الوهج ورحلة الأشواق

الوهج ورحلة الأشواق

صفر اليدين... عاد
مهلهلًا... بلا كنانة 
ولا سيفٍ ...
ولا جواد...
مضرجًا بالوجع الذي
يغيم في ملامحه
يزيده عمرًا كأنه شاب
بلا أوان
كان يود لو أثمرت الأشجارُ
في طريقه
فسدَّ جوعه... وروض الآلام في داخله
وراح يذرع الخطى
 بلا هوادة...
كان يود - حين كان يسمع الأصداء
ما بين الربى -
أن يسرع الخطى 
لكي تقوده
ليعبر المسافات إلى عروسه المنتظرة...
لكنه في كل معركة
يخرج منها دونما انتصار
فصار بعد ألف معركة
صفر اليدين
لا سيف لديه
لا كنانة... ولا جواد...
حاول أن يقدَّ سيفه من الصخور
أو يشعل نار ثأره
في درعه الممزقة...
يعلن أنه المراوغ المبارز الجسور
حاول أن يصادق الوحوش تارة
وتارة يحفر بالأظفار
لعلَّ نبعًا يستجيب أو يثور... 
ظل طويلًا يلعق الدموع
ينهل القيظَ ويحرق الشموع... 
وذات ليلة مُقمرة
أوى إلى قمة ربوة
وأشعل النار لعلها
 تدفئ قلبه المقرور
وصار يستعيد ما مر من الأيام
يعبث بالزنابق الصغيرة
التي تفتحت تغازل القمر
يسأل نفسه عن الهزائم
التى اكتوى بها... 
وسلبته نعمة السلام... 
قالت له زنبقة عتيقة:
أراك حينما خرجت
لم تتسلح باحتراق العشق
في القلب
وبالأشواق... والجنون
واكتفيت بالسيف الذي
يشقيك حمله
حتى إذا انهزمت
بكيت وافتقدته 
بلا رجوع... 
عد مرة أخرى
صفر اليدين... خاوي القلب
وشقّ الصدر... 
واملأ القلب بكل ما يقيك
ما يدنيك من كنوز الأرض والسماء
تحملها إلى عروسك المنتظرة
طهره بالنور الذي
لا ينطفئ
وأنزل الأدران عنه
والأباطيل وكل ما يغيم
واملأه شوقًا دائم الوهج
تفتح لك الدروب والمغاليق
بلا سيف... ولا جواد
ويومها... 
تعود بابتسامة الفارس
والأوسمة التي كانت
تضيء فوق صدر سندباد ■