عزيزي القارئ

عزيزي القارئ
        

اعرف عصرك أيها العربي

          كان ميلاد مجلة «العربي» في ديسمبر 1958 توثيقا لمشهد النهضة التحررية والاستقلالية والقومية والوطنية التي اجتاحت الخريطة العربية. ويأتي هذا العدد بين أيدي قراء المجلة وسط ملامح ميلاد جديد، تبدأ فيه «العربي» رصد تلك الوجوه الجديدة، كما حرصت طوال العقود الماضية.

          ولعل الملمح الأول فيما يراه رئيس التحرير ضمن حديثه الشهري، متحدثًا عن الثورة المصرية باعتبارها ثورة عصر، فلم تكن الثورة حركة جياع أو غضب طوائف، وإنما كانت ثورة عصر أراد أن يفرض نفسه، عصر الرأي الذي يمثل الفكر والرؤية الثاقبة، لواقع الحياة، كانت ثورة عقل يعمل على مقاومة الكبت والمنع والمصادرة.

          التحية للثورة المصرية تسجلها قصيدة جديدة للشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين، والتحية للعصر الجديد تبدو ملامحها في هذا العدد ونحن نقدم للمرة الأولى رحلة إلى مدينة عربية، هي بيروت، بالريشة والقلم، وهي دعوة مفتوحة لقراءة بصرية تتجاوز الألوان والحروف لتحاور روح المكان والبشر. 

          أمامنا تحديات كثيرة، نقرأها على صفحات هذا العدد، وهي ليست فقط ما يواجه الإسلام والمسلمين، ولا ما يعاند الوحدة العربية، ولا ما يدمر ذاكرتنا الأدبية، ولكنها التحديات التي يفرضها العصر الجديد. لقد بدأت «العربي» عددها الأول بشعار: اعرف وطنك أيها العربي، وهي اليوم تجدد نفسها وشعارها: اعرف عصرك أيها العربي.

          تلمس العصر يأتي من معرفة الماضي وقراءة المستقبل، هكذا سنسبح بين تاريخ الورق والكتاب الإلكتروني، مثلما ستأتي معرفته في زوايا أخرى في الفنون والآداب، خاصة تلك التي تستلهم الغرب وحداثته. أما الوعي بأهمية الوسائط الإعلامية في إعادة قراءة التاريخ فنجده مع نقد لمسلسل عرضته شاشات عربية يستعيد روحًا عربية بعد أكثر من 13 قرنًا، طارحًا تساؤلات عدة عن ماهية التاريخ وصدقه، والفن وخياله.

          وبين الرحلة في التاريخ، والرحلة إلى بقاع الأرض، رحلات أخرى على متن قافلة الآداب، والفنون والعلوم، وهي الرحلات التي ندعوك لرفقتها أيها القارئ الكريم.

 

 

 

المحرر