الجديد في العلم والطب يوسف زعبلاوي

الجديد في العلم والطب

أدوية الضغط.. ينبغي التقيد بتعليمات الطبيب إزاءها

يظن الكثيرون أنهم يستطيعون استبدال واحـد من عقاقـير ضغط الدم المرتفع بآخـر ما دام العقاران نظيرين من حيث العيار أو العنصر الفعال فيهما، ويظنون أنهم لا يتعرضون لأي ضرر تبعا لذلك الاستبدال، بل يشعرون بالثقة التامة أنهم يجنون الفائدة المتوخاة من العقـار البديل، وقد يصدق هذا على نوعيات مختلفة من الأدوية إلا أنه لا يصدق على الكثير من أدوية ضغط الدم المرتفع، كـما أثبت ذلك بحثان علميان نشرتهما مجلة نيوإنجلند الطبية المعروفة في عددها المتداول في 12 نيسان/ أبريل سنة 1993. أما البحث الأول فقـد قارن بين عقارين من عقاقـير ضغط الـدم كلاهما فعال وآمن، ولكن أحدهما وهو كابتـوبريل Captopril، أثبت أن المرضى الذين استعملوه أحرزوا مزيدا من التحسن جسديا وعاطفيا، وأنهم نعموا بنوم أعمق مما تسنى للمرضى الذين اعتمدوا على العقار الآخـر وهو إينالابريل Enalpril.

وأما البحث الثاني فقد سلط الأضواء على 6 عقاقير مختلفة، فوجد أن فاعليتها في التحكم بضغط الدم لا تعتمد على المقومات التي صنعت منها العقاقـير بقدر ما تعتمد على مقومات الأشخاص الذين يتناولونها، وقد أثبتت التجارب التي أجريت في هذا الصدد أن عقار دلتياز- Dil tiazim على سبيل المثال تتضـاعف فـاعليته إذا كـان المرضـى الذين يتناولونه من السود، وأن عقار كابتوبريل Captopril وعقار أتينولول Atenolol تتضاعف فاعليتهما إذا كان المرضى الذين يتناولون الأول من صغار السن، وكان الذين يتعاطون العقار الثاني من البيض الكبار السن طبعا.

طفيليات للبيع

من المعروف أن بعض العلماء الباحثين يركزون تجاربهم المخبرية ودراساتهم على مبيدات الحشرات وما يتصل بها من الحساسيات allergies وهي هرمونات للنمو، بل قل ضبط النمو والتحكم فيه، ومن المعروف أيضا أن هؤلاء العلماء بحاجة إلى القمل "gleas" للقيام بتجاربهم، وأنهم درجوا على شراء هذه الطفيليات من التجار المتخصصين بتوليدها وبيعها، وذلك بمبلغ 40 دولارا للجرام الواحد من القمل المجمد!

ولا يخفى أن هذا ثمن باهظ جدا، قد دفع بعض الباحثين إلى الاعتماد على كلابهم الخاصة يتخذون منها مزارع قمل تزودهم بما يحتاجونه منه، ذلك أن القمل الذي يضعونه فوق أجسام تلك الكلاب لا يلبث أن يتكاثر، وقد حصل على حاجته من الدفء ومن الدم الذي يقدمه له جسم الكلب لقمة سائغة، حقا إن هذه الكلاب لا تطلب ثمنا للقمل الذي تولده أجسامها وتقدمه إلى أصحابها، ولكنها لا تعترض طبعا على العناية الخاصة التي يوليها إياها أصحابها، فهم لا يترددون في تقديم أشهى الأطعمة لها، وفي أخذها في نزهات يومية للترويح عن النفس، إلا أن شراء القمل من تجاره الجشعين والعناية الخاصة التي تقدم إلى الكلاب لقاء قيامها بالمهمة، مهمة توليد القمل وتقديمه إلى أصحابها بالمجان، قد يصبحان في خبر كان في مستقبل غير بعيد.

ذلك أنهم اخترعوا جهازا يستطيع القيام بالمهمة على أكمل وجه ممكن، فهو يوفر للقمل الدفء الذي يحتاجه والدم الذي لا غنى له عنه، ولكنه دم الماشية الذي يحضرونه من المسلخ يوميا ليكون في متناول القمل طازجا على الدوام، ولعل القمل يفضل دم الماشية على دم الكلاب، والمرجح أنه لا يميز بين هذا وذاك.

لا عجب إذن أن سموا هذا الجهاز "الكلب الاصطناعي" ولا غرابة أن كان مخترعه الدكتور جاي جورجي بروفيسور علم الطفيليات في كلية كورتيل للبيطرة، ولو ذكرنا أن الجهاز يولد " 12000 " قملة يوميا أي "25" لا ضعف ما يولده الكلب الطبيعي لما تعجبنا لثمنه البالغ 6000 دولار.

تانسل أحدث الألياف الصناعية وأروعها

في سنـة 1904 نجحت شركة "اكـورتو" الكيماوية البريطانية في تخليق وصنع الحرير الاصطنـاعي المعـروف بـاسم "رايون أوفسكوز" وانتشر استعمال حريـر الفقـراء هذا في مشارق الأرض ومغـاربها ولم تحل دون انتشاره الألياف الصناعية الكثيرة المنافسة التي ظهرت على مدى التسعين سنة الماضية.

وفوجئت الأوساط الصناعية والعلمية "التكنولـوجية" بظهور البـدعة المنشـودة في مطلع هذه السنة 1993، أي بعد "90" عاما من ظهـور حـريـر الفسكـوز وفـوجئت أيضا بأن الذي ابتكر الألياف الصناعية الجديدة وهي التي سموها تانسل، لم يكن سوى شركة كـورتو نفسها، أي الشركة التي خفقت "حريـر الفقراء" في مطلع القرن العشرين، ويذكـر أن ابتكـارها لم يأت مصـادفة بل كـان حصيلة أبحـاث وتجارب علمية كلفت ما يزيد على (60) مليون دولار، واستغرقت نحـوا من 14 عاما.

أما الخواص والمزايا التى تتميز بها ألياف تانسل فالمتانة والنعـومة فهي أقـوى من القطن ولا تقل نعومة وحنانا عن المخمل، ثم إنها تسمح بـالاستعمال لأغـراض عديدة: فسـاتين سهرة للنساء وبنطلونات جينز للشباب.

وهي كالحرير الطبيعي في حسن تكيفها وتقاوم التجعـد إلى حـد كبير، أضف إلى ذلك كله أن ألياف تانسل هي الألياف الصنـاعية الأولى التـي يمكـن أن تسمـى "خضراء" نظرا لملاءمتها للبيئة، ولا عجـب فهي تصنع من لـب الخشب "pulp" لما يضيفون إلى اللب محاليل مناسبة ثم يصفون الخليط ويعمدون بعـد ذلك إلى الضغط على رواسبه وإفرازها Extruded لتصبـح شعيرات Filaments وتغسل هـذه الشعيرات وتجفف لتصبح أليافـا بالمعنى الدقيق- fi bres

والجدير بالذكر أن أثـمان ألياف تـانسل غالية نسبيا، في المرحلة الأولى على الأقل، فهي أغلى من أثمان القطن بنحـو 60% وأغلى أيضا من أسعار الرايون الفسكوز بحوالي 50%.

 

يوسف زعبلاوي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




الكلب الاصطناعي الذي يولج لقمل بمعدل (12000) قملة يوميا





الكلب الاصطناعي الذي يولج لقمل بمعدل (12000) قملة يوميا





عارضة أزياء يابانية تعرض زيا من التانسل في طوكيو