عُمان بعيون «العربي» في معرض مسقط الدولي للكتاب الـ 26

عُمان بعيون «العربي» في معرض مسقط الدولي للكتاب الـ 26

حدثان ميّزا معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته السادسة والعشرين،  والذي أقيم في العاصمة العمانية مسقط خلال شهر فبراير الماضي من هذا العام. الحدثان جوهرهما واحد هو التواصل الإنساني، فعلى النقيض من إجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضتها جائحة كورونا، فإن إقامة المعرض بعد انقطاع اضطراري تعد حدثا مهمًا في حجمه وتوقيته، أما الحدث الثاني الذي تردد صداه بالساحة الإعلامية، فهو رحلة البحث عن الفتاة العمانية التي تصدرت غلاف مجلة العربي لعدد يونيو 1971م.

 

وسط حضور كبير رفيع المستوى، افتتح صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب لتبدأ رحلة زوار المعرض بين أجنحة دور النشر وحضور العديد من الفعاليات المقامة طوال أيام المعرض.

في جناح «العربي» المميز
تميزت مشاركة مجلة العربي في معرض مسقط الدولي السادس والعشرين بجناح ضم أحدث إصداراتها، من مجلتي العربي والعربي الصغير، ومعرضًا للصور الفوتوغرافية بعنوان « عمان بعيون العربي « ضم صورًا من استطلاعين نشرا عن عمان عام 1971 وصورًا لتسعة أغلفة لأعداد احتوت على استطلاعات عن عمان على مر السنوات الماضية. وقد افتتح وزير الإعلام العماني الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي معرض «العربي» الذي أشاد بأهمية الصور الأرشيفية التي وثقتها مجلة العربي لتلك الفترة الزمنية المهمة من تاريخ سلطنة عمان، كما حرص على زيارة جناح مجلة العربي وتفقد محتوياته.
وقد ساهمت مجلة العربي في المعرض بالعديد من الفعاليات من أبرزها المحاضرة التي ألقاها رئيس التحرير الأستاذ إبراهيم المليفي، والذي تناول فيها الحضور العماني بمجلة العربي والعلاقات القديمة التي تربطها بعمان والاستطلاعات التي وثقت الحياة فيها منذ بداية نهضتها في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد كون «العربي» من أوائل المجلات العربية التي دخلت السلطنة فور تولي جلالته مقاليد الحكم، حيث التقته شخصيًا، كما كان لمجلة العربي دور في التعريف بالجوانب الاجتماعية والجغرافية والتاريخية للسلطنة، وتطرق أيضًا إلى موضوع النشر الرقمي والتحول الالكتروني. 

طعم مختلف 
مجلة العربي التقت المدير العام لمعرض مسقط الدولي للكتاب السيد أحمد بن سعود الرواحي الذي أكد أن لمعرض الكتاب هذا العام طعمًا مختلفًا، وهذه النسخة جاءت مختلفة عن النسخ السابقة بعد جائحة كورونا وما صاحبها من توقف طويل للفعاليات، حيث أتى هذا المعرض الذي أقيم في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض بمشاركة 715 دار نشر عمانية وعربية وأجنبية عرضت فيه ما يزيد على 300 ألف عنوان بالإضافة إلى فعاليات ثقافيه وفنية متنوعة بلغت نحو 200 فعالية على امتداد عشرة أيام فقط هي عمر المعرض الذي امتد من 24 فبراير إلى 5 مارس، أي نحو عشرين فعالية يوميًا وسط حضور جماهيري فاق التوقعات. وأضاف الرواحي» جاء هذا المعرض ليؤكد أن الكتاب جسر للتواصل وقد شهدنا زخمًا كبيراً أشعرنا بالعودة إلى الحياة الطبيعية وانتعاش المشهد الثقافي».

مشاركة قيّمة لـ» العربي»
على صعيد متصل، أكد الرواحي أن « المؤسسات الحكومية حرصت على التواجد في المعرض الذي افتتحه نظرًا لأهمية المعرض كوسيلة للتواصل مع كل أطياف المجتمع ولقاء المسؤولين مع الأفراد بشكل مباشر لتبادل الأفكار والتعريف بالمشاريع الثقافية لهذه المؤسسات وإصداراتها، مشيرًا إلى أن المعرض ليس سوقًا للكتاب فحسب، وإنما يمثل بوتقة ثقافية كبيرة تمتزج فيها الآراء وتتفاعل.
وأشاد الرواحي بمشاركة مجلة العربي في المعرض واصفًا إياها بالقيمة، مضيفاً أن «وجود مجلة العربي في المعرض يعد إضافة كبيرة لما تمثله المجلة العربي كمؤسسة من إرث ثقافي وتاريخي كبير، وهي محل تقدير واهتمام، وقد تجسد ذلك في تفاعل الجمهور العماني الكبير معها».
وعن معرض الصور الفوتوغرافية الذي أقامته مجلة العربي تحت عنوان (عمان بعيون العربي) في قلب مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، علق الرواحي قائلًا « إن عدسة العربي وثّقت جوانب مهمة من تاريخ نهضة عمان الحديثة « منوها بشكل خاص بصورة غلاف مجلة العربي بعددها الصادر منذ نحو نصف قرن وتحمل صورة طفلة عمانية تمسك بيدها القرآن الكريم .

