وتريات

وتريات
        

برقيات أدبية

إلى قلم مأجور

شدْوُك المزيف لا يطرب إلا التافهين.

إلى سوط

كم تتمنى أن تجلد ظهر الجلاد وكم يتمنى الجلاد أن يقطعك على ظهر الضحية.

إلى مريض مقعد

أنّاتك حبر لصفحات الألم المفترس فما أقسى أن يتحوّل الموت عندك إلى حلم!

إلى قفص

حطّم نفسك فإنك لن تقدر على مقاومة أشواق العصافير إلى الحرية.

إلى الصحراء

أقفرت من الماء والعشب والشجر، وهذا لا يعني أنك خاوية تمامًا لأن القمر مازال يمنحك سحره وجماله في الليل.

إلى شمعة

تقتلين الظلام كل لحظة وتبكين عليه في آن واحد فأنت القاتلة النادمة.

إلى غابة

ينسى الشعراء وهم يتوقون إليك أنياب الوحوش المفترسة.

إلى مبدع

خسرت الجسد والمال وربما السعادة, لكنك ربحت الخلود.

إلى مجنون

لا أعتقد يا عزيزي أنك راغب في العودة إلينا, وقد تلعن الطبيب الذي يمكن أن يبعثك من جديد.

إلى وردة

حبيبتي لو لم تبدعك يد الله لخلت الحياة من أي معنى، فواعجبي ممن لا يباركون عطرك القدسي وممن تدوس أقدامهم نعومة الجسد الشهي.

إلى كادح

تسيل قطرات العرق على وجهك مثل لآلئ ترصع تيجان الملوك, فأنت تصنع مجدك ومجدهم مصنوع.

إلى متشائم

ستموت مسمومًا وصانع السم أنت.

إلى رماد

ستذروك الرياح سواء كنت في الماضي شجرة ورد في حديقة السلطان أم أشواكًا في حقول العبيد.

إلى إنسان صامت

اعلم أنه ليس الصمت على الدوام حكمة بل قد يكون خنجرًا مسمومًا يطعن خاصرة الأبرياء

إلى مفتاح

قد تكون أغلى ما في الوجود تتعلق بك قلوب المحرومين والمتخمين والظالمين والمظلومين فكل يريدك لشأن.

إلى امرأة تبكي في الليل

نعم, نعم تستحقين الشفقة لأن دموعك هذه المرة حقيقية.

إلى قطرة دم

أنت بذرة حمراء أنبتت تمثال الحرية.

إلى جرح نازف

المأساة الكبرى ليست في قطرات الدم التي تسيل منك وإنما في قهقهة الخنجر.

إلى طاحونة

يا لشدة فرحنا حين لم يفطن الصغار إليك.

إلى أمل متجدد

أنت أكبر فنان في الوجود بمقدورك أن تجعل الدم يغني أعذب الألحان حين يغلي غضبًا.

إلى سائح

هنيئًا لك أيها الإنسان فأنت مَن يقطف ثمار الحرية.

إلى نحّات

مهما كانت موهبتك فذّة فإنك لن تقدر على صنع تمثال لمخادع.

إلى قطار

لو اختار العقل جمادًا يسكن فيه لاختارك أنت لأنك تسير في طريق مستقيم.

إلى عاصفة

يتجسّد العدل فيك حين تصاب المباني العالية بالأضرار أكثر من غيرها.

إلى قناع

ما أسوأ المهمة التي تقوم بها فأنت تدافع عن القبح والكذب والنفاق، وحين تسقط عن الوجوه الشريرة تزدهر حناجر المظلومين بالأغاني وأناشيد الفرح وعندها لن يرحمك التاريخ.

إلى البهائم

أنت لا تعرفين أن الابتسام سرّ السعادة، إنك أنت الضحية وربما لا يستحق الشفقة مخلوق أكثر منك.

إلى طفل

ما أشهى أن تبقى طفلاً, ستعرف ذلك حين يسير بك قطار العمر

د. مصطفى قدور العيسى
إدلب - سورية