قرب ببابه من باب جاره على ثلاثة أقوال: قيل أنه يمنع لأجل تضييقه عليه لوضع أحماله وغيرها، والقول الثاني لا يمنع، والقول الثالث: إذا كان يضره في حائطه عند الفتح والغلق منع، وإن كان لا يضره لا يمنع، ويؤيد ابن الرامي هذا القول.

أقوال في فتح الأبواب
واختلف في فتح رجل لباب يقابل باب رجل آخر على أربعة أقوال: فمنهم من يرى السماح بفتح الباب إذا كانت الطريق نافذة، ومنهم من رأى السماح في حالة اتساع الطريق اتساعًا كبيرًا، وكثرة المارة، حيث إن الفاتح في هذه الحالة يصبح كالمارّ، أمّا إذا كانت ضيقة فيمنع، ويرى الرأي الثالث أنه إذا كان فتح الباب يمكن منه معاينة الداخل والخارج من باب الدار المقابلة يمنع، والرأي الرابع يرى منع فتح الباب بالقدر الذي يمكن معه إزالة الضرر.
ومع تعدد هذه الآراء فإن الحالات التطبيقية التي حكم فيها القضاة تشير إلى السماح بفتح الباب المقابل لباب دار أخرى إذا كانت الطريق نافذة واسعة مسلوكة، وجرت العادة بهذا الحكم في تونس كما يشير ابن الرامي، أما في حالة الشوارع الضيقة فيذكر ابن الرامي أن المعتبر به هو الكشف، والمعتبر في الكشف هو أن يقف تحت أسكفه.
باب الدار القديم إذا انكشف ما وراءه فالمنع أكيد، كما حددت الأحكام الفقهية نظامًا معينًا لفتح الأبواب على الطرق غير النافذة باعتبار طبيعتها الخاصة التي تختلف عن الطرق النافذة سواء من ناحية مقاييسها التي عادة ما تكون أصغر، أو من ناحية الارتفاق بها الذي يختص به أصحاب الدور بها وقف نظام معين. ويذكر ابن الرامي أحكام الفقهاء في الباب في طريق غير نافذة فيقول: «إذا أراد رجل أن يحدث بابًا في زقاق غير نافذ فإن فتح هذا الباب لا يخلو إما أن يضر بجاره أو لا يضر، فإن أضرّ به بحيث يقطع عنه المرفق الذي يرتفق بها ويكتشف ببابه ما في سقيفة جاره، فإن أضر به فيما ذكرناه فإنه يمنع من ذلك ويحكم عليه بسده وإذا لم يضر سمح بفتحه.
يتطلب فتح باب بالزقاق غير النافذ موافقة أصحاب الدور بالزقاق لأنه ملكية مشتركة بينهم، فإذا وافق الجميع سمح بفتح الباب، أما إذا وافق بعضهم وامتنع الآخرون فينظر في المر، فإذا كانت الموافقة من جانب من هم في آخر الزقاق ويمرون على هذا الباب وكان الاعتراض ممن هم قبل الباب حينئذ يسمح بفتح الباب، لأن فتحه لا يسبب ضررًا للرافضين، أما إذا كان الاعتراض ممن هم في آخر الزقاق المارين عليه، فإن ذلك يمنع لأن فتحه ربما تسبب لهم في الضرر، وإذا منعه أهل الزقاق جميعًا فإنه يمنع من الفتح، وجرى العمل بهذا في عدد من المدن الإسلامية، وهو ما تدل عليه العديد من الشواهد الأثرية الباقية خاصة في مدن كصنعاء وتونس والقاهرة...إلخ»، لذا أثر الفقه الإسلامي كثيرا في مداخل العمائر السكنية، ويتضح ذلك من النوازل الفقهية الخاصة بهذه المداخل، ولعل أوضح تأثير لأحكام البنيان على المداخل هو في تنكيب أبواب المداخل، ونرى هذه الظاهرة في منزلي: الكريدليه، الذي يقع مدخله في منتصف الضلع الجنوبي الغربي منه، بينما يقع مدخل منزل آمنة بنت سالم المواجه له في نهاية الضلع الشمالي من المنزل، وبذلك لايواجه أي من المدخلين أحدهما، ومن المعروف أنه يفصل بينهما ممر ضيق يفضي إلى مسجد بن طولون، بينما لم ينكب بابا منزلي محارم وأبوهم بشارع دهليز الملك برشيد لوقوعهما في طريق عام واسع، على العكس من منزلي الكريدليه وآمنة بنت سالم.

