الغضب عند الأطفال

الغضب عند الأطفال

الغضب من أسوأ الحالات تصلبًا وعنادًا بين كل الحالات المزاجية التي يرغب الناس في الهروب منها، وأحد الانفعالات الأساسية للإنسان التي تعتبر إشارة إلى مواجهة الضغوط وعوامل الإحباط في الحياة، ويكمن الخطر الناتج من الغضب عندما يتراكم داخل النفس البشرية حيث تنتج عنه الأمراض والاضطرابات النفسية المختلفة، فالانفعال استجابة متكاملة للكائن الحي تعتمد على الإدراك للموقف الخارجي أو الداخلي وتشمل تغيرات وجدانية مركبة وتغيرات فسيولوجية.

 

أولًا: تعريف الغضب
هو حالة نفسية يشعر بها الإنسان، الصغير والكبير، الصحيح والعليل، لكن هناك فروقًا بين الأفراد في الاستجابة لهذه الحالة الانفعالية، ويرى الإمام الغزالي أن المريض أسرع غضبًا من الصحيح، والمرأة أسرع غضبًا من الرجل، وذا الخلق السيئ أسرع غضبًا من صاحب الفضائل، والغضب هو الشدّة، وهو ثوران القلب وإرادة الانتقام، وهو استجابة انفعالية حادة تثيرها مواقف التهديد أو العدوان أو الإحباط أو خيبة الأمل، ويختلف الغضب عن الكراهية، لأن الغضب قصير الأمد، بينما الكراهية طويلة الأمد، ودرجات الغضب تبدأ من الغضب البسيط كالاستثارة والضيق وتنتهي بالغضب الشديد المتمثل في التمزيق والتدمير والعنف، ويتسم سلوك الطفل بالهياج الشديد والصراخ والتذمر.

ثانيًا: مظاهر الغضب
غالبًا ما تكون الظروف البيئية هي التي تزيد من الغضب، وكذلك أسلوب الفرد في التفكير وإدراكه للأحداث، وتشمل مظاهر الغضب تغيرات داخلية (كارتفاع ضغط الدم - وسرعة التنفس - زيادة التنفس - ارتعاش اليدين) وتغيرات خارجية (السلوك العنيف - تعبيرات الوجه - طريقة النطق - جحوظ العينين).

ثالثًا: آثار الغضب
- الحقد في القلب
- الشتم والسبّ.
- الخصومة والعداوة والشقاق.
- قد تصل إلى طلاق الزوجة.
- الضرب والقتل وقد يصل إلى القتل.
- الدعاء على نفسه وأهله وأولاده.

رابعًا: صور تعبير الأطفال عن مشاعر الغضب
يرى بعض العلماء أن الغضب لدى الأطفال يأخذ الصور التالية:
-1 يأخذ الغضب في السنوات الأولى لدى الأطفال شكل نشاط غير موجّه يتمثل في:
الصراخ - الرفس - العض - إلقاء نفسه على الأرض... إلخ.
-2 ويعبّر طفل الرابعة عن غضبه لفظيًا عن طريق السب، والتوعد، والتهديد... إلخ.
-3 وطفل التاسعة وما بعدها يعبّر عن غضبه بالتمتمة ببعض الألفاظ، مع تغيرات في الوجه... إلخ.

خامسًا: أسباب الغضب لدى الأطفال
هناك عوامل عديدة تؤثر في إحداث الغضب عند الأطفال، ومعظم أسباب الغضب تأتي من الآخرين المحيطين به، وسنوضح فيما يلي أسباب حدوث الغضب عند الطفل:
-1 إجبار الطفل على القيام بعمل ما هو لا يحبه، كأن تأمره والدته بأن يحضر كأسًا من الماء لأخته الكبيرة مثلًا.
-2 التعرض لأوامر عديدة ومستمرة من قبل والديه مما يسهم في تراكم الضغوط التي تجعله ينفجر غضبًا كأن تأمره والدته بأن يرتدي هذا اللباس، ويتناول وجبه الغداء، ويستعد للدراسة، وهكذا مما يعرقل حرية الطفل ونشاطه.
-3 تكليف الطفل بأعمال تفوق طاقته ولومه على التقصير، مثل أن يكمل واجباته بوقت قصير، أو حفظ جزء كبير من القصيدة ، ما يعرض الطفل للإحباط.
-4 فقد ألعاب الطفل التي يحبها أو يقوم أحد إخوته بكسر أحد ألعابه المفضلة.
-5 انتقاد الطفل أو لومه أو إغاظته أمام أشخاص لهم مكانة عند الطفل.
-6 التدليل الزائد من قبل والديه بحيث تتم الاستجابة لجميع طلبات الطفل، وإذا حدث في إحدى المرات عدم تلبية رغبته يتسبب ذلك في حدوث نوبات من الغضب والصراخ.
-7 القسوة الشديدة وحرمان الطفل من تلبية رغباته كأحد العوامل الرئيسية في إحداث الغضب لدى الطفل.
-8 تعرض الطفل لأوامر متناقضة من قبل والديه كأن يكون للأب موقف إيجابي نحو ما يقوم به الطفل، بينما للأم موقف متناقض أو عكس الأب.
-9 حرمان الطفل من الاهتمام والرعاية والمحبة من الكبار.
-10 يغضب الطفل إذا أخفق في دراسته أو فشل في الامتحان مما يعرضه لعدم فهم من والديه ونقد ولوم شديد منهما.

سادسًا: الأساليب العلاجية لعلاج انفعال الغضب
التحكم في الغضب والسيطرة على النفس من الأمور بالغة الأهمية لكي ينجح الانسان في حياته، ويستطيع أن يتوافق مع نماذج البشر على اختلاف طباعها وأخلاقها، وأيضًا لكي يتجنب ما يسببه الغضب من اضطرابات نفسية وعضوية متعددة، ويتفادى كثرة التصادم والاحتكاك والذي يحصد بسبب خصومات وعداوات كثيرة وتتعدد الأساليب العلاجية والإرشادية التي يمكن من خلالها مواجهة انفعال الغضب عند الطفل ومن بينها ما يلي:
-1 الإبعاد أو الإقصاء:
هو إجراء عقابي هدفه تقليل السلوك
غير المقبول، ويقوم على افتراض أن السلوكيات غير المرغوبة التي يأتيها الفرد تدعم وتعزز من الأشخاص الذين حوله.
ويأخذ الإقصاء أحد الشكلين التاليين:
أ‌- إقصاء الطالب عن البيئة المعززة، وذلك بعزله في غرفة خاصة لا يتوفر فيها التعزيز وتسمى «غرفة الإقصاء» أو «العزل».
ب- سحب المثيرات المعززة من الطالب لمدة زمنية محددة بعد تأدية السلوك غير المرغوب فيه مباشرة.
-2 تعزيز السلوك السوي:
يقوم الأب أو الأم أو الأخصائي النفسي بتنظيم بعض المواقف المحيطة وجعل الطفل العدواني يمر بها للتعرف على ردة فعله، فإذا كان رد فعله سوياً يتم تعزيز ذلك السلوك من خلال أنواع التعزيز المتنوعة والتي من بينها: المعززات الغذائية والاجتماعية والمادية والرمزية ■