الصفراوات الحياة بِالّلون الأصفر المُبهِر
غالبًا ما يرتبطُ (الأصفرُ)، لون ضوء الشمس والذهب والنرجس، بالدفء والتفاؤل. وهو لون يصعبُ تفويتُه عندما يظهر في الطبيعة، وله وظائف كثيرة، منها استخدامه من قِبَل النباتات لِجذب ناقلات حبوب اللقاح، ولجوء بعض الحيوانات إليه لِيحمل تحذيرًا صارخًا للحيوانات المفترِسة المحتمَلة.
وليس أصدق من أزهار النرجس المتدفّقة عبر التربة الشتوية علامةً على حلول الربيع. إنها تزدهر في كل مكان: الحدائق، الحقول، جوانب الطُّرق، لتبشّر بالطقس الدافئ. إنه النرجس البرّي، وهو أصغر من بعض الأصناف التي يزرعها المربّون والبستانيون.
ولسبب غير معروف، أصبحت مساحات أزهار النرجس البرّي نادرة في مواقع كانت غنية بها من قبل، مثل المملكة المتّـحدة.
وثمّة كائنات لم ينعم الله عليها باللون الأصفر، مثل العنكبوت شبيه السلطعون، الذي يلجأ إلى تغيير لونه من الأبيض إلى الأصفر، عن طريق دفع صبغة تنتشر في الطبقة الخارجية من خلايا جسمه، وقد يستغرق تغيير اللون بضعة أيام ليكتمل، ولكن للضرورة أحكامها. والأصفر مفيد كتقنية صيد.
ولا يوجد مكان فوق سطح الأرض لا يعرف سكّانه الموز على امتداد العام. وهو ليس نوعًا وحيدًا، فثمّة مئات الأنواع من الموز، ولكن الأنواع التي اعتدناها هي تلك التي يتحوّل لونها من الأخضر إلى الأصفر عندما تنضج. ويحدث ذلك لأن كمية صبغة الكلوروفيل الخضراء الموجودة في قشرة الموز تتناقص بمرور الوقت، فتسمح للأصباغ الأخرى الموجودة تحتها بالظهور. ولا ينتهي الأمر لصالح أصباغ اللون الأصفر في كل الأحوال فثمّة أصباغ حمراء وأرجوانية تعطي أنواعًا من الموز الناضج بهذه الألوان.
يتّخذ السمندل الناري اللَّونَين الأسود والأصفر، ومن السهل أن تصادفه بين أكوام من أوراق الشجر الرطبة وداخل فجوات في جذوع الأشجار المتآكلة، أو تحت الصخور وجذوع الأشجار. ونظام الدفاع الرئيسي للحيوان هو سلسلة من الغدد السامة في الجلد، تحتوي على سموم عصبية يمكن أن تسبب تشنّجات عضلية وفرطًا في التنفس. وتُعتبر البقع الصفراء تحذيرًا واضحًا للحيوانات المفترسة من المصير الذي ينتظرها إن طالتها عضّة من السمندل.
والأُشنة كائن حيّ يعيش على الدوام في علاقة تكافلية مع فطر، فينموان معًا، حتى إنهما يبدوان كفرد واحد. وهذا النوع من الأشنات أصفر اللون بسبب صبغة تسمى الباريتين تحميه من الأشعة فوق البنفسجية الضارّة. وربما تكون الأشنات التي تنمو في الظل أقل سطوعًا، لأنها تكتفي من صبغة الباريتين بالقدر الذي يوفّر لها الحماية من دخول الكثير من الضوء إلى طبقاتها الداخلية.
وذكور الطائر المُغرِّدُ الأصفر أكثر اصفرارًا من الإناث والصغار، مع وجود بقع كستنائية على الصدر. وينتج اللون الأصفر من أصباغ كاروتينية، يحصل عليها الطائر من غذائه.
أما حشرات المَنِّ الصفراء، فهي الحيوانات الوحيدة التي يمكنها إنتاج الكاروتينات، التي تُعدّ الأصباغ الأكثر شيوعًا في الطبيعة، وقد حصل أسلافها على الجينات للقيام بذلك من الفطريات المنتجة للكاروتينويد.