المداخل والممرات المنكسرة 
في القاهرة استخدمت المداخل المنكسرة والممرات المنكسرة حتى تؤدي إلى بعض أجزاء الدور الداخلية كالقاعات وصالات التوزيع من أجل تسهيل حركة النساء، وتدرج الخصوصية Privacy، التي جعلت المعمار يفتح نوافذ المنازل ومشربياتها ورواشنها على أفنية داخلية، كما هو الحال في منزل الرزاز بالدرب الأحمر.
ويعكس الجزء الذي يلي باب الدخول حرص المعمار المسلم على توفير الخصوصية للمنازل الإسلامية، ففي مدينة القاهرة شاع استخدام المداخل المنكسرة، ونرى هذا النوع من المداخل في العديد من منازل القاهرة، ومنها على سبيل المثال المدخل المنكسر في منزل زينب خاتون قبل 873هـ /1468م، والمدخل المنكسر في منزل قايتباي 890هـ /1485م، وبمنزل جمال الدين الذهبي 1047هـ /1637م، وبمنزل الشبشيري القرن 11هـ /17م، ومنزل محمود محرم 1193هـ /1203هـ. أما في منازل رشيد، فقد تعددت أشكال المداخل منها: أن يؤدي الباب إلى دركاه على يسارها باب معقود يؤدي إلى السلم الصاعد؛ وبذلك لا يستطيع المار بالشارع كشف أهل المنزل. وهذ النوع من المداخل نراه في منازل رمضان ومحارم والأمصيلي على سبيل المثال، وقد يؤدي الباب إلى مصطبة مربعة، على يسارها السلم الصاعد، وهذا النوع نراه في منازل البقروالي، وعرب كرلي، وقد يؤدي الباب مباشرة إلى السلم الصاعد كما هو الحال في منازل فرحات وعلوان والميزوني. ويرجع تعدد أشكال المداخل في منازل رشيد إلى مساحة المنزل وموقع المدخل، لكن في جميع الأحوال لا يؤدى المدخل مباشرة إلى المنزل، لكن هناك عزل واضح بين داخل المنزل والخارج وهو ما يوفر الخصوصية لأهل المنزل.

توزيع وحدات المنازل 
كان لمبدأ الخصوصية أثر كبير على توزيع وحدات المنازل في مدينتي القاهرة ورشيد، وذلك على طوابق المنزل، فنرى الطابق الأرضي بمعظم منازل القاهرة قد تركزت فيه الوحدات الخدمية، مثل قصر آلين آق الحسامي 693هـ/ 1393م الذي وضع المعمار في طابقه الأرضي الحواصل والإسطبل والطاحون، وكذلك قصر الأمير يشبك الذي يشغل طابقه الأرضي الإسطبل وحواصل للغلال وطاحون وحجرات للخدم وبعض المتاجر التي تفتح على الخارج، وكذلك قصر بشتاك 735-740هـ / 1334-1339م الذي يوجد بطابقه الأرضي حواصل وفرن وغرف للخدم، وتوجد بالإضافة إلى الوحدات الخدمية بالطابق الأرضي وحدات الاستقبال الخاصة بضيوف صاحب المنزل، والتي استقلت بعناصر اتصالها بالفناء سواء كانت سلالم أو ممرات تؤدي إليها. ومن أمثلة ذلك قاعة الاستقبال (المنظرة)، والمقعد بالطابق الأرضي في منزل قايتباي بالخيامية، الذي أنشأه السلطان سنة 890هـ /1485م، وقاعات الاستقبال في منازل جمال الدين الذهبي، والهراوي، والست وسيلة، ومصطفى جعفر، والمسافر خانة، والسحيمي وأحمد كتخدا الزراز ... إلخ، في منازل العصر العثماني، وكان الهدف من وضع هذه القاعات بالدور الأرضي هو تسهيل دخول وخروج الضيوف من المنزل، دون الحاجة إلى الصعود للأدوار العليا وبالتالي كشف من بالمنزل. وتوجد قاعات أيضا بالأدوار الأخرى بالمنزل استخدمت لاستقبال الضيوف أيضًا، وغالبًا ما كان المعمار يحرص على توفير عنصر اتصال خاص بها عن طريق الفناء ليجعلها أكثر استقلالية عن باقي وحدات المنزل، وإن كانت تتصل بهذه الوحدات عن طريق ممرات جانبية تغلق عليها عادة أبواب توفر لها الاستقلالية؛ كما هو الحال في القاعة العلوية بمنزل الهراوي، وزينب خاتون، ومحمود محرم (المسافر خانة) وعلي لبيب.
ومن الظواهر اللافتة للنظر في بعض منازل القاهرة وجود فناءين، والهدف من الفناء الثاني في منازل القاهرة هو أن يكون رئة ومتنفسًا لأهل المنزل؛ يتحركون فيه بحريةمن  دون أن يجرحهم ضيوف صاحب البيت وغالبًا ما كان مستقلًا، ويتصل اتصالًا مباشرًا بقسم الحريم في المنزل، وهذا يوفر نوعًا من الخصوصية لهذه المنازل لا يتوافر في غيرها، وربما ساعدت مساحات المنازل ذات الفناءين المعمار على وضع فناء ثانٍ ضمن الكتلة البنائية، ويوجد بهذا الفناء في بعض الأحيان أفران لطهي الطعام، ووحدات خدمية كالساقية والمطحنة، أو حديقة إضافية للمنزل. ومن أمثلة المنازل التي يوجد بها فناءان: منزل جمال الدين الذهبي ومنزل زينب خاتون ومنزل مصطفى جعفر، ومنزل محمود محرم (سراي المسافر خانة) ومنزل علي لبيب ومنزل إبراهيم كتخدا السناري.
أما في منازل رشيد فقد كان الطابق الأرضي غالبًا ما تشغله عناصر خدمية أو تجارية، كالمخازن في منازل: درع، والمناديلي، والقناديلي، أو وكالات كما في منازل: التوقاتلي، وعلوان، ورمضان، أو حوانيت: كما في منزل عصفور، بالإضافة إلى أسبلة لري الظمأى من المارة كما في منازل: رمضان، وأبوهم، ومحارم، والميزوني، ومكي. ومن الملاحظ أن النوافذ في هذا الطابق تقع أسفل سقف الطابق، كما في منزل الأمصيلي الذي استغل جزءًا كبيرًا من طابقه الأرضي للاستقبال، نظرًا لأن مُنشئه كان يعمل في حامية المدينة. ومن المحتمل أن هذا الطراز من قاعات الاستقبال في الطابق الأرضي بمنازل رشيد قد تكرر في المنازل التي اندثرت، مثل منزل الشيخ حسن كريت الذي استغل جزء كبير منه للاستقبال. والهدف من وضع النوافذ أسفل السقف مباشرة هو عدم تعريض من بالمنزل لضرر الكشف من المارة في الشارع، وهو ما حثت عليه الأحكام الفقهية. ومن الملاحظ أن نوافذ المخازن، وحواصل الوكالات الملحقة بمنازل رشيد، فضلًا عن وجود المستطيل منها أسفل سقف الطابق الأرضي مباشرة، فإن بعضها، والذي يقع أعلى منتصف واجهة الدور الأرضي من نوع النوافذ المزغلية، الذي شاع استخدامه في القلاع، وهي ذات استطالة ضيقة جدا من الخارج، وتتسع إلى الداخل، والهدف منها هنا هو تأمين المخازن والحواصل مع توفير الضوء والتهوية الكافيين لهما، وهذا يدخل ضمن باب سد الذرائع في الفقه الإسلامي.
واستغل الطابق الأول علوي في معظم منازل رشيد للاستقبال، وهو كما سبق أن بيّنا ينفصل عن باقي طوابق المنزل، وقد تستدعي الحاجة في بعض الأحيان إطلاع النساء على ما يجري من أمور قد تتعلق بهن في قسم الاستقبال الخاص بالضيوف من الرجال، فصمم المعمار دواليب برشيد عُرفت بدواليب الأغاني، وتماثلها الأغاني في المنازل المملوكية والعثمانية.

توفير الخصوصية
لقد كان المعمار في مصر المملوكية والعثمانية حريصًا على توفير الخصوصية في المنازل الإسلامية بطرق شتى، منها على سبيل المثال الفصل الرأسي بين مواقع الخدمات والمخازن، وبين أجنحة المعيشة، وكذلك الفصل الأفقي بين أجنحة المعيشة الخاصة بأهل المنزل وتلك الخاصة بإقامة الضيوف، كما أن لكل منهما سلمه الخاص كما سبق أن ذكرنا، ونجد ذلك مطبقًا بصورة واضحة في منزل قايتباي. ونجد في بعض المنازل أن معظم القاعات زودت كل منها بمرافقها وملحقاتها لتوفير الاستقلالية لكل قاعة، ونجد ذلك على سبيل المثال في قاعات بيت السحيمي. وتعطينا منازل رشيد رؤية واضحة عن توزيع الوحدات الخدمية وعلاقتها بطوابق المنزل؛ ففي معظم المنازل كان المطبخ من العناصر التي حرص المعمار على وضعها في الطابق الثاني علوي، وهو الطابق الذي يتوسط عادة المنزل ويسهل إمداد طابق الاستقبال بالطعام وهو الطابق الأول علوي، وكذلك باقي المنزل. ونجد عادة المطابخ في الجزء الجنوبي من المنزل، إن أمكن، حتى يستطيع المعمار أن ينفذ من المطبخ مدخنه لتصريف الدخان أعلى المنزل، حتى لا يضر جاره المجاور بدخان منزله تطبيقًا لقاعدة «لا ضرر ولا ضرار»، التي أقرها فقهاء المسلمين، حيث إن الرياح في رشيد شمالية غربية، وبالتالي لا تحمل الدخان إلى الجار وكلك تساعد المداخن العلوية على عدم الإضرار بالجار بتصريف الدخان في فنائه أو منوره السماوي أو على أي جزء من المنزل قد يضر به، ونرى في رشيد مثلين باقيين للمداخن في منزلي: الميزوني وجلال، وتوجد بقايا فتحة تصريف الدخان في منزل رمضان بالضلع الجنوبي من المنزل.
وفي منازل صنعاء يطلق على المطبخ مصطلح «الديمة»، وفي الغالب ما تكون في كتل طابقية نافرة أو بارزة عن المبنى وذات علاقة مباشرة بالسطح وذلك لتأمين تصريف الدخان.
وإذا ما تطلب وجود ديمتين في المبنى فإنهما تعلوان بعضهما بعضًا في العادة، وذلك لفرضين هما: نزع الماء من البئر «باتجاه سفلي» وكذلك تصريف الدخان «باتجاه علوي».
ويحوي المطبخ الصنعاني عدة عناصر أهمها:
- الجبنة: وهو الفضاء الذي يضم كل عناصر الطباخة من أفران الطهي «تنانير» ومسطحات إعداد العجين وغيره قبل الخبز أو الطهي في التنور.
- التنور: تحوي الديمة من  2 - 3 تنانير للطهي والتسخين، ويستخدم الحطب والفحم الخشبي وقودًا لها. والتنور فخاري وبرميلي الشكل تضيق مساحة فوهته عن مساحة قاعدته لتأمين الخزن الحراري المتطلب، هذا بالإضافة إلى إعطاء مجال لمرونة الحركة في الاستخدام، وفي هذا يتباين الحجم بين تنور وآخر، ويزود التنور بفتحة سفلية «باب المناق» لتحريك الهواء الناقل للأكسجين، كما يمكن إحكام إغلاقها حين الحاجة. ولضمان تصريف الأدخنة والروائح المنبعثة من تنانير الديمة يتدلى قاطع علوي لجمعها وتصريفها عبر فتحات في السقف تعلوها مظلات يا جورية «السية»، تفتح بفتحات صغيرة على جانبيها المتقابلين وهي ذات شكل جمالوني في الغالب، وقد تأتي على شكل أقباء ونادرًا ما تكون مستوية. ومظلات التسقيف هي لمنع سقوط مياه الأمطار ولصدّ تسرب الأتربة والغبار المتطاير إلى داخل فضاء المطبخ في المبنى.