رحلة البحث عن فتاة الغلاف
تلك الحكاية عن فتاة غلاف مجلة العربي سبقتها عملية بحث تمهيدية للصور الأصلية لذلك الاستطلاع وصور أخرى لعرضها على الجمهور العماني ، تلك العملية بدأت بعد تلقي «العربي» الدعوة الكريمة من وزارة الإعلام العمانية للمشاركة في فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب، فما كان من رئيس التحرير سوى البحث عن الصور التي لم تنشر وبخاصة المتعلقة بفتاة الغلاف التي تم العثور على أكثر من صورة لها واختيار أفضلها لتقديمها هدية لها حال التوصل إليها.
كانت المحاولة أشبه بالبحث عن إبرة وسط أكوام من القش، إذ لا يوجد لدى مجلة العربي أي معلومات عن تلك الفتاة لكن بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي حولت هذا العالم الواسع إلى قرية صغيرة. وقبل افتتاح معرض الصور الفوتوغرافية طلب رئيس التحرير من زميله رئيس تحرير جريدة عمان الأستاذ عاصم الشيدي نشر تغريدة على منصة تويتر مضمونها أن « مجلة العربي تبحث عن فتاة غلافها « وأرفق مع التغريدة صورة الغلاف.
بعد نشر تلك التغريدة انتشر الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة الضوء وتفاعل الجمهور مع الموضوع لتبدأ عملية البحث التي انتهت بعد أيام قليلة حيث تم التعرف على صاحبة الصورة، وهي السيدة الفاضلة محفوظة الرواحية من ولاية سمائل وتبلغ من العمر حاليا 59 عامًا تقريبًا ولديها 8 من الأبناء. 

زيارة الغرباء
تحكي السيدة محفوظة الرواحية أنها كانت في نحو الثامنة من العمر تدرس مع أقرانها القرآن الكريم بالهواء الطلق في إحدى قرى ولاية سمائل، وأثناء الدرس توقفت على مقربة منهم سيارة نزل منها عدة رجال يرتدون ملابس غريبه رأتها للمرة الأولى في حياتها ويتحدثون بلهجة لم تسمعها من قبل الأمر الذي جعلها تشعر هي والأطفال الذين كانوا معها بالاستغراب والرهبة وكدن يهربن من المكان لولا أن معلمهم أو « المطوع « كما يطلق عليه في عمان، ويدعى محمد بن منصور الشامسي، هدأ من روعهم وطلب منهم الجلوس بعد أن تحدث مع الرجال الغرباء واطمأن إليهم وكان من بينهم أولئك مصور مجلة العربي أوسكار متري الذي لفتت انتباهه تلك الفتاة الصغيرة المتمسكة بخوف بالمصحف ويكسو جبهتها « المحلب « وهي مادة كانت تستعملها النساء في عمان قديمًا بغرض الزينة ولعلاج الصداع وتستخلص من ثمار شجرة تعرف بهذا الاسم تطحن ثم تعجن بعد ذلك بماء الورد.
طلب مصور «العربي» أوسكار متري من المطوع الشامسي أن تجلس الفتاة وحدها لالتقاط بعض الصور لها. وتتذكر السيدة الرواحية تلك اللحظات وهي تبتسم وتقول إن الخوف سرعان ما تبدد من قلبها ليحل محله الفضول حول ماهية ذلك الصندوق الصغير الأسود المعلق حول رقبة ذلك الرجل الذي كان يقوم بحركات غريبة ويوجهه ناحيتها.
وبسبب ظروف الحياة الشاقة آنذاك والزواج المبكر وتربية الأولاد لم تستطع السيدة الرواحية أن تكمل تعليمها لكنها عوضت ذلك بالحرص على أن يحقق أولادها حلمها بإكمال تعليمهم وشغل وظائف مرموقة في الدولة.
وقد أعربت السيدة محفوظة الرواحية، عن تقديرها وامتنانها لبادرة «العربي» في التواصل معها وإهدائها صورة الغلاف مكبرة وموضوعة داخل إطار ■

 

صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الشباب والثقافة والرياضة خلال افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب  الـ26

جناح مجلة العربي 

وزير الإعلام العماني مفتتحا معرض الصور الفوتوغرافية «عمان بعيون العربي»

وزير الإعلام العماني عبدالله الحراصي خلال زيارته لجناح مجلة العربي في حضور رئيس التحرير إبراهيم المليفي

السيدة محفوظة الرواحية تتوسط فريق مجلة العربي
دلال المطيري وعبد العزيز الصوري

غلاف مجلة العربي يحمل صورة السيدة محفوظة الرواحية عندما كانت في الثامنة من العمر

معلم عماني مع تلاميذه في زيارة لجناح مجلة العربي للإطلاع على مجلة العربي الصغير

طفلة عمانية تتطالع مجلة العربي الصغير

حضور لافت لمعرض «عمان بعيون العربي»

الإعلامي العماني خالد الزدجالي متصفحًا مجلة العربي

رئيس التحرير متحدثًا خلال ندوة «الحضور العماني في مجلة العربي» وبجانبه عريفة الندوة د. أحلام الجهورية

المدير العام لمعرض مسقط الدولي للكتاب أحمد بن سعود الرواحي