الفقهاء وضرر الدخان
إن اهتمام الفقهاء بمنع ضرر الدخان كان شديدًا، حيث اعتبره ابن حزم أذى للجار، ونزلت بتونس مسألة في ضرر دخان كوشة للخبز أحدث صاحبها بيت نار ثانية، فاحتج عليه الجيران ومنعوه من ذلك وقالوا: أحدث علينا دخانًا غير الدخان القديم، فرفعوه إلى القاضي عبدالرحمن بن القطان فحكم عليه بسدّ بيت النار المحدثة.
ومن الظواهر اللافتة للنظر أيضًا في رشيد وجود الحمام في الطابق الثالث علوي، وهو أكثر طوابق المنزل خصوصية في منازل رشيد، حيث يصعد إليه من داخل الطابق الثاني، ومن المعروف أن الحمامات من الوحدات المعمارية ذات الخصوصية الشديدة، ونرى ذلك في منازل: رمضان، وعرب كرلي، والميزوني، والتوقاتلي برشيد، أما في منازل صنعاء فيتكون الحمام من مطهار ومستراح، ولكل منهما وظيفته المحددة:
- المطهار: فضاء الاغتسال والوضوء، ومن أهم تجهيزاته الثابتة:
1 -  العضايد: أسطوانتان من حجر الحبش، قطر كل منهما (30 - 35 سم) وارتفاعهما (35-40 سم)، والمسافة بينهما (25-30 سم).
2 -  خزانة جدارية مفتوحة «مغفرة» للملابس.
3 -  رفوف صغيرة من حجر الحبش لوضع أدوات الاستحمام وسراج الإنارة.
-  المستراح: فضاء قضاء الحاجة «المرحاض» يتصل مباشرة ببئر العوادم الصلبة «المنطل» عبر فتحة دائرية أو مربعة تتوسط مكعبين من حجر الحبش ذات أبعاد في المتوسط (30×30×25سم).
وفي الغالب يكون المطهار والمستراح في الطوابق العليا وبالتبادل. وهي منفصلة ومتصلة تشترك بفضاء واحد، وتكسى أرضيتها بالحجر الحبش وتربط بإحكام بمونة القطرة ذات القدرة العالية في عدم نفاذية الماء، وتكسى الجدران بلياسة القضاض.
وفي مدن شنقيط وودان وتشيت في موريتانيا يعرف الغناء بالحوش تحوطه اللواوين وهي ممدات مغطاة، إما من جانبين أو ثلاثة، تفتح عليها أبواب وشبابيك الغرب، وعادة يجلس فيها وقت الضحى. وفي الحوش عادة بركة مياه لاستخدامات المنزل، وفي الحوش ببعض المنازل الجليب، وماؤه غير عذب تخالطه الملوحة، ويستخدم ماؤه في غسيل الأواني وغسيل الحوش.
وتفردت بعض المدن العربية بظواهر ارتبطت بطبيعتها المجتمعية، فما عرف اصطلاحًا بالسلاملك في منازل القاهرة ودمشق وغيرها، وهو قسم استقبال الضيوف كان جزءًا عضويًا غير منفصل عن المنزل، عرف في مدينة الكويت بالديوانية، وهي بناء في ساحة مجاورة للمنزل لاستقبال الأقارب والجيران والأحباب والأغراب للنقش الاجتماعي، وتظل أبواب الديوانية مفتوحة طوال اليوم لاستقبال الضيوف رمزًا لكرم أهل البيت، وتضم الديوانية مجموعة من المقاعد التي صممت خصيصًا من أجل أن يستريح عليها المارة، وانتشرت الديوانيات على ساحل الخليج ليستمتع الضيوف بنسمات الخليج خاصة في فصل الصيف، وبعض الديوانيات كانت بها أماكن مبيت للأغراب.
لكن أروع ما ابتكر في العمارة الإسلامية هو بيوت السعف التي كانت تشيد من سعف النخيل، وكانت استخداماتها متعددة، وأطرفها استخدامها كمصائف كما كان الحال قديمًا في دبي، وكسكن دائم في بعض واحات الصحراوات العربية لميزتها في الوقاية من حرارة الطقس، وعرف بعضها بالعريش وهي اكسب اسم مدينة العريش في شمال سيناء بمصر اسمها، غير أن المدهش هو قدرة الحرفي على تحويل جريد النخيل وسعفه إلى بيوت جميلة مدهشة